Translations:Yirmi Dördüncü Söz/344/ar
نعم، إن اليَقِظَ يستطيع أن يعبّر عن رؤيا النائم، بينما النائمُ الذي يسمع مَن حوله من اليقظين قد يطبق كلامَهم بشكل ما في منامه، فيعبّر عنه بما يلائمه في النوم.
فيا أيها المنوَّم بالغفلة والفلسفة المادية، ويا عديمَ الإنصاف! إنّ الذي يقول الله تعالى في حقه: ﴿ مَا زَاغَ الْبَصَرُ وَمَا طَغٰى ﴾ (النجم:١٧) والذي يقول عن نفسه «تنامُ عيناي ولا ينامُ قلبي» 21 هو اليقظان الحقيقي. فلا تُنكِر ما يراه هو، بل عَبّر عنه وجِدْ تعبيرا له في رؤياك، والتمس له تفسيرا. إذ لو لسعتْ بعوضة شخصا نائما، فإن آثار ذلك تظهر عليه وكأنه قد جُرح في الحرب. وإذا ما استُفسر عنه بعد صحوِه، فسيقول: نعم كنت في حرب دامية والمدافع مصوّبة نحوي! بينما اليقظون الذين حولَه يأخذون اضطرابه هذا مأخذَ الاستهزاء. فنظرُ الغفلة المنوِّمة وفكرُ الفلسفة المادية لا يمكن أن يكونا قطعا مَحَكَّا للحقائق النبوية.