Translations:Yirmi Dördüncü Söz/346/ar
ولهذا فقد تقدم أهلُ العلم التجريبي كثيرا في معرفة خواص الموجودات وتفاصيلها وأوصافها الدقيقة، في حين تخلّفوا كثيرا حتى عن أبسط المؤمنين وأقلِّهم علما في مجال العلم الحقيقي وهو العلوم الإلهية السامية والمعارف الأخروية.
فالذين لا يدركون هذا السرّ، يظنون أنّ علماء الإسلام متأخرون عن علماء الطبيعة والفلاسفة. والحال أن من انحدرت عقولُهم إلى عيونهم وأصبحوا لا يفكرون إلّا بما يرون، وغرقوا في الكثرة من المخلوقات، أنّى لهم الجُرأة ليلحقوا بوَرثة الأنبياء عليهم السلام الذين بلغوا المقاصد الإلهية السامية وغاياتها الرفيعة العالية.