Translations:Yirmi Üçüncü Lem'a/89/ar
فالجواب: أنَّ الخالق الحكيم العليم سبحانه، قد خلق هذا الكون بمثابة شجرة، وجعل أرباب الشعور ثمارها الكاملة، وكرّم الإنسان باعتباره أجمع ثمرة لأرباب المشاعر، وجعل الشكر والعبادة أفضل ما تثمره حياة الإنسان، بل هما -الشكر والعبادة- نتيجة خلقه وغاية فطرته وثمرة حياته.
فهل يمكن عقلاً لهذا الحاكم المطلق والآمر الفرد، وهو الواحد الأحد، أن يسلّم أمر الإنسان الذي هو ثمرة الكون كله إلى غيره من «الأسباب» ويسلم ثمرة حياته -وهي الشكر والعبادة- إلى الآخرين، بعدما خلق الكون كله لمعرفة ألوهيته، ولمحبة ربوبيته، فهل يمكن أن يجعل نتيجة الخلق، وثمرة الكون تسقط بين أشداق عفونة العبث؟! حاشَ لله وكلا، سبحان الله عمّا يشركون.
ثم هل يمكن أن يرضى سبحانه بما يخالف حكمته وربوبيته بجعل بعض الأسباب مقصودةَ عبادةِ المخلوقات؟ علماً بأنه سبحانه وتعالى قد أشهر نفسه وعرّفها وحبّبها بأفعاله وألطافه في هذا العالم.
فكيف يرضى سبحانه -بعد هذا كله- أنْ يدع تحبّب أفضل مخلوقاته وأكملهم عبودية وشكراً وحمداً إلى غيره من المخلوقات، وكيف يسمح لمخلوقاته أن تنساه بعد أن أظهر بأفعاله مقاصده السامية في الكون: وهي معرفته، ثم عبادته؟ حاشَ وكلا، فسبحان الله عما يقولون علواً كبيراً.
ماذا تقول أيها الصديق بالذي سمعته آنفاً؟