66.402
düzenleme
("فَذكَّرَهُم الأُسْتاذُ بخُطبتِه المذكورةِ آنفًا، فاستَمعُوا إليهِ خاشِعينَ، وتَقبَّلوا كلامَه بكلِّ رضًى واطمِئنانٍ، فغنِمُوا أيَّما غَنيمةٍ، إذ عَمِلوا ضمنَ مرضاةِ سُلطانِهم، فرَضِيَ عنهم السُّلطانُ بما أَبدَوْا من رِضًى وسُرورٍ بأوامِرِه؛ فدَ..." içeriğiyle yeni sayfa oluşturdu) |
("وهكذا.. بَعدَ أداءِ هذه الوظائِفِ في المقاماتِ السَّابقَةِ، والقيامِ بالعِبادَةِ اللازمَةِ بمُعاملةٍ غِيابيَّةٍ، لدَى مُشاهَدةِ المخلوقاتِ، ارتَقَوْا إلى درجةِ النَّظرِ إلى مُعامَلةِ الصانعِ الحكيمِ وشُهودِها ومُعامَلةِ أفعالِه مُعامَلةً حُضوري..." içeriğiyle yeni sayfa oluşturdu) |
||
52. satır: | 52. satır: | ||
</ref>) التي تَزيَّنَ كلٌّ منها وانتَظمَ بما يُلائِمُه من مخلوقاتٍ.. أمّا الصَّنَائِعُ الغرِيبةُ في ذلك القصر فهي مُعجِزاتُ القُدرةِ الإلهيَّةِ الظاهرةِ في عالَمِنا لِكلِّ ذي بَصرٍ وبَصيرَةٍ.. وأما الأطعِمةُ اللذيذَةُ التي فيه، هي عَلاماتُ الرَّحمةِ الإلهيَّةِ من الأثْمارِ والفواكِه البدِيعةِ التي تُشاهَد بكلِّ وُضوحٍ في جميعِ مواسِمِ السَّنةِ وخاصةً في الصَّيفِ وبالأخَصِّ في بَساتِينِ «بارلا»؛ ومَطبخُ هذا القَصرِ هو سَطحُ الأرضِ وقَلبُها الذي يتَّقِدُ نارًا. | </ref>) التي تَزيَّنَ كلٌّ منها وانتَظمَ بما يُلائِمُه من مخلوقاتٍ.. أمّا الصَّنَائِعُ الغرِيبةُ في ذلك القصر فهي مُعجِزاتُ القُدرةِ الإلهيَّةِ الظاهرةِ في عالَمِنا لِكلِّ ذي بَصرٍ وبَصيرَةٍ.. وأما الأطعِمةُ اللذيذَةُ التي فيه، هي عَلاماتُ الرَّحمةِ الإلهيَّةِ من الأثْمارِ والفواكِه البدِيعةِ التي تُشاهَد بكلِّ وُضوحٍ في جميعِ مواسِمِ السَّنةِ وخاصةً في الصَّيفِ وبالأخَصِّ في بَساتِينِ «بارلا»؛ ومَطبخُ هذا القَصرِ هو سَطحُ الأرضِ وقَلبُها الذي يتَّقِدُ نارًا. | ||
وما رَأيتَه في الحكايةِ من الجواهِرِ في تلك الكنوزِ الخفيَّةِ، هي في الواقِع أمثلةٌ لتَجلِّياتِ الأسماءِ الحسنَى المقدَّسَة؛ وما رأيناه من النقوشِ ورُموزِها، هي هذه المخلوقاتُ المزيِّنةُ للعالَمِ، وهي نُقوشٌ مَوزُونةٌ بقلمِ القُدرَةِ الإلهيَّةِ الدَّالةِ على أسماءِ القديرِ ذي الجلالِ. | |||
أمّا ذلك المعلِّمُ الأستاذُ فهو سَيِّدُنا، وسيِّدُ الكَونَينِ مُحمَّدٌ ﷺ، ومُساعِدوهُ همُ الأنبياءُ الكرامُ عليهم السلام، وتلامِيذُه هُمُ الأولياءُ الصالحونَ، والعلماءُ الأصفياءُ؛ أما خُدَّامُ السلطانِ العظيمِ فهمْ إشارةٌ إلى الملائِكةِ عليهمُ السلامُ في هذا العالَمِ؛ وأمّا الضيوف الذين دُعُوا للتنزُّهِ والضِّيافةِ فهم إشارةٌ إلى الجنِّ والإنسِ وما يخدُمُ الإنسانَ من حيواناتٍ وأنعامٍ في دار ضِيافةِ الدنيا هذه. | |||
أمّا الفريقان: فالأوَّلُ: هم أهلُ الإيمانِ الذين يتَتلمَذونَ على مائدةِ القرآنِ الكريمِ الذي يُفسِّرُ آياتِ كتابِ الكَونِ . | |||
والآخَرُ: هم أهلُ الكُفرِ والطغيانِ الصُّمُّ البُكمُ الضَّالُّونَ الذينَ اتَّبعُوا أهواءَهم والشَّيطانَ، فما عَرَفوا من الحياةِ إلّا ظاهرَها، فهم كالأنعامِ بل هم أضلُّ سبيلًا. | |||
أمّا الفريقُ الأوَّلُ الذينَ همُ الأبرارُ السُّعداءُ؛ فقد أنصَتُوا إلى المعلِّمِ العظِيمِ والأستاذِ الجليلِ ذي الحقيقَتَينِ؛ إذ هو عَبدٌ، وهو رَسولٌ؛ فمن حيثُ العُبودِيَّةُ يُعرِّفُ ربَّه ويَصفُه بما يليقُ به من أوصافٍ، فهو إذن في حُكمِ مُمَثِّلٍ عن أُمَّتِهِ لدى الحضرةِ الإلهيَّةِ.. ومن حيثُ الرِّسالةُ يُبلِّغُ أحكامَ ربِّه إلى الجنِّ والإنسِ كافَّةً بالقرآنِ العظيمِ. | |||
فهذه الجماعةُ السعيدَةُ بعدما أصْغَوْا إلى ذلك الرَّسولِ الكريمِ ﷺ وانصاعُوا لأوامِرِ القرآنِ الحكيمِ، إذا بهم يَرَونَ أنفُسَهم قد قُلِّدوا مُهمَّاتٍ لطيفةً تترقَّى ضِمنَ مقاماتٍ سامِيةٍ كثيرةٍ، تلك هي الصَّلاةُ، فِهْرِسُ أنواعِ العِباداتِ. | |||
نعم، لقد شَاهَدوا بوُضوحٍ تفَاصِيلَ الوظائفِ والمَقاماتِ الرفيعَةِ التي تُشِيرُ إليها الصَّلاةُ بأذكارِها وحَركاتِها المتنوِّعةِ، على النَّحوِ الآتي: | |||
أوَّلا: بمُشاهَدتِهمُ الآثارَ الرَّبانيَّةَ المبثوثَةَ في الكون، وجَدوا أنفُسَهم في مقامِ المُشاهِدِينَ لِمَحاسِنِ عظمةِ الربوبيَّةِ، بمُعامَلةٍ غِيابيَّةٍ، فأدَّوْا وظيفةَ التكبيرِ والتَّسبيحِ، قائلينَ: اللهُ أكبرُ. | |||
ثانيا: وبظُهورِهِم في مَقامِ الدُّعاةِ والأدِلّاءِ إلى بَدائعِ صنائِعِه سبحانَه وآثارِه السَّاطعةِ، التي هي جَلَواتُ أسمائِه الحسنَى، أدَّوْا وظيفةَ التَّقدِيسِ والتحميدِ بقولهِم: سبحانَ الله والحمدُ لله. | |||
ثالثا: وفي مقامِ إدراكِ النِّعَمِ المُدَّخَرَةِ في خزائنِ الرحمةِ الإلهيَّةِ بِتَذوُّقِها بحَواسَّ ظاهِرةٍ وباطِنةٍ شَرعُوا بوظيفةِ الشُّكرِ والحَمدِ. | |||
رابعا: وفي مَقامِ معرفةِ جواهِرِ كنوزِ الأسماءِ الحسنَى وتقديرِها حقَّ قَدرِها بمَوازِينِ الأجهِزةِ المعنويَّةِ المودَعةِ فيهم، بَدؤُوا بوظيفَةِ التَّنزِيهِ والثَّناءِ. | |||
خامسا: وفي مَقامِ مُطالَعةِ الرسائلِ الرَّبانيَّةِ المُسطَّرةِ بقلَمِ قُدرَتِه تعالى بمِسطَرِ القَدَرِ، باشَروا بوظيفةِ التَّفكُّرِ والإعجابِ والاستِحسانِ. | |||
سادسا: وفي مَقامِ التَّنزِيه بإمْعانِ النَّظرِ إلى دِقَّةِ اللطفِ في خَلقِ الأشياءِ، ورِقَّةِ الجمالِ في إتقانِها، دخلُوا وَظيفةَ المحبَّةِ والشَّوقِ إلى جمالِ الفاطِرِ الجليلِ والصانِعِ الجَميلِ. | |||
< | وهكذا.. بَعدَ أداءِ هذه الوظائِفِ في المقاماتِ السَّابقَةِ، والقيامِ بالعِبادَةِ اللازمَةِ بمُعاملةٍ غِيابيَّةٍ، لدَى مُشاهَدةِ المخلوقاتِ، ارتَقَوْا إلى درجةِ النَّظرِ إلى مُعامَلةِ الصانعِ الحكيمِ وشُهودِها ومُعامَلةِ أفعالِه مُعامَلةً حُضوريَّةً، وذلك أنَّهُم: قابلوا أوَّلا تعريفَ الخالقِ الجليلِ نفسَه لذوِي الشُّعورِ بمُعجِزاتِ صَنعتِه.. قابَلوهُ بمعرفةٍ مِلؤُها العَجَبُ والحَيرةُ قائلين: سُبحانكَ ما عَرفْناكَ حقَّ مَعرِفتِك(<ref> | ||
انظر: المناوي، فيض القدير 2/410؛ الطبراني، المعجم الكبير 2/184؛ الحاكم، المستدرك 4/629؛ البيهقي، شعب الإيمان 1/183. | |||
</ | </ref>) يا مَعروفُ بمعجزاتِ جميعِ مَخلوقاتِكَ. | ||
ثم استجابوا لتَحبُّبِ ذلك الرحمنِ بثَمراتِ رَحمتِه سبحانَه، بمَحبَّةٍ وهُيامٍ مُردِّدِينَ: | |||
﴿ اِيَّاكَ نَعْبُدُ وَ اِيَّاكَ نَسْتَع۪ينُ ﴾. | |||
اِيَّاكَ نَعْبُدُ وَ اِيَّاكَ | |||
<div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr"> | <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr"> |
düzenleme