64.902
düzenleme
("كتبت هذه المسألة لأجل حل الإشكال ورفع المناقشة الدائرة حول حديث شريف (<ref>نص الحديث الذي دارت حوله المناقشة:<br> عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: أرسل ملك الموت إلى موسى عليهما السلام، فلما جاءه صكّه فرجع إلى ربه، فقال: أرسلتني إلى عبد لا يريد الموت. فردّ الله..." içeriğiyle yeni sayfa oluşturdu) |
("وكذا الرؤيا قد تظهر بما يخالف الواقع والحقيقة فيتصورها الإنسان شراً رغم أنها خير، فتدفعه إلى سوء الظن والسقوط في اليأس، ونقضِ عرى قواه المعنوية. فهناك كثيرٌ من الرؤى ظاهرُها مخيف، مضر، قبيح، إلّا أن تعبيرها حسن جداً، ومعناها جميل. وحيث إنَّ كل إنسان لا..." içeriğiyle yeni sayfa oluşturdu) |
||
158. satır: | 158. satır: | ||
سنشير إلى تلك الحقيقة إشارةً مجملة، مكتفين بما ذكرناه من تفاصيل في رسائل النور (منها الغصن الثالث من الكلمة الرابعة والعشرين والغصن الرابع منها، والأساس الخاص بأقسام الوحي في مقدمة المكتوب التاسع عشر). | سنشير إلى تلك الحقيقة إشارةً مجملة، مكتفين بما ذكرناه من تفاصيل في رسائل النور (منها الغصن الثالث من الكلمة الرابعة والعشرين والغصن الرابع منها، والأساس الخاص بأقسام الوحي في مقدمة المكتوب التاسع عشر). | ||
والحقيقة هي أنَّ الملائكة لا ينحصرون في صورة معينة واحدة كالإنسان، وإنما هم في حُكم الكلي، رغم أن لهم تشخصاتهم. فعزرائيل عليه السلام هو ناظر الملائكة الموكّلين بقبض الأرواح ورئيسُهم. | |||
سؤال: هل عزرائيل عليه السلام هو الذي يقبض الأرواح بالذات، أم أن أعوانه هم الذين يقبضونها. | |||
الجواب: هناك ثلاثة مسالك بهذا الخصوص: | |||
المسلك الأول: أنَّ عزرائيل عليه السلام هو الذي يقبض روحَ كل فرد. فلا يمنع فعلٌ هنا فعلاً هناك؛ لأنه نوراني، والشيء النوراني يمكنه أن يحضر ويتمثلَ بالذات في أماكنَ غير محدودة، بوساطة مرايا غير محدودة. فتمثلات النوراني تملك خواصّه. وتعتبر عينَه وليست غيرَه. فتمثلات الشمس في المرايا المختلفة مثلما تُظهر ضوءَ الشمس وحرارتها، فإن تمثلات الروحانيين –كالملائكة- تُظهر أيضاً خواصَّها في المرايا المختلفة في عالَم المثال، فهي عينُ أولئك الروحانيين وليست غيرَهم. فالملائكة يتمثلون في المرايا حسب قابليات المرايا، فمثلاً: | |||
< | عندما كان جبرائيل عليه السلام يتمثل أمام الرسول ﷺ في مجلس الصحابة الكرام رضوان الله عليهم في صورة الصحابي «دحية الكلبي» (<ref>انظر: البخاري، المناقب ٢٥؛ فضائل القرآن ١؛ مسلم، فضائل الصحابة ١٠٠.</ref>) كان يتمثل في اللحظة نفسها في ألوف الأماكن في صور مختلفة، كما يسجد تحت العرش الأعظم مُطبقاً الآفاقَ بأجنحته الواسعة المهيبة شرقاً وغرباً، (<ref>البخاري، بدء الوحي ٣، بدء الخلق ٧، تفسير سورة المدثر ٣-٥؛ مسلم، الإيمان ٢٥٥، ٢٥٧، ٢٥٨.</ref>) فله إذن تمثّلٌ في كل مكان حسب قابلية ذلك المكان، وله حضورٌ في آن واحد في ألوف الأماكن. | ||
</ | |||
وهكذا، فحسب هذا المسلك: ليس محالاً قط، ولا هو بأمر فوق المعتاد، ولا هو أمر غيرُ معقول، أن يتعرضَ مثالُ ملَك الموت المتمثل للإنسان عند قبض روحه -وهو مثال جزئي إنساني- إلى لطمةِ سيدنا موسى عليه السلام وهو الشخصية العظيمة المهيبة من أولي العزم من الرسل، ثم فقؤه لعين تلك الصورة المثالية لملَك الموت، الذي لبس زيّ تلك الصورة. | |||
المسلك الثاني هو: أنَّ الملائكة العظام من أمثال سيدنا جبرائيل و ميكائيل و عزرائيل عليهم السلام، كلٌّ منهم بمثابة ناظر عام ورئيس، لهم أعوان من نوعهم وممن يشبهونهم، ولكن بطرازٍ أصغر. فهؤلاء المعاونون الصغار مختلفون حسب اختلاف المخلوقات الموكلين بهم. فالذين يقبضون أرواحَ الصالحين (<ref>عندما كان أحد الأولياء العظام في منطقتنا وهو الملقب بـ «سيدا» يعاني سكرات الموت وحضره ملك الموت الموكل لقبض روحه، استنجد بالله واستغاثه وصرخ قائلاً: «ليقبض روحي من هو الموكل لقبض أرواح طلاب العلوم، فأنا أحبهم حباً شديداً». وقد شهد على الحادثة من كان حاضراً ساعة وفاته.(المؤلف).</ref>) يختلفون عن الذين يقبضون أرواح الطالحين، فهم طوائف مختلفة من الملائكة بمثل ما تشير إليه الآيات الكريمة: ﴿ وَالنَّازِعَاتِ غَرْقًاۙ ❀ وَالنَّاشِطَاتِ نَشْطًا ﴾ (النازعات: ١-٢). | |||
< | فحسب هذا المسلك: فإن سيدنا موسى عليه السلام، لم يلطم سيدَنا عزرائيل عليه السلام، بل لطم الجسدَ المثالي لأحد أعوانه، وذلك بعنفوان النبوة الجليلة وبسطة جسمه وجلادة خلقه وحظوته عند ربه القدير. وهكذا يصبح الأمر معقولاً جداً. (<ref>كان في مدينتنا رجل شجاع، ولما حضره الموت قال لملك الموت: «أتقبض روحي وأنا طريح الفراش؟» فنهض بخفة من فراشه وامتطى جواده وسل سيفه، وكأنه في ميدان جهاد ومبارزة معه. ثم سلَّم روحه وهو على صهوة جواده. وتوفي وفاة الغيارى. (المؤلف).</ref>) | ||
</ | |||
< | المسلك الثالث: لقد بينّا في «الأساس الرابع من الكلمة التاسعة والعشرين»، وحسب دلالات أحاديثَ نبويةٍ شريفة: بأن هناك من الملائكة مَن يملكون أربعين ألفَ رأس، (<ref>انظر: الطبري، جامع البيان ١٥/ ١٥٦؛ ابو الشيخ، العظمة ٢/ ٥٤٧، ٧٤٠، ٧٤٢، ٧٤٧، ٣/ ٨٦٨؛ ابن كثير، تفسير القرآن ٣/ ٦٢.</ref>) وفي كل رأس أربعون ألف لسان -أي لهم ثمانون ألف عين أيضاً- وكل لسان يسبّح بأربعين ألف تسبيحة. فما دام الملائكة الموكلون موكّلين حسب أنواع عالم الشهادة، وهم يمثلون تسبيحات تلك الأنواع في عالم الأرواح، فلابد أن يكون لهم تلك الصورة والهيأة. | ||
لأن الأرض -مثلاً- وهي مخلوقة واحدة، تسبّح لله. وهي تملك أربعين ألف نوع من الأنواع، بل مئات الألوف منها، والتي كل منها بحكم رؤوس مسبّحة لها، ولكل نوع من الأنواع ألوف من الأفراد التي هي بمثابة الألسنة.. وهكذا. | |||
فالمَلَك الموكّل على الكرة الأرضية ينبغي أن يكون له أربعون ألف رأس، بل مئات الألوف من الرؤوس، ولابد أن يكون لكل رأس مئات الألوف من الألسنة.. وهكذا. | |||
فبناء على هذا المسلك: فإن عزرائيل عليه السلام له وجهٌ متوجه إلى كل فرد، وعينٌ ناظرة إلى كل فرد، لذا فلطمُ سيدنا موسى عليه السلام ليس هو لطماً على الماهية الشخصية لسيدنا عزرائيل -حاشاه- ولا على شكله الحقيقي، وليس فيه إهانة، ولا ردّ له، بل تصرُّفه هذا نابع من كونه راغباً في زيادة دوام مهمة الرسالة واستمرار بقائها، ولأجل هذا لطم -وله أن يلطمَ- تلك العين التي تراقب أجَلَه، والتي تريد أن تُنهي وظيفتَه على الأرض. | |||
والله أعلم بالصواب ولا يعلم الغيب إلّا هو. ﴿ قُلْ اِنَّمَا الْعِلْمُ عِنْدَ اللّٰهِ ﴾ (الملك: ٢٦). | |||
﴿ هُوَ الَّذ۪ٓي اَنْزَلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ مِنْهُ اٰيَاتٌ مُحْكَمَاتٌ هُنَّ اُمُّ الْكِتَابِ وَاُخَرُ مُتَشَابِهَاتٌۜ فَاَمَّا الَّذ۪ينَ ف۪ي قُلُوبِهِمْ زَيْغٌ فَيَتَّبِعُونَ مَا تَشَابَهَ مِنْهُ ابْتِغَٓاءَ الْفِتْنَةِ وَابْتِغَٓاءَ تَأْو۪يلِه۪ۚ وَمَا يَعْلَمُ تَأْو۪يلَهُٓ اِلَّا اللّٰهُۢ وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ يَقُولُونَ اٰمَنَّا بِه۪ۙ كُلٌّ مِنْ عِنْدِ رَبِّنَاۚ وَمَا يَذَّكَّرُ اِلَّٓا اُو۬لُوا الْاَلْبَابِ ﴾ (آل عمران: ٧). | |||
< | <span id="Üçüncü_Mesele_Olan_Üçüncü_Risale"></span> | ||
== المسألة الثالثة وهي الرسالة الثالثة == | |||
</ | |||
هذه المسألة جواب خاص جداً، فيه شيء من السرية والخفاء عن سؤال عام يسأله الأخوة عامة سواء بلسان الحال أو المقال. | |||
والسؤال هو: أنك تقول لكل من يأتي لزيارتك: | |||
«لا تنتظروا من شخصي همةً ومدداً، ولا تعدّوني شخصاً مباركاً، فأنا لست صاحبَ مقام. فكما يبلّغ الجندي الاعتيادي أوامرَ مقام المشير، فأنا كذلك أبلّغُ أوامرَ مشيرية معنوية رفيعة. وكما يقوم شخص مفلس لا يملك شيئاً بدور الدلّال لدكان مجوهرات غالية جداً، فأنا كذلك دلالٌ أمام دكان مقدس وهو القرآن الكريم». | |||
هكذا تقول لكل زائر قادم إليك، ولكن عقولَنا تحتاج إلى العلم كما أن قلوبَنا تطلب الفيضَ وأرواحُنا تنشد النور.. وهكذا نطلب أشياء كثيرةً بجهات شتى. ونأتي إلى زيارتك علّك تفي لنا بحاجاتنا، إذ نحن بحاجة إلى صاحب ولاية وصاحب همة وكمالات أكثر من حاجتنا إلى عالِم. فإن كان الأمر كما تقول، فقد أخطأنا إذن في زيارتك!.. هكذا يقول لسان حالهم. | |||
الجواب: اسمعوا خمسَ نقاط، ثم تفكروا في زيارتكم هل هي مُجدية أم أنها لا طائل وراءها، ومن بعدها احكموا ما شئتم! | |||
< | <span id="Birinci_Nokta"></span> | ||
=== النقطة الأولى === | |||
</ | |||
خادمٌ لسلطان عظيم أو جندي تحت إمرته، يسلّم إلى القواد العظام والمشيرين الكبار هدايا السلطان وأوسمتَه الرفيعةَ ويجعلهم في امتنان ورضى. فإن قال أولئك القواد والمشيرون: لِمَ نتنازل بتسلّم النعم السلطانية وإكرامه لنا من يد هذا الجندي البسيط؟! فلاشك أن ذلك يعدّ غروراً جنونياً. | |||
وكذلك إذا أعجب ذلك الجندي بنفسه ولم يقم احتراماً للمشير خارجَ وظيفته وعدّ نفسه أعلى درجة منه، فليس ذلك إلّا بلاهة وجنوناً. | |||
< | ولو تنازل أحد أولئك القواد الممتنّين وذهبَ إلى منـزل ذلك الجندي البسيط، الذي لا يجد ضيفُه الكريم عنده سوى كسرة خبز، فسوف يرسل السلطانُ الذي يعلم حال خادمه الأمين إلى منـزله طَبقاً من أطيب طعام وألذّه من مطبخه الخاص دفعاً للحرج عنه. | ||
</ | فكما أنَّ الأمر هكذا في خادم السلطان، كذلك خادم القرآن الصادق، إذ مهما كان من عامة الناس، إلاّ أنه يبلّغ أوامرَ القرآن الكريم باسم القرآن نفسه إلى أعظم إنسان من دون تردد ولا إحجام ويبيع جواهرَ القرآن الثمينة جداً لأغنى إنسان روحاً، بافتخار واعتزاز واستغناء من دون تذلل وتوسل. | ||
فهؤلاء مهما كانوا عظاماً لا يمكنهم أن يتكبّروا على ذلك الخادم البسيط أداءه لوظيفته. وذلك الخادم أيضاً لا يجد في نفسه ما يجعله يغترّ أمام مراجعة أولئك الأفذاذ له، فلا يتجاوز حدّه. | |||
وإذا ما نظر بعضُ المعجبين بجواهر خزينة القرآن المقدسة إلى ذلك الخادم نظر الولي الصالح واستعظموه، فخليق بالرحمة المقدسة للحقيقة القرآنية أن تمدّهم وتفيضَ عليهم بهمتها من الخزينة الإلهية الخاصة من دون علم ذلك الخادم ومن دون تدخّل منه لئلا يُخجل خادمَها ذاك أمام ضيفه الكريم. | |||
<span id="İkinci_Nokta"></span> | |||
=== النقطة الثانية === | |||
لقد قال الإمام الرباني مجدد الألفَ الثاني أحمد الفاروقي السرهندي: «إنَّ انكشافَ حقيقة من حقائق الإيمان ووضوحَها لهو أرجح عندي من ألفٍ من الأذواق والكرامات. ثم إن غايةَ جميع الطرق الصوفية ومنتهاها إنما هي انكشاف الحقائق الإيمانية وانجلاؤها». (<ref>انظر: الإمام الرباني، المكتوبات (المكتوب ٢١٠).</ref>) | |||
فما دام رائداً عظيماً للطريقة يحكم بهذا الحُكم، فلابد أن «الكلمات» التي تبين بوضوح تام الحقائقَ الإيمانية، والتي هي مترشحة من بحر الأسرار القرآنية تستطيع أن تعطيَ النتائجَ المطلوبة من الولاية. | |||
<div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr"> | <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr"> |
düzenleme