68.052
düzenleme
("حيث رأيت: أن الآمال المغروزة في الإنسان والممتدة إلى الأبد، وأن أفكاره وتصوراته المحيطة بالكون، وأن هممَه واستعداداته ومواهبَه التي تطلب البقاء الأبدي والسعادةَ الأبدية وهي التواقة إلى الجنة الخالدة، يكمن معه -في هذا الإنسان أيضاً- فقرٌ شديد وحاجةٌ د..." içeriğiyle yeni sayfa oluşturdu) |
("ثم إن التاريخ شاهد على أن المسلمين ما تمسكوا بدينهم إلّا وترقوا بالنسبة لذلك الزمان، وما أهملوا الدينَ إلّا تَدنَّوا. بينما النصرانية خلاف هذا. وهذا أيضاً ناشئ من فرق أساسي بينهما." içeriğiyle yeni sayfa oluşturdu) |
||
1.441. satır: | 1.441. satır: | ||
نعم، المحبة! فالمحب لا يبحث عن نقص، بل لا يرغب في أن يرى نقصاً في محبوبه، بل يرى أَضعفَ الدلائل والأمارات على كمال محبوبه من أقوى الأدلة والحجج، لكونه جانبَ محبوبه على الدوام. | نعم، المحبة! فالمحب لا يبحث عن نقص، بل لا يرغب في أن يرى نقصاً في محبوبه، بل يرى أَضعفَ الدلائل والأمارات على كمال محبوبه من أقوى الأدلة والحجج، لكونه جانبَ محبوبه على الدوام. | ||
وبناءً على هذا السر، فإن الذين يتوجهون بقلوبهم إلى معرفة الله عن طريق المحبة، لا يصغون إلى الاعتراضات ويجاوزون سريعاً العقبات والشبهات، وينقذون أنفسَهم بسهولة ويحصّنونها من الظنون والأوهام، حتى لو اجتمع عليهم آلافُ شياطين الأرض، فلن يستطيعوا أن يزيلوا أمارةً أو علامة واحدة تدل على كمال محبوبه الحقيقي وسموّه. ومن دون هذه المحبة يتلوى الإنسانُ تحت وساوسَ نفسه وشيطانه، وينهار أمام ما تنفثه الشياطينُ من اعتراضات وشُبَهٍ. ولَمَا عَصَمَهُ شيءٌ سوى متانةِ إيمانه وقوته، وشدة انتباهه وحذره. | |||
إذن فالمحبةُ النابعة من معرفة الله هي جوهر جميع مراتب الولاية وإكسيرها. إلّا أن هناك ورطةً كبيرةً للمحبة وهي: | |||
أنه يُخشى أنْ ينقلب المحبُّ من التضرع والتذلل لله -اللذين هما سر العبودية- إلى الإدلال والطلب والدعاوى. فيطيش صوابُه ويتحرك مختالاً بمحبته دون ضوابط أو موازين.. ويُخشى كذلك أن تتحول المحبةُ لديه من «المعنى الحرفي» إلى «المعنى الإسمي» أثناء توجهه بالمحبة إلى ما سوى الله، فتنقلب عندئذِ من دواء شافٍ إلى سم زعاف، إذ يحدث أحياناً أن المحب يتوجه إلى صفات المحبوب -من دون الله- وإلى كماله الشخصي وجماله الذاتي، أي يكون الحب بمعناه الاسمي -لذاته- أي يستطيع أن يحبه أيضاً من دون تذكّر الله ورسوله! مع أن الواجب عليه عند التوجه بالحب لما سوى الله أن يكون هذا الحبُّ في الله ولله ، فيربط قلبَه به من حيث كونه مرآة لتجلي أسمائه الحسنى. | |||
إن مثل هذا الحب بالمعنى الاسمي لا يكون وسيلةً لحب الله، بل ستاراً من دونه. بينما الحب بالمعنى الحرفي أي بسبب من حب الله، فإنه يكون وسيلة إلى زيادة حب الله، بل يصح القول أنه تجل من تجلياته سبحانه. | |||
< | <span id="Üçüncü_Nokta:"></span> | ||
==== النقطة الثالثة: ==== | |||
</ | |||
إنَّ الدنيا هي دار العمل ودار الحكمة، وليست داراً للمكافأة والجزاء. فجزاءُ الأعمال والبر الذي يحصل هنا يكون في الحياة البرزخية والدار الآخرة، فتؤتي هناك أُكُلها وثمراتها. فما دامت الحقيقة هكذا يجب عدم المطالبة بثمرات الأعمال الأخروية وجزائها في هذه الدنيا، ولو أعطيتْ يجب أخذُها وقبولها من يد الرب سبحانه بفرح مشوبٍ بالحزن، وسرور ممزوج بالأسى، وليس بفرح وسرور خالصين، ذلك لأنه ليس من الحكمة تناول ثمرات الأعمال -التي لن تنفد عند تناولها في الجنة- في مثل هذه الحياة الفانية، إذ يشبه ذلك العزوف عن مصباح خالد النور والإضاءة والتعلق بمصباح لا يتوهج نوره إلّا دقيقة ثم ينطفئ! | |||
وبناءً على هذا السر الدقيق -أي انتظار الأجر في الحياة الآخرة- فإن الأولياء يستعذبون مشاقَّ الأعمال ومصاعبَها والمصائب والبلايا، فلا يشكون ولا يتذمرون. | |||
بل لسانُهم دائماً وأبداً يردد: «الحمد لله على كل حال». وإذا وهب الله لهم كرامةً أو كشفاً أو نوراً أو ذوقاً فإنهم يتناولونه بأدبٍ جَمٍّ ويعدّونه التفاتاً وتكرّماً منه سبحانه إليهم، فيحاولون ستر الكرامة وإخفاءها ولا يظهرونها ولا يفاخرون بها، بل يسارعون إلى زيادة شكرهم وتعميق عبوديتهم. وكثيرون منهم يجأرون إلى الله أن يحجبَ هذه الأحوال عنهم ويحجبَهم عنها ويتمنَّوا ذهابها واختفاءها خوفاً من أن يتعرض الإخلاصُ في عملهم للخلل. | |||
حقاً إن أَفضل نعمة إلهية يمكن أن ينالَها شخصٌ مقبول عند الله هي التي توهَب له من دون أن يشعر بها، لكي لا يتحول من حال التضرع والدعاء إلى حال الإدلال بعباداته وطلب الأجر عليها، ولئلا يتحول من موقع الشكر والحمد إلى موقع الدلّ والفخر. | |||
فاستناداً إلى هذه الحقيقة فإن الذين يرغبون في سلوك طريق الولاية والطريقة إنْ كانوا يرغبون في تناول بعض الثمرات الجانبية للولاية، أمثال اللذات المعنوية أو الكرامات، ويتوجهون إليها ويطلبونها ويلتذون بها.. فإن هذا يعني رغبتهم في تناول تلك الثمرات في هذه الحياة الفانية، وهي -إذا حصلت لهم- ثمراتٌ فانية على أي حال كان. وبذلك يفقدون الإخلاص في أعمالهم الذي به ينالون ثمرة الولاية. كما أنهم يمهّدون السبيل لفقدان الولاية نفسها. | |||
< | <span id="Yedinci_Telvih"></span> | ||
==== | === التلويح السابع === | ||
يتضمن أربع نكات | |||
<span id="Birinci_Nükte:"></span> | |||
==== النكتة الأولى: ==== | |||
<div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr"> | <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr"> |
düzenleme