40.857
düzenleme
("وعلى الرغم من نشر الدين الحقيقي الذي أتى به عيسى عليه السلام نورَه على الأكثرية المطلقة من الناس وذلك بظهوره وانقلابه إلى الإسلام، إلّا أنه عند قرب قيام الساعة يبرز تيارُ إلحاد مرة أخرى ويتغلب، فلا يبقى على وجه الأرض -بالأكثرية العظمى- من يقول: الله.. ال..." içeriğiyle yeni sayfa oluşturdu) |
(Kaynak sayfanın yeni sürümü ile eşleme için güncelleniyor) |
||
(Bir diğer kullanıcıdan 6 ara revizyon gösterilmiyor) | |||
1. satır: | 1. satır: | ||
<languages/> | <languages/> | ||
بِاسْمِهِ سُبحَانَهُ | بِاسْمِهِ سُبحَانَهُ | ||
189. satır: | 187. satır: | ||
وعلى الرغم من نشر الدين الحقيقي الذي أتى به عيسى عليه السلام نورَه على الأكثرية المطلقة من الناس وذلك بظهوره وانقلابه إلى الإسلام، إلّا أنه عند قرب قيام الساعة يبرز تيارُ إلحاد مرة أخرى ويتغلب، فلا يبقى على وجه الأرض -بالأكثرية العظمى- من يقول: الله.. الله.. أي لا تتولى جماعةٌ مهمة لها شأنها موقعاً مهماً على الكرة الأرضية.. | وعلى الرغم من نشر الدين الحقيقي الذي أتى به عيسى عليه السلام نورَه على الأكثرية المطلقة من الناس وذلك بظهوره وانقلابه إلى الإسلام، إلّا أنه عند قرب قيام الساعة يبرز تيارُ إلحاد مرة أخرى ويتغلب، فلا يبقى على وجه الأرض -بالأكثرية العظمى- من يقول: الله.. الله.. أي لا تتولى جماعةٌ مهمة لها شأنها موقعاً مهماً على الكرة الأرضية.. | ||
< | ولا يعني الحديث أنه لا يبقى أهل الحق والداعين له على وجه الأرض، بل سيبقى أهلُ الحق الذين يظلون في الأقلية إزاء الإلحاد أو يُغلَبون على أمرهم، سيبقون إلى يوم القيامة، إلّا أنه في أثناء قيامها تُقبض أرواحُ أهل الإيمان أولاً رحمةً منه سبحانه بهم لئلا يروا أهوال القيامة، وتقوم القيامةُ على رؤوس الكفار. (<ref> | ||
انظر: الحاكم، المستدرك ٦٨٦/٣؛ الطبراني، المعجم الكبير ١٧٥/٣؛ الهيثمي، مجمع الزوائد ٩/٨. | |||
</ | </ref>) | ||
== فحوى سؤالكم الخامس: == | |||
هل تتأثر الأرواح الباقية بأهوال القيامة؟ | |||
الجواب: نعم تتأثر حسب درجاتها، كما تتأثر الملائكة تأثراً خاصاً بهم بالتجليات القهرية. إذ كما لو اطّلع مَنْ كان في مكان دافئ على أناس يرتجفون في الثلوج يتأثر ويتألم لحالهم لما يحمل من عقل ووجدان، كذلك الأرواح الباقية التي لها شعور ذات علاقة مع الكون، تتأثر بالحوادث العظيمة التي تجري فيه. كلٌّ حسب درجته، والإشارات القرآنية تبين تأثر الأرواح بألَم إن كانت من أهل العذاب، وإن كانت من أهل السعادة فإنها تتأثر بالإستحسان والإعجاب، بل بنوع من الاستبشار. ولما كان القرآن الحكيم يذكر عجائب أهوال القيامة في أسلوب تهديد وزجر قائلاً: ﴿لَتَرَوُنَّهَا﴾ بينما الذين سيرَون تلك الأهوال بأجسامهم الإنسانية هم الذين يبلغون قيام الساعة من الناس، إذن الأرواحُ التي رُمّت أجسادُها في القبور لها نصيبها من هذا التهديد القرآني أيضاً. | |||
== فحوى سؤالكم السادس: == | |||
= | |||
أتشمل هذه الآية الكريمة: ﴿كُلُّ شَيْءٍ هَالِكٌ اِلَّا وَجْهَهُ﴾ (القصص: ٨٨) الآخرة والجنة وجهنم وأهليها، أم لا؟ | |||
الجواب: لقد صارت هذه المسألة موضعَ بحث كثير جداً من العلماء المحققين وأصحاب الكشف والأولياء الصالحين، فالقول قولُهم في هذه المسألة فضلاً عن أنَّ لهذه الآية الكريمة سعة عظيمة جداً مع تضمنها لمراتب كثيرة جداً. فقد قال القسم الأعظم من المحققين: لا تشمل هذه الآية عالَم البقاء. في حين قال آخرون: إنَّ تلك العوالم تتعرض أيضاً لنوع من الهلاك في زمن قصير جداً بحيث يعدّ آناً، وهو زمان قصير إلى درجة لا يُشعر بذهابها إلى الفناء والعودة منه. | |||
أما ما يحكم به بعض أصحاب الكشف المفرطين في أفكارهم من حدوث الفناء المطلق، فليس حقيقةً ولا صواباً، لأنَّ ذات الله سبحانه وتعالى دائمي وسرمدي، فلابد أن صفاتِه وأسماءه أيضاً دائمية وسرمدية. ولما كانت صفاتُه وأسماؤه دائمية فلابد أن أهل البقاء والباقيات الموجودة في عالم البقاء، التي هي مراياها وجلواتها ونقوشها ومظاهرها، لا تذهب بالضرورة إلى الفناء المطلق قطعاً. | |||
وحالياً وردت نقطتان من فيض القرآن الحكيم إلى البال نكتبها إجمالاً: | |||
أولاها: إنَّ قدرة الله جل وعلا لا حدود لها، حتى إن الوجود والعدم بالنسبة إلى قدرته وإرادته تعالى كمنـزلَين، يرسل إليهما الأشياءَ ويجلبها منهما بكل يسر وسهولة، فإنْ شاء يجلبها في يوم واحد أو في آن واحد. | |||
ثم إن العدم المطلق لا وجود له أصلاً لوجود العلم المحيط، علماً أنه لا شيء خارج دائرة العلم الإلهي، كي يُلقى إليه شيء. والعدمُ الموجود ضمن دائرة العلم هو عدم خارجي، وعنوانٌ صار ستاراً على الوجود العلمي، حتى حدا ببعض العلماء المحققين التعبير عن هذه الموجودات العلمية أنها «أعيان ثابتة». | |||
لذا فالذهاب إلى الفناء، إنما هو نزعُ الأشياء لألبستها الخارجية مؤقتاً، ودخولُها في وجود معنوي وعلمي، أي أن الهالكات والفانيات تترك الوجود الخارجي وتلبس ماهياتُها وجوداً معنوياً وتخرج من دائرة القدرة داخلة في دائرة العلم. | |||
النقطة الثانية: لقد أوضحنا في كثير من «الكلمات»: أنَّ كل شيء فانٍ بمعناه الاسمي، وبالوجه الناظر إلى ذاته، فليس له وجود مستقل ثابت بذاته، وليست له حقيقة قائمة بذاتها وحدها. ولكن الشيء في الوجه الناظر إلى الله سبحانه -أي إذا صار بالمعنى الحرفي- فليس فانياً، لأن فيه جلوات ظاهرة لأسماء باقية فلا يكون معدوماً، لأنه يحمل ظلاً لوجود سرمدي، وله حقيقة ثابتة وهي حقيقة سامية لأنها نالت نوعاً من ظلٍ ثابت لاسم باقٍ. | |||
ثم إن قوله تعالى: ﴿كُلُّ شَيْءٍ هَالِكٌ اِلَّا وَجْهَهُ﴾ سيفٌ ليقطع يدَ الإنسان عمّا سوى الله تعالى، حيث إن الآية تقطع العلائق مع الأشياء الفانية، في دنيا فانية، في غير سبيل الله. فحكمُ الآية الكريمة إذن تنظر إلى الفانيات في الدنيا، بمعنى أنَّ الشيء إنْ كان في سبيل الله، أي إن كان بالمعنى الحرفي، أي إن كان لوجه الله، فلا يدخل ضمن ما سواه تعالى أي لا يُضرب عنقُه بسيف الآية الكريمة: ﴿كُلُّ شَيْءٍ هَالِكٌ اِلَّا وَجْهَهُ﴾. | |||
حاصل الكلام: إذا كان الأمر لله، ووجد الله، فلا غير إذن، حتى يُقطع رأسُه. ولكن إنْ لم يجد الله، ولم ينظر في سبيل الله فكل شيء غيرٌ. فعليه أن يسلّ سيف: ﴿كُلُّ شَيْءٍ هَالِكٌ اِلَّا وَجْهَهُ﴾ ويمزّق الحجاب حتى يجده سبحانه تعالى. | |||
الباقي هو الباقي | |||
سعيد النورسي | |||
------ | ------ | ||
<center> [[ | <center>⇐ [[On_Dördüncü_Mektup/ar|المكتوب الرابعة عشرة]] | [[Mektubat/ar|المكتوبات]] | [[On_Altıncı_Mektup/ar|المكتوب السادسة عشرة]] ⇒</center> | ||
------ | ------ | ||
düzenleme