58.746
düzenleme
("وتوضيح ذلك كالآتي: بينما نرى كُلَّ شيءٍ، في وجوده وفي صفاته وفي مدة بقائه وحياته، مترددا ضمن طرق إمكانات واحتمالات لا حدَّ لها، إذا بنا نشاهده قد سلك من بين تلك الجهات التي لا حدَّ لها طريقا منتظما خاصا به، وتُمنح كل صفة من صفاته كذلك بهذا الطراز المخصَ..." içeriğiyle yeni sayfa oluşturdu) |
Değişiklik özeti yok |
||
(2 kullanıcıdan 50 ara revizyon gösterilmiyor) | |||
1. satır: | 1. satır: | ||
<languages/> | <languages/> | ||
وهي عبارة عن ثلاث وثلاثين نافذة | '''وهي عبارة عن ثلاث وثلاثين نافذة''' | ||
هذه الكلمة هي «الكلمة الثالثة والثلاثون» من جهة وهي | '''هذه الكلمة هي «الكلمة الثالثة والثلاثون» من جهة وهي «المكتوب الثالث والثلاثون» من جهة أخرى.''' | ||
«المكتوب الثالث والثلاثون» من جهة أخرى. | |||
بِسْمِ اللّٰهِ الرَّحْمٰنِ الرَّح۪يمِ | بِسْمِ اللّٰهِ الرَّحْمٰنِ الرَّح۪يمِ | ||
613. satır: | 610. satır: | ||
وتوضيح ذلك كالآتي: بينما نرى كُلَّ شيءٍ، في وجوده وفي صفاته وفي مدة بقائه وحياته، مترددا ضمن طرق إمكانات واحتمالات لا حدَّ لها، إذا بنا نشاهده قد سلك من بين تلك الجهات التي لا حدَّ لها طريقا منتظما خاصا به، وتُمنح كل صفة من صفاته كذلك بهذا الطراز المخصَّص، بل تُوهَبُ له بتخصيص معين صفات وأحوال يبدّلها باستمرار ضمن حياته وبقائه.. | وتوضيح ذلك كالآتي: بينما نرى كُلَّ شيءٍ، في وجوده وفي صفاته وفي مدة بقائه وحياته، مترددا ضمن طرق إمكانات واحتمالات لا حدَّ لها، إذا بنا نشاهده قد سلك من بين تلك الجهات التي لا حدَّ لها طريقا منتظما خاصا به، وتُمنح كل صفة من صفاته كذلك بهذا الطراز المخصَّص، بل تُوهَبُ له بتخصيص معين صفات وأحوال يبدّلها باستمرار ضمن حياته وبقائه.. | ||
إذن فَسَوقُ كل شيء إلى طريق معينة، واختيار الطريق المؤدية إلى حِكَم معينة، من بين طرق غير متناهية. إنما هو بإرادة مخصِّص، وبترجيح مُرجِّح، وبإيجاد موجِدٍ حكيم. إذ ترى الشيء يُلبَس لباسَ صفات منتظمة، وأحوالٍ منسقة معينة مخصصة له، ثم تراه يُساق -أي هذا الشيء- ليكون جزءا من جسم مركب، فيخرج بهذا من الانفراد، | |||
وعندئذٍ تزداد طرقُ الإمكانات أكثر، لأن هذا الجزء يمكن أن يتخذ ألوفا من الأشكال والأنماط في ذلك الجسم المركب، والحال أننا نرى أنه يُمنح له وضع معين ذو فوائد ومصالح، ويُختارُ له هذا الوضع من بين ما لا يُحدّ من الأوضاع التي لا جدوى له فيها. أي يُساق إلى أداء وظائف مهمة وبلوغ منافع شتى لذلك الجسم المركب. | |||
ثم نراه قد جُعل جزءا من جسم مركب آخر، فتزداد طرقُ الإمكانات أكثر، لأن هذا الجسم كذلك يمكن أن يتشكل بألوف الأنماط، بينما نراه قد اختير له وضع معين ضمن الألوف المؤلفة من الطرز والأنماط، فيُساق إلى أداء وظائف أخرى.. وهكذا كلما أوغلتَ في الإمكانات تبيّن لك بجلاء أن جميعَ هذه الطرق توصلك إلى مدبّر حكيم، وتجعلك تقتنع اقتناعا تاما بأن كل شيء يُساق إلى وظيفةٍ بأمر آمر عليم. | |||
حيث إن جميع المركبات مركبة من أجزاء، وهذه مركبة من أجزاء أخرى.. وهكذا فكل جزء موضوع في موضع معين من المركب، وله وظائفه المخصصة في ذلك المكان. يشبه ذلك علاقة الجندي مع فصيله وسريته ولوائه وفرقته والجيش كله. فله علاقات معينة ذات حكمة مع جميع تلك التشكيلات العسكرية المتداخلة، وله مهمات ذات تناسق معين مع كل منها.. وبمثل الخلية التي في بؤبؤ عينك، لها علاقة وظيفية مع عينك، ولها وظيفة ذات حكمة ومصالح مع الرأس ككل، حتى لو اختلط شيء جزئي بتلك الخلية لاختلت إدارة الجسم وصحته، ولها علاقة خاصة مع الشرايين والأوردة والأعصاب، بل علاقة وظيفية مع الجسم كله، مما يثبت لنا أن تلك الخلية قد أعطيَ لها ذلك الموضعُ المعين في بؤبؤ العين واختير لها ذلك المكان من بين ألوف الأمكنة، للقيام بتلك المهام. وليس ذلك إلّا بحكمة صانع حكيم. | |||
فكل موجودات الكون على هذا الغرار، فكلّ منها يعلن بذاته، بصفاته، عن صانعه بلسانه الخاص، ويشهد على حكمته بسلوكه في طريق معينة ضمن طرق إمكانات لا حد لها. وكلما دخل إلى جسم مركب أعلن بلسانٍ آخر عن صانعه ضمن تلك الطرق التي لا تحد من الإمكانات. وهكذا يشهد كل شيء على صانعه الحكيم وإرادته واختياره، شهادةً بعدد تلك الطرق من طرق الإمكانات التي لا تحد، وبعدد المركبات وإمكاناتها وعلاقاتها التي فيها، إلى أن تصل إلى أعظم مركب. لأن الذي يضع شيئا ما بحكمة تامة في جميع المركبات، ويحافظ على تلك العلاقات فيما بينها لا يمكن أن يكون إلّا خالقَ جميع المركبات. | |||
أي إن شيئا واحدا بمثابة شاهد بألوف الألسنة عليه سبحانه وتعالى. | |||
بل ليس هناك ألوف الشهادات على وجوده سبحانه وحكمته واختياره وحدَها، بل الشهاداتُ موجودة أيضا بعدد الكائنات، بل بعدد صفات كل موجود وبعدد مركباته. وهكذا ترد من زاوية «الإمكان» شهادات لا تحدّ على «الواجب الوجود». | |||
فيا أيها الغافل! قل لي بربّك، أليس صمّ الأذان عن جميع هذه الشهادات التي يملأ صداها الكون كله لهو صمم ما بعده صمم، وجهل ما بعده جهل؟ | |||
< | <span id="Otuz_Birinci_Pencere"></span> | ||
== النافذة الحادية والثلاثون == | |||
</ | |||
﴿ لَقَدْ خَلَقْنَا الْاِنْسَانَ ف۪ٓي اَحْسَنِ تَقْو۪يمٍ ﴾ (التين:٤) | |||
﴿ وَفِي الْاَرْضِ اٰيَاتٌ لِلْمُوقِن۪ينَ ❀ وَف۪ٓي اَنْفُسِكُمْ اَفَلَا تُبْصِرُونَ ﴾ (الذاريات:٢٠-٢١) | |||
نحنُ هنا أمام نافذة الإنسان، نتطلع من خلال نفس الإنسان إلى نور التوحيد، ونحن إذ نحيل تفاصيل ذلك إلى الكتب والأسفار المدونة من قِبل ألوف الأولياء الصالحين الذين بحثوا في نفس الإنسان بإسهاب، نودّ أن نشير إلى بضع إشارات مستلهمة من فيض نور القرآن الكريم، وهي كما يأتي: | |||
إنّ الإنسان هو نسخة جامعة لما في الوجود من خواص، حتى يُشعِرُهُ الحقُّ سبحانه وتعالى جميعَ أسمائه الحسنى المتجلية بما أودع في نفس الإنسان من مزايا جامعة. | |||
نكتفي في بيان هذا بما ذكرناه في «الكلمة الحادية عشرة» وفي رسائل أخرى، غير أننا نبين هنا ثلاث نقاط فقط: | |||
النقطة الأولى: | |||
إنّ «الإنسان» مرآة عاكسة لتجليات الأسماء الإلهية الحسنى، وهو مرآة لها ثلاثة أوجه: | |||
الوجه الأول: كما أن الظلام سبب لرؤية النور، أي إنّ ظلامَ الليل وشدّتَه يبيّن النورَ ويظهره بشكل أكثر وضوحا.. فالإنسان أيضا يُعرِّف بضَعفِه وعَجزِه وبفقره وحاجاته، وبنقصه وقصوره، قدرةَ القدير ذي الجلال، وقوتَهُ العظيمة، وغناه المطلق، ورحمته الواسعة. | |||
فيكون الإنسان بهذا كأنه مرآة عاكسة لكثير من تجليات الصفات الإلهية الجليلة. بل حتى إن ما يحمله من ضعف شديد، وما يكتنفه من أعداء لا حد لهم، يجعله يتحرى دائما عن مرتَكز يرتكز عليه، ومستَند يستند إليه. فلا يجد وجدانُه الملهوف إلّا الله سبحانه. | |||
وهو مضطر أيضا إلى تحرّي نقطةِ استمداد يستمد منها حاجاته التي لا تتناهى، ويسدّ بها فقرَه غير المتناهي، ويشبع آمالَه التي لا نهاية لها، فلا يجد في غمرة تحرّيه إلّا الاستناد، من هذه الجهة، إلى بابِ غنيٍّ رحيم، فيتضرع إليه بالدعاء والتوسل. | |||
أي إنّ في كل وجدانٍ نافذتين صغيرتين من جهة نقطة الاستناد والاستمداد، فيتطلع الإنسانُ منهما دوما إلى ديوان رحمة القدير الرحيم. | |||
أما الوجه الثاني: فهو أن الإنسان مرآة لتجليات الأسماء الحسنى، إذ إن ما وُهِبَ من نماذج جزئية من «العلم، والقدرة، والبصر، والسمع، والتملك، والحاكمية» وأمثالها من الصفات الجزئية، يُصبح مرآة عاكسة يُعرَف منها الصفاتُ المطلقة لله سبحانه وتعالى، وإدراكُ علمه وقدرته وبصره وسمعه وحاكميته وربوبيته، فيفهم تلك الصفات المطلقة للربوبية بالنسبة لمحدوديتها عنده.. ولا شك أنه بعد ذلك سيحاور نفسه ويقول مثلا: | |||
كما أنني قد قمت ببناء هذا البيت، وأعلمُ تفاصيلَه، وأشاهد جميع جوانبه وأجزائه، وأديره بنفسي، فأنا مالكُه، كذلك لابد لهذا الكون العظيم من مُبدعٍ ومالكٍ يعرف أجزاءه معرفة كاملة، ويبصر كل صغيرة وكبيرة فيه، ويديره. | |||
الوجه الثالث: لكون الإنسان مرآةً عاكسة للأسماء الحسنى، فهو أيضا مرآة عاكسة لها من حيث نقوشها الظاهرة عليه. ولقد وُضحَ هذا بشيء من التفصيل في مستهل «الموقف الثالث» من الكلمة «الثانية والثلاثين» أن «الماهية» الجامعة للإنسان، فيها أكثر من سبعين نقشا ظاهرا من نقوش الأسماء الإلهية الحسنى. | |||
فمثلا: يبيّن الإنسانُ من كونه مخلوقا، اسمَ الصانع «الخالق»، ويُظهر من حُسن تقويمه اسمَ «الرحمن الرحيم»، ويُدلّ من كيفية تربيته ورعايته على اسم «الكريم» واسم «اللطيف». وهكذا يُبرز الإنسانُ نقوشا متنوعة ومختلفة للأسماء الحسنى المتنوعة بجميع أعضائه وأجهزته، وجوارحه وبجميع لطائفه ومعنوياته، وبجميع حواسه ومشاعره. | |||
أي كما أن في الأسماء الحسنى اسما أعظمَ لله تعالى، فهناك نقش أعظم في نقوش تلك الأسماء وذلك هو الإنسان. | |||
فيا مَن يعدّ نفسه إنسانا حقا، اقرأ نفسَك بنفسك، وإن لم تفعل فلربما تهبط من مرتبة الإنسانية إلى مرتبة الأنعام. | |||
النقطة الثانية: | |||
تشير هذه النقطة إلى سرٍّ مهمٍ من أسرار الأحدية، وتوضيحُه كما يأتي: | |||
كما أن روحَ الإنسان، ترتبط بعلاقات وأواصر مع جميع أنحاء جسم الإنسان، حتى تجعل جميعَ أعضائه وجميع أجزائه، في تعاون تامٍّ فيما بينها. أي إن الروح، التي هي لطيفة ربانية وقانون أمري ألبس الوجودَ الخارجي بالأوامر التكوينية التي هي تجلي الإرادة الإلهية، لا يحجبها شيء عن إدارة شؤون كل جزء من أجزاء الجسم، ولا يشغلها شيء عن تفقّدها وإيفاء حاجات الجسم بكل جزء من أجزائه؛ فالبعيد والقريب إزاءها سواء، ولا يمنع شيء شيئا قط، إذ تقدر على مدّ عضوٍ واحد بإمداد من سائر الأعضاء، وتستطيع أن تسوق إلى خدمته الأعضاء الأخرى. بل تقدر أن تعرف جميعَ الحاجات بكل جزء من أجزاء الجسم، وتُحِسُّ من خلال هذا الجزء بجميع الإحساسات، وتدير من هذا الجزء الواحد الجسمَ بأكمله، بل تتمكن الروح أن ترى وتسمع بكل جزء من أجزاء الجسم إن كانت قد اكتسبت نورانية أكثر.. | |||
فما دامت الروحُ التي هي قانون أمري من قوانين الله سبحانه، لها هذه القدرة لإظهار أمثال هذه الإجراءات في العالم الصغير وهو الإنسان، فكيف يصعب على الإرادة المطلقة -ولله المثل الأعلى-، وعلى قدرته المطلقة القيامُ بأفعالٍ لا حدَّ لها في العالم الأكبر، وهو الكون، وسماعُ أصوات لا حد لها فيه، وإجابةُ دعواتٍ لا نهاية لها تنطلق من موجوداته؟ فهو سبحانه يفعل ما يشاء في آن واحد، فلا يؤودُه شيء ولا يحتجب عنه شيء، ولا يمنع منه شيء شيئا، ولا يُشغله شيء عن شيء. يرى الكلَّ في آن واحد، ويسمع الكلَّ في آن واحد. فالقريب والبعيد لديه سواء، إذا أراد شيئا يسوق له كُلَّ شيء. يبصر كُلَّ شيء من أي شيء كان، يسمع أصوات كل شيء، ويعرف كلَّ شيء بكل شيء، فهو ربُّ كل شيء. | |||
النقطة الثالثة: | |||
إن للحياة ماهية عظيمة مهمة، ووظيفةً ذات أهمية بالغة، وحيث إن هذا البحث قد فُصِّل في «نافذة الحياة» من «النافذة الثالثة والعشرين» وفي المكتوب العشرين، الكلمة الثامنة منه، نحيل البحث إليهما، وننبه هنا إلى ما يأتي: | |||
إنّ النقوش الممزوجة في الحياة والتي تظهر على صورة حواسَّ ومشاعرَ، هذه النقوش تشير إلى أسماء إلهية حسنى كثيرة، وإلى شؤون ذاتية لله سبحانه وتعالى. فتكونُ الحياة من هذه الوجهة مرآةً عاكسة ساطعة لتجليات الشؤون الذاتية للحي القيوم. | |||
ولما كان وقتُنا لا يتسع لإيضاح هذا السر لأولئك الذين لم يرتضوا بالله ربّا، والذين لم يبلغوا بعدُ مرتبةَ الإيمان اليقين، لذا سنغلق هذا الباب. | |||
<span id="Otuz_İkinci_Pencere"></span> | |||
== النافذة الثانية والثلاثون == | |||
﴿ هُوَ الَّذ۪ٓي اَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدٰى وَد۪ينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدّ۪ينِ كُلِّهِ وَكَفٰى بِاللّٰهِ شَه۪يدًاۜ ❀ مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللّٰهِ ﴾ (الفتح:٢٨-٢٩) | |||
﴿ قُلْ يَٓا اَيُّهَا النَّاسُ اِنّ۪ي رَسُولُ اللّٰهِ اِلَيْكُمْ جَم۪يعًاۨ الَّذ۪ي لَهُ مُلْكُ السَّمٰوَاتِ وَالْاَرْضِۚ لَٓا اِلٰهَ اِلَّا هُوَ يُحْي۪ وَيُم۪يتُ ﴾ (الأعراف:١٥٨) | |||
هذه النافذة هي نافذة تخص شمسَ سماء الرسالة، بل شمس شموس النبوة، حبيب رب العالمين، محمدا عليه أفضل الصلاة والتسليم. | |||
إنّ هذه النافذة ساطعة سطوعَ الشمس، وواسعة سعةَ الكون، ومنورة نورانية النهار. وحيث إننا قد أثبتنا «النبوة» إثباتا قاطعا في «الكلمة الحادية والثلاثين»، رسالة «المعراج» وفي الكلمة التاسعة عشرة، رسالة «دلائل النبوة» وفي «المكتوب التاسع عشر»، رسالة «المعجزات الأحمدية» لذا فنحن نستعيد هنا بذاكرتنا بعضَ ما هو مذكور في تلك الرسائل، ونحيل إليها، إلّا أننا نقول: | |||
إنّ الرسول الأكرم عليه أفضل الصلاة والسلام، الذي هو برهانُ التوحيد الناطق، قد أعلن التوحيد وأظهره بجلاء، وبيّنه للبشرية أبلغَ بيان، في جميع سيرته العطرة، وبكل ما وهبه الله من قوة، فهو الذي يملك بجناحَي الرسالة والولاية قوةَ إجماعِ وتواترِ جميع الأنبياء الذين أتوا قبله، وقوةَ تواتر وإجماع جميع الأولياء والأصفياء الذين أتوا بعده. وفتح بهذه القوة الهائلة نافذةً واسعة عظيمة سعةَ العالم الإسلامي إزاء معرفة الله سبحانه، فبدأ يتطلع منها ملايينُ العلماء المحققين والأصفياء والصديقين أمثال: الإمام الغزالي والإمام الرباني ومحي الدين بن عربي والشيخ الكيلاني، فهؤلاء وغيرهم يتطلعون من هذه النافذة المفتوحة، ويبيّنونها للآخرين. | |||
فهل هناك من ستار -يا تُرى- يمكن إسدالُه على هذه النافذة العظيمة! وهل أنّ مَن لا ينظر من هذه النافذة يملك شيئا من العقل، فاحكم أنت! | |||
< | <span id="Otuz_Üçüncü_Pencere"></span> | ||
== النافذة الثالثة والثلاثون == | |||
</ | |||
﴿ اَلْحَمْدُ لِلّٰهِ الَّذ۪ٓي اَنْزَلَ عَلٰى عَبْدِهِ الْكِتَابَ وَلَمْ يَجْعَلْ لَهُ عِوَجًا ۜ ﴾ (الكهف:١) | |||
﴿ الر كِتَابٌ اَنْزَلْنَاهُ اِلَيْكَ لِتُخْرِجَ النَّاسَ مِنَ الظُّلُمَاتِ اِلَى النُّورِ ﴾ (إبراهيم:١) | |||
< | تأمل واعلم أنّ ما ذُكر في جميع «النوافذ» السابقة ما هو إلاّ بضعُ قطرات من بحر «القرآن الكريم». فإذا كان الأمر هكذا فإنك تستطيع الآن قياس الأمداء العظيمة لأنوار التوحيد التي تفيض من بحر الحياة في القرآن الكريم، ولو أننا نظرنا -مجرد نظرة بسيطة ومجملة- إلى منبع جميع تلك النوافذ، وكنـزِها وأصلها، وهو القرآن العظيم، لوَجدناه نافذةً جامعة ساطعة تشع نورا فياضا لا حدَّ له، | ||
وحيث إن «الكلمة الخامسة والعشرين» (رسالة إعجاز القرآن) والإشارة الثامنة عشرة من «المكتوب التاسع عشر»، قد تناولنا سعةَ هذه النافذة وسطوعها، بما فيه الكفاية، لذا نحيل البحث إليهما. | |||
وختاما نرفع أكفّنا ضارعين أمام عرش الرحمن جلّ جلالُه الذي أنـزل علينا هذا القرآن الكريم رحمةً ونورا وهدايةً وشفاءً ونقول: | |||
رَبَّنَا لَا تُؤَاخِذْنَٓا اِنْ نَس۪ينَٓا اَوْ اَخْطَأْنَا | |||
رَبَّنَا لَا تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ اِذْ هَدَيْتَنَا | |||
رَبَّنَا تَقَبَّلْ مِنَّاۜ اِنَّكَ اَنْتَ السَّم۪يعُ الْعَل۪يمُ | |||
وَتُبْ عَلَيْنَاۚ اِنَّكَ اَنْتَ التَّوَّابُ الرَّح۪يمُ | |||
<span id="İhtar"></span> | |||
== تنبيه == | |||
هذا المكتوب «الثالث والثلاثون» الذي يضم ثلاثا وثلاثين نافذة، نسأل الله تعالى أن يكون زادا لمن لا إيمان له، فيدعوَه إلى حظيرة الإيمان.. ويشدَّ من إيمان الذي يجد في إيمانه ضعفا فيقوّيه.. ويجعل الإيمانَ القوي التقليدي إيمانا تحقيقيا راسخا.. ويوسّع من آفاق الإيمان التحقيقي الراسخ.. ويهب لمن كان إيمانُه واسعا مدارجَ الرقي في المعرفة الإلهية التي هي الأساس في الكمال الحقيقي، ويفتح أمامه مَشاهدَ أكثرَ نورانيةً وأشدّ سطوعا. | |||
لأجل هذا، فليس لك أن تقول: أكتفي بنافذة واحدة دون الأخرى، ذلك لأن القلبَ يطلب حظَّه رغم أن العقل قد انتفع، والروح هي الأخرى تطالب بحظها، بل حتى الخيال يطالب بقبَسٍ من ذلك النور. أي إن كل نافذة من النوافذ لها فوائد متنوعة، ومنافع شتى. | |||
ولقد كان المخاطَب الأساس في رسالة «المعراج» السابقة، هو المؤمن، وكان الملحد في موضع الاستماع، أما هذه الرسالة فالمخاطب الأساس فيها هو المنكِر الجاحد، والمؤمنُ هو في موضع الاستماع. | |||
ولما كنت قد كتبتُ هذا المكتوب في غاية السرعة -بناءً على سبب مهم- لذا فقد بقي على حاله، ولم أراجع مسودته، ولم أُدخل عليها أيَّ تعديل، فلا جرم أن سيكونُ فيه شيء من القصور والتشوش في بعض العبارات، وفي طريقة العرض. فأرجو من إخواني أن ينظروا إليه بعين الصفح والسماح، ويصححوا -إن استطاعوا- ما بدر مني من خطأ، ويدعوا لي بالمغفرة. | |||
والسلام على مَن اتبع الهدى.. | |||
والمَلامُ على من اتبع الهوى. | |||
سُبْحَانَكَ لَا عِلْمَ لَنَٓا اِلَّا مَا عَلَّمْتَنَاۜ اِنَّكَ اَنْتَ الْعَل۪يمُ الْحَك۪يمُ | |||
اَللّهمَّ صَلِّ عَلَى مَن أرْسَلْتَهُ رَحمَةً لِلعَالَمِينَ | |||
وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلِّمْ.. آمِينَ | |||
------ | ------ | ||
<center> [[ | <center>⇐ [[Otuz_İkinci_Söz/ar|الكلمة الثانية والثلاثون]] | [[Sözler/ar|الكلمات]] | [[Lemaat/ar|اللوامع]] ⇒</center> | ||
------ | ------ | ||
düzenleme