Altıncı Söz/ar: Revizyonlar arasındaki fark

    Risale-i Nur Tercümeleri sitesinden
    (" وفوقَ هذا كلِّه إنّ هذا البيعَ يعني أنَّ البائعَ يُصبِحُ جنديا حُرًاّ أبيّا خاصا بي، يَتصرَّفُ باسمي ولا يَبقَى أسيرًا عاديًا وشَخصًا سائِبًا.»." içeriğiyle yeni sayfa oluşturdu)
    (Kaynak sayfanın yeni sürümü ile eşleme için güncelleniyor)
     
    (Bir diğer kullanıcıdan 37 ara revizyon gösterilmiyor)
    1. satır: 1. satır:
    <languages/>
    <languages/>
    = الكلمة السادسة =
    بِسْمِ اللّٰهِ الرَّحْمٰنِ الرَّحِيمِ
    بِسْمِ اللّٰهِ الرَّحْمٰنِ الرَّحِيمِ


    14. satır: 12. satır:
    وإنْ لم تبِيعُوها لي فسيزولُ حتمًا كلُّ ما لدَيكُم، حيثُ ترونَ أنَّ أحدا لا يَستَطيعُ أن يُمسِك بما عِندَه، وستُحرَمُون من تلك الأثمانِ الغَاليةِ، وستُهمَل تلك الآلاتُ الدقيقةُ النفيسةُ والموازينُ الحسَّاسةُ والمعادِنُ الثمينةُ، وتَفقِدُ قِيمتَها كلِّيا، وذلك لعدمِ استِعمالها في أعمالٍ راقيةٍ، وسَتتحَمَّلون وَحدَكم إدارَتَها وتكاليفَها وسَترَون جَزاءَ خِيانتِكم للأمانةِ، فتلكَ خَمْسُ خَسائرَ في صَفقةٍ واحدةٍ،
    وإنْ لم تبِيعُوها لي فسيزولُ حتمًا كلُّ ما لدَيكُم، حيثُ ترونَ أنَّ أحدا لا يَستَطيعُ أن يُمسِك بما عِندَه، وستُحرَمُون من تلك الأثمانِ الغَاليةِ، وستُهمَل تلك الآلاتُ الدقيقةُ النفيسةُ والموازينُ الحسَّاسةُ والمعادِنُ الثمينةُ، وتَفقِدُ قِيمتَها كلِّيا، وذلك لعدمِ استِعمالها في أعمالٍ راقيةٍ، وسَتتحَمَّلون وَحدَكم إدارَتَها وتكاليفَها وسَترَون جَزاءَ خِيانتِكم للأمانةِ، فتلكَ خَمْسُ خَسائرَ في صَفقةٍ واحدةٍ،


    وفوقَ هذا كلِّه إنّ هذا البيعَ يعني أنَّ البائعَ يُصبِحُ جنديا حُرًاّ أبيّا خاصا بي، يَتصرَّفُ باسمي ولا يَبقَى أسيرًا عاديًا وشَخصًا سائِبًا.».
    وفوقَ هذا كلِّه إنّ هذا البيعَ يعني أنَّ البائعَ يُصبِحُ جنديا حُرًاّ أبيّا خاصا بي، يَتصرَّفُ باسمي ولا يَبقَى أسيرًا عاديًا وشَخصًا سائِبًا.».


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    أنصتَ الرجلانِ مَليًّا إلى هذا الكَلامِ الجميلِ والأَمرِ السلطانيِّ الكريمِ؛ فقال العاقِلُ الرَّزينُ منهما:
    Onlar, şu iltifatı ve fermanı dinledikten sonra o iki adamdan aklı başında olanı dedi:
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    «سَمْعًا وطَاعةً لأمرِ السُّلطانِ، رضِيتُ بالبيع بكلِّ فَخرٍ وشُكرٍ»،
    — Baş üstüne, ben maaliftihar satarım. Hem bin teşekkür ederim.
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    أما الآخرُ المغرورُ المُتَفرعِنُ الغافِلُ فقد ظنَّ أن مَزرَعتَه لا تَبيدُ أبدا، ولا تُصيبُها تَقلُّباتُ الدَّهرِ واضطراباتُ الدنيا، فقال:
    Diğeri mağrur, nefsi firavunlaşmış, hodbin, ayyaş, güya ebedî o çiftlikte kalacak gibi dünya zelzelelerinden, dağdağalarından haberi yok. Dedi:
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    «لا!.. ومَنِ السُّلطانُ؟ لا أبيعُ مُلكِي ولا أُفسِدُ نَشوَتي!»
    — Yok! Padişah kimdir? Ben mülkümü satmam, keyfimi bozmam…
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    ودَارتِ الأيامُ.. فأصبحَ الرجلُ الأَوَّلُ في مَقامٍ يَغبِطهُ الناسُ جميعًا، إذ أضحَى يعيشُ في بَحبوحَةِ قصرِ السلطانِ، يَتنعَّم بألطافِه ويتقلَّبُ على أرائِكِ أفضالِه؛ أما الآخرُ فقد ابتُليَ شرَّ بلاءٍ حتى رَثَى لحاله الناسُ كلُّهم، رَغمَ أنهم قالوا: «إنه يَستحِقُّها!» إذ هو الذي وَرَّطَ نفسَه في مَرارةِ العذابِ جَزاءَ ما ارْتَكَب مِنْ خَطأ، فلا دامتْ له نَشوَتُه ولا دامَ له ملكُه.
    Biraz zaman sonra birinci adam öyle bir mertebeye çıktı ki herkes haline gıpta ederdi. Padişahın lütfuna mazhar olmuş, has sarayında saadetle yaşıyor. Diğeri, öyle bir hale giriftar olmuş ki hem herkes ona acıyor hem de “Müstahak!” diyor. Çünkü hatasının neticesi olarak hem saadeti ve mülkü gitmiş hem ceza ve azap çekiyor.
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    فيا نفسِيَ المغرورةَ! انظري من خِلالِ مِنظارِ هذه الحكايةِ إلى وَجهِ الحقيقةِ الناصعَةِ، فالسلطانُ هو سُلطانُ الأزلِ والأَبدِ وهو ربُّكِ وخالِقُكِ.. وتلك المزرعةُ والمكائنُ والآلاتُ والموازينُ هي جميعُ ما تملكينَه في الحياة الدنيا، وما فيها من جسمٍ وروحٍ وقلبٍ، وما فيها من سَمعٍ وبصرٍ وعَقلٍ وخَيالٍ، أي جميعُ الحواسِّ الظاهرةِ والباطنةِ؛ وأما الرَّسولُ الكَريمُ فهو سيِّدُنا محمدٌ ﷺ، وأما الأمرُ السُّلطانيُّ المُحكَمُ فهو القرآنُ الكريمُ الذي يُعلِن هذا البيعَ والتِّجارةَ الرابحةَ في هذه الآيةِ الكريمةِ:
    İşte ey nefs-i pür-heves! Şu misalin dürbünü ile hakikatin yüzüne bak. Amma o padişah ise ezel ebed Sultanı olan Rabb’in, Hâlık’ındır. Ve o çiftlikler, makineler, âletler, mizanlar ise senin daire-i hayatın içindeki mâmelekin ve o mâmelekin içindeki cisim, ruh ve kalbin ve onlar içindeki göz ve dil, akıl ve hayal gibi zâhirî ve bâtınî hâsselerindir. Ve o yaver-i ekrem ise Resul-i Kerîm’dir. Ve o ferman-ı ahkem ise Kur’an-ı Hakîm’dir ki bahsinde bulunduğumuz ticaret-i azîmeyi, şu âyetle ilan ediyor:
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    اِنَّ اللّٰهَ اشْتَرٰى مِنَ الْمُؤْمِن۪ينَ اَنْفُسَهُمْ وَاَمْوَالَهُمْ بِاَنَّ لَهُمُ الْجَنَّةَ
    اِنَّ اللّٰهَ اشْتَرٰى مِنَ الْمُؤْمِن۪ينَ اَنْفُسَهُمْ وَاَمْوَالَهُمْ بِاَنَّ لَهُمُ الْجَنَّةَ
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    وأما الميدانُ المضْطرِبُ والحَربُ المدمِّرةُ فهي أحْوالُ هذه الدنيا، إذ لا قرارَ فيها ولا ثَباتَ، كلُّها تقلُّباتٌ تُلِحُّ على فِكرِ الإنسانِ بهذا السؤال:
    Ve o dalgalı muharebe meydanı ise şu fırtınalı dünya yüzüdür ki durmuyor, dönüyor, bozuluyor ve her insanın aklına şu fikri veriyor: “Madem her şey elimizden çıkacak, fâni olup kaybolacak. Acaba bâkiye tebdil edip ibka etmek çaresi yok mu?” deyip düşünürken birden semavî sadâ-yı Kur’an işitiliyor. Der: “Evet, var. Hem beş mertebe kârlı bir surette güzel ve rahat bir çaresi var.”
    «إنَّ جميعَ ما نَملِكُ لا يَستقِرُّ ولا يبقَى في أيدينا، بل يَفنَى ويَغِيبُ عنَّا، أليس هناكَ من علاجٍ لهذا؟ ألَا يمكن أن يَـحُلَّ البقاءُ بهذا الفناءِ؟!».
    </div>
    وبينَما الإنسانُ غَارقٌ في هذا التَّفكِير، إذا به يسمعُ صدَى القرآنِ السَّماوِيَّّ يُدوِّي في الآفاقِ ويقولُ له بتلك الآيةِ الكريمةِ: نعم، إنَّ هناكَ علاجًا لهذا الداءِ، بل هو علاجٌ لطيفٌ فيه رِبحٌ عظيمٌ في خمسِ مراتبَ.


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    سؤال: وما العِلاجُ؟
    '''Sual:''' Nedir?
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    الجواب: بَيْعُ الأمانةِ إلى مالكِها الحقيقي؛
    '''Elcevap:''' Emaneti, sahib-i hakikisine satmak.
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    ففي هذا البيعِ خمسُ دَرجَاتٍ من الرِّبحِ في صَفقةٍ واحدةٍ.
    İşte o satışta, beş derece kâr içinde kâr var.
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    الربح الأول: المالُ الفاني يَجِدُ البقاءَ، لأن العُمُرَ الزائلَ الذي يوهَبُ للحيِّ القيومِ الباقِي، ويُبذَلُ في سبيلِه سبحانَه، ينقلبُ عُمُرًا أبديًّا باقِيًّا؛ عِندَئذٍ تُثمِرُ دقائقُ العُمُرِ ثمارًا يانعةً وأزاهيرَ سَعادةٍ وضَّاءةً في عالم البقاءِ مثلما تفنَى البُذورُ ظاهِرا وتَنشَقُّ عنها الأزهارُ والسَّنابِلُ.
    '''Birinci kâr:''' Fâni mal, beka bulur. Çünkü Kayyum-u Bâki olan Zat-ı Zülcelal’e verilen ve onun yolunda sarf edilen şu ömr-ü zâil, bâkiye inkılab eder, bâki meyveler verir. O vakit ömür dakikaları, âdeta tohumlar, çekirdekler hükmünde zâhiren fena bulur, çürür. Fakat âlem-i bekada, saadet çiçekleri açarlar ve sümbüllenirler. Ve âlem-i berzahta ziyadar, munis birer manzara olurlar.
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    الربح الثاني: الثَّمنُ هو الجنةُ.
    '''İkinci kâr:''' Cennet gibi bir fiyat veriliyor.
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    الربح الثالث: يَرتفِع ثمنُ كلِّ عُضوٍ وحاسَّةٍ ويَغلُو من الواحدِ إلى الألفِ.
    '''Üçüncü kâr:''' Her aza ve hâsselerin kıymeti, birden bine çıkar.
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    فمثلا:  العقلُ عُضوٌ وآلة، إن لم تَبِعْه لله ولم تَستَعمِلهُ في سَبيلِه، بل جَعلتَه في سبيل الهوَى والنَّفسِ، فإنه يتَحوَّلُ إلى عُضوٍ مَشؤُومٍ مُزعِج وعاجِزٍ، إذ يُحمِّلُك آلامَ الماضي الحزينةَ وأهْوالَ المستقبلِ المُخِيفَةَ، فيَنحَدِرُ عِندَئذٍ إلى درْكِ آلةٍ ضارةٍ مشؤُومةٍ، ألَا ترى كيفَ يَهرُبُ الفاسِقُ من واقِع حياتِه ويَنغمِسُ في اللهوِ أو السُّكْرِ إنقاذا لنفسِه من إزعاجاتِ عقلِه؟ ولكن إذا بِيعَ العقلُ إلى الله، واستُعمِلَ في سبيلِه ولأجلِه، فإنه يكونُ مفتاحا رائِعًا بحيثُ يفتحُ ما لا يُعدُّ من خزائنِ الرحمةِ الإلهيةِ وكُنوزِ الحِكمةِ الرَّبانيةِ؛ فأينما يَنظرُ صاحِبُه وكيفَما يُفكِّرُ يرى الحِكمةَ الإلهيةَ في كل شيءٍ، وكلِّ مَوجودٍ، وكلِّ حادِثةٍ؛ ويُشاهِدُ الرحمةَ الإلهيةَ مَتجَلِّيةً على الوُجودِ كلِّهِ، فيَرقَى العَقلُ بهذا إلى مرتبةِ مُرشِدٍ رباني يُهيِّئُ صَاحِبَه للسَّعادَةِ الخالدةِ.
    Mesela, akıl bir âlettir. Eğer Cenab-ı Hakk’a satmayıp belki nefis hesabına çalıştırsan öyle meş’um ve müz’iç ve muacciz bir âlet olur ki geçmiş zamanın âlâm-ı hazînanesini ve gelecek zamanın ehval-i muhavvifanesini senin bu bîçare başına yükletecek, yümünsüz ve muzır bir âlet derekesine iner. İşte bunun içindir ki fâsık adam, aklın iz’aç ve tacizinden kurtulmak için galiben ya sarhoşluğa veya eğlenceye kaçar. Eğer Mâlik-i Hakiki’sine satılsa ve onun hesabına çalıştırsan akıl, öyle tılsımlı bir anahtar olur ki şu kâinatta olan nihayetsiz rahmet hazinelerini ve hikmet definelerini açar. Ve bununla sahibini, saadet-i ebediyeye müheyya eden bir mürşid-i Rabbanî derecesine çıkar.
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    ومثلًا:  العينُ حاسَّةٌ، تُطِلُّ الرُّوحُ منها على هذا العالم، فإن لم تَستَعمِلْها في سبيل الله، واسْتعمَلتَها لأجل النفسِ والهوَى، فإنها بمُشاهَدتِها بَعضَ المناظرِ الجميلةِ المؤَقَّتةِ الزائلةِ تُصبِحُ في دَرْكِ الخادمةِ والسِّمسارةِ الدَّنيئةِ لإثارةِ شَهواتِ النفسِ والهوَى، ولكنْ إن بِعتَها إلى خالقِها البَصيرِ واستَعملتَها فيما يُرضِيهِ، عندئذٍ تكون العينُ مُطالِعةً لكتابِ الكونِ الكَبيرِ هذا وقارِئةً له، ومشاهِدةً لمعجزاتِ الصَّنعةِ الربانيةِ في الوُجودِ، وكأنها نَحلةٌ بين أزاهيرِ الرَّحمةِ الإلهيةِ في بُستانِ الأرضِ، فتُقطِّرُ من شَهْدِ العِبرَةِ والمعرفةِ والمحبَّةِ نورَ الشَّهادةِ إلى القلبِ المؤمنِ.
    Mesela, göz bir hâssedir ki ruh bu âlemi o pencere ile seyreder. Eğer Cenab-ı Hakk’a satmayıp belki nefis hesabına çalıştırsan geçici, devamsız bazı güzellikleri, manzaraları seyir ile şehvet ve heves-i nefsaniyeye bir kavvad derekesinde bir hizmetkâr olur. Eğer gözü, gözün Sâni’-i Basîr’ine satsan ve onun hesabına ve izni dairesinde çalıştırsan o zaman şu göz, şu kitab-ı kebir-i kâinatın bir mütalaacısı ve şu âlemdeki mu’cizat-ı sanat-ı Rabbaniyenin bir seyircisi ve şu küre-i arz bahçesindeki rahmet çiçeklerinin mübarek bir arısı derecesine çıkar.
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    ومثلا:  إن لم تَبِعْ حاسَّةَ الذَّوقِ -التي في اللسانِ- إلى فاطرِها الحكيمِ، واستَعمَلتَها لأجل المَعِدَةِ والنفسِ، فحِينئذٍ تَهوِي إلى دَرْكِ بوّابِ مَعملِ المَعِدَةِ واصطَبلِها، فتَهبِطُ قيمتُها، ولكن إن بعتَها إلى الرَّزاقِ الكريمِ، فإنها تَرقَى إلى دَرجةِ ناظرٍ ماهِرٍ لخزائن الرحمةِ الإلهيةِ، ومُفتِّشٍ شاكرٍ لمطابخِ القدرةِ الصَّمدانيةِ.
    Mesela, dildeki kuvve-i zaikayı, Fâtır-ı Hakîm’ine satmazsan belki nefis hesabına, mide namına çalıştırsan o vakit midenin tavlasına ve fabrikasına bir kapıcı derekesine iner, sukut eder. Eğer Rezzak-ı Kerîm’e satsan o zaman dildeki kuvve-i zaika, rahmet-i İlahiye hazinelerinin bir nâzır-ı mahiri ve kudret-i Samedaniye matbahlarının bir müfettiş-i şâkiri rütbesine çıkar.
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    فيا أيها العقلُ! أفِق، أينَ الآلةُ المشؤُومَةُ من مِفتاح كنوزِ الكائناتِ؟! ويا أيتها العَينُ! أبصري جيدا، أين السَّمسَرةُ الدَّنِيئَةُ من الإمعانِ في المكتبةِ الإلهيةِ؟! ­ويا أيها اللِّسَانُ! ذُق جيدًا، أينَ بوَّابُ المعملِ والاصْطَبلِ من ناظرِ خزينةِ الرَّحمةِ الإلهيةِ؟!
    İşte ey akıl, dikkat et! Meş’um bir âlet nerede, kâinat anahtarı nerede? Ey göz, güzel bak! Âdi bir kavvad nerede, kütüphane-i İlahînin mütefennin bir nâzırı nerede? Ve ey dil, iyi tat! Bir tavla kapıcısı ve bir fabrika yasakçısı nerede, hazine-i hâssa-i rahmet nâzırı nerede?
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    فإن شِئتَ -يا أخي- فقِسْ بقيَّةَ الأعضاءِ والحواسِّ على هذا، وعندها تَفهَمُ أنَّ المؤمِنَ يَكسِبُ حقا خاصِيةً تليقُ بالجنةِ، كما أن الكافرَ يَكتسِبُ ماهِيةً تُوافقُ جهنَّمَ، فما جُوزِيَ كلٌّ منهما بهذا الجزاءِ العادلِ إلّا لأنَّ المؤمنَ يستَعملُ بإيمانِه أمانةَ خالقِه سبحانَه باسمِه وضمنَ دائرةِ مَرضاتِه، وأن الكافرَ يخونُ الأمانةَ فيَستعمِلُها لهواه ولنفسِه الأمارةِ بالسوءِ.
    Ve daha bunlar gibi başka âletleri ve azaları kıyas etsen anlarsın ki hakikaten mü’min cennete lâyık ve kâfir cehenneme muvafık bir mahiyet kesbeder. Ve onların her biri, öyle bir kıymet almalarının sebebi; mü’min, imanıyla Hâlık’ının emanetini, onun namına ve izni dairesinde istimal etmesidir. Ve kâfir, hıyanet edip nefs-i emmare hesabına çalıştırmasıdır.
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    الربح الرابع: إن الإنسانَ ضعيفٌ بينما مصائبُه كثِيرةٌ، وهو فَقيرٌ ولكنَّ حاجتَه في ازدِيادٍ، وعاجزٌ إلّا أن تكاليفَ عَيشِه مرهِقةٌ، فإن لم يتوكَّل هذا الإنسانُ على العليِّ القديرِ ولم يَستنِدْ إليه، وإن لم يُسلِّمِ الأمرَ إليه ولم يَطمئِنَّ به، فسيظلُّ يقاسي في وِجدانِه آلاما دائمةً، وتَخنقُه حَسَراتُه وكَدْحُه العقِيمُ، فإما يُحوِّلهُ إلى مُجرِم قَذِرٍ أو سِكِّيرٍ عابِثٍ.
    '''Dördüncü kâr:''' İnsan zayıftır, belaları çok. Fakirdir, ihtiyacı pek ziyade. Âcizdir, hayat yükü pek ağır. Eğer Kadîr-i Zülcelal’e dayanıp tevekkül etmezse ve itimat edip teslim olmazsa, vicdanı daim azap içinde kalır. Semeresiz meşakkatler, elemler, teessüfler onu boğar; ya sarhoş veya canavar eder.
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    الربح الخامس: إنه من المُتَّفَقِ عليه إجماعًا بين أهلِ الاختِصاصِ والشُّهودِ والذَّوقِ والكشفِ، أن العِباداتِ والأذكارَ والتسبيحاتِ التي تقومُ بها الأعضاءُ عندما تعملُ ضمن مرضاتِه سبحانَه تتَحوَّلُ إلى ثِمارٍ طَيبةٍ لذيذةٍ من ثمارِ الجنَّةِ، وتُقدَّمُ إليك في وقتٍ أنت في أمَسِّ الحاجةِ إليها.
    '''Beşinci kâr:''' Bütün o aza ve âletlerin ibadeti ve tesbihatı ve o yüksek ücretleri, en muhtaç olduğun bir zamanda, cennet yemişleri suretinde sana verileceğine ehl-i zevk ve keşif ve ehl-i ihtisas ve müşahede ittifak etmişler.
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    وهكذا، ففي هذه التِّجارةِ رِبحٌ عظيمٌ فيه خمسُ مَراتِبَ من الأرباحِ، فإن لم تقم بها فستُحرَم من أرباحِها جميعِها، فضلا عن خُسرانِك خمسَ خَساراتٍ أخرَى هي:
    İşte bu beş mertebe kârlı ticareti yapmazsan şu kârlardan mahrumiyetten başka, beş derece hasaret içinde hasarete düşeceksin.
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    الخسارة الأولى: إنّ ما تُحِبُّه من مالٍ وأولادٍ، وما تَعشَقُه من هوَى النفسِ، وما تُعجَب به من حياةٍ وشبابٍ، سَيضِيعُ كلُّه ويزولُ، مخلِّفا آثامَه وآلامَه مُثقِلا بها ظَهرَك.
    '''Birinci hasaret:''' O kadar sevdiğin mal ve evlat ve perestiş ettiğin nefis ve heva ve meftun olduğun gençlik ve hayat zayi olup kaybolacak, senin elinden çıkacaklar. Fakat günahlarını, elemlerini sana bırakıp boynuna yükletecekler.
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    الخسارة الثانية: ستنالُ عقابَ من يخونُ الأمانةَ، لأنك باسْتعمالِك أثمنَ الآلاتِ والأعضاءِ في أخَسِّ الأعمالِ قد ظلَمتَ نفسَكَ.
    '''İkinci hasaret:''' Emanette hıyanet cezasını çekeceksin. Çünkü en kıymettar âletleri, en kıymetsiz şeylerde sarf edip nefsine zulmettin.
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    الخسارة الثالثة: لقد افترَيتَ وجنَيتَ على الحكمةِ الإلهيةِ، إذ أسْقطتَ جميعَ تلك الأجهزةِ الإنسانيةِ الرَّاقيةِ إلى دَركاتِ الأنعامِ بل أضلَّ.
    '''Üçüncü hasaret:''' Bütün o kıymettar cihazat-ı insaniyeyi, hayvanlıktan çok aşağı bir derekeye düşürüp hikmet-i İlahiyeye iftira ve zulmettin.
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    الخسارة الرابعة: ستَدعُو بالوَيلِ والثُّبورِ دائما، وسَتَئِنُّ من صَدمةِ الفِراقِ والزوالِ ووَطأةِ تكاليفِ الحياةِ التي أرهَقتَ بها كاهِلَك الضَّعِيفَ مع أنّ فَقرَك قائمٌ وعَجزَك دائمٌ.
    '''Dördüncü hasaret:''' Acz ve fakrın ile beraber, o pek ağır hayat yükünü, zayıf beline yükleyip zeval ve firak sillesi altında daim vaveylâ edeceksin.
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    الخسارة الخامسة: إن هدايا الرَّحمنِ الجميلةَ -كالعَقلِ والقَلبِ والعَينِ واللِّسانِ وما شابَهها- ما وُهِبتْ لك إلّا لتُهيِّـئَكَ لفتح أبوابِ السَّعادةِ الأبديةِ، فما أعْظمَها خَسارةً أن تتَحوَّلَ تلك الهدايا إلى صُورةٍ مؤلمةٍ تفتحُ لكَ أبوابَ جهنَّمَ!
    '''Beşinci hasaret:''' Hayat-ı ebediye esasatını ve saadet-i uhreviye levazımatını tedarik etmek için verilen akıl, kalp, göz ve dil gibi güzel hediye-i Rahmaniyeyi, cehennem kapılarını sana açacak çirkin bir surete çevirmektir.
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    والآن.. سَننظُرُ إلى البيعِ نفسِه: أهوَ ثقيلٌ مُتعِبٌ حقا بِحيثُ يَهرُبُ منه الكَثيرونَ؟
    Şimdi satmaya bakacağız. Acaba o kadar ağır bir şey midir ki çokları satmaktan kaçıyorlar. Yok, kat’â ve aslâ! Hiç öyle ağırlığı yoktur. Zira helâl dairesi geniştir, keyfe kâfi gelir. Harama girmeye hiç lüzum yoktur. Feraiz-i İlahiye ise hafiftir, azdır.
    كلا، ثم كلا.. فلا تَعَبَ فيه ولا ثِقلَ أبدًا، لأن دائرةَ الحلالِ واسِعةٌ فسِيحةٌ، تكفي للرَّاحةِ والسَّعادَةِ والسُّرورِ، فلا داعيَ للوُلوجِ في الحرامِ.
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    أما ما افترضَهُ الله علينا فهو كذلك خَفِيفٌ وضَئيلٌ، وإن العُبوديةَ لله بحدِّ ذاتها شرفٌ عظيمٌ إذ هي جُندِيةٌ في سبيلِه سبحانَه، وفيها من اللَّذةِ وراحةِ الوِجدانِ ما لا يوصَف.
    Allah’a abd ve asker olmak, öyle lezzetli bir şereftir ki tarif edilmez.
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    أما الواجبُ فهو أن تكونَ ذلكَ الجُنديَّ، فتَبدأَ باسم الله، وتعملَ باسمِ الله، وتأخذَ وتُعطِيَ في سَبيلِه ولأجلِه، وتتحرَّكَ وتسكنَ ضمنَ دائرةِ مرضاتِه وأوامرِه،
    Vazife ise yalnız, bir asker gibi Allah namına işlemeli, başlamalı. Ve Allah hesabıyla vermeli ve almalı. Ve izni ve kanunu dairesinde hareket etmeli, sükûnet bulmalı.
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    وإن كان هناك تقصيرٌ فدونَك بابَ الاستِغفارِ، فتَضرَّعْ إليهِ وقل:
    Kusur etse istiğfar etmeli. '''“Yâ Rab! Kusurumuzu affet, bizi kendine kul kabul et, emanetini kabzetmek zamanına kadar bizi emanette emin kıl, âmin!”''' demeli ve ona yalvarmalı.
    اللهم اغفِرْ لَنَا خَطَايَانَا، وَاقبَلنَا فِي عِبَادِكَ، 
وَاجعَلنَا أمَنَاءَ عَلَى مَا أمَّنتَهُ عِندَنَا إِلَى يَومِ لِقَائِكَ.. آمِينَ.
    </div>




    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    ------
    ------
    <center> [[Beşinci Söz]] | [[Sözler]] | [[Yedinci Söz]] </center>
    <center>[[Beşinci_Söz/ar|الكلمة الخامسة]] | [[Sözler/ar|الكلمات]] | [[Yedinci_Söz/ar|الكلمة السابعة]] </center>
    ------
    ------
    </div>

    13.23, 6 Mayıs 2024 itibarı ile sayfanın şu anki hâli

    بِسْمِ اللّٰهِ الرَّحْمٰنِ الرَّحِيمِ

    اِنَّ اللّٰهَ اشْتَرٰى مِنَ الْمُؤْمِن۪ينَ اَنْفُسَهُمْ وَاَمْوَالَهُمْ بِاَنَّ لَهُمُ الْجَنَّةَ (التوبة:111)

    إذا أردتَ أن تعلمَ أنَّ بيعَ النفسِ والمالِ إلى الله تعالى، والعبوديةَ له، والجنديةَ في سَبيلِه أربحُ تجارةٍ وأشرفُ رُتبةٍ، فأنصت إلى هذه الحكايةِ التمثيليةِ القَصيرةِ:

    وَضَعَ سلطانٌ ذات يومٍ لدَى اثنينِ من رعايَاهُ وَدِيعةً وأمانةً، مَزرَعةً واسِعةً لكلٍّ منهما، فيها كلُّ ما تتَطلَّبُه من مكائنَ وآلاتٍ وأسلحةٍ وحيواناتٍ وغيرِها؛ وتَوافقَ أن كان الوَقتُ آنذاك وقتَ حربٍ طاحِنةٍ، لا يَقَرُّ قرارٌ لشيء، فإما أن تُبَدِّلَهُ الحَربُ وتُغيِّرَهُ أو تَجعلَه أثرًا بعد عين، فأرسَلَ السلطانُ رَحْمةً منه وفضلا أحدَ رِجالِه المقرَّبينَ مصحوبًا بأمرِه الكريم ليقولَ لهما:

    «بِيعوا لي ما لَديكُم من أمانتي لِأحفَظَها لكم، فلا تَذهبُ هباءً في هذا الوقتِ العَصيبِ، وسَأَرُدُّها لكم حالما تضعُ الحَربُ أوزارَها، وسأُوفي ثمنَها لكم غَاليًا، كأنَّ تلك الأمانةَ ملكُكُم، وستُشَغَّل تلك المكائنُ والآلاتُ التي في حوزَتِكم الآنَ في معاملي وباسمِي وعُهدَتي، وسَترتَفعُ أثمانُها من الواحدِ إلى الألفِ، فضلا عن أنَّ جميعَ الأرباحِ سَتعودُ إليكم أيضا، وسَأتعهَّد عنكم بجميع تكاليفِها ومصَاريفِها، حيثُ إنكم عاجِزون فقَراءُ لا تتَحمَّلون مصاريفَ تِلكَ المكائنِ، وسأرُدُّ لكم جميعَ وارِداتِها ومنافِعِها، علما أني سأُبْقِيها عندَكم لتَستفِيدُوا منها ولتتَمتَّعوا بها إلى أن يحينَ وقتُ أخذِها؛ فلَكُم خَمْسُ مراتبَ من الأرباحِ في صفقةٍ واحدةٍ.

    وإنْ لم تبِيعُوها لي فسيزولُ حتمًا كلُّ ما لدَيكُم، حيثُ ترونَ أنَّ أحدا لا يَستَطيعُ أن يُمسِك بما عِندَه، وستُحرَمُون من تلك الأثمانِ الغَاليةِ، وستُهمَل تلك الآلاتُ الدقيقةُ النفيسةُ والموازينُ الحسَّاسةُ والمعادِنُ الثمينةُ، وتَفقِدُ قِيمتَها كلِّيا، وذلك لعدمِ استِعمالها في أعمالٍ راقيةٍ، وسَتتحَمَّلون وَحدَكم إدارَتَها وتكاليفَها وسَترَون جَزاءَ خِيانتِكم للأمانةِ، فتلكَ خَمْسُ خَسائرَ في صَفقةٍ واحدةٍ،

    وفوقَ هذا كلِّه إنّ هذا البيعَ يعني أنَّ البائعَ يُصبِحُ جنديا حُرًاّ أبيّا خاصا بي، يَتصرَّفُ باسمي ولا يَبقَى أسيرًا عاديًا وشَخصًا سائِبًا.».

    أنصتَ الرجلانِ مَليًّا إلى هذا الكَلامِ الجميلِ والأَمرِ السلطانيِّ الكريمِ؛ فقال العاقِلُ الرَّزينُ منهما:

    «سَمْعًا وطَاعةً لأمرِ السُّلطانِ، رضِيتُ بالبيع بكلِّ فَخرٍ وشُكرٍ»،

    أما الآخرُ المغرورُ المُتَفرعِنُ الغافِلُ فقد ظنَّ أن مَزرَعتَه لا تَبيدُ أبدا، ولا تُصيبُها تَقلُّباتُ الدَّهرِ واضطراباتُ الدنيا، فقال:

    «لا!.. ومَنِ السُّلطانُ؟ لا أبيعُ مُلكِي ولا أُفسِدُ نَشوَتي!»

    ودَارتِ الأيامُ.. فأصبحَ الرجلُ الأَوَّلُ في مَقامٍ يَغبِطهُ الناسُ جميعًا، إذ أضحَى يعيشُ في بَحبوحَةِ قصرِ السلطانِ، يَتنعَّم بألطافِه ويتقلَّبُ على أرائِكِ أفضالِه؛ أما الآخرُ فقد ابتُليَ شرَّ بلاءٍ حتى رَثَى لحاله الناسُ كلُّهم، رَغمَ أنهم قالوا: «إنه يَستحِقُّها!» إذ هو الذي وَرَّطَ نفسَه في مَرارةِ العذابِ جَزاءَ ما ارْتَكَب مِنْ خَطأ، فلا دامتْ له نَشوَتُه ولا دامَ له ملكُه.

    فيا نفسِيَ المغرورةَ! انظري من خِلالِ مِنظارِ هذه الحكايةِ إلى وَجهِ الحقيقةِ الناصعَةِ، فالسلطانُ هو سُلطانُ الأزلِ والأَبدِ وهو ربُّكِ وخالِقُكِ.. وتلك المزرعةُ والمكائنُ والآلاتُ والموازينُ هي جميعُ ما تملكينَه في الحياة الدنيا، وما فيها من جسمٍ وروحٍ وقلبٍ، وما فيها من سَمعٍ وبصرٍ وعَقلٍ وخَيالٍ، أي جميعُ الحواسِّ الظاهرةِ والباطنةِ؛ وأما الرَّسولُ الكَريمُ فهو سيِّدُنا محمدٌ ﷺ، وأما الأمرُ السُّلطانيُّ المُحكَمُ فهو القرآنُ الكريمُ الذي يُعلِن هذا البيعَ والتِّجارةَ الرابحةَ في هذه الآيةِ الكريمةِ:

    اِنَّ اللّٰهَ اشْتَرٰى مِنَ الْمُؤْمِن۪ينَ اَنْفُسَهُمْ وَاَمْوَالَهُمْ بِاَنَّ لَهُمُ الْجَنَّةَ

    وأما الميدانُ المضْطرِبُ والحَربُ المدمِّرةُ فهي أحْوالُ هذه الدنيا، إذ لا قرارَ فيها ولا ثَباتَ، كلُّها تقلُّباتٌ تُلِحُّ على فِكرِ الإنسانِ بهذا السؤال: «إنَّ جميعَ ما نَملِكُ لا يَستقِرُّ ولا يبقَى في أيدينا، بل يَفنَى ويَغِيبُ عنَّا، أليس هناكَ من علاجٍ لهذا؟ ألَا يمكن أن يَـحُلَّ البقاءُ بهذا الفناءِ؟!». وبينَما الإنسانُ غَارقٌ في هذا التَّفكِير، إذا به يسمعُ صدَى القرآنِ السَّماوِيَّّ يُدوِّي في الآفاقِ ويقولُ له بتلك الآيةِ الكريمةِ: نعم، إنَّ هناكَ علاجًا لهذا الداءِ، بل هو علاجٌ لطيفٌ فيه رِبحٌ عظيمٌ في خمسِ مراتبَ.

    سؤال: وما العِلاجُ؟

    الجواب: بَيْعُ الأمانةِ إلى مالكِها الحقيقي؛

    ففي هذا البيعِ خمسُ دَرجَاتٍ من الرِّبحِ في صَفقةٍ واحدةٍ.

    الربح الأول: المالُ الفاني يَجِدُ البقاءَ، لأن العُمُرَ الزائلَ الذي يوهَبُ للحيِّ القيومِ الباقِي، ويُبذَلُ في سبيلِه سبحانَه، ينقلبُ عُمُرًا أبديًّا باقِيًّا؛ عِندَئذٍ تُثمِرُ دقائقُ العُمُرِ ثمارًا يانعةً وأزاهيرَ سَعادةٍ وضَّاءةً في عالم البقاءِ مثلما تفنَى البُذورُ ظاهِرا وتَنشَقُّ عنها الأزهارُ والسَّنابِلُ.

    الربح الثاني: الثَّمنُ هو الجنةُ.

    الربح الثالث: يَرتفِع ثمنُ كلِّ عُضوٍ وحاسَّةٍ ويَغلُو من الواحدِ إلى الألفِ.

    فمثلا: العقلُ عُضوٌ وآلة، إن لم تَبِعْه لله ولم تَستَعمِلهُ في سَبيلِه، بل جَعلتَه في سبيل الهوَى والنَّفسِ، فإنه يتَحوَّلُ إلى عُضوٍ مَشؤُومٍ مُزعِج وعاجِزٍ، إذ يُحمِّلُك آلامَ الماضي الحزينةَ وأهْوالَ المستقبلِ المُخِيفَةَ، فيَنحَدِرُ عِندَئذٍ إلى درْكِ آلةٍ ضارةٍ مشؤُومةٍ، ألَا ترى كيفَ يَهرُبُ الفاسِقُ من واقِع حياتِه ويَنغمِسُ في اللهوِ أو السُّكْرِ إنقاذا لنفسِه من إزعاجاتِ عقلِه؟ ولكن إذا بِيعَ العقلُ إلى الله، واستُعمِلَ في سبيلِه ولأجلِه، فإنه يكونُ مفتاحا رائِعًا بحيثُ يفتحُ ما لا يُعدُّ من خزائنِ الرحمةِ الإلهيةِ وكُنوزِ الحِكمةِ الرَّبانيةِ؛ فأينما يَنظرُ صاحِبُه وكيفَما يُفكِّرُ يرى الحِكمةَ الإلهيةَ في كل شيءٍ، وكلِّ مَوجودٍ، وكلِّ حادِثةٍ؛ ويُشاهِدُ الرحمةَ الإلهيةَ مَتجَلِّيةً على الوُجودِ كلِّهِ، فيَرقَى العَقلُ بهذا إلى مرتبةِ مُرشِدٍ رباني يُهيِّئُ صَاحِبَه للسَّعادَةِ الخالدةِ.

    ومثلًا: العينُ حاسَّةٌ، تُطِلُّ الرُّوحُ منها على هذا العالم، فإن لم تَستَعمِلْها في سبيل الله، واسْتعمَلتَها لأجل النفسِ والهوَى، فإنها بمُشاهَدتِها بَعضَ المناظرِ الجميلةِ المؤَقَّتةِ الزائلةِ تُصبِحُ في دَرْكِ الخادمةِ والسِّمسارةِ الدَّنيئةِ لإثارةِ شَهواتِ النفسِ والهوَى، ولكنْ إن بِعتَها إلى خالقِها البَصيرِ واستَعملتَها فيما يُرضِيهِ، عندئذٍ تكون العينُ مُطالِعةً لكتابِ الكونِ الكَبيرِ هذا وقارِئةً له، ومشاهِدةً لمعجزاتِ الصَّنعةِ الربانيةِ في الوُجودِ، وكأنها نَحلةٌ بين أزاهيرِ الرَّحمةِ الإلهيةِ في بُستانِ الأرضِ، فتُقطِّرُ من شَهْدِ العِبرَةِ والمعرفةِ والمحبَّةِ نورَ الشَّهادةِ إلى القلبِ المؤمنِ.

    ومثلا: إن لم تَبِعْ حاسَّةَ الذَّوقِ -التي في اللسانِ- إلى فاطرِها الحكيمِ، واستَعمَلتَها لأجل المَعِدَةِ والنفسِ، فحِينئذٍ تَهوِي إلى دَرْكِ بوّابِ مَعملِ المَعِدَةِ واصطَبلِها، فتَهبِطُ قيمتُها، ولكن إن بعتَها إلى الرَّزاقِ الكريمِ، فإنها تَرقَى إلى دَرجةِ ناظرٍ ماهِرٍ لخزائن الرحمةِ الإلهيةِ، ومُفتِّشٍ شاكرٍ لمطابخِ القدرةِ الصَّمدانيةِ.

    فيا أيها العقلُ! أفِق، أينَ الآلةُ المشؤُومَةُ من مِفتاح كنوزِ الكائناتِ؟! ويا أيتها العَينُ! أبصري جيدا، أين السَّمسَرةُ الدَّنِيئَةُ من الإمعانِ في المكتبةِ الإلهيةِ؟! ­ويا أيها اللِّسَانُ! ذُق جيدًا، أينَ بوَّابُ المعملِ والاصْطَبلِ من ناظرِ خزينةِ الرَّحمةِ الإلهيةِ؟!

    فإن شِئتَ -يا أخي- فقِسْ بقيَّةَ الأعضاءِ والحواسِّ على هذا، وعندها تَفهَمُ أنَّ المؤمِنَ يَكسِبُ حقا خاصِيةً تليقُ بالجنةِ، كما أن الكافرَ يَكتسِبُ ماهِيةً تُوافقُ جهنَّمَ، فما جُوزِيَ كلٌّ منهما بهذا الجزاءِ العادلِ إلّا لأنَّ المؤمنَ يستَعملُ بإيمانِه أمانةَ خالقِه سبحانَه باسمِه وضمنَ دائرةِ مَرضاتِه، وأن الكافرَ يخونُ الأمانةَ فيَستعمِلُها لهواه ولنفسِه الأمارةِ بالسوءِ.

    الربح الرابع: إن الإنسانَ ضعيفٌ بينما مصائبُه كثِيرةٌ، وهو فَقيرٌ ولكنَّ حاجتَه في ازدِيادٍ، وعاجزٌ إلّا أن تكاليفَ عَيشِه مرهِقةٌ، فإن لم يتوكَّل هذا الإنسانُ على العليِّ القديرِ ولم يَستنِدْ إليه، وإن لم يُسلِّمِ الأمرَ إليه ولم يَطمئِنَّ به، فسيظلُّ يقاسي في وِجدانِه آلاما دائمةً، وتَخنقُه حَسَراتُه وكَدْحُه العقِيمُ، فإما يُحوِّلهُ إلى مُجرِم قَذِرٍ أو سِكِّيرٍ عابِثٍ.

    الربح الخامس: إنه من المُتَّفَقِ عليه إجماعًا بين أهلِ الاختِصاصِ والشُّهودِ والذَّوقِ والكشفِ، أن العِباداتِ والأذكارَ والتسبيحاتِ التي تقومُ بها الأعضاءُ عندما تعملُ ضمن مرضاتِه سبحانَه تتَحوَّلُ إلى ثِمارٍ طَيبةٍ لذيذةٍ من ثمارِ الجنَّةِ، وتُقدَّمُ إليك في وقتٍ أنت في أمَسِّ الحاجةِ إليها.

    وهكذا، ففي هذه التِّجارةِ رِبحٌ عظيمٌ فيه خمسُ مَراتِبَ من الأرباحِ، فإن لم تقم بها فستُحرَم من أرباحِها جميعِها، فضلا عن خُسرانِك خمسَ خَساراتٍ أخرَى هي:

    الخسارة الأولى: إنّ ما تُحِبُّه من مالٍ وأولادٍ، وما تَعشَقُه من هوَى النفسِ، وما تُعجَب به من حياةٍ وشبابٍ، سَيضِيعُ كلُّه ويزولُ، مخلِّفا آثامَه وآلامَه مُثقِلا بها ظَهرَك.

    الخسارة الثانية: ستنالُ عقابَ من يخونُ الأمانةَ، لأنك باسْتعمالِك أثمنَ الآلاتِ والأعضاءِ في أخَسِّ الأعمالِ قد ظلَمتَ نفسَكَ.

    الخسارة الثالثة: لقد افترَيتَ وجنَيتَ على الحكمةِ الإلهيةِ، إذ أسْقطتَ جميعَ تلك الأجهزةِ الإنسانيةِ الرَّاقيةِ إلى دَركاتِ الأنعامِ بل أضلَّ.

    الخسارة الرابعة: ستَدعُو بالوَيلِ والثُّبورِ دائما، وسَتَئِنُّ من صَدمةِ الفِراقِ والزوالِ ووَطأةِ تكاليفِ الحياةِ التي أرهَقتَ بها كاهِلَك الضَّعِيفَ مع أنّ فَقرَك قائمٌ وعَجزَك دائمٌ.

    الخسارة الخامسة: إن هدايا الرَّحمنِ الجميلةَ -كالعَقلِ والقَلبِ والعَينِ واللِّسانِ وما شابَهها- ما وُهِبتْ لك إلّا لتُهيِّـئَكَ لفتح أبوابِ السَّعادةِ الأبديةِ، فما أعْظمَها خَسارةً أن تتَحوَّلَ تلك الهدايا إلى صُورةٍ مؤلمةٍ تفتحُ لكَ أبوابَ جهنَّمَ!

    والآن.. سَننظُرُ إلى البيعِ نفسِه: أهوَ ثقيلٌ مُتعِبٌ حقا بِحيثُ يَهرُبُ منه الكَثيرونَ؟ كلا، ثم كلا.. فلا تَعَبَ فيه ولا ثِقلَ أبدًا، لأن دائرةَ الحلالِ واسِعةٌ فسِيحةٌ، تكفي للرَّاحةِ والسَّعادَةِ والسُّرورِ، فلا داعيَ للوُلوجِ في الحرامِ.

    أما ما افترضَهُ الله علينا فهو كذلك خَفِيفٌ وضَئيلٌ، وإن العُبوديةَ لله بحدِّ ذاتها شرفٌ عظيمٌ إذ هي جُندِيةٌ في سبيلِه سبحانَه، وفيها من اللَّذةِ وراحةِ الوِجدانِ ما لا يوصَف.

    أما الواجبُ فهو أن تكونَ ذلكَ الجُنديَّ، فتَبدأَ باسم الله، وتعملَ باسمِ الله، وتأخذَ وتُعطِيَ في سَبيلِه ولأجلِه، وتتحرَّكَ وتسكنَ ضمنَ دائرةِ مرضاتِه وأوامرِه،

    وإن كان هناك تقصيرٌ فدونَك بابَ الاستِغفارِ، فتَضرَّعْ إليهِ وقل: اللهم اغفِرْ لَنَا خَطَايَانَا، وَاقبَلنَا فِي عِبَادِكَ، 
وَاجعَلنَا أمَنَاءَ عَلَى مَا أمَّنتَهُ عِندَنَا إِلَى يَومِ لِقَائِكَ.. آمِينَ.



    الكلمة الخامسة | الكلمات | الكلمة السابعة