On Birinci Söz/ar: Revizyonlar arasındaki fark

    Risale-i Nur Tercümeleri sitesinden
    ("ولأجْل هذه الحكمةِ، بَدَأ هذا السلطانُ بتَشيِيدِ قَصرٍ فَخمٍ شامِخٍ جدا، وقَسَّمَهُ بشَكلٍ بارِعٍ إلى منازلَ ودَوائرَ مُزيِّنا كلَّ قِسمٍ بمُرصَّعاتِ خزائنِه المتنوِّعةِ، وجمَّلَه بما عَمِلتْ يَداهُ من ألْطَفِ آثارِ إبداعِه وأجْمَلِها، ونَظَّمَه..." içeriğiyle yeni sayfa oluşturdu)
    (Kaynak sayfanın yeni sürümü ile eşleme için güncelleniyor)
    Etiketler: Mobil değişiklik Mobil ağ değişikliği
     
    (Bir diğer kullanıcıdan 25 ara revizyon gösterilmiyor)
    1. satır: 1. satır:
    <languages/>
    <languages/>
    <span id="On_Birinci_Söz"></span>
    = الكلمة الحادية عشرة =


    بِسْمِ اللّٰهِ الرَّحْمٰنِ الرَّح۪يمِ
    بِسْمِ اللّٰهِ الرَّحْمٰنِ الرَّح۪يمِ
    19. satır: 16. satır:


    ولأجْل هذه الحكمةِ، بَدَأ هذا السلطانُ بتَشيِيدِ قَصرٍ فَخمٍ شامِخٍ جدا، وقَسَّمَهُ بشَكلٍ بارِعٍ إلى منازلَ ودَوائرَ مُزيِّنا كلَّ قِسمٍ بمُرصَّعاتِ خزائنِه المتنوِّعةِ، وجمَّلَه بما عَمِلتْ يَداهُ من ألْطَفِ آثارِ إبداعِه وأجْمَلِها، ونَظَّمَهُ ونسَّقَهُ بأدقِّ دَقائقِ فُنونِ عِلمِه وحكمتِه؛ فَجهَّزهُ وحسَّنَه بالآثارِ المعجِزَةِ لخَوارقِ عِلمِه.
    ولأجْل هذه الحكمةِ، بَدَأ هذا السلطانُ بتَشيِيدِ قَصرٍ فَخمٍ شامِخٍ جدا، وقَسَّمَهُ بشَكلٍ بارِعٍ إلى منازلَ ودَوائرَ مُزيِّنا كلَّ قِسمٍ بمُرصَّعاتِ خزائنِه المتنوِّعةِ، وجمَّلَه بما عَمِلتْ يَداهُ من ألْطَفِ آثارِ إبداعِه وأجْمَلِها، ونَظَّمَهُ ونسَّقَهُ بأدقِّ دَقائقِ فُنونِ عِلمِه وحكمتِه؛ فَجهَّزهُ وحسَّنَه بالآثارِ المعجِزَةِ لخَوارقِ عِلمِه.
    وبعدَ أنْ أتمَّه وكمَّلَه، أقامَ في القَصرِ موائدَ فاخِرةً بهِيجةً تضُمُّ جميعَ أنواعِ أطعمَتِه اللذيذةِ، وأفْضَلَ نِعَمِه الثمينةِ، مخصِّصًا لكلِّ طائِفةٍ ما يَليقُ بها ويُوافِقُها من الموائدِ، فأعدَّ بذلك ضِيافةً فاخِرةً عامّةً، مُبيِّنًا سَخاءً وإبداعا وكرما لم يُشهَد له مَثيلٌ، حتى كأنَّ كلَّ مائدةٍ من تلك الموائدِ قد امتلأتْ بمئاتٍ من لطائفِ الصَّنعةِ الدقيقةِ وآثارِها، بما مَدَّ عليها من نِعمٍ غالِيةٍ لا تُحصَى.


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    ثم دعا أهاليَ أقْطارِ مملكتِه ورَعاياه، للمُشاهَدةِ والتَّنزُّهِ والضِّيافَةِ، وعَلَّمَ كبيرَ رُسُلِه المكرَّمِينَ ما في هذا القصرِ العظيمِ من حِكمٍ رائعةٍ، وما في جَوانبِه ومُشتَمَلاتِه من مَعانٍ دقيقةٍ، مُخصِّصًا إيَّاه مُعلِّما رائِدا وأستاذا بارِعا على رعِيَّتِه، ليُعلِّمَ الناسَ عَظمةَ باني القصرِ بما فيه من نقوشٍ بدِيعةٍ مَوزُونةٍ، ومُعرِّفا لكلِّ الداخِلِينَ رُموزَه وما تَعْنيهِ هذه المُرصَّعاتُ المنتَظَمَةُ والإشاراتُ الدقيقةُ التي فيه، ومدَى دَلالَتِها على عَظمَةِ صاحِبِ القصرِ وكمالهِ الفائقِ ومَهارَتِه الدقيقةِ، مُبيِّنا لهم أيضا تَعليماتِ مراسِيمِ التَّشرِيفاتِ بما في ذلك آدابُ الدُّخولِ والتجوُّلِ، وأُصُولُ السَّيرِ وَفْقَ ما يُرضي السلطانَ الذي لا يُرَى إلّا من وراءِ حِجابٍ.
    Sonra aktar-ı memleketindeki ahali ve raiyetini, seyre ve tenezzühe ve ziyafete davet etti. Sonra bir yaver-i ekremine sarayın hikmetlerini ve müştemilatının manalarını bildirerek onu üstad ve tarif edici tayin etti. Tâ ki sarayın sâni’ini, sarayın müştemilatıyla ahaliye tarif etsin ve sarayın nakışlarının rumuzlarını bildirip, içindeki sanatlarının işaretlerini öğretip, derûnundaki manzum murassalar ve mevzun nukuş nedir? Ve ne vecihle saray sahibinin kemalâtına ve hünerlerine delâlet ettiklerini, o saraya girenlere tarif etsin ve girmenin âdabını ve seyrin merasimini bildirip, o görünmeyen sultana karşı marziyatı dairesinde teşrifat merasimini tarif etsin.
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    وكان هذا المُعلِّمُ الخبِيرُ يتَوسَّطُ تلامِذتَه في أوسعِ دائرةٍ من دوائرِ القَصرِ الضَّخمِ وكان مُساعِدوهُ مُنتَشِرِينَ في كلٍّ مِنَ الدوائِر الأُخرَى للقصر؛ بدأ المُعلِّمُ هذا بإلقاءِ تَوجِيهاتِه إلى المُشاهِدِينَ كافةً قائلا:
    İşte o muarrif üstadın her bir dairede birer avenesi bulunuyor. Kendisi en büyük dairede şakirdleri içinde durmuş, bütün seyircilere şöyle bir tebligatta bulunuyor. Diyor ki:
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    «أيُّها الناسُ إنَّ سَيِّدَنا مليكَ هذا القصرِ الواسِعِ البدِيعِ، يُرِيدُ ببنائِه هذا وبإظْهارِ ما تَرَوْنه أمامَ أعيُنِكم من مَظاهِرَ، أن يُعرِّفَ نفسَه إليكم، فاعْرِفوه واسْعَوْا لحسنِ مَعرِفتِه؛ وإنه يُرِيدُ بهذه التَّـزْيِيناتِ الجماليَّةِ، أنْ يُحبِّبَ نفسَه إليكم، فَحبِّبوا أنفُسَكم إليه، باسْتِحسانِكم أعمالَه وتقديرِكُم لصَنعَتِه؛ وإنه يتَودَّدُ إليكم ويُرِيكُم مَحبَّته بما يُسبِغُه عليكم من آلائِه ونِعَمِه وأفضالِه فأحِبُّوه بحُسنِ إصغائِكم لأوامرِه وبطاعَتِكم إيّاه؛ وإنه يُظهِرُ لكم شَفَقَتَه ورَحْمتَه بهذا الإكرامِ والإغْداقِ من النِّعمِ فعَظِّموهُ أنتم بالشُّكرِ؛ وإنه يُرِيدُ أن يُظهِرَ لكم جَمالَه المعنويَّ بآثارِ كمالِه في هذه المصنوعاتِ الجَمِيلةِ الكامِلةِ فأظهِروا أنتم شَوقَكم ولَهفتَـكُم للقائِه ورُؤيَتِه، ونَيلِ رِضاهُ؛ وإنه يُريدُ منكم أن تَعرِفُوا أنّه السُّلطانُ المُتفَرِّدُ بالحاكِميَّةِ والاسْتِقلالِ، وأن كلَّ شيءٍ له، وخاصٌّ به، صَدرَ من يدِ قُدرتِه.. بما وضع من شعارِه الخاصِّ، وخاتَمِه المخَصَّصِ، وطُرَّتِه التي لا تُقلَّدُ على جميعِ المصنوعاتِ؛ فعليكم إذن أن تُدركوا جيدا، أن لَّا سُلطانَ ولا حاكمَ إلَّا هو، فهو السلطانُ الواحِدُ الأَحدُ الذي لا نظيرَ له ولا مَثيلَ..».
    “Ey ahali! Şu kasrın meliki olan seyyidimiz, bu şeylerin izharıyla ve bu sarayı yapmasıyla kendini size tanıttırmak istiyor. Siz dahi onu tanıyınız ve güzelce tanımaya çalışınız. Hem şu tezyinatla kendini size sevdirmek istiyor. Siz dahi onun sanatını takdir ve işlerini istihsan ile kendinizi ona sevdiriniz. Hem bu gördüğünüz ihsanat ile size muhabbetini gösteriyor. Siz dahi itaat ile ona muhabbet ediniz. Hem şu görünen in’am ve ikramlar ile size şefkatini ve merhametini gösteriyor. Siz dahi şükür ile ona hürmet ediniz. Hem şu kemalâtının âsârıyla manevî cemalini size göstermek istiyor. Siz dahi onu görmeye ve teveccühünü kazanmaya iştiyakınızı gösteriniz. Hem bütün şu gördüğünüz masnuat ve müzeyyenat üstünde birer mahsus sikke, birer hususi hâtem, birer taklit edilmez turra koymakla her şey kendisine has olduğunu ve kendi eser-i desti olduğunu ve kendisi tek ve yekta, istiklal ve infirad sahibi olduğunu size göstermek istiyor. Siz dahi onu tek ve yekta ve misilsiz, nazirsiz bîhemta tanıyınız ve kabul ediniz.”
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    كانَ هذا المعلِّمُ الكبيرُ يُخاطِبُ الداخِلِينَ للقصرِ والمتفرِّجِينَ، بأمثالِ هذا الكلامِ الذي يُناسِبُه ويُناسِبُ ذلك المقامَ؛ ثُمَّ انقسَمَ الداخِلونَ إلى فَريقَينِ:
    Daha bunun gibi ona ve o makama münasip sözleri seyircilere söyledi. Sonra, giren ahali iki güruha ayrıldılar:
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    الفريق الأول: وهم ذوو العُقولِ النيِّرةِ، والقُلوبِ الصافيةِ المطمئِنَّةِ، المدرِكونَ قَدْرَ أنفُسِهم، فحَيثُما يتجوَّلونَ في آفاقِ هذا القصرِ العظيمِ ويَسرَحونَ بنظرهِم إلى عجائبِه يقولونَ: لابدَّ أنَّ في هذا شأنًا عظيمًا !! ولابدَّ أنَّ وراءَه غايةً سامِيةً!! فعَلِموا أنْ ليس هناك عبَثٌ، وليس هو بلَعبٍ، ولا بلهوٍ صِبيانيٍّ.. ومن حَيرَتِهم بدؤوا يقولون: يا تُرى أين يكمُن حلُّ لُغزِ القصرِ، وما الحكمةُ في ما شاهَدْناه ونُشاهِدُه؟!
    '''Birinci güruhu,''' kendini tanımış ve aklı başında ve kalbi yerinde oldukları için o sarayın içindeki acayiplere baktıkları zaman dediler: “Bunda büyük bir iş var.” Hem anladılar ki beyhude değil, âdi bir oyuncak değil. Onun için merak ettiler. “Acaba tılsımı nedir, içinde ne var?” deyip düşünürken, birden o muarrif üstadın beyan ettiği nutkunu işittiler. Anladılar ki bütün esrarın anahtarları ondadır. Ona müteveccihen gittiler ve dediler: “Esselâmü aleyke yâ eyyühe’l-üstad! Hakkan, şöyle bir muhteşem sarayın, senin gibi sadık ve müdakkik bir muarrifi lâzımdır. Seyyidimiz sana ne bildirmişse lütfen bize bildiriniz.”
    وبينما هم يتأمَّلونَ ويتَحاورُونَ في الأمرِ، إذا بهم يسمَعونَ صوتَ خُطبةِ الأستاذِ العَارفِ وبَيَاناتِه الرائِعةِ، فعرَفوا أنَّ لديهِ مَفاتيحَ جميعِ الأسرارِ وحَلَّ جميعِ الألغازِ، فأقبلوا إليه مُسرعِينَ: السلام عليكم أيُّها الأُسْتاذُ! إنَّ مِثلَ هذا القصرِ الباذِخِ ينبغي أن يكونَ له عَرِيفٌ صادِقٌ مُدقِّقٌ أمينٌ مثلُك، فالرجاءُ أن تُعلِّمَنا ممّا علَّمكَ سيِّدُنا العظيمُ.
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    فَذكَّرَهُم الأُسْتاذُ بخُطبتِه المذكورةِ آنفًا، فاستَمعُوا إليهِ خاشِعينَ، وتَقبَّلوا كلامَه بكلِّ رضًى واطمِئنانٍ، فغنِمُوا أيَّما غَنيمةٍ، إذ عَمِلوا ضمنَ مرضاةِ سُلطانِهم، فرَضِيَ عنهم السُّلطانُ بما أَبدَوْا من رِضًى وسُرورٍ بأوامِرِه؛ فدَعاهُم إلى قَصرٍ أعظمَ وأرقَى لا يكاد يُوصفُ، وأَكرمَهُم بسَعادةٍ دائمةٍ، بما يَليقُ بالمالِك الجَوادِ الكريمِ، ولائقٌ بذلك القصرِ العالي، وبما يُلائِمُ هؤلاءِ الضُّيوفَ الكرامَ المتأدِّبِينَ، وحَريٌّ بهؤلاءِ المطِيعينَ المنقادِينَ للأوامِرِ.
    Üstad ise evvel zikri geçen nutukları onlara dedi. Bunlar güzelce dinlediler, iyice kabul edip tam istifade ettiler. Padişahın marziyatı dairesinde amel ettiler. Onların şu edepli muamele ve vaziyetleri o padişahın hoşuna geldiğinden onları has ve yüksek ve tavsif edilmez diğer bir saraya davet etti, ihsan etti. Hem öyle bir cevvad-ı meliğe lâyık ve öyle mutî ahaliye şayeste ve öyle edepli misafirlere münasip ve öyle yüksek bir kasra şâyan bir surette ikram etti, daimî onları saadetlendirdi.
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    أمّا الفَريقُ الآخَرُ: وَهُمُ الذينَ قد فسَدتْ عُقولُهم، وانطَفأتْ جَذوَةُ قلوبِهم، فما إنْ دخلُوا القصرَ، حتى غَلبَتْ عليهم شهَواتُهم، فلم يعودوا يَلتفِتُونَ إلّا لما تشتَهيهِ أنفُسُهم من الأطعمةِ اللذيذةِ، صَارِفينَ أبصارَهم عن جميعِ تلك المحاسِنِ، سادِّينَ آذانَهم عن جميعِ تلك الإرشَاداتِ الصَّادِرةِ من ذلك المُعلِّمِ العظيمِ، وتَوجِيهاتِ تلامِيذِه.. فأقبلوا على المأكولاتِ بشَراهةٍ ونَهَمٍ، كالحيواناتِ، فأَطبقَتْ عليهمُ الغفلةُ والنومُ وغشيَهمُ السُّكْرُ، حتى فَقدُوا أنفُسَهم لكثرةِ ما أفرَطوا في شُربِ ما لم يُؤذَن لهم به؛ فأزْعجُوا الضيوفَ الآخَرينَ بجنونِهم وعَربَدتِهم؛ فأساءُوا الأدبَ مع قَوانينِ السُّلطانِ المعظَّمِ وأنظِمتِه.. لذا أخَذهُم جنُودُه وساقُوهُم إلى سِجنٍ رهِيبٍ ليَنالوا عِقابَهم الحقَّ، جَزاءً وِفاقًا على إساءَتِهمُ الأَدبَ.
    '''İkinci güruh''' ise akılları bozulmuş, kalpleri sönmüş olduklarından saraya girdikleri vakit, nefislerine mağlup olup lezzetli taamlardan başka hiçbir şeye iltifat etmediler; bütün o mehasinden gözlerini kapadılar ve o üstadın irşadatından ve şakirdlerinin ikazatından kulaklarını tıkadılar. Hayvan gibi yiyerek uykuya daldılar. İçilmeyen fakat bazı şeyler için ihzar edilen iksirlerden içtiler. Sarhoş olup öyle bağırdılar, karıştırdılar; seyirci misafirleri çok rahatsız ettiler. Sâni’-i zîşanın düsturlarına karşı edepsizlikte bulundular. Saray sahibinin askerleri de onları tutup öyle edepsizlere lâyık bir hapse attılar.
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    فيا مَن يُنصِتُ معي إلى هذه الحكايةِ؛ لابدَّ أنكَ قد فهِمتَ أنَّ ذلك السُّلطانَ قد بَنى هذا القصرَ الشامِخَ لأجلِ تلك المقاصِدِ المذكورَةِ، فحصولُ تلك المقاصِدِ يتوقَّفُ على أمرَينِ:
    Ey benimle bu hikâyeyi dinleyen arkadaş! Elbette anladın ki o hâkim-i zîşan bu kasrı, şu mezkûr maksatlar için bina etmiştir. Şu maksatların husulü ise iki şeye mütevakkıftır:
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    أحدُهما: وجودُ ذلك المعلِّمِ الأستاذِ الذي شاهَدْناه وسمِعْناَ خطابَه، إذ لولاه لذَهبتْ تلك المقاصِدُ هَباءً منثورًا، كالكتابِ المُبهَمِ الذي لا يُفهَمُ معناه، ولا يُبيِّنُه أستاذٌ، فيظَلُّ مُجرَّدَ أوراقٍ لا معنَى لها!
    '''Birisi:''' Şu gördüğümüz ve nutkunu işittiğimiz üstadın vücududur. Çünkü o bulunmazsa bütün maksatlar beyhude olur. Çünkü anlaşılmaz bir kitap, muallimsiz olsa manasız bir kâğıttan ibaret kalır.
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    ثانيهما:  إصغاءُ الناسِ إلى كلامِ ذلك المعلِّمِ، وتَقبُّلُهُم له.
    '''İkincisi:''' Ahali, o üstadın sözünü kabul edip dinlemesidir. Demek, vücud-u üstad vücud-u kasrın dâîsidir ve ahalinin istimaı, kasrın bekasına sebeptir. Öyle ise denilebilir ki şu üstad olmasaydı, o melik-i zîşan şu kasrı bina etmezdi. Hem yine denilebilir ki o üstadın talimatını ahali dinlemedikleri vakit, elbette o kasır tebdil ve tahvil edilecek.
    بمعنى أنَّ وجودَ الأستاذِ مدعاةٌ لوجودِ القَصرِ، واستِماعَ الناسِ إليه سَببٌ لبقاءِ القصرِ، لذا يَصحُّ القولُ: لم يَكنِ السُّلطانُ العظيمُ ليَبنِيَ هذا القَصرَ لولا هذا الأُسْتاذُ؛ وكذا يَصِحُّ القَولُ: حينَما يُصبِحُ الناسُ لا يُصغُونَ إليه ولا يُلقونَ بالًا إلى كلامِه، فسَيُغيِّرُ السلطانُ هذا القَصرَ ويُبدِّلُه.
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    إلى هنا انتَهتِ القصَّةُ يا صديقي.. فإنْ كنتَ قد فهِمتَ سِرَّ الحكايةِ، فانظُرْ مِنْ خلالِها إلى وَجهِ الحقيقةِ:
    Ey arkadaş! Hikâye burada bitti. Eğer şu temsilin sırrını anladınsa bak, hakikatin yüzünü de gör:
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    إنَّ ذلكَ القَصرَ هو هذا العالَمُ، المَسقوفُ بهذه السماءِ المُتَلألِئةِ بالنُّجومِ المتبسِّمةِ، والمفروشُ بهذه الأرضِ المزيَّنةِ من الشرقِ إلى الغربِ بالأزْهارِ المتنوِّعةِ.
    İşte o saray, şu âlemdir ki tavanı, tebessüm eden yıldızlarla tenvir edilmiş gökyüzüdür. Tabanı ise şarktan garba gûnagûn çiçeklerle süslendirilmiş yeryüzüdür. O melik ise ezel ebed sultanı olan bir Zat-ı Mukaddes’tir ki yedi kat semavat ve arz ve içlerinde olan her şey, kendilerine mahsus lisanlarla o zatı takdis edip tesbih ediyorlar. Hem öyle bir Melik-i Kadîr ki semavat ve arzı altı günde yaratarak arş-ı rububiyetinde durup; gece ve gündüzü, siyah ve beyaz iki hat gibi birbiri arkası sıra döndürüp, kâinat sahifesinde âyâtını yazan; ve güneş, ay, yıldızlar emrine musahhar zîhaşmet ve zîkudret sahibidir.
    وذلك السُّلطانَ العَظيمَ، هو اللهُ تعالى سُلطانُ الأزَلِ والأبَدِ الملكُ القُدُّوسُ ذو الجلالِ والإكرامِ الذي ﴿ تُسَبِّحُ لَهُ السَّمٰوَاتُ السَّبْعُ وَالْاَرْضُ وَمَنْ ف۪يهِنَّ .. ﴾ (الإسراء:44) حيثُ  ﴿ كُلٌّ قَدْ عَلِمَ صَلَاتَهُ وَتَسْب۪يحَهُ ﴾  (النور:41) وهوَ القَديرُ ﴿ الَّذ۪ي خَلَقَ السَّمٰوَاتِ وَالْاَرْضَ ف۪ي سِتَّةِ اَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوٰى عَلَى الْعَرْشِ يُغْشِي الَّيْلَ النَّهَارَ يَطْلُبُهُ حَث۪يثًاۙ وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ وَالنُّجُومَ مُسَخَّرَاتٍ بِاَمْرِهِ ﴾ (الأعراف:54).
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    أما مَنازلُ ذلك القَصرِ فهي ثَمانِيةَ عشرَ ألفًا من العوالِم(<ref>
    O sarayın menzilleri ise şu on sekiz bin âlemdir ki her birisi kendine lâyık bir tarz ile tezyin ve tanzim edilmiştir. İşte o sarayda gördüğün sanayi-i garibe ise şu âlemde görünen kudret-i İlahiyenin mu’cizeleridir. Ve o sarayda gördüğün taamlar ise şu âlemde, hele yaz mevsiminde, hele Barla bahçelerinde rahmet-i İlahiyenin semerat-ı hârikalarına işarettir. Ve oradaki ocak ve matbah ise burada kalbinde ateş olan arz ve sath-ı arzdır.
    انظر: الطبري، جامع البيان 1/63؛ أبو نعيم، حلية الأولياء 2/219؛ ابن كثير، تفسير القرآن 1/24، 25.
    </div>
    </ref>) التي تَزيَّنَ كلٌّ منها وانتَظمَ بما يُلائِمُه من مخلوقاتٍ.. أمّا الصَّنَائِعُ الغرِيبةُ في ذلك القصر فهي مُعجِزاتُ القُدرةِ الإلهيَّةِ الظاهرةِ في عالَمِنا لِكلِّ ذي بَصرٍ وبَصيرَةٍ.. وأما الأطعِمةُ اللذيذَةُ التي فيه، هي عَلاماتُ الرَّحمةِ الإلهيَّةِ من الأثْمارِ والفواكِه البدِيعةِ التي تُشاهَد بكلِّ وُضوحٍ في جميعِ مواسِمِ السَّنةِ وخاصةً في الصَّيفِ وبالأخَصِّ في بَساتِينِ «بارلا»؛ ومَطبخُ هذا القَصرِ هو سَطحُ الأرضِ وقَلبُها الذي يتَّقِدُ نارًا.


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    وما رَأيتَه في الحكايةِ من الجواهِرِ في تلك الكنوزِ الخفيَّةِ، هي في الواقِع أمثلةٌ لتَجلِّياتِ الأسماءِ الحسنَى المقدَّسَة؛ وما رأيناه من النقوشِ ورُموزِها، هي هذه المخلوقاتُ المزيِّنةُ للعالَمِ، وهي نُقوشٌ مَوزُونةٌ بقلمِ القُدرَةِ الإلهيَّةِ الدَّالةِ على أسماءِ القديرِ ذي الجلالِ.
    Ve orada temsilde gördüğün gizli definelerin cevherleri ise şu hakikatte esma-i kudsiye-i İlahiyenin cilvelerine misaldir. Ve temsilde gördüğümüz nakışlar ve o nakışların remizleri ise şu âlemi süslendiren muntazam masnuat ve mevzun nukuş-u kalem-i kudrettir ki Kadîr-i Zülcelal’in esmasına delâlet ederler. Ve o üstad ise Seyyidimiz Muhammed aleyhissalâtü vesselâmdır. Avenesi ise enbiya aleyhimüsselâmdır ve şakirdleri ise evliya ve asfiyadır. O saraydaki hâkimin hizmetkârları ise şu âlemde melâike aleyhimüsselâma işarettir. Temsilde, seyir ve ziyafete davet edilen misafirler ise şu dünya misafirhanesinde cin ve ins ve insanın hizmetkârları olan hayvanlara işarettir.
    أمّا ذلك المعلِّمُ الأستاذُ فهو سَيِّدُنا، وسيِّدُ الكَونَينِ مُحمَّدٌ ﷺ، ومُساعِدوهُ همُ الأنبياءُ الكرامُ عليهم السلام، وتلامِيذُه هُمُ الأولياءُ الصالحونَ، والعلماءُ الأصفياءُ؛ أما خُدَّامُ السلطانِ العظيمِ فهمْ إشارةٌ إلى الملائِكةِ عليهمُ السلامُ في هذا العالَمِ؛ وأمّا الضيوف الذين دُعُوا للتنزُّهِ والضِّيافةِ فهم إشارةٌ إلى الجنِّ  والإنسِ وما يخدُمُ الإنسانَ من حيواناتٍ وأنعامٍ في دار ضِيافةِ الدنيا هذه.
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    أمّا الفريقان: فالأوَّلُ:  هم أهلُ الإيمانِ الذين يتَتلمَذونَ على مائدةِ القرآنِ الكريمِ الذي يُفسِّرُ آياتِ كتابِ الكَونِ .
    Ve o iki fırka ise burada birisi ehl-i imandır ki kitab-ı kâinatın âyâtının müfessiri olan Kur’an-ı Hakîm’in şakirdleridir. Diğer güruh ise ehl-i küfür ve tuğyandır ki nefis ve şeytana tabi olup yalnız hayat-ı dünyeviyeyi tanıyan, hayvan gibi belki daha aşağı; sağır, dilsiz, dâllîn güruhudur.
    والآخَرُ:  هم أهلُ الكُفرِ والطغيانِ الصُّمُّ البُكمُ الضَّالُّونَ الذينَ اتَّبعُوا أهواءَهم والشَّيطانَ، فما عَرَفوا من الحياةِ إلّا ظاهرَها، فهم كالأنعامِ بل هم أضلُّ سبيلًا.
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    أمّا الفريقُ الأوَّلُ الذينَ همُ الأبرارُ السُّعداءُ؛ فقد أنصَتُوا إلى المعلِّمِ العظِيمِ والأستاذِ الجليلِ ذي الحقيقَتَينِ؛ إذ هو عَبدٌ، وهو رَسولٌ؛ فمن حيثُ العُبودِيَّةُ يُعرِّفُ ربَّه ويَصفُه بما يليقُ به من أوصافٍ، فهو إذن في حُكمِ مُمَثِّلٍ عن أُمَّتِهِ لدى الحضرةِ الإلهيَّةِ.. ومن حيثُ الرِّسالةُ يُبلِّغُ أحكامَ ربِّه إلى الجنِّ والإنسِ كافَّةً بالقرآنِ العظيمِ.
    '''Birinci kafile olan süeda ve ebrar ise''' zülcenaheyn olan üstadı dinlediler. O üstad hem abddir, ubudiyet noktasında Rabb’ini tavsif ve tarif eder ki Cenab-ı Hakk’ın dergâhında ümmetinin elçisi hükmündedir. Hem resuldür, risalet noktasında Rabb’inin ahkâmını Kur’an vasıtasıyla cin ve inse tebliğ eder.
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    فهذه الجماعةُ السعيدَةُ بعدما أصْغَوْا إلى ذلك الرَّسولِ الكريمِ ﷺ وانصاعُوا لأوامِرِ القرآنِ الحكيمِ، إذا بهم يَرَونَ أنفُسَهم قد قُلِّدوا مُهمَّاتٍ لطيفةً تترقَّى ضِمنَ مقاماتٍ سامِيةٍ كثيرةٍ، تلك هي الصَّلاةُ، فِهْرِسُ أنواعِ العِباداتِ.
    Şu bahtiyar cemaat, o resulü dinleyip Kur’an’a kulak verdiler. Kendilerini, enva-ı ibadatın fihristesi olan namaz ile birçok makamat-ı âliye içinde çok latîf vazifelerle telebbüs etmiş gördüler.
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    نعم، لقد شَاهَدوا بوُضوحٍ تفَاصِيلَ الوظائفِ والمَقاماتِ الرفيعَةِ التي تُشِيرُ إليها الصَّلاةُ بأذكارِها وحَركاتِها المتنوِّعةِ، على النَّحوِ الآتي:
    Evet, namazın mütenevvi ezkâr ve harekâtıyla işaret ettiği vezaifi, makamatı mufassalan gördüler. Şöyle ki:
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    أوَّلا: بمُشاهَدتِهمُ الآثارَ الرَّبانيَّةَ المبثوثَةَ في الكون، وجَدوا أنفُسَهم في مقامِ المُشاهِدِينَ لِمَحاسِنِ عظمةِ الربوبيَّةِ، بمُعامَلةٍ غِيابيَّةٍ، فأدَّوْا وظيفةَ التكبيرِ والتَّسبيحِ، قائلينَ: اللهُ أكبرُ.
    '''Evvelen:''' Âsâra bakıp gaibane muamele suretinde, saltanat-ı rububiyetin mehasinine temaşager makamında kendilerini gördüklerinden tekbir ve tesbih vazifesini eda edip “Allahu ekber” dediler.
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    ثانيا: وبظُهورِهِم في مَقامِ الدُّعاةِ والأدِلّاءِ إلى بَدائعِ صنائِعِه سبحانَه وآثارِه السَّاطعةِ، التي هي جَلَواتُ أسمائِه الحسنَى، أدَّوْا وظيفةَ التَّقدِيسِ والتحميدِ بقولهِم: سبحانَ الله والحمدُ لله.
    '''Sâniyen:''' Esma-i kudsiye-i İlahiyenin cilveleri olan bedayi’ine ve parlak eserlerine dellâllık makamında görünmekle “Sübhanallah, Velhamdülillah” diyerek takdis ve tahmid vazifesini îfa ettiler.
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    ثالثا: وفي مقامِ إدراكِ النِّعَمِ المُدَّخَرَةِ في خزائنِ الرحمةِ الإلهيَّةِ بِتَذوُّقِها بحَواسَّ ظاهِرةٍ وباطِنةٍ شَرعُوا بوظيفةِ الشُّكرِ والحَمدِ.
    '''Sâlisen:''' Rahmet-i İlahiyenin hazinelerinde iddihar edilen nimetlerini zâhir ve bâtın duygularla tadıp anlamak makamında, şükür ve sena vazifesini edaya başladılar.
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    رابعا: وفي مَقامِ معرفةِ جواهِرِ كنوزِ الأسماءِ الحسنَى وتقديرِها حقَّ قَدرِها بمَوازِينِ الأجهِزةِ المعنويَّةِ المودَعةِ فيهم، بَدؤُوا بوظيفَةِ التَّنزِيهِ والثَّناءِ.
    '''Râbian:''' Esma-i İlahiyenin definelerindeki cevherleri, manevî cihazat mizanlarıyla tartıp bilmek makamında, tenzih ve medih vazifesine başladılar.
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    خامسا: وفي مَقامِ مُطالَعةِ الرسائلِ الرَّبانيَّةِ المُسطَّرةِ بقلَمِ قُدرَتِه تعالى بمِسطَرِ القَدَرِ، باشَروا بوظيفةِ التَّفكُّرِ والإعجابِ والاستِحسانِ.
    '''Hâmisen:''' Mistar-ı kader üstünde kalem-i kudretiyle yazılan mektubat-ı Rabbaniyeyi mütalaa makamında, tefekkür ve istihsan vazifesine başladılar.
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    سادسا: وفي مَقامِ التَّنزِيه بإمْعانِ النَّظرِ إلى دِقَّةِ اللطفِ في خَلقِ الأشياءِ، ورِقَّةِ الجمالِ في إتقانِها، دخلُوا وَظيفةَ المحبَّةِ والشَّوقِ إلى جمالِ الفاطِرِ الجليلِ والصانِعِ الجَميلِ.
    '''Sâdisen:''' Eşyanın yaratılışında ve masnuatın sanatındaki latîf incelik ve nâzenin güzellikleri temaşa ile tenzih makamında Fâtır-ı Zülcelal, Sâni’-i Zülcemal’lerine muhabbet ve iştiyak vazifesine girdiler.
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    وهكذا.. بَعدَ أداءِ هذه الوظائِفِ في المقاماتِ السَّابقَةِ، والقيامِ بالعِبادَةِ اللازمَةِ بمُعاملةٍ غِيابيَّةٍ، لدَى مُشاهَدةِ المخلوقاتِ، ارتَقَوْا إلى درجةِ النَّظرِ إلى مُعامَلةِ الصانعِ الحكيمِ وشُهودِها ومُعامَلةِ أفعالِه مُعامَلةً حُضوريَّةً، وذلك أنَّهُم: قابلوا أوَّلا تعريفَ الخالقِ الجليلِ نفسَه لذوِي الشُّعورِ بمُعجِزاتِ صَنعتِه.. قابَلوهُ بمعرفةٍ مِلؤُها العَجَبُ والحَيرةُ قائلين: سُبحانكَ ما عَرفْناكَ حقَّ مَعرِفتِك(<ref>
    Demek, kâinata ve âsâra bakıp gaibane muamele-i ubudiyetle mezkûr makamatta mezkûr vezaifi eda ettikten sonra Sâni’-i Hakîm’in dahi muamelesine ve ef’aline bakmak derecesine çıktılar ki hazırane bir muamele suretinde evvela Hâlık-ı Zülcelal’in kendi sanatının mu’cizeleriyle kendini zîşuura tanıttırmasına karşı hayret içinde bir marifet ile mukabele ederek    سُبْحَانَكَ مَا عَرَفْنَاكَ حَقَّ مَعْرِفَتِكَ     dediler. “Senin tarif edicilerin bütün masnuatındaki mu’cizelerindir.”
    انظر: المناوي، فيض القدير 2/410؛ الطبراني، المعجم الكبير 2/184؛ الحاكم، المستدرك 4/629؛ البيهقي، شعب الإيمان 1/183.
    </div>
    </ref>) يا مَعروفُ بمعجزاتِ جميعِ مَخلوقاتِكَ.


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    ثم استجابوا لتَحبُّبِ ذلك الرحمنِ بثَمراتِ رَحمتِه سبحانَه، بمَحبَّةٍ وهُيامٍ مُردِّدِينَ:
    Sonra o Rahman’ın kendi rahmetinin güzel meyveleriyle kendini sevdirmesine karşı, muhabbet ve aşk ile mukabele edip
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    ﴿ اِيَّاكَ نَعْبُدُ وَ اِيَّاكَ نَسْتَع۪ينُ ﴾.
    اِيَّاكَ نَعْبُدُ وَ اِيَّاكَ نَسْتَع۪ينُ   dediler.
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    ثم لَبَّوْا تَرحُّمَ ذلك المنعِمِ الحقِيقيِّ بنِعَمِه الطيِّبةِ وإظهارِ رأفتِه عليهم، بالشكرِ والحَمدِ، وبقولهِم:
    Sonra o Mün’im-i Hakiki’nin tatlı nimetleriyle terahhum ve şefkatini göstermesine karşı şükür ve hamd ile mukabele ettiler, dediler:
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    سبحانَكَ ما شكرناكَ حقَّ شُكرِكَ يا مشكورُ بألْسِنةِ أحوالٍ فصِيحةٍ تَنطِقُ بها جميعُ إحساناتِكَ المبثوثَةِ في الكَونِ، وتُعلِنُ الحمدَ والثناءَ إعلاناتُ نِعَمِك المُعدَّةُ في سوقِ العالَمِ والمنثورةُ على الأرض كافَّةً؛ فجميعُ الثمراتِ المُنضَّدةِ لرحمتِك الواسِعةِ، وجميعُ الأغذيَّةِ الموزونَةِ لنِعمِكَ العميمَةِ، تُوْفيِ شُكرَها بشهادتِها على جُودِكَ وكرمِكَ لدى أنظارِ المخلوقاتِ.
    سُبْحَانَكَ وَبِحَمْدِكَ  “Senin hak şükrünü nasıl eda edebiliriz? Sen öyle şükre lâyık bir meşkûrsun ki bütün kâinata serilmiş bütün ihsanatın açık lisan-ı halleri, şükür ve senanızı okuyorlar. Hem âlem çarşısında dizilmiş ve zeminin yüzüne serpilmiş bütün nimetlerin ilanatıyla hamd ve medhinizi bildiriyorlar. Hem rahmet ve nimetin manzum meyveleri ve mevzun yemişleri, senin cûd ve keremine şehadet etmekle senin şükrünü enzar-ı mahlukat önünde îfa ederler.”
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    ثم قابَلوا إظهارَ جمالِه وجلالِه وكمالِه و كبريائِه سبحانَه، في مرايا الموجوداتِ المتبدِّلةِ على وَجهِ الكونِ، بقولهِم: الله أكبرُ، ورَكعُوا في عَجزٍ مكلَّلٍ بالتعظيمِ، وهَوَوْا إلى السُّجودِ في محبَّةٍ مُفعمَةٍ بالذُّلِّ والفناءِ لله، وفي غَمرةِ إعجابٍ وتعظيمٍ وإجلالٍ.
    Sonra şu kâinatın yüzlerinde değişen mevcudat âyinelerinde cemal ve celal ve kemal ve kibriyasının izharına karşı   اَللّٰهُ اَكْبَرُ   deyip tazim içinde bir aczle rükûya gidip mahviyet içinde bir muhabbet ve hayretle secde edip mukabele ettiler.
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    ثم أجابوا إظهارَ ذلك الغنيِّ المطلقِ سُبحانَه ثَروَتَه التي لا تَنفَدُ ورحمتَه التي وسِعتْ كلَّ شيءٍ، بالدعاءِ المُلِحِّ والسؤالِ الجادِّ، بإظهارِ فَقرِهم وحاجتِهم قائلين: إياكَ نَستَعينُ.
    Sonra o Ganiyy-i Mutlak’ın servetinin çokluğunu ve rahmetinin genişliğini göstermesine karşı fakr u hâcetlerini izhar edip, dua edip istemekle mukabele edip   وَ اِيَّاكَ نَسْتَع۪ينُ   dediler.
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    ثم استَقبلوا عرضَ ذلك الخالقِ الجليل لِلَطائفِ صَنائعِه ورَوائعِ بدائعِه ونَشرِه لها في مَعارِضَ أمامَ أنظارِ الأنامِ، بالإعجابِ والتقديرِ اللَّازِمَينِ، قائلِينَ: ما شاءَ اللهُ، تباركَ اللهُ، ما أجملَ خلقَ هذا..
    Sonra o Sâni’-i Zülcelal’in kendi sanatının latîflerini, hârikalarını, antikalarını, sergilerle teşhirgâh-ı enamda neşrine karşı    مَا شَاءَ اللّٰهُ   deyip takdir ederek “Ne güzel yapılmış!” deyip istihsan ederek
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    شاهِدِين مُستَحسِنِينَ لها، هاتِفِين: هلمُّوا لمشاهَدَةِ هذه البدائعِ، حيَّ على الفلاحِ.. اشهَدُوها وكُونُوا شُهَداءَ علَيها.
    بَارَكَ اللّٰهُ   deyip müşahede etmek,    آمَنَّا   deyip şehadet etmek; “Geliniz, bakınız!” hayran olarak   يَّ عَلَى الْفَلَاحِ    deyip herkesi şahit tutmakla mukabele ettiler.
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    ثم أجابوا إعلانَ ذلك السُّلطانِ العظيمِ -سُلطانِ الأزَلِ والأبَدِ- لسلطَنةِ ربوبيَّتهِ في الكون كلِّه، وإظهارَه وحدانِيَّتَه للوجودِ كافَّةً، بقولِهم: سَمِعناَ وأطَعناَ.. فَسمِعوا، وانقادُوا وأطاعُوا.
    Hem o Sultan-ı ezel ve ebed, kâinatın aktarında kendi rububiyetinin saltanatını ilanına ve vahdaniyetinin izharına karşı, tevhid ve tasdik edip    سَمِعْنَا وَاَطَعْنَا     diyerek itaat ve inkıyad ile mukabele ettiler.
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    ثم استَجابُوا لإظهار ربِّ العالمينَ ألوهيَّتَه الجليلةَ، بخُلاصَةِ عبوديَّةٍ تَنُمُّ عن ضَعفِهمُ الكامِنِ في عَجزِهم، وفَقرِهم المندَمِج في حاجاتِهم.. تلك هي الصَّلاةُ.
    Sonra o Rabbü’l-âlemîn’in uluhiyetinin izharına karşı zaaf içinde aczlerini, ihtiyaç içinde fakrlarını ilandan ibaret olan ubudiyet ile ve ubudiyetin hülâsası olan namaz ile mukabele ettiler.
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    وهكذا بمثلِ هذه الوَظائفِ المتنوِّعةِ للعبوديَّةِ، أدَّوْا فريضةَ عُمرِهم ومُهمَّةَ حياتِهم في هذا المسجدِ الأكبرِ المُسمَّى بدارِ الدنيا، حتى اتَّخذُوا صورةَ أحسَنِ تقويمٍ، واعتَلَوْا مرتَبةً تفوقُ جميعَ المخلوقاتِ قاطبةً، إذ أصبحوا خُلفاءَ أُمَناءَ في الأرضِ، بما أُودِعَ فيهم من الإيمانِ والأمَانةِ..
    Daha bunlar gibi gûnagûn ubudiyet vazifeleriyle şu dâr-ı dünya denilen mescid-i kebirinde farîza-i ömürlerini ve vazife-i hayatlarını eda edip ahsen-i takvim suretini aldılar. Bütün mahlukat üstünde bir mertebeye çıktılar ki yümn-ü iman ile emn ü emanet ile mücehhez, emin bir halife-i arz oldular.
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    وبعد انتِهاءِ مُدَّةِ الامتِحانِ والخروجِ من قَبضةِ الاختِبارِ يَدعوهُم ربُّهم الكريمُ إلى السَّعادةِ الأبديَّةِ والنَّعيمِ المقِيمِ ثوابًا لإيمانِهم، ويرزُقُهمُ الدُّخولَ إلى دارِ السَّلامِ جـزاءَ إسلامِهم، ويُكرمُهُم -وقد أكرَمَهم- بنِعَمٍ لا عَينٌ رَأَتْ ولا أُذُنٌ سمِعتْ ولا خَطرَ على قلبِ بَشرٍ،(<ref>
    Ve şu meydan-ı tecrübe ve şu destgâh-ı imtihandan sonra onların Rabb-i Kerîm’i onları, imanlarına mükâfat olarak saadet-i ebediyeye ve İslâmiyetlerine ücret olarak Dârü’s-selâm’a davet ederek öyle bir ikram etti ve eder ki hiç göz görmemiş ve kulak işitmemiş ve kalb-i beşere hutur etmemiş derecede parlak bir tarzda rahmetine mazhar etti ve onlara ebediyet ve beka verdi. Çünkü ebedî ve sermedî olan bir cemalin seyirci müştakı ve âyinedar âşığı, elbette bâki kalıp ebede gidecektir.
    انظر: البخاري، بدء الخلق 8، تفسير سورة السجدة 1، التوحيد 35؛ مسلم، الإيمان 312، الجنة 2-5؛ الترمذي، الجنة 15، تفسير سورة السجدة 2، تفسير سورة الواقعة 1؛ ابن ماجه، الزهد 39؛ الدارمي، الرقاق 98، 105؛ أحمد بن حنبل، المسند 2/313، 370، 407، 416، 438، 462، 466، 495، 506، 5/334.
    </div>
    </ref>)  ويمنَحَهم الأبديَّةَ والبقاءَ، إذ المُشاهِدُ المشتاقُ لجَمالٍ سرمَديٍّ والعاشِقُ الذي يَعكسُه كالمرآةِ، لابدَّ أن يَظلَّ باقيا ويَمضِيَ إلى الأبدِ؛


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    هذه هي عُقبَى تلامِيذِ القُرآنِ.. اللَّهمَّ اجعَلناَ منهم.. آمين!.
    İşte Kur’an şakirdlerinin âkıbetleri böyledir. Cenab-ı Hak bizleri onlardan eylesin, âmin!
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    أمّا الفريقُ الآخرُ وهمُ الفجّارُ والأشرارُ فما إنْ دخلوا بسِنِّ البلوغِ قَصْرَ هذا العالَمِ إلَّا وقابلوا بالكُفرِ دلائلَ الوَحدانِيَّةِ كلِّها، وبالكفرانِ الآلاءَ التي تُسبَغُ عليهِم، واتّهمُوا الموجوداتِ كلَّها بالتفاهَةِ وحقَّروها بالعبثِيَّةِ ورفضُوا تجلياتِ الأسماءِ الإلهيّةِ على الموجوداتِ كلِّها، فارتكبوا جريمةً لا حدَّ لها في مُدَّةٍ قصيرةٍ، مما اسْتحَقُّوا عذابًا خالدًا.
    Amma füccar ve eşrar olan diğer güruh ise hadd-i büluğ ile şu âlem sarayına girdikleri vakit, bütün vahdaniyetin delillerine karşı küfür ile mukabele edip ve bütün nimetlere karşı küfran ile mukabele ederek ve bütün mevcudatı kıymetsizlikle kâfirane bir ittiham ile tahkir ettiler ve bütün esma-i İlahiyenin tecelliyatına karşı red ve inkâr ile mukabele ettiklerinden, az bir vakitte nihayetsiz bir cinayet işlediler; nihayetsiz bir azaba müstahak oldular. Evet, insana sermaye-i ömür ve cihazat-ı insaniye, mezkûr vezaif için verilmiştir.
    نعم، إنَّ الإنسانَ لم يُوهَب له رأسُ مالِ العُمُرِ، ولم يُودَع فيه أجهزةٌ إنسانِيَّةٌ راقيَةٌ إلّا ليُؤهِّلَه ذلك لتأديةِ الوظائفِ الجليلةِ المذكُورةِ.
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    فيا نَفسِيَ الحائرةَ ويا صديقي المغرَمَ بالهوَى.. أتحسَبُون أنَّ «مُهمّةَ حياتِكم» محصُورةٌ في تَلْبِيةِ مُتَطلَّباتِ النفسِ الأمَّارةِ بالسوءِ ورِعايتِها بوَسائلِ الحضارَةِ إشـباعًا لشَهْوةِ البطنِ والفَرْجِ؟ أمْ تَظنُّونَ أنَّ الغايةَ من دَرْجِ ما أُودِعَ فيكم من لطائفَ معنَويةٍ رقيقةٍ، وآلاتٍ وأعضاءَ حَسّاسةٍ، وجَوارِحَ وأجهزةٍ بَديعةٍ، ومشَاعرَ وحَواسَّ جَسّاسةٍ، إنما هي لمجرَّدِ استِعمالِها لإشـباعِ حاجاتٍ سُفليَّةٍ لرغباتِ النفسِ الدَّنِيئَةِ في هذه الحياةِ الفانيَةِ؟ حاشَ وكلا!!
    Ey sersem nefsim ve ey pür-heves arkadaşım! Âyâ zannediyor musunuz ki vazife-i hayatınız; yalnız terbiye-i medeniye ile güzelce muhafaza-i nefis etmek, ayıp olmasın, batn ve fercin hizmetine mi münhasırdır? Yahut zannediyor musunuz ki hayatınızın makinesinde dercedilen şu nazik letaif ve maneviyat ve şu hassas aza ve âlât ve şu muntazam cevarih ve cihazat ve şu mütecessis havas ve hissiyatın gaye-i yegânesi; şu hayat-ı fâniyede nefs-i rezilenin, hevesat-ı süfliyenin tatmini için istimaline mi münhasırdır? Hâşâ ve kellâ! Belki vücudunuzda şunların yaratılması ve fıtratınızda bunların gaye-i idhali, iki esastır:
    بل إنَّ خلقَ تلك اللطائفِ والحواسِّ والمشَاعِرِ في وُجودِكم وإدراجَها في فِطرَتِكم إنما يَستَنِدُ إلى أسَاسَيْنِ اثنَيْنِ:
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    الأوَّل: أنْ يُشعِركم كلَّ نوعٍ من أنواع النِّعمِ التي أسبغَها عليكُم المُنعِمُ سبحانَه؛ ويسوقكم إلى الشكر، فعليكُم الشُّعورُ بها والقِيامُ بشُكرِه تعالى وعبادَتِه.
    '''Biri:''' Cenab-ı Mün’im-i Hakiki’nin bütün nimetlerinin her bir çeşitlerini size ihsas ettirip şükrettirmekten ibarettir. Siz de hissedip şükür ve ibadetini etmelisiniz.
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    الثاني: أنْ تَجعلَكُم تَعرِفونَ أقسامَ تجلِّياتِ الأسماءِ الحسنَى التي تَعُمُّ الوُجودَ كلَّه، مَعرِفَتَها وتَذَوُّقَها فَردًا فَردًا؛ فعليكُمُ الإيمانُ بتلك الأسماءِ ومعرفَتُها معرفةً ذَوْقِيةً خالِصةً.
    '''İkincisi:''' Âleme tecelli eden esma-i kudsiye-i İlahiyenin bütün tecelliyatının aksamını, birer birer, size o cihazat vasıtasıyla bildirip tattırmaktır. Siz dahi tatmakla tanıyarak iman getirmelisiniz.
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    وعلى هَذَينِ الأساسَينِ تَنمُو الكمالاتُ الإنسانِيَّةُ، وبهما يَغدُو الإنسانُ إنسانًا حقّا.
    İşte bu iki esas üzerine kemalât-ı insaniye neşv ü nema bulur. Bununla insan, insan olur.
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    فانظر الآنَ من خلالِ هذا المثالِ لتَعرِفَ أنَّ الإنسانَ بخِلافِ الحيوانِ لم يُزوَّدْ بالأَجهِزةِ لكَسْبِ هذه الحياةِ الدنيا فقط:
    İnsaniyetin cihazatı, hayvan gibi hayat-ı dünyeviyeyi kazanmak için verilmemiş olduğuna şu temsil sırrıyla bak:
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    أعطَى سيِّدٌ خادِمَه عِشرينَ ليرةً ليشتَريَ بها بَدْلَةً لنفسِه، من قُماشٍ مُعيَّنٍ، فراحَ الخادِمُ واشتَراها من أجْوَدِ أنواعِ الأقمِشَةِ ولَبِسَها؛
    Mesela, bir zat bir hizmetçisine yirmi altın verdi, tâ mahsus bir kumaştan kendisine bir kat libas alsın. O hizmetçi gitti, o kumaşın a’lâsından mükemmel bir libas aldı, giydi.
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    ثم أعطَى السَّيِّدُ نفسُه خادِما آخَرَ ألفَ ليرةٍ ولكن وَضَعَ في جَيبِه ورَقةَ تعليماتٍ وأرسَله للتِّجارَةِ؛ فكلُّ مَن يملك مُسْكةً من العَقلِ يُدرِكُ يقينا أنَّ هذا المبلغَ ليس لشراءِ بدلَةٍ، إذ قَدِ اشتراها الخادِمُ الأوَّلُ بعشرينَ ليرةً! فلو لم يَقرَأْ هذا الثاني ما كُتِبَ له في الورَقةِ، وأعطَى كلَّ ما لدَيْهِ إلى صاحِبِ حانوتٍ واشترَى منه بَدلَةً -تقليدا لصديقِه الآخرِ- ومن أردإ أنواعِ البدلاتِ، ألا يكونُ قد ارتَكبَ حماقَةً مُتَناهِيةً، يَنبغِي تأديبُه بعُنفٍ وعقابُه عقابًا رادِعًا؟
    Sonra gördü ki o zat, diğer bir hizmetkârına bin altın verip bir kâğıt içinde bazı şeyler yazılı olarak onun cebine koydu, ticarete gönderdi. Şimdi, her aklı başında olan bilir ki o sermaye, bir kat libas almak için değil. Çünkü evvelki hizmetkâr, yirmi altınla en a’lâ kumaştan bir kat libas almış olduğundan elbette bu bin altın, bir kat libasa sarf edilmez. Şayet bu ikinci hizmetkâr, cebine konulan kâğıdı okumayıp belki evvelki hizmetçiye bakıp, bütün parayı bir dükkâncıya bir kat libas için verip hem o kumaşın en çürüğünden ve arkadaşının libasından elli derece aşağı bir libas alsa, elbette o hâdim nihayet derecede ahmaklık etmiş olacağı için şiddetle tazip ve hiddetle te’dib edilecektir.
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    فيا صديقي الحميمَ، ويا نفسي الأمارةَ بالسوء!
    Ey nefsim ve ey arkadaşım! Aklınızı başınıza toplayınız. Sermaye-i ömür ve istidad-ı hayatınızı hayvan gibi belki hayvandan çok aşağı bir derecede şu hayat-ı fâniye ve lezzet-i maddiyeye sarf etmeyiniz. Yoksa sermayece en a’lâ hayvandan elli derece yüksek olduğunuz halde en ednasından elli derece aşağı düşersiniz.
    استَجمِعُوا عُقولَكم، ولا تَهدِرُوا رأسَ مالِ عُمُرِكم، ولا تُبدِّدُوا طاقاتِ حياتِكم واستِعداداتِها لهذه الدنيا الفانيةِ الزائِلةِ، وفي سبيل لذَّةٍ مادِّيةٍ ومَتاعٍ حيوانيٍّ.. فالعاقِبةُ وخِيمةٌ، إذ تُرَدُّونَ إلى دَرَكةٍ أدنَى من أخَسِّ حيوانٍ بخَمسِينَ درجةً، عِلما أنَّ رأسَ مالِكُم أثمَنُ من أرقَى حيوانٍ بخَمسِينَ ضِعفًا..
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    فيا نفسِيَ الغافلةَ.. إن كُنتِ تُريدِينَ أن تَفهمِي شيئًا من: غايةِ حَياتِكِ، ماهِيَّةِ حَياتِكِ، صُورةِ حَياتِكِ، سِرِّ حقيقةِ حَياتِكِ، كَمالِ سعادَةِ حَياتِكِ..
    Ey gafil nefsim! Senin hayatının gayesini ve hayatının mahiyetini hem hayatının suretini hem hayatının sırr-ı hakikatini hem hayatının kemal-i saadetini bir derece anlamak istersen bak:
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    فانظُرِي إلى مُجمَلِ «غاياتِ حَياتِكِ» فإنَّها تِسعةُ أُمورٍ:
    Senin '''hayatının gayeleri'''nin icmali dokuz emirdir:
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    أوَّلُها: وَزنُ النِّعمِ المدخرَةِ في خَزائِنِ الرحمةِ الإلهيَّةِ بمَوازينِ الحواسِّ المغروزَةِ في جِسمِكِ، والقيامُ بالشُّكرِ الكُلِّيِّ.
    '''Birincisi''' şudur ki: Senin vücudunda konulan duygular terazileriyle rahmet-i İlahiyenin hazinelerinde iddihar edilen nimetleri tartmaktır ve küllî şükretmektir.
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    ثانيها: فتحُ الكنوزِ المخفيَّةِ للأسماءِ الإلهيَّةِ الحسنَى بمفاتِيحِ الأجهزةِ المودَعةِ في فِطرتِكِ، ومَعرِفةُ اللهِ جلَّ وعلا بتلك الأسماءِ الحسنَى.
    '''İkincisi:''' Senin fıtratında vaz’edilen cihazatın anahtarlarıyla esma-i kudsiye-i İlahiyenin gizli definelerini açmaktır, Zat-ı Akdes’i o esma ile tanımaktır.
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    ثالثُها: إعلانُ ما ركَّبتْ فيكِ الأسماءُ الحسنَى من لَطائفِ تجلِّياتِها وبدائِع صَنعتِها، وإظهارُ تلك اللطائِفِ البديعةِ أمامَ أنظارِ المخلوقاتِ بعِلْمٍ وشُعورٍ، وبجوانِبِ حياتِكِ كافَّةً في معرِضِ الدُّنياَ هذه.
    '''Üçüncüsü:''' Şu teşhirgâh-ı dünyada, mahlukat nazarında, esma-i İlahiyenin sana taktıkları garib sanatlarını ve latîf cilvelerini bilerek hayatınla teşhir ve izhar etmektir.
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    رابعُها: إظهارُ عُبودِيَّتِكِ عند أعْتابِ رُبوبيَّةِ خَالقِكِ، بلسانِ الحالِ والمَقالِ.
    '''Dördüncüsü:''' Lisan-ı hal ve kālinle Hâlık’ının dergâh-ı rububiyetine ubudiyetini ilan etmektir.
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    خامسُها: التجمُّلُ بمزايا اللَّطائِفِ الإنسَانيَّةِ التي وهَبتْها لكِ تجلياتُ الأسماءِ، وإبرازُها أمامَ نظَرِ الشُّهودِ والإشهادِ للشَّاهِدِ الأزَلِيِّ جلَّ وعلا.. مَثَلُكِ في هذا كَمَثَلِ الجُندِيِّ الذي يتَقلَّدُ في المناسباتِ الرَّسمِيَّةِ الشاراتِ المتنوِّعةَ التي منحَهُ السُّلطانُ إيَّاهاَ، ويَعرِضُها أمامَ نظرِه ليُظهِرَ آثارَ تكرُّمِه عليه وعِنايتِه به.
    '''Beşincisi:''' Nasıl bir asker, padişahından aldığı türlü türlü nişanları, resmî vakitlerde takıp padişahın nazarında görünmekle onun iltifatat-ı âsârını gösterdiği gibi sen dahi esma-i İlahiyenin cilvelerinin sana verdikleri letaif-i insaniye murassaatıyla bilerek süslenip o Şahid-i Ezelî’nin nazar-ı şuhud ve işhadına görünmektir.
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    سادسُها: شهودُ مظاهِر الحياةِ لذَوِي الحياةِ، شُهودَ عِلْمٍ وبَصيرَةٍ، إذ هيَ تَحِيّاتُها ودَلالاتُها بحَياتِها على بارئِها سبحانَه.. ورُؤيةُ تسبيحاتِها لخالِقِها، رُؤيةً بتَفكُّرٍ وعِبرةٍ، إذ هي رُموزُ حياتِها.. ومشاهدةُ عرضِ عُبودِيَّتِها إلى واهِبِ الحياةِ سبحانَه والشَّهادةُ عليها، إذ هي غايةُ حياتِها ونتيجَتُها.
    '''Altıncısı:''' Zevi’l-hayat olanların tezahürat-ı hayatiye denilen, Hâlıklarına tahiyyatları; ve rumuzat-ı hayatiye denilen, Sâni’lerine tesbihatları ve semerat ve gayat-ı hayatiye denilen, Vâhibü’l-hayat’a arz-ı ubudiyetlerini bilerek müşahede etmek, tefekkür ile görüp şehadetle göstermektir.
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    سابعُها:  مَعرِفةُ الصِّفاتِ المطلقَةِ للخالِقِ الجليلِ، وشُؤونِه الحكيمةِ، ووَزنُها بما وُهِبَ لحياتِكِ من عِلْمٍ جُزئيٍّ وقُدرَةٍ جزئيَّةٍ وإرادَةٍ جزئيَّةٍ، أي بجعلِها نماذِجَ مصغَّرةً ووَحْدةً قياسِيَّةً لمعرفةِ تلك الصفاتِ المطلَقةِ الجَليلةِ.
    '''Yedincisi:''' Senin hayatına verilen cüz’î ilim ve kudret ve irade gibi sıfat ve hallerinden küçük numunelerini vâhid-i kıyasî ittihaz ile Hâlık-ı Zülcelal’in sıfât-ı mutlakasını ve şuun-u mukaddesesini o ölçüler ile bilmektir. Mesela sen, cüz’î iktidarın ve cüz’î ilmin ve cüz’î iraden ile bu haneyi muntazam yaptığından şu kasr-ı âlemin senin hanenden büyüklüğü derecesinde, şu âlemin ustasını o nisbette Kadîr, Alîm, Hakîm, Müdebbir bilmek lâzımdır.
    فمثلا: كما أنَّكِ قد شَيَّدتِ هذه الدارَ بنظامٍ كامِلٍ، بقُدرتِكِ الجزئيَّةِ وإرادَتِكِ الجزئيَّةِ، وعِلمِكِ الجزئيِّ، كذلك عليكِ أن تَعلمِي -بنِسبةِ عظَمةِ بناءِ قَصرِ العالَمِ ونظامِه المتقَنِ- أنَّ بنَّاءَه قديرٌ، عَليمٌ، حَكيمٌ، مُدبِّرٌ.
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    ثامنُها:  فهمُ الأقوالِ الصَّادرةِ من كلِّ مَوجُودٍ في العالَمِ وإدراكُ كلِماتِه المعنوِيَّةِ -كلٌّ حسَبَ لسانِه الخاصِّ- فيما يَخُصُّ وحدانِيَّةَ خالِقِه ورُبوبِيَّةَ مُبدِعِه.
    '''Sekizincisi:''' Şu âlemdeki mevcudatın her biri kendine mahsus bir dil ile Hâlık’ının vahdaniyetine ve Sâni’inin rububiyetine dair manevî sözlerini fehmetmektir.
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    تاسعُها: إدْراكُ درجاتِ القُدرَةِ الإلهيَّةِ والثَّروَةِ الربَّانيَّةِ المطلَقتَيْنِ، بمَوازِينِ العَجْزِ والضَّعفِ والفَقرِ والحاجَةِ المُنطَوِيةِ في نفسِكِ، إذ كما تُدرَكُ أنواعُ الأطعِمَةِ ودرجاتُها ولذاتُها، بدرجاتِ الجوعِ وبمِقدارِ الاحتياجِ إليها، كذلك علَيكِ فهمُ درجاتِ القدرةِ الإلهيَّةِ والثَّروَةِ الربَّانيَّةِ المطلَقتَيْنِ بعَجزِكِ وفَقرِكِ غيرِ المتناهِيَيْنِ.
    '''Dokuzuncusu:''' Acz ve zaafın, fakr ve ihtiyacın ölçüsüyle kudret-i İlahiye ve gına-yı Rabbaniyenin derecat-ı tecelliyatını anlamaktır. Nasıl ki açlığın dereceleri nisbetinde ve ihtiyacın envaı miktarınca, taamın lezzeti ve derecatı ve çeşitleri anlaşılır. Onun gibi sen de nihayetsiz aczin ve fakrınla nihayetsiz kudret ve gına-yı İlahiyenin derecatını fehmetmelisin. İşte senin hayatının gayeleri, icmalen bunlar gibi emirlerdir.
    فهذه الأمورُ التسعَةُ وأمثالُها هي مُجمَلُ «غاياتِ حَياتِكِ».
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    أمّا «ماهيَّةُ حَياتِكِ الذاتيَّةِ» فمُجمَلُها هو:
    Şimdi kendi '''hayatının mahiyetine''' bak ki o mahiyetinin icmali şudur:
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    إنها فِهرِسُ الغرائِبِ التي تَخُصُّ الأسماءَ الإلهيَّةَ الحسنَى.. ومِقياسٌ مُصغَّرٌ لمعرفةِ شُؤونِ الله سبحانَه وصِفاتِه الجليلةِ.. ومِيزانٌ للعوالِمِ التي في الكونِ.. ولائحةٌ لمندَرَجاتِ هذا العالَمِ الكبيرِ.. وخَريطةٌ لهذا الكونِ الواسعِ.. وفَذْلَكةٌ لكتابِ الكونِ الكبيرِ.. ومجموعةُ مفاتيحَ تَفتَحُ كنوزَ القُدرَةِ الإلهيَّةِ الخفيَّةِ.. وأحْسنُ تقويمٍ للكمالاتِ المبثوثَةِ في الموجوداتِ، والمنشورةِ على الأوقاتِ والأزمانِ..فهذه وأمثالُها هي «ماهِيَّةُ حَياتِكِ».
    Esma-i İlahiyeye ait garaibin fihristesi hem şuun ve sıfât-ı İlahiyenin bir mikyası hem kâinattaki âlemlerin bir mizanı hem bu âlem-i kebirin bir listesi hem şu kâinatın bir haritası hem şu kitab-ı ekberin bir fezlekesi hem kudretin gizli definelerini açacak bir anahtar külçesi hem mevcudata serpilen ve evkata takılan kemalâtının bir ahsen-i takvimidir. İşte mahiyet-i hayatın bunlar gibi emirlerdir.
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    وإليكِ الآن «صورةَ حَياتِكِ» وطَرْزَ وظيفَتِها، وهي:
    Şimdi senin '''hayatının sureti ve tarz-ı vazifesi''' şudur ki:
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    أنَّ حياتَكِ كلمةٌ حكِيمةٌ مكتُوبةٌ بقَلمِ القُدرَةِ الإلهيَّةِ.. وهي مَقالةٌ بليغةٌ مَشهُودةٌ ومَسمُوعةٌ تدُلُّ على الأسماءِ الحسنَى.. فهذه وأمثالُها هي صُورةُ حياتِكِ.
    Hayatın bir kelime-i mektubedir. Kalem-i kudretle yazılmış hikmet-nüma bir sözdür. Görünüp ve işitilip esma-i hüsnaya delâlet eder. İşte hayatının sureti bu gibi emirlerdir.
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    أمّا «حقيقةُ حياتِكِ وسِرُّها» فهي:
    Şimdi '''hayatının sırr-ı hakikati''' şudur ki:
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    أنَّها مرآةٌ لتجلِّي الأَحَديَّةِ، وجَلوَةِ الصَّمَدِيَّةِ، أي أنَّ حياتَكِ كالمرآةِ يَنعكِسُ عليها تجلِّي الذاتِ الأَحدِ الصَّمدِ تجلِّيًا جامِعًا، وكأنَّ حياتَكِ نقطةٌ مَركزِيَّةٌ لجميعِ أنواعِ تجلِّياتِ الأسماءِ الإلهيَّةِ المتجلِّيَّةِ على العالَمِ أجمعَ.
    Tecelli-i ehadiyete, cilve-i samediyete âyineliktir. Yani bütün âleme tecelli eden esmanın nokta-i mihrakıyesi hükmünde bir câmiiyetle Zat-ı Ehad-i Samed’e âyineliktir.
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    أمّا «كمالُ سَعادَةِ حَياتِكِ» فهو:
    Şimdi '''hayatının saadet içindeki kemali''' ise:
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    الشُّعُورُ بما يتَجلَّى من أنوارِ التجلِّياتِ الإلهيَّةِ في مرآةِ حَياتِكِ وحُبُّها، وإظهارُ الشَّوقِ إليها، وأنتِ مالِكةٌ للشُّعورِ، ثم الفناءُ في محبَّتِها، وترسِيخُ تلكَ الأنوارِ المنعكِسَةِ وتمكينُها في بُؤبُؤِ عَينِ قَلبِكِ.
    Senin hayatının âyinesinde temessül eden Şems-i Ezelî’nin envarını hissedip sevmektir. Zîşuur olarak ona şevk göstermektir. Onun muhabbetiyle kendinden geçmektir. Kalbin göz bebeğinde aks-i nurunu yerleştirmektir. İşte bu sırdandır ki seni a’lâ-yı illiyyîne çıkaran bir hadîs-i kudsînin meal-i şerifi olan
    ولأجلِ هذا قِيلَ بالفارِسيَّةِ هذا المعنَى للحديثِ النَّبوِيِّ القُدُسِيِّ الذي رَفَعَكِ إلى أعلى علِّيِّينَ:
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    (<ref>
    مَنْ نَه گُنْجَمْ دَرْ سَمٰوَاتُ وزَمِينْ ❀ اَزْ عَجَبْ گُنْجَمْ بَقَلْبِ مُوٴْمِنِينْ
    هذا معنى الحديث «ما وَسِعَنِي سَمائي ولا أَرضِي ولكن وَسِعَنِي قلبُ عَبدِي المؤمِن»، قال ابن حَجَرٍ الهيتميُّ في «الفتاوى الحديثية»: وذِكرُ جماعةٍ له من الصوفية لا يُريدون حقيقةَ ظاهِرِه من الاتِّـحادِ والحلولِ، لأن كلا منهما كفرٌ، وصالحُو الصوفيةِ أعرفُ الناسِ بالله وما يجبُ له وما يَستَحيلُ عليهِ، وإنما يُريدون بذلك أنّ قلبَ المؤمِنِ يَسَعُ الإيمانَ بالله ومحبّتَه ومَعرفتَه، أ هـ .. وانظر: أحمد بن حنبل، الزهد ص81؛ الغزالي، إحياء علوم الدين 3/15؛ الديلمي، المسند 3/174؛ الزركشي، التذكرة في الأحاديث المشتهرة ص135؛ السخاوي، المقاصد الحسنة ص990؛العجلوني، كشف الخفاء 2/255.</ref>)
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    <nowiki></nowiki>
    denilmiştir.
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    فيا نفسي.. إنَّ حياتَكِ التي تتَوجَّهُ إلى مِثلِ هذه الغاياتِ المُثلَى، وهي الجامعةُ لمثل هذه الخزائنِ القيِّمةِ.. هل يَليقُ عقلا وإنصافًا أن تُصرَفَ في حظوظٍ تافِهةٍ، تلبيةً لرغباتِ النفسِ الأمَّارةِ، واستِمتاعًا بلذائذَ دنيويَّةٍ فانيةٍ، فتُهدَرَ وتُضيَّعَ بعدَ ذلك ؟!
    İşte ey nefsim! Hayatının böyle ulvi gayata müteveccih olduğu ve şöyle kıymetli hazineleri câmi’ olduğu halde, hiç akıl ve insafa lâyık mıdır ki hiç-ender hiç olan muvakkat huzuzat-ı nefsaniyeye, geçici lezaiz-i dünyeviyeye sarf edip zayi edersin? Eğer zayi etmemek istersen, geçen temsil ve hakikate remzeden
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    فإن كُنتِ راغبةً في عَدمِ ضياعِها سدًى، ففكِّرِي وتدبَّرِي في القَسَمِ وجوابِ القَسَمِ في سُورَةِ «الشَّمسِ» الذي يَرمُزُ إلى التمثيلِ والحقيقةِ المذكُورةِ، ثم اعْمَلي.
    وَالشَّمْسِ وَضُحٰيهَا ❀ وَالْقَمَرِ اِذَا تَلٰيهَا ❀ وَالنَّـهَارِ اِذَا جَلّٰيهَا ❀ وَالَّيْلِ اِذَا يَغْشٰيهَا ❀ وَالسَّمَٓاءِ وَمَا بَنٰيهَا ❀ وَالْاَرْضِ وَمَا طَحٰيهَا ❀ وَنَفْسٍ وَمَا سَوّٰيهَا ❀ فَاَلْهَمَهَا فُجُورَهَا وَتَقْوٰيهَا ❀ قَدْ اَفْلَحَ مَنْ زَكّٰيهَا ❀ وَقَدْخَابَ مَنْ دَسّٰيهَا
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    بِسْمِ اللّٰهِ الرَّحْمٰنِ الرَّح۪يمِ
    suresindeki kasem ve cevab-ı kasemi düşünüp amel et.
    ﴿ وَالشَّمْسِ وَضُحٰيهَا ❀ وَالْقَمَرِ اِذَا تَلٰيهَاۙۖ ❀ وَالنَّهَارِ اِذَا جَلّٰيهَاۙۖ ❀ وَالَّيْلِ اِذَا يَغْشٰيهَاۙۖ ❀ وَالسَّمَٓاءِ وَمَا بَنٰيهَاۙۖ ❀ وَالْاَرْضِ وَمَا طَحٰيهَاۙۖ ❀ وَنَفْسٍ وَمَا سَوّٰيهَاۙۖ ❀ فَاَلْهَمَهَا فُجُورَهَا وَتَقْوٰيهَاۙۖ ❀ قَدْ اَفْلَحَ مَنْ زَكّٰيهَاۙۖ ❀ وَقَدْ خَابَ مَنْ دَسّٰيهَا ﴾ (الشمس:1-10)
    </div>


    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    اَللّهمَّ صَلِّ وَسَلِّمْ عَلَى شَمْسِ سَمَاءِ الرِّسَالَةِ وَقَمَرِ بُرجِ النُّبُوَّةِ، وَعَلَى آلِهِ وَأصْحَابِهِ نُجُوم الْهِدَايَةِ. وَارحَمنَا وَارَحَمِ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ.
    اَللّٰهُمَّ صَلِّ وَسَلِّمْ عَلٰى شَمْسِ سَمَاءِ الرِّسَالَةِ وَقَمَرِ بُرْجِ النُّبُوَّةِ وَعَلٰى آلِهِ وَاَصْحَابِهِ نُجُومِ الْهِدَايَةِ وَارْحَمْنَا وَارْحَمِ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ آمِينْ آمِينْ آمِينْ
    آمِينَ آمِينَ آمِينَ.
    </div>






    <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr">
    ------
    ------
    <center> [[Onuncu Söz]] | [[Sözler]] | [[On İkinci Söz]] </center>
    <center>[[Onuncu_Söz/ar|الكلمة العاشرة]] | [[Sözler/ar|الكلمات]] | [[On İkinci_Söz/ar|الكلمة الثانية عشرة]] </center>
    ------
    ------
    </div>

    13.32, 7 Mayıs 2024 itibarı ile sayfanın şu anki hâli

    Diğer diller:

    بِسْمِ اللّٰهِ الرَّحْمٰنِ الرَّح۪يمِ

    وَالشَّمْسِ وَضُحٰيهَا ❀ وَالْقَمَرِ اِذَا تَلٰيهَا ❀ وَالنَّـهَارِ اِذَا جَلّٰيهَا ❀ وَالَّيْلِ اِذَا يَغْشٰيهَا ❀ وَالسَّمَٓاءِ وَمَا بَنٰيهَا ❀ وَالْاَرْضِ وَمَا طَحٰيهَا ❀ وَنَفْسٍ وَمَا سَوّٰيهَا ❀ اِلخ (الشمس:1-10)

    أيُّها الأخُ.. إنْ شِئتَ أنْ تفهمَ شيئًا من أسْرارِ حكمةِ العالَمِ وطِلسَمِه، ولُغزِ خَلْقِ الإنسانِ، ورُموزِ حقيقةِ الصلاةِ، فتَأمَّلْ معي في هذه الحكايةِ التَّمثِيليّةِ القصِيرةِ:

    كان في زمانٍ مَا سلطانٌ له ثَرَواتٌ طائلةٌ وخزائنُ هائلةٌ تحوي جميعَ أنواعِ الجَواهرِ والألماسِ والزُّمُرُّدِ، مع كنوزٍ خَفيةٍ أخرَى عجيبةٍ جدا، وكان صاحبَ عِلمٍ واسِعٍ جدا، وإحاطةٍ تامَّةٍ؛ واطِّلاعٍ شامِلٍ على العُلومِ البَديعةِ التي لا تُحَدُّ، مع مَهاراتٍ فائقةٍ وبدائعِ الصَّنعةِ.

    وحيثُ إنَّ كلَّ ذي جمالٍ وكَمالٍ يُحِبُّ أنْ يَرَى ويُرِي جمالَه وكمالَه، كذلك هذا السلطانُ العظيمُ، أرادَ أنْ يَفتَحَ مَعْرِضًا هائلًا لعرض مَصنوعاتِه الدقيقةِ كي يَلفِتَ أنظارَ رَعيَّتِِه إلى أُبَّهةِ سَلْطنتِه، وعظمةِ ثروتهِ ويُظهِرَ لهم من خوارقِ صَنعتِه الدقيقةِ وعجائبِ معرفتهِ وغرائبِها، ليُشاهِد جمالَه وكمالَه المَعنوِيَّيْنِ على وَجهَينِ:

    الأوَّلُ: أنْ يَرى بالذَّاتِ معروضاتِه بنظرِه البَصيرِ الثاقِبِ الدقيقِ؛

    والثاني: أنْ يَراهَا بنظرِ غَيرهِ.

    ولأجْل هذه الحكمةِ، بَدَأ هذا السلطانُ بتَشيِيدِ قَصرٍ فَخمٍ شامِخٍ جدا، وقَسَّمَهُ بشَكلٍ بارِعٍ إلى منازلَ ودَوائرَ مُزيِّنا كلَّ قِسمٍ بمُرصَّعاتِ خزائنِه المتنوِّعةِ، وجمَّلَه بما عَمِلتْ يَداهُ من ألْطَفِ آثارِ إبداعِه وأجْمَلِها، ونَظَّمَهُ ونسَّقَهُ بأدقِّ دَقائقِ فُنونِ عِلمِه وحكمتِه؛ فَجهَّزهُ وحسَّنَه بالآثارِ المعجِزَةِ لخَوارقِ عِلمِه. وبعدَ أنْ أتمَّه وكمَّلَه، أقامَ في القَصرِ موائدَ فاخِرةً بهِيجةً تضُمُّ جميعَ أنواعِ أطعمَتِه اللذيذةِ، وأفْضَلَ نِعَمِه الثمينةِ، مخصِّصًا لكلِّ طائِفةٍ ما يَليقُ بها ويُوافِقُها من الموائدِ، فأعدَّ بذلك ضِيافةً فاخِرةً عامّةً، مُبيِّنًا سَخاءً وإبداعا وكرما لم يُشهَد له مَثيلٌ، حتى كأنَّ كلَّ مائدةٍ من تلك الموائدِ قد امتلأتْ بمئاتٍ من لطائفِ الصَّنعةِ الدقيقةِ وآثارِها، بما مَدَّ عليها من نِعمٍ غالِيةٍ لا تُحصَى.

    ثم دعا أهاليَ أقْطارِ مملكتِه ورَعاياه، للمُشاهَدةِ والتَّنزُّهِ والضِّيافَةِ، وعَلَّمَ كبيرَ رُسُلِه المكرَّمِينَ ما في هذا القصرِ العظيمِ من حِكمٍ رائعةٍ، وما في جَوانبِه ومُشتَمَلاتِه من مَعانٍ دقيقةٍ، مُخصِّصًا إيَّاه مُعلِّما رائِدا وأستاذا بارِعا على رعِيَّتِه، ليُعلِّمَ الناسَ عَظمةَ باني القصرِ بما فيه من نقوشٍ بدِيعةٍ مَوزُونةٍ، ومُعرِّفا لكلِّ الداخِلِينَ رُموزَه وما تَعْنيهِ هذه المُرصَّعاتُ المنتَظَمَةُ والإشاراتُ الدقيقةُ التي فيه، ومدَى دَلالَتِها على عَظمَةِ صاحِبِ القصرِ وكمالهِ الفائقِ ومَهارَتِه الدقيقةِ، مُبيِّنا لهم أيضا تَعليماتِ مراسِيمِ التَّشرِيفاتِ بما في ذلك آدابُ الدُّخولِ والتجوُّلِ، وأُصُولُ السَّيرِ وَفْقَ ما يُرضي السلطانَ الذي لا يُرَى إلّا من وراءِ حِجابٍ.

    وكان هذا المُعلِّمُ الخبِيرُ يتَوسَّطُ تلامِذتَه في أوسعِ دائرةٍ من دوائرِ القَصرِ الضَّخمِ وكان مُساعِدوهُ مُنتَشِرِينَ في كلٍّ مِنَ الدوائِر الأُخرَى للقصر؛ بدأ المُعلِّمُ هذا بإلقاءِ تَوجِيهاتِه إلى المُشاهِدِينَ كافةً قائلا:

    «أيُّها الناسُ إنَّ سَيِّدَنا مليكَ هذا القصرِ الواسِعِ البدِيعِ، يُرِيدُ ببنائِه هذا وبإظْهارِ ما تَرَوْنه أمامَ أعيُنِكم من مَظاهِرَ، أن يُعرِّفَ نفسَه إليكم، فاعْرِفوه واسْعَوْا لحسنِ مَعرِفتِه؛ وإنه يُرِيدُ بهذه التَّـزْيِيناتِ الجماليَّةِ، أنْ يُحبِّبَ نفسَه إليكم، فَحبِّبوا أنفُسَكم إليه، باسْتِحسانِكم أعمالَه وتقديرِكُم لصَنعَتِه؛ وإنه يتَودَّدُ إليكم ويُرِيكُم مَحبَّته بما يُسبِغُه عليكم من آلائِه ونِعَمِه وأفضالِه فأحِبُّوه بحُسنِ إصغائِكم لأوامرِه وبطاعَتِكم إيّاه؛ وإنه يُظهِرُ لكم شَفَقَتَه ورَحْمتَه بهذا الإكرامِ والإغْداقِ من النِّعمِ فعَظِّموهُ أنتم بالشُّكرِ؛ وإنه يُرِيدُ أن يُظهِرَ لكم جَمالَه المعنويَّ بآثارِ كمالِه في هذه المصنوعاتِ الجَمِيلةِ الكامِلةِ فأظهِروا أنتم شَوقَكم ولَهفتَـكُم للقائِه ورُؤيَتِه، ونَيلِ رِضاهُ؛ وإنه يُريدُ منكم أن تَعرِفُوا أنّه السُّلطانُ المُتفَرِّدُ بالحاكِميَّةِ والاسْتِقلالِ، وأن كلَّ شيءٍ له، وخاصٌّ به، صَدرَ من يدِ قُدرتِه.. بما وضع من شعارِه الخاصِّ، وخاتَمِه المخَصَّصِ، وطُرَّتِه التي لا تُقلَّدُ على جميعِ المصنوعاتِ؛ فعليكم إذن أن تُدركوا جيدا، أن لَّا سُلطانَ ولا حاكمَ إلَّا هو، فهو السلطانُ الواحِدُ الأَحدُ الذي لا نظيرَ له ولا مَثيلَ..».

    كانَ هذا المعلِّمُ الكبيرُ يُخاطِبُ الداخِلِينَ للقصرِ والمتفرِّجِينَ، بأمثالِ هذا الكلامِ الذي يُناسِبُه ويُناسِبُ ذلك المقامَ؛ ثُمَّ انقسَمَ الداخِلونَ إلى فَريقَينِ:

    الفريق الأول: وهم ذوو العُقولِ النيِّرةِ، والقُلوبِ الصافيةِ المطمئِنَّةِ، المدرِكونَ قَدْرَ أنفُسِهم، فحَيثُما يتجوَّلونَ في آفاقِ هذا القصرِ العظيمِ ويَسرَحونَ بنظرهِم إلى عجائبِه يقولونَ: لابدَّ أنَّ في هذا شأنًا عظيمًا !! ولابدَّ أنَّ وراءَه غايةً سامِيةً!! فعَلِموا أنْ ليس هناك عبَثٌ، وليس هو بلَعبٍ، ولا بلهوٍ صِبيانيٍّ.. ومن حَيرَتِهم بدؤوا يقولون: يا تُرى أين يكمُن حلُّ لُغزِ القصرِ، وما الحكمةُ في ما شاهَدْناه ونُشاهِدُه؟! وبينما هم يتأمَّلونَ ويتَحاورُونَ في الأمرِ، إذا بهم يسمَعونَ صوتَ خُطبةِ الأستاذِ العَارفِ وبَيَاناتِه الرائِعةِ، فعرَفوا أنَّ لديهِ مَفاتيحَ جميعِ الأسرارِ وحَلَّ جميعِ الألغازِ، فأقبلوا إليه مُسرعِينَ: السلام عليكم أيُّها الأُسْتاذُ! إنَّ مِثلَ هذا القصرِ الباذِخِ ينبغي أن يكونَ له عَرِيفٌ صادِقٌ مُدقِّقٌ أمينٌ مثلُك، فالرجاءُ أن تُعلِّمَنا ممّا علَّمكَ سيِّدُنا العظيمُ.

    فَذكَّرَهُم الأُسْتاذُ بخُطبتِه المذكورةِ آنفًا، فاستَمعُوا إليهِ خاشِعينَ، وتَقبَّلوا كلامَه بكلِّ رضًى واطمِئنانٍ، فغنِمُوا أيَّما غَنيمةٍ، إذ عَمِلوا ضمنَ مرضاةِ سُلطانِهم، فرَضِيَ عنهم السُّلطانُ بما أَبدَوْا من رِضًى وسُرورٍ بأوامِرِه؛ فدَعاهُم إلى قَصرٍ أعظمَ وأرقَى لا يكاد يُوصفُ، وأَكرمَهُم بسَعادةٍ دائمةٍ، بما يَليقُ بالمالِك الجَوادِ الكريمِ، ولائقٌ بذلك القصرِ العالي، وبما يُلائِمُ هؤلاءِ الضُّيوفَ الكرامَ المتأدِّبِينَ، وحَريٌّ بهؤلاءِ المطِيعينَ المنقادِينَ للأوامِرِ.

    أمّا الفَريقُ الآخَرُ: وَهُمُ الذينَ قد فسَدتْ عُقولُهم، وانطَفأتْ جَذوَةُ قلوبِهم، فما إنْ دخلُوا القصرَ، حتى غَلبَتْ عليهم شهَواتُهم، فلم يعودوا يَلتفِتُونَ إلّا لما تشتَهيهِ أنفُسُهم من الأطعمةِ اللذيذةِ، صَارِفينَ أبصارَهم عن جميعِ تلك المحاسِنِ، سادِّينَ آذانَهم عن جميعِ تلك الإرشَاداتِ الصَّادِرةِ من ذلك المُعلِّمِ العظيمِ، وتَوجِيهاتِ تلامِيذِه.. فأقبلوا على المأكولاتِ بشَراهةٍ ونَهَمٍ، كالحيواناتِ، فأَطبقَتْ عليهمُ الغفلةُ والنومُ وغشيَهمُ السُّكْرُ، حتى فَقدُوا أنفُسَهم لكثرةِ ما أفرَطوا في شُربِ ما لم يُؤذَن لهم به؛ فأزْعجُوا الضيوفَ الآخَرينَ بجنونِهم وعَربَدتِهم؛ فأساءُوا الأدبَ مع قَوانينِ السُّلطانِ المعظَّمِ وأنظِمتِه.. لذا أخَذهُم جنُودُه وساقُوهُم إلى سِجنٍ رهِيبٍ ليَنالوا عِقابَهم الحقَّ، جَزاءً وِفاقًا على إساءَتِهمُ الأَدبَ.

    فيا مَن يُنصِتُ معي إلى هذه الحكايةِ؛ لابدَّ أنكَ قد فهِمتَ أنَّ ذلك السُّلطانَ قد بَنى هذا القصرَ الشامِخَ لأجلِ تلك المقاصِدِ المذكورَةِ، فحصولُ تلك المقاصِدِ يتوقَّفُ على أمرَينِ:

    أحدُهما: وجودُ ذلك المعلِّمِ الأستاذِ الذي شاهَدْناه وسمِعْناَ خطابَه، إذ لولاه لذَهبتْ تلك المقاصِدُ هَباءً منثورًا، كالكتابِ المُبهَمِ الذي لا يُفهَمُ معناه، ولا يُبيِّنُه أستاذٌ، فيظَلُّ مُجرَّدَ أوراقٍ لا معنَى لها!

    ثانيهما: إصغاءُ الناسِ إلى كلامِ ذلك المعلِّمِ، وتَقبُّلُهُم له. بمعنى أنَّ وجودَ الأستاذِ مدعاةٌ لوجودِ القَصرِ، واستِماعَ الناسِ إليه سَببٌ لبقاءِ القصرِ، لذا يَصحُّ القولُ: لم يَكنِ السُّلطانُ العظيمُ ليَبنِيَ هذا القَصرَ لولا هذا الأُسْتاذُ؛ وكذا يَصِحُّ القَولُ: حينَما يُصبِحُ الناسُ لا يُصغُونَ إليه ولا يُلقونَ بالًا إلى كلامِه، فسَيُغيِّرُ السلطانُ هذا القَصرَ ويُبدِّلُه.

    إلى هنا انتَهتِ القصَّةُ يا صديقي.. فإنْ كنتَ قد فهِمتَ سِرَّ الحكايةِ، فانظُرْ مِنْ خلالِها إلى وَجهِ الحقيقةِ:

    إنَّ ذلكَ القَصرَ هو هذا العالَمُ، المَسقوفُ بهذه السماءِ المُتَلألِئةِ بالنُّجومِ المتبسِّمةِ، والمفروشُ بهذه الأرضِ المزيَّنةِ من الشرقِ إلى الغربِ بالأزْهارِ المتنوِّعةِ. وذلك السُّلطانَ العَظيمَ، هو اللهُ تعالى سُلطانُ الأزَلِ والأبَدِ الملكُ القُدُّوسُ ذو الجلالِ والإكرامِ الذي ﴿ تُسَبِّحُ لَهُ السَّمٰوَاتُ السَّبْعُ وَالْاَرْضُ وَمَنْ ف۪يهِنَّ .. ﴾ (الإسراء:44) حيثُ ﴿ كُلٌّ قَدْ عَلِمَ صَلَاتَهُ وَتَسْب۪يحَهُ ﴾ (النور:41) وهوَ القَديرُ ﴿ الَّذ۪ي خَلَقَ السَّمٰوَاتِ وَالْاَرْضَ ف۪ي سِتَّةِ اَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوٰى عَلَى الْعَرْشِ يُغْشِي الَّيْلَ النَّهَارَ يَطْلُبُهُ حَث۪يثًاۙ وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ وَالنُّجُومَ مُسَخَّرَاتٍ بِاَمْرِهِ ﴾ (الأعراف:54).

    أما مَنازلُ ذلك القَصرِ فهي ثَمانِيةَ عشرَ ألفًا من العوالِم([1]) التي تَزيَّنَ كلٌّ منها وانتَظمَ بما يُلائِمُه من مخلوقاتٍ.. أمّا الصَّنَائِعُ الغرِيبةُ في ذلك القصر فهي مُعجِزاتُ القُدرةِ الإلهيَّةِ الظاهرةِ في عالَمِنا لِكلِّ ذي بَصرٍ وبَصيرَةٍ.. وأما الأطعِمةُ اللذيذَةُ التي فيه، هي عَلاماتُ الرَّحمةِ الإلهيَّةِ من الأثْمارِ والفواكِه البدِيعةِ التي تُشاهَد بكلِّ وُضوحٍ في جميعِ مواسِمِ السَّنةِ وخاصةً في الصَّيفِ وبالأخَصِّ في بَساتِينِ «بارلا»؛ ومَطبخُ هذا القَصرِ هو سَطحُ الأرضِ وقَلبُها الذي يتَّقِدُ نارًا.

    وما رَأيتَه في الحكايةِ من الجواهِرِ في تلك الكنوزِ الخفيَّةِ، هي في الواقِع أمثلةٌ لتَجلِّياتِ الأسماءِ الحسنَى المقدَّسَة؛ وما رأيناه من النقوشِ ورُموزِها، هي هذه المخلوقاتُ المزيِّنةُ للعالَمِ، وهي نُقوشٌ مَوزُونةٌ بقلمِ القُدرَةِ الإلهيَّةِ الدَّالةِ على أسماءِ القديرِ ذي الجلالِ. أمّا ذلك المعلِّمُ الأستاذُ فهو سَيِّدُنا، وسيِّدُ الكَونَينِ مُحمَّدٌ ﷺ، ومُساعِدوهُ همُ الأنبياءُ الكرامُ عليهم السلام، وتلامِيذُه هُمُ الأولياءُ الصالحونَ، والعلماءُ الأصفياءُ؛ أما خُدَّامُ السلطانِ العظيمِ فهمْ إشارةٌ إلى الملائِكةِ عليهمُ السلامُ في هذا العالَمِ؛ وأمّا الضيوف الذين دُعُوا للتنزُّهِ والضِّيافةِ فهم إشارةٌ إلى الجنِّ والإنسِ وما يخدُمُ الإنسانَ من حيواناتٍ وأنعامٍ في دار ضِيافةِ الدنيا هذه.

    أمّا الفريقان: فالأوَّلُ: هم أهلُ الإيمانِ الذين يتَتلمَذونَ على مائدةِ القرآنِ الكريمِ الذي يُفسِّرُ آياتِ كتابِ الكَونِ . والآخَرُ: هم أهلُ الكُفرِ والطغيانِ الصُّمُّ البُكمُ الضَّالُّونَ الذينَ اتَّبعُوا أهواءَهم والشَّيطانَ، فما عَرَفوا من الحياةِ إلّا ظاهرَها، فهم كالأنعامِ بل هم أضلُّ سبيلًا.

    أمّا الفريقُ الأوَّلُ الذينَ همُ الأبرارُ السُّعداءُ؛ فقد أنصَتُوا إلى المعلِّمِ العظِيمِ والأستاذِ الجليلِ ذي الحقيقَتَينِ؛ إذ هو عَبدٌ، وهو رَسولٌ؛ فمن حيثُ العُبودِيَّةُ يُعرِّفُ ربَّه ويَصفُه بما يليقُ به من أوصافٍ، فهو إذن في حُكمِ مُمَثِّلٍ عن أُمَّتِهِ لدى الحضرةِ الإلهيَّةِ.. ومن حيثُ الرِّسالةُ يُبلِّغُ أحكامَ ربِّه إلى الجنِّ والإنسِ كافَّةً بالقرآنِ العظيمِ.

    فهذه الجماعةُ السعيدَةُ بعدما أصْغَوْا إلى ذلك الرَّسولِ الكريمِ ﷺ وانصاعُوا لأوامِرِ القرآنِ الحكيمِ، إذا بهم يَرَونَ أنفُسَهم قد قُلِّدوا مُهمَّاتٍ لطيفةً تترقَّى ضِمنَ مقاماتٍ سامِيةٍ كثيرةٍ، تلك هي الصَّلاةُ، فِهْرِسُ أنواعِ العِباداتِ.

    نعم، لقد شَاهَدوا بوُضوحٍ تفَاصِيلَ الوظائفِ والمَقاماتِ الرفيعَةِ التي تُشِيرُ إليها الصَّلاةُ بأذكارِها وحَركاتِها المتنوِّعةِ، على النَّحوِ الآتي:

    أوَّلا: بمُشاهَدتِهمُ الآثارَ الرَّبانيَّةَ المبثوثَةَ في الكون، وجَدوا أنفُسَهم في مقامِ المُشاهِدِينَ لِمَحاسِنِ عظمةِ الربوبيَّةِ، بمُعامَلةٍ غِيابيَّةٍ، فأدَّوْا وظيفةَ التكبيرِ والتَّسبيحِ، قائلينَ: اللهُ أكبرُ.

    ثانيا: وبظُهورِهِم في مَقامِ الدُّعاةِ والأدِلّاءِ إلى بَدائعِ صنائِعِه سبحانَه وآثارِه السَّاطعةِ، التي هي جَلَواتُ أسمائِه الحسنَى، أدَّوْا وظيفةَ التَّقدِيسِ والتحميدِ بقولهِم: سبحانَ الله والحمدُ لله.

    ثالثا: وفي مقامِ إدراكِ النِّعَمِ المُدَّخَرَةِ في خزائنِ الرحمةِ الإلهيَّةِ بِتَذوُّقِها بحَواسَّ ظاهِرةٍ وباطِنةٍ شَرعُوا بوظيفةِ الشُّكرِ والحَمدِ.

    رابعا: وفي مَقامِ معرفةِ جواهِرِ كنوزِ الأسماءِ الحسنَى وتقديرِها حقَّ قَدرِها بمَوازِينِ الأجهِزةِ المعنويَّةِ المودَعةِ فيهم، بَدؤُوا بوظيفَةِ التَّنزِيهِ والثَّناءِ.

    خامسا: وفي مَقامِ مُطالَعةِ الرسائلِ الرَّبانيَّةِ المُسطَّرةِ بقلَمِ قُدرَتِه تعالى بمِسطَرِ القَدَرِ، باشَروا بوظيفةِ التَّفكُّرِ والإعجابِ والاستِحسانِ.

    سادسا: وفي مَقامِ التَّنزِيه بإمْعانِ النَّظرِ إلى دِقَّةِ اللطفِ في خَلقِ الأشياءِ، ورِقَّةِ الجمالِ في إتقانِها، دخلُوا وَظيفةَ المحبَّةِ والشَّوقِ إلى جمالِ الفاطِرِ الجليلِ والصانِعِ الجَميلِ.

    وهكذا.. بَعدَ أداءِ هذه الوظائِفِ في المقاماتِ السَّابقَةِ، والقيامِ بالعِبادَةِ اللازمَةِ بمُعاملةٍ غِيابيَّةٍ، لدَى مُشاهَدةِ المخلوقاتِ، ارتَقَوْا إلى درجةِ النَّظرِ إلى مُعامَلةِ الصانعِ الحكيمِ وشُهودِها ومُعامَلةِ أفعالِه مُعامَلةً حُضوريَّةً، وذلك أنَّهُم: قابلوا أوَّلا تعريفَ الخالقِ الجليلِ نفسَه لذوِي الشُّعورِ بمُعجِزاتِ صَنعتِه.. قابَلوهُ بمعرفةٍ مِلؤُها العَجَبُ والحَيرةُ قائلين: سُبحانكَ ما عَرفْناكَ حقَّ مَعرِفتِك([2]) يا مَعروفُ بمعجزاتِ جميعِ مَخلوقاتِكَ.

    ثم استجابوا لتَحبُّبِ ذلك الرحمنِ بثَمراتِ رَحمتِه سبحانَه، بمَحبَّةٍ وهُيامٍ مُردِّدِينَ:

    ﴿ اِيَّاكَ نَعْبُدُ وَ اِيَّاكَ نَسْتَع۪ينُ ﴾.

    ثم لَبَّوْا تَرحُّمَ ذلك المنعِمِ الحقِيقيِّ بنِعَمِه الطيِّبةِ وإظهارِ رأفتِه عليهم، بالشكرِ والحَمدِ، وبقولهِم:

    سبحانَكَ ما شكرناكَ حقَّ شُكرِكَ يا مشكورُ بألْسِنةِ أحوالٍ فصِيحةٍ تَنطِقُ بها جميعُ إحساناتِكَ المبثوثَةِ في الكَونِ، وتُعلِنُ الحمدَ والثناءَ إعلاناتُ نِعَمِك المُعدَّةُ في سوقِ العالَمِ والمنثورةُ على الأرض كافَّةً؛ فجميعُ الثمراتِ المُنضَّدةِ لرحمتِك الواسِعةِ، وجميعُ الأغذيَّةِ الموزونَةِ لنِعمِكَ العميمَةِ، تُوْفيِ شُكرَها بشهادتِها على جُودِكَ وكرمِكَ لدى أنظارِ المخلوقاتِ.

    ثم قابَلوا إظهارَ جمالِه وجلالِه وكمالِه و كبريائِه سبحانَه، في مرايا الموجوداتِ المتبدِّلةِ على وَجهِ الكونِ، بقولهِم: الله أكبرُ، ورَكعُوا في عَجزٍ مكلَّلٍ بالتعظيمِ، وهَوَوْا إلى السُّجودِ في محبَّةٍ مُفعمَةٍ بالذُّلِّ والفناءِ لله، وفي غَمرةِ إعجابٍ وتعظيمٍ وإجلالٍ.

    ثم أجابوا إظهارَ ذلك الغنيِّ المطلقِ سُبحانَه ثَروَتَه التي لا تَنفَدُ ورحمتَه التي وسِعتْ كلَّ شيءٍ، بالدعاءِ المُلِحِّ والسؤالِ الجادِّ، بإظهارِ فَقرِهم وحاجتِهم قائلين: إياكَ نَستَعينُ.

    ثم استَقبلوا عرضَ ذلك الخالقِ الجليل لِلَطائفِ صَنائعِه ورَوائعِ بدائعِه ونَشرِه لها في مَعارِضَ أمامَ أنظارِ الأنامِ، بالإعجابِ والتقديرِ اللَّازِمَينِ، قائلِينَ: ما شاءَ اللهُ، تباركَ اللهُ، ما أجملَ خلقَ هذا..

    شاهِدِين مُستَحسِنِينَ لها، هاتِفِين: هلمُّوا لمشاهَدَةِ هذه البدائعِ، حيَّ على الفلاحِ.. اشهَدُوها وكُونُوا شُهَداءَ علَيها.

    ثم أجابوا إعلانَ ذلك السُّلطانِ العظيمِ -سُلطانِ الأزَلِ والأبَدِ- لسلطَنةِ ربوبيَّتهِ في الكون كلِّه، وإظهارَه وحدانِيَّتَه للوجودِ كافَّةً، بقولِهم: سَمِعناَ وأطَعناَ.. فَسمِعوا، وانقادُوا وأطاعُوا.

    ثم استَجابُوا لإظهار ربِّ العالمينَ ألوهيَّتَه الجليلةَ، بخُلاصَةِ عبوديَّةٍ تَنُمُّ عن ضَعفِهمُ الكامِنِ في عَجزِهم، وفَقرِهم المندَمِج في حاجاتِهم.. تلك هي الصَّلاةُ.

    وهكذا بمثلِ هذه الوَظائفِ المتنوِّعةِ للعبوديَّةِ، أدَّوْا فريضةَ عُمرِهم ومُهمَّةَ حياتِهم في هذا المسجدِ الأكبرِ المُسمَّى بدارِ الدنيا، حتى اتَّخذُوا صورةَ أحسَنِ تقويمٍ، واعتَلَوْا مرتَبةً تفوقُ جميعَ المخلوقاتِ قاطبةً، إذ أصبحوا خُلفاءَ أُمَناءَ في الأرضِ، بما أُودِعَ فيهم من الإيمانِ والأمَانةِ..

    وبعد انتِهاءِ مُدَّةِ الامتِحانِ والخروجِ من قَبضةِ الاختِبارِ يَدعوهُم ربُّهم الكريمُ إلى السَّعادةِ الأبديَّةِ والنَّعيمِ المقِيمِ ثوابًا لإيمانِهم، ويرزُقُهمُ الدُّخولَ إلى دارِ السَّلامِ جـزاءَ إسلامِهم، ويُكرمُهُم -وقد أكرَمَهم- بنِعَمٍ لا عَينٌ رَأَتْ ولا أُذُنٌ سمِعتْ ولا خَطرَ على قلبِ بَشرٍ،([3]) ويمنَحَهم الأبديَّةَ والبقاءَ، إذ المُشاهِدُ المشتاقُ لجَمالٍ سرمَديٍّ والعاشِقُ الذي يَعكسُه كالمرآةِ، لابدَّ أن يَظلَّ باقيا ويَمضِيَ إلى الأبدِ؛

    هذه هي عُقبَى تلامِيذِ القُرآنِ.. اللَّهمَّ اجعَلناَ منهم.. آمين!.

    أمّا الفريقُ الآخرُ وهمُ الفجّارُ والأشرارُ فما إنْ دخلوا بسِنِّ البلوغِ قَصْرَ هذا العالَمِ إلَّا وقابلوا بالكُفرِ دلائلَ الوَحدانِيَّةِ كلِّها، وبالكفرانِ الآلاءَ التي تُسبَغُ عليهِم، واتّهمُوا الموجوداتِ كلَّها بالتفاهَةِ وحقَّروها بالعبثِيَّةِ ورفضُوا تجلياتِ الأسماءِ الإلهيّةِ على الموجوداتِ كلِّها، فارتكبوا جريمةً لا حدَّ لها في مُدَّةٍ قصيرةٍ، مما اسْتحَقُّوا عذابًا خالدًا. نعم، إنَّ الإنسانَ لم يُوهَب له رأسُ مالِ العُمُرِ، ولم يُودَع فيه أجهزةٌ إنسانِيَّةٌ راقيَةٌ إلّا ليُؤهِّلَه ذلك لتأديةِ الوظائفِ الجليلةِ المذكُورةِ.

    فيا نَفسِيَ الحائرةَ ويا صديقي المغرَمَ بالهوَى.. أتحسَبُون أنَّ «مُهمّةَ حياتِكم» محصُورةٌ في تَلْبِيةِ مُتَطلَّباتِ النفسِ الأمَّارةِ بالسوءِ ورِعايتِها بوَسائلِ الحضارَةِ إشـباعًا لشَهْوةِ البطنِ والفَرْجِ؟ أمْ تَظنُّونَ أنَّ الغايةَ من دَرْجِ ما أُودِعَ فيكم من لطائفَ معنَويةٍ رقيقةٍ، وآلاتٍ وأعضاءَ حَسّاسةٍ، وجَوارِحَ وأجهزةٍ بَديعةٍ، ومشَاعرَ وحَواسَّ جَسّاسةٍ، إنما هي لمجرَّدِ استِعمالِها لإشـباعِ حاجاتٍ سُفليَّةٍ لرغباتِ النفسِ الدَّنِيئَةِ في هذه الحياةِ الفانيَةِ؟ حاشَ وكلا!! بل إنَّ خلقَ تلك اللطائفِ والحواسِّ والمشَاعِرِ في وُجودِكم وإدراجَها في فِطرَتِكم إنما يَستَنِدُ إلى أسَاسَيْنِ اثنَيْنِ:

    الأوَّل: أنْ يُشعِركم كلَّ نوعٍ من أنواع النِّعمِ التي أسبغَها عليكُم المُنعِمُ سبحانَه؛ ويسوقكم إلى الشكر، فعليكُم الشُّعورُ بها والقِيامُ بشُكرِه تعالى وعبادَتِه.

    الثاني: أنْ تَجعلَكُم تَعرِفونَ أقسامَ تجلِّياتِ الأسماءِ الحسنَى التي تَعُمُّ الوُجودَ كلَّه، مَعرِفَتَها وتَذَوُّقَها فَردًا فَردًا؛ فعليكُمُ الإيمانُ بتلك الأسماءِ ومعرفَتُها معرفةً ذَوْقِيةً خالِصةً.

    وعلى هَذَينِ الأساسَينِ تَنمُو الكمالاتُ الإنسانِيَّةُ، وبهما يَغدُو الإنسانُ إنسانًا حقّا.

    فانظر الآنَ من خلالِ هذا المثالِ لتَعرِفَ أنَّ الإنسانَ بخِلافِ الحيوانِ لم يُزوَّدْ بالأَجهِزةِ لكَسْبِ هذه الحياةِ الدنيا فقط:

    أعطَى سيِّدٌ خادِمَه عِشرينَ ليرةً ليشتَريَ بها بَدْلَةً لنفسِه، من قُماشٍ مُعيَّنٍ، فراحَ الخادِمُ واشتَراها من أجْوَدِ أنواعِ الأقمِشَةِ ولَبِسَها؛

    ثم أعطَى السَّيِّدُ نفسُه خادِما آخَرَ ألفَ ليرةٍ ولكن وَضَعَ في جَيبِه ورَقةَ تعليماتٍ وأرسَله للتِّجارَةِ؛ فكلُّ مَن يملك مُسْكةً من العَقلِ يُدرِكُ يقينا أنَّ هذا المبلغَ ليس لشراءِ بدلَةٍ، إذ قَدِ اشتراها الخادِمُ الأوَّلُ بعشرينَ ليرةً! فلو لم يَقرَأْ هذا الثاني ما كُتِبَ له في الورَقةِ، وأعطَى كلَّ ما لدَيْهِ إلى صاحِبِ حانوتٍ واشترَى منه بَدلَةً -تقليدا لصديقِه الآخرِ- ومن أردإ أنواعِ البدلاتِ، ألا يكونُ قد ارتَكبَ حماقَةً مُتَناهِيةً، يَنبغِي تأديبُه بعُنفٍ وعقابُه عقابًا رادِعًا؟

    فيا صديقي الحميمَ، ويا نفسي الأمارةَ بالسوء! استَجمِعُوا عُقولَكم، ولا تَهدِرُوا رأسَ مالِ عُمُرِكم، ولا تُبدِّدُوا طاقاتِ حياتِكم واستِعداداتِها لهذه الدنيا الفانيةِ الزائِلةِ، وفي سبيل لذَّةٍ مادِّيةٍ ومَتاعٍ حيوانيٍّ.. فالعاقِبةُ وخِيمةٌ، إذ تُرَدُّونَ إلى دَرَكةٍ أدنَى من أخَسِّ حيوانٍ بخَمسِينَ درجةً، عِلما أنَّ رأسَ مالِكُم أثمَنُ من أرقَى حيوانٍ بخَمسِينَ ضِعفًا..

    فيا نفسِيَ الغافلةَ.. إن كُنتِ تُريدِينَ أن تَفهمِي شيئًا من: غايةِ حَياتِكِ، ماهِيَّةِ حَياتِكِ، صُورةِ حَياتِكِ، سِرِّ حقيقةِ حَياتِكِ، كَمالِ سعادَةِ حَياتِكِ..

    فانظُرِي إلى مُجمَلِ «غاياتِ حَياتِكِ» فإنَّها تِسعةُ أُمورٍ:

    أوَّلُها: وَزنُ النِّعمِ المدخرَةِ في خَزائِنِ الرحمةِ الإلهيَّةِ بمَوازينِ الحواسِّ المغروزَةِ في جِسمِكِ، والقيامُ بالشُّكرِ الكُلِّيِّ.

    ثانيها: فتحُ الكنوزِ المخفيَّةِ للأسماءِ الإلهيَّةِ الحسنَى بمفاتِيحِ الأجهزةِ المودَعةِ في فِطرتِكِ، ومَعرِفةُ اللهِ جلَّ وعلا بتلك الأسماءِ الحسنَى.

    ثالثُها: إعلانُ ما ركَّبتْ فيكِ الأسماءُ الحسنَى من لَطائفِ تجلِّياتِها وبدائِع صَنعتِها، وإظهارُ تلك اللطائِفِ البديعةِ أمامَ أنظارِ المخلوقاتِ بعِلْمٍ وشُعورٍ، وبجوانِبِ حياتِكِ كافَّةً في معرِضِ الدُّنياَ هذه.

    رابعُها: إظهارُ عُبودِيَّتِكِ عند أعْتابِ رُبوبيَّةِ خَالقِكِ، بلسانِ الحالِ والمَقالِ.

    خامسُها: التجمُّلُ بمزايا اللَّطائِفِ الإنسَانيَّةِ التي وهَبتْها لكِ تجلياتُ الأسماءِ، وإبرازُها أمامَ نظَرِ الشُّهودِ والإشهادِ للشَّاهِدِ الأزَلِيِّ جلَّ وعلا.. مَثَلُكِ في هذا كَمَثَلِ الجُندِيِّ الذي يتَقلَّدُ في المناسباتِ الرَّسمِيَّةِ الشاراتِ المتنوِّعةَ التي منحَهُ السُّلطانُ إيَّاهاَ، ويَعرِضُها أمامَ نظرِه ليُظهِرَ آثارَ تكرُّمِه عليه وعِنايتِه به.

    سادسُها: شهودُ مظاهِر الحياةِ لذَوِي الحياةِ، شُهودَ عِلْمٍ وبَصيرَةٍ، إذ هيَ تَحِيّاتُها ودَلالاتُها بحَياتِها على بارئِها سبحانَه.. ورُؤيةُ تسبيحاتِها لخالِقِها، رُؤيةً بتَفكُّرٍ وعِبرةٍ، إذ هي رُموزُ حياتِها.. ومشاهدةُ عرضِ عُبودِيَّتِها إلى واهِبِ الحياةِ سبحانَه والشَّهادةُ عليها، إذ هي غايةُ حياتِها ونتيجَتُها.

    سابعُها: مَعرِفةُ الصِّفاتِ المطلقَةِ للخالِقِ الجليلِ، وشُؤونِه الحكيمةِ، ووَزنُها بما وُهِبَ لحياتِكِ من عِلْمٍ جُزئيٍّ وقُدرَةٍ جزئيَّةٍ وإرادَةٍ جزئيَّةٍ، أي بجعلِها نماذِجَ مصغَّرةً ووَحْدةً قياسِيَّةً لمعرفةِ تلك الصفاتِ المطلَقةِ الجَليلةِ. فمثلا: كما أنَّكِ قد شَيَّدتِ هذه الدارَ بنظامٍ كامِلٍ، بقُدرتِكِ الجزئيَّةِ وإرادَتِكِ الجزئيَّةِ، وعِلمِكِ الجزئيِّ، كذلك عليكِ أن تَعلمِي -بنِسبةِ عظَمةِ بناءِ قَصرِ العالَمِ ونظامِه المتقَنِ- أنَّ بنَّاءَه قديرٌ، عَليمٌ، حَكيمٌ، مُدبِّرٌ.

    ثامنُها: فهمُ الأقوالِ الصَّادرةِ من كلِّ مَوجُودٍ في العالَمِ وإدراكُ كلِماتِه المعنوِيَّةِ -كلٌّ حسَبَ لسانِه الخاصِّ- فيما يَخُصُّ وحدانِيَّةَ خالِقِه ورُبوبِيَّةَ مُبدِعِه.

    تاسعُها: إدْراكُ درجاتِ القُدرَةِ الإلهيَّةِ والثَّروَةِ الربَّانيَّةِ المطلَقتَيْنِ، بمَوازِينِ العَجْزِ والضَّعفِ والفَقرِ والحاجَةِ المُنطَوِيةِ في نفسِكِ، إذ كما تُدرَكُ أنواعُ الأطعِمَةِ ودرجاتُها ولذاتُها، بدرجاتِ الجوعِ وبمِقدارِ الاحتياجِ إليها، كذلك علَيكِ فهمُ درجاتِ القدرةِ الإلهيَّةِ والثَّروَةِ الربَّانيَّةِ المطلَقتَيْنِ بعَجزِكِ وفَقرِكِ غيرِ المتناهِيَيْنِ. فهذه الأمورُ التسعَةُ وأمثالُها هي مُجمَلُ «غاياتِ حَياتِكِ».

    أمّا «ماهيَّةُ حَياتِكِ الذاتيَّةِ» فمُجمَلُها هو:

    إنها فِهرِسُ الغرائِبِ التي تَخُصُّ الأسماءَ الإلهيَّةَ الحسنَى.. ومِقياسٌ مُصغَّرٌ لمعرفةِ شُؤونِ الله سبحانَه وصِفاتِه الجليلةِ.. ومِيزانٌ للعوالِمِ التي في الكونِ.. ولائحةٌ لمندَرَجاتِ هذا العالَمِ الكبيرِ.. وخَريطةٌ لهذا الكونِ الواسعِ.. وفَذْلَكةٌ لكتابِ الكونِ الكبيرِ.. ومجموعةُ مفاتيحَ تَفتَحُ كنوزَ القُدرَةِ الإلهيَّةِ الخفيَّةِ.. وأحْسنُ تقويمٍ للكمالاتِ المبثوثَةِ في الموجوداتِ، والمنشورةِ على الأوقاتِ والأزمانِ..فهذه وأمثالُها هي «ماهِيَّةُ حَياتِكِ».

    وإليكِ الآن «صورةَ حَياتِكِ» وطَرْزَ وظيفَتِها، وهي:

    أنَّ حياتَكِ كلمةٌ حكِيمةٌ مكتُوبةٌ بقَلمِ القُدرَةِ الإلهيَّةِ.. وهي مَقالةٌ بليغةٌ مَشهُودةٌ ومَسمُوعةٌ تدُلُّ على الأسماءِ الحسنَى.. فهذه وأمثالُها هي صُورةُ حياتِكِ.

    أمّا «حقيقةُ حياتِكِ وسِرُّها» فهي:

    أنَّها مرآةٌ لتجلِّي الأَحَديَّةِ، وجَلوَةِ الصَّمَدِيَّةِ، أي أنَّ حياتَكِ كالمرآةِ يَنعكِسُ عليها تجلِّي الذاتِ الأَحدِ الصَّمدِ تجلِّيًا جامِعًا، وكأنَّ حياتَكِ نقطةٌ مَركزِيَّةٌ لجميعِ أنواعِ تجلِّياتِ الأسماءِ الإلهيَّةِ المتجلِّيَّةِ على العالَمِ أجمعَ.

    أمّا «كمالُ سَعادَةِ حَياتِكِ» فهو:

    الشُّعُورُ بما يتَجلَّى من أنوارِ التجلِّياتِ الإلهيَّةِ في مرآةِ حَياتِكِ وحُبُّها، وإظهارُ الشَّوقِ إليها، وأنتِ مالِكةٌ للشُّعورِ، ثم الفناءُ في محبَّتِها، وترسِيخُ تلكَ الأنوارِ المنعكِسَةِ وتمكينُها في بُؤبُؤِ عَينِ قَلبِكِ. ولأجلِ هذا قِيلَ بالفارِسيَّةِ هذا المعنَى للحديثِ النَّبوِيِّ القُدُسِيِّ الذي رَفَعَكِ إلى أعلى علِّيِّينَ:

    ([4])

    فيا نفسي.. إنَّ حياتَكِ التي تتَوجَّهُ إلى مِثلِ هذه الغاياتِ المُثلَى، وهي الجامعةُ لمثل هذه الخزائنِ القيِّمةِ.. هل يَليقُ عقلا وإنصافًا أن تُصرَفَ في حظوظٍ تافِهةٍ، تلبيةً لرغباتِ النفسِ الأمَّارةِ، واستِمتاعًا بلذائذَ دنيويَّةٍ فانيةٍ، فتُهدَرَ وتُضيَّعَ بعدَ ذلك ؟!

    فإن كُنتِ راغبةً في عَدمِ ضياعِها سدًى، ففكِّرِي وتدبَّرِي في القَسَمِ وجوابِ القَسَمِ في سُورَةِ «الشَّمسِ» الذي يَرمُزُ إلى التمثيلِ والحقيقةِ المذكُورةِ، ثم اعْمَلي.

    بِسْمِ اللّٰهِ الرَّحْمٰنِ الرَّح۪يمِ ﴿ وَالشَّمْسِ وَضُحٰيهَا ❀ وَالْقَمَرِ اِذَا تَلٰيهَاۙۖ ❀ وَالنَّهَارِ اِذَا جَلّٰيهَاۙۖ ❀ وَالَّيْلِ اِذَا يَغْشٰيهَاۙۖ ❀ وَالسَّمَٓاءِ وَمَا بَنٰيهَاۙۖ ❀ وَالْاَرْضِ وَمَا طَحٰيهَاۙۖ ❀ وَنَفْسٍ وَمَا سَوّٰيهَاۙۖ ❀ فَاَلْهَمَهَا فُجُورَهَا وَتَقْوٰيهَاۙۖ ❀ قَدْ اَفْلَحَ مَنْ زَكّٰيهَاۙۖ ❀ وَقَدْ خَابَ مَنْ دَسّٰيهَا ﴾ (الشمس:1-10)

    اَللّهمَّ صَلِّ وَسَلِّمْ عَلَى شَمْسِ سَمَاءِ الرِّسَالَةِ وَقَمَرِ بُرجِ النُّبُوَّةِ، وَعَلَى آلِهِ وَأصْحَابِهِ نُجُوم الْهِدَايَةِ. وَارحَمنَا وَارَحَمِ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ. آمِينَ آمِينَ آمِينَ.



    الكلمة العاشرة | الكلمات | الكلمة الثانية عشرة

    1. انظر: الطبري، جامع البيان 1/63؛ أبو نعيم، حلية الأولياء 2/219؛ ابن كثير، تفسير القرآن 1/24، 25.
    2. انظر: المناوي، فيض القدير 2/410؛ الطبراني، المعجم الكبير 2/184؛ الحاكم، المستدرك 4/629؛ البيهقي، شعب الإيمان 1/183.
    3. انظر: البخاري، بدء الخلق 8، تفسير سورة السجدة 1، التوحيد 35؛ مسلم، الإيمان 312، الجنة 2-5؛ الترمذي، الجنة 15، تفسير سورة السجدة 2، تفسير سورة الواقعة 1؛ ابن ماجه، الزهد 39؛ الدارمي، الرقاق 98، 105؛ أحمد بن حنبل، المسند 2/313، 370، 407، 416، 438، 462، 466، 495، 506، 5/334.
    4. هذا معنى الحديث «ما وَسِعَنِي سَمائي ولا أَرضِي ولكن وَسِعَنِي قلبُ عَبدِي المؤمِن»، قال ابن حَجَرٍ الهيتميُّ في «الفتاوى الحديثية»: وذِكرُ جماعةٍ له من الصوفية لا يُريدون حقيقةَ ظاهِرِه من الاتِّـحادِ والحلولِ، لأن كلا منهما كفرٌ، وصالحُو الصوفيةِ أعرفُ الناسِ بالله وما يجبُ له وما يَستَحيلُ عليهِ، وإنما يُريدون بذلك أنّ قلبَ المؤمِنِ يَسَعُ الإيمانَ بالله ومحبّتَه ومَعرفتَه، أ هـ .. وانظر: أحمد بن حنبل، الزهد ص81؛ الغزالي، إحياء علوم الدين 3/15؛ الديلمي، المسند 3/174؛ الزركشي، التذكرة في الأحاديث المشتهرة ص135؛ السخاوي، المقاصد الحسنة ص990؛العجلوني، كشف الخفاء 2/255.