82.102
düzenleme
("فمثلا: لو سُئل علم الطب: ما هذه الكائنات؟. لأجاب: بأنها صيدلية كبرى أُحضرت فيها بإتقان جميعُ الأدوية وادُّخرَت." içeriğiyle yeni sayfa oluşturdu) |
("على حين يجيب علم المكائن: بأنها معمل منسَّق كاملٌ لا ترى فيه نقصاً." içeriğiyle yeni sayfa oluşturdu) |
||
208. satır: | 208. satır: | ||
ولو سئل علم العسكرية عن الأرض!. لأجاب: بأنها معسكر مهيب يُساق إليه في كل ربيع جنودٌ مسلحون جُدد يؤلّفون أمماً مختلفة من النباتات والحيوانات يبلغ تعدادها أكثرَ من أربعمائة ألف أمة، فتُنصَب خِيَمُهم في أرجاء سطح الأرض. وعلى الرغم من أن أرزاقَ كلِّ أمَّة تختلف عن الأخرى، وملابسَها متغايرةٌ وأسلحتَها متباينةٌ، وتعليماتِها مختلفةٌ، ورُخَصها متفاوتة، إلّا أن أمورَ الجميع تسير بانتظام رائع، ولوازمَ الجميع تُهيّأ دون نسيان ولا التباس، وذلك بأمر من الله تعالى وبفضل رحمته السابغة صادراً من خزينته الواسعة. | ولو سئل علم العسكرية عن الأرض!. لأجاب: بأنها معسكر مهيب يُساق إليه في كل ربيع جنودٌ مسلحون جُدد يؤلّفون أمماً مختلفة من النباتات والحيوانات يبلغ تعدادها أكثرَ من أربعمائة ألف أمة، فتُنصَب خِيَمُهم في أرجاء سطح الأرض. وعلى الرغم من أن أرزاقَ كلِّ أمَّة تختلف عن الأخرى، وملابسَها متغايرةٌ وأسلحتَها متباينةٌ، وتعليماتِها مختلفةٌ، ورُخَصها متفاوتة، إلّا أن أمورَ الجميع تسير بانتظام رائع، ولوازمَ الجميع تُهيّأ دون نسيان ولا التباس، وذلك بأمر من الله تعالى وبفضل رحمته السابغة صادراً من خزينته الواسعة. | ||
وإذا ما سئل علم الكهرباء! لأجاب: بأن سقف قصر الكون البديع هذا قد زُيِّن بمصابيح متلألئة لا حدَّ لكثرتها ولا منتهى لروعتها وتناسقها، حتى إن النظام البديع والتناسق الرائع الذي فيه يحولان دون انفجار تلك المصابيح السماوية المتوهجة دوماً -وهي تكبر الأرضَ ألف مرة وفي مقدمتها الشمس- ودون انتقاص توازنها أو نشوب حريق فيما بينها.. | |||
تُرى من أي مصدرٍ تُغذّى تلك المصابيح التي لا يحد ولا ينفد استهلاكُها؟. ولِمَ لا يختل توازن الاحتراق؟ علماً أن مصباحاً زيتياً صغيراً إن لم يُراعَ ويُعتنَ به باستمرار ينطفئ نورُه ويخبُ.. فسبحانه من قدير حكيم ذي جلال كيف أوقد الشمس التي هي أضخم من الأرض بمليون مرة ومضى على عمرها أكثر من مليون سنة -حسب ما توصل إليه علم الفلك- دون أن تنطفئ ومن دون وقود أو زيت.. (<ref>إذا ما حُسب ما يلزم مدفأة قصر الكون ومصباحه وهو الشمس كم تحتاج يومياً من الوقود ومن الزيت للإضاءة، نرى أنها بحساب الفلكيين بحاجة إلى مليون ضعف حجم الكرة الأرضية من الوقود و ألوف الأضعاف من حجم البحار من الزيوت. فتأمل في عظمة الخالق القدير ذي الجلال الذي يوقد تلك المدفأة ويشعل ذلك السراج الوهاج من دون وقود ولا زيت، ويشعلها بلا انقطاع. تدبّر في سعة حكمته وطلاقة قدرته، وقل: سبحان الله.. ما شاء الله.. تبارك الله.. بعدد ذرات الشمس. (المؤلف).</ref>) تأمل في هذا وسبّح باسم ربك العظيم وقل: «ما شاء الله، تبارك الله، لا إله إلّا الله».. قُلها بعدد الثواني التي مرت على عمر الشمس.. | |||
</ | |||
فلا شك أن نظاماً بديعاً صارماً هو الذي يهيمن على هذه المصابيح السماوية المتلألئة ولابد أن رعايتها، ومراقبتَها دقيقة، حتى كأن مصدرَ الحرارة -والمرجل البخاري- لتلك الكتل النارية التي هي في منتهى الضخامة وفي غاية الكثرة، إنما هي جهنمُ لا تنفد حرارتُها وترسلها إلى الكل مظلمة قاتمة بلا نور. وكأن ماكنة تلك المصابيح المنورة والقناديل المضيئة التي لا تعد ولا تحصى هي جنةٌ دائمة يرسل إليها النور والضياء فيستمر اشتعالها المنتظم بالتجلي الأعظم لاسم «الحكم والحكيم». | |||
وهكذا قياساً على هذه الأمثلة، فإن كل علمٍ من مئات العلوم يشهد قطعاً: أن هذا الكون قد زُيِّن بحِكَمٍ ومصالحَ شتى ضمن انتظام كامل لا نقص فيه، وأن تلك الأنظمة البديعة والحِكَم السامية النابعة من تلك الحكمة المعجزة المحيطة بالكون قد أُدرجت بمقياس أصغر، حتى في أصغر كائن حي وفي أصغر بذرة.. | |||
ومن المعلوم بداهة أن تتبعَ الغاياتِ وإردافَ الحِكَم والفوائد بانتظام لا يحصل إلّا بالإرادة والاختيار والقصد والمشيئة، وإلّا فلا. فكما أن هذا العمل البديع ليس هو من شأن الأسباب والطبيعة -اللتين لا تملكان إرادةً ولا اختياراً ولا قصداً ولا شعوراً- فلن يكون لهما تدخلٌ فيه كذلك؛ لذا فما أجهلَ مَن لا يعرف أو لا يؤمن بالفاعل المختار وبالصانع الحكيم الذي تدل عليه هذه الأنظمةُ البديعة والحِكَم الرفيعة التي لا حدَّ لها وهي مبثوثة في موجودات الكون قاطبة. | |||
نعم، إنْ كان هناك شيء يُستَغرب منه ويُثير عند الإنسان العَجب في هذه الدنيا فإنما هو: إنكارُ وجوده سبحانه؛ لأن الانتظام بأنواعه البديعة التي لا تعد والحِكَم بأشكالها السامية التي لا تحصى والمندرجة في كل موجود في الكون شواهدُ صادقة على وجوب وجوده سبحانه وعلى وحدانيته.. فبُعداً لعمىً ما بعده عمى! وسُحقاً لجهلٍ ما بعده جهل لمن لا يرى هذا الرب الحكيم سبحانه! حتى يمكنني القول: إن السوفسطائيين الذين يُعَدّون حمقى لإنكارهم وجود الكون، هم أعقلُ أهلِ الكفر؛ لأن الاعتقاد بوجود الكون ومن بعده إنكارُ خالقه -وهو الله سبحانه- غير ممكن قطعاً، ولا يُقبل أصلاً، لذا بدأوا بإنكار الكون وأنكروا وجودهم أيضاً، وقالوا: لا شيء موجود على الإطلاق. فأبطلوا عقولهم، وأنقذوا أنفسهم باقترابهم شيئاً إلى العقل من متاهة الحماقة غير المتناهية للمنكرين الجاحدين الحمقى المتسترين تحت ستار العقل! | |||
<div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr"> | <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr"> |
düzenleme