64.622
düzenleme
("فإذا كان الإنسان الذي هو بمثابة أمينٍ على ودائع الخالق الكريم وموظفٍ للتوزيع ليس إلّا ، إذا كان يستمتع وينشرح ويتلذذ إلى هذا القدر لدى إكرامه الآخرين في ضيافة جزئية، فكيف إذن يا ترى بـ«الحي القيوم» - ﴿ وَلِلّٰهِ الْمَثَلُ الْاَعْلٰى ﴾ - الذي تنطلق إلي..." içeriğiyle yeni sayfa oluşturdu) |
("ومثلاً: إن الحاكم العادل يجد لذةً ومتعة ورضىً عندما يأخذ حقَّ المظلوم من الظالم ويجعل الحق يأخذ نصابَه، ويفتخر لدى صيانته الضعفاءَ من شرور الأقوياء، ويسرّ لدى منحه كل فرد ما يستحقه من حقوق.. كل ذلك من مقتضيات الحاكمية والعدالة وقواعدهما الأساس. فلابد أ..." içeriğiyle yeni sayfa oluşturdu) |
||
956. satır: | 956. satır: | ||
المسألة الأولى: إذا أردنا أن نرى التجلي الأعظم لاسم الله «القيوم» فما علينا إلّا أن نجعل خيالَنا واسعاً جداً بحيث يمكنه أن يشاهد الكون بأسره، فنجعل منه نظارتين إحداهما ترى أبعدَ المسافات كالمرصد والأخرى تشاهد أصغرَ الذرات. فإذا ما نظرنا بالمنظار الأول نرى: أن ملايين الكرات الضخمة والكتل الهائلة التي منها ما هو أكبرُ من الأرض بألوف المرات، قد رُفعت بتجلي اسم «القيوم» بغير عمَد نراها، وهي تجري ضمن أثير لطيف ألطفَ من الهواء، وتسخَّر لأجل القيام بمهام عظيمة في حركاتها وفي ثباتها الظاهر. | المسألة الأولى: إذا أردنا أن نرى التجلي الأعظم لاسم الله «القيوم» فما علينا إلّا أن نجعل خيالَنا واسعاً جداً بحيث يمكنه أن يشاهد الكون بأسره، فنجعل منه نظارتين إحداهما ترى أبعدَ المسافات كالمرصد والأخرى تشاهد أصغرَ الذرات. فإذا ما نظرنا بالمنظار الأول نرى: أن ملايين الكرات الضخمة والكتل الهائلة التي منها ما هو أكبرُ من الأرض بألوف المرات، قد رُفعت بتجلي اسم «القيوم» بغير عمَد نراها، وهي تجري ضمن أثير لطيف ألطفَ من الهواء، وتسخَّر لأجل القيام بمهام عظيمة في حركاتها وفي ثباتها الظاهر. | ||
لنرجع الآن إلى المنظار الآخر.. لنرى أصغرَ الأشياء، فإذا بنا أمام ذرات متناهية في الصغر تشكل أجسام الأحياء -بسرّ القيومية- وهي تأخذ أوضاعاً منتظمة جداً كالنجوم، وتتحرك وفق نظام معين وتناسق مخصص منجزة بها وظائف جمة، فإن شئت فانظر إلى الكريات الحمر والبيض تراهما تتحركان حركاتٍ خاصة شبيهة بحركات المولوية لإنجاز مهمات جسيمة في الجسم وهما تجريان في السيل الدافق للدم. | |||
''' خلاصة الخلاصة (<ref>هذه الخلاصة هي الأساس الذي تستند إليها الرسائل الصغيرة للّمعة الثلاثين، وهي زبدة موضوعاتها التي تحمل أسرار الأسماء الستة الحسنى للاسم الأعظم. (المؤلف).</ref>)''' | |||
لقد ارتأينا أن ندرج هنا خلاصة تبين الضياءَ المقدس الحاصل من امتزاج أنوار الأسماء الستة للاسم الأعظم، كامتزاج الألوان السبعة لضوء الشمس - ﴿ وَلِلّٰهِ الْمَثَلُ الْاَعْلٰى ﴾ - ولأجل مشاهدة هذا النور المقدس نسوق هذه الخلاصة: | |||
تأمل في موجودات الكون كله وانظر إليها من وراء هذا التجلي الأعظم لاسم «القيوم» الذي منحَ البقاء والدوام والقيام لها ترَ: أن التجلي الأعظم لاسم «الحي» قد جعل تلك الموجودات الحية ساطعةً منورة بتجليه الباهر، وجعل الكائناتِ كلَّها منورة بنوره الزاهر، حتى يمكن مشاهدة لمعان نور الحياة على الأحياء كافة. | |||
والآن انظر؛ إلى التجلي الأعظم لاسم «الفرد» من وراء اسم «الحي» ترَه قد ضمّ جميع الكائنات بأنواعها وأجزائها واستوعبها ضمن وحدة واحدة، فهو يطبع على جبهة كل شيء ختم الوحدانية، ويضع على وجه كل شيء ختمَ الأحدية، فيجعل كل شيء يعلن تجلّيه بألسنة لا حد لها ولا نهاية. | |||
ثم انظر من خلف اسم «الفرد» إلى التجلي الأعظم لاسم «الحكم» ترَ: أنه قد ضم الموجودات كلها من أعظم دائرة فيها إلى أصغرها كلياً كان أم جزئياً -ابتداء من النجوم وانتهاء إلى الذرات- منح كل موجود ما يستحق من نظام مثمر وما يلائمه من انتظام حكيم وما يوافقه من انسجام مفيد. فلقد زيّن اسم «الحكم» الأعظم الموجودات كلها ورصّعها بتجليه الساطع. | |||
ثم انظر من خلف التجلي الأعظم لاسم «الحكم» إلى التجلي الأعظم لاسم «العدل» -كما أوضحناه في النكتة الثانية- ترَه يدير جميعَ الكائنات بموجوداتها ضمن فعالية دائمة بموازينه الدقيقة ومقاييسه الحساسة ومكاييله العادلة بحيث يجعل العقولَ في حيرة وإعجاب، فلو فقد نجمٌ من الأجرام السماوية توازنَه لثانية واحدة. أي إذا انفلت من تجلي اسم «العدل» لحلَّ الهرجُ والمرج في النجوم كلِّها ولأدّى -لا محالة- إلى حدوث القيامة. | |||
وهكذا فكل دائرة من دوائر الوجود وكلُّ موجود من موجوداتها ابتداء من الدوائر العظيمة -المسماة بدرب التبانة- إلى حركاتِ أصغرِ الموجودات في الجسم من كريات حمر وبيض، كلٌّ منها قد فُصّل تفصيلاً خاصاً وقُدّر تقديراً دقيقاً وقيس بمقاييس حساسة، ومُنح شكلاً معيناً ووضعاً مخصوصاً بحيث يُظهر -كلٌّ منها- الطاعة التامة والانقياد المطلق ودينونةً كاملة للأوامر الصادرة من الذي يملك أمر «كن فيكون» ابتداء من جيوش النجوم الهائلة المتلألئة في الفضاء إلى جيوش الذرات المتناهية في الصغر. | |||
فانظر الآن من خلف التجلي الأعظم لاسم الله « العدل» ومن خلاله، وشاهد التجلي الأعظم لاسم الله «القدوس» -الذي وضّحناه في النكتة الأولى- تَرَ : أن هذا التجلي الأعظم لاسم «القدوس» قد جعل موجوداتِ الكائنات نظيفةً، نقية طاهرة، براقة، صافية، زكية، مزينة، وجميلة وحوّلها إلى ما يشبه مرايا جميلة مجلوة لائقة لإظهار الجمال البديع المطلق، وتناسب عرض تجليات أسمائه الحسنى. | |||
نحصل مما تقدم: أنَّ هذه الأسماء والأنوار الستة للاسم الأعظم، قد عمّت الكون كله وغطت الموجودات قاطبة ولَفَعَتْها بأستار مزركشة ملونة بأزهى الألوان المتنوعة وأبدع النقوش المختلفة وأروع الزينات المتباينة. | |||
<div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr"> | <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr"> |
düzenleme