64.622
düzenleme
("بِسْمِ اللّٰهِ الرَّحْمٰنِ الرَّح۪يمِ" içeriğiyle yeni sayfa oluşturdu) |
("=== النكتة الأولى: ===" içeriğiyle yeni sayfa oluşturdu) |
||
228. satır: | 228. satır: | ||
«أنت في دار الحكمة فاطلب طبيباً يداوي قلبك..» (<ref>انظر: عبد القادر الكيلاني، الفتح الرباني، المجلس الثاني والستين. أصل العبارة: «يا عباد الله أنتم في دار الحكمة، لابد من الواسطة، اطلبوا من معبودكم طبيباً. يطبّ أمراض قلوبكم مداوياً يداويكم...».</ref>) | «أنت في دار الحكمة فاطلب طبيباً يداوي قلبك..» (<ref>انظر: عبد القادر الكيلاني، الفتح الرباني، المجلس الثاني والستين. أصل العبارة: «يا عباد الله أنتم في دار الحكمة، لابد من الواسطة، اطلبوا من معبودكم طبيباً. يطبّ أمراض قلوبكم مداوياً يداويكم...».</ref>) | ||
< | يا للعجب!. لقد كنتُ يومئذ عضواً في «دار الحكمة الإسلامية» (<ref>وهي أعلى مجلس علمي تابع للمشيخة الإسلامية في الدولة العثمانية.</ref>) وكأنما جئت إليها لأداوي جروحَ الأمة الإسلامية، والحال أنني كنت أشدّ مرضاً وأحوج إلى العلاج من أي شخص آخر.. فالأولى للمريض أن يداويَ نفسَه قبل أن يداوي الآخرين. | ||
نعم، هكذا خاطبني الشيخ: أنت مريض.. ابحث عن طبيب يداويك!.. | |||
قلت: كن أنت طبيبي أيها الشيخ! | |||
وبدأتُ أقرأ ذلك الكتاب كأنه يخاطبني أنا بالذات.. كان شديدَ اللهجة يحطّم غروري، فأجرى عملياتٍ جراحية عميقة في نفسي.. فلم أتحملْ، ولم أطقْ تحمله.. لأني كنت اعتبر كلامه موجهاً إليّ. | |||
نعم، هكذا قرأتُه إلى ما يقارب نصفه.. لم استطع إتمامه.. وضعت الكتاب في مكانه، ثم أحسستُ بعد ذلك بفترة بأن آلام الجراح قد ولّت وخلّفت مكانَها لذائذَ روحيةً عجيبة.. عُدتُ إليه، وأتممت قراءةَ كتاب «أستاذي الأول». واستفدت منه فوائدَ جليلة، وأمضيتُ معه ساعات طويلة أٌصغى إلى أوراده الطيبة ومناجاته الرقيقة. | |||
< | ثم وجدتُ كتابَ «مكتوبات» للإمام الفاروقي السرهندي، مجدد الألف الثاني فتفاءلت بالخير تفاؤلاً خالصاً، وفتحتُه، فوجدت فيه عجباً.. حيث ورد في رسالتين منه لفظة «ميرزا بديع الزمان» (<ref>الإمام الرباني، المكتوبات ج١ (المكتوب ٧٤)، (المكتوب ٧٥).</ref>) فأحسست كأنه يخاطبني باسمي، إذ كان اسم أبي «ميرزا» وكلتا الرسالتين كانتا موجهتين إلى ميرزا بديع الزمان. فقلت: يا سبحان الله.. إنَّ هذا ليخاطبني أنا بالذات، لأن لقب «سعيد القديم» كان بديع الزمان، ومع أنني ما كنت أعلم أحداً قد اشتهر بهذا اللقب غير «الهمذاني»(∗) الذي عاش في القرن الرابع الهجري. فلابد أن يكون هناك أحدٌ غيره قد عاصر الإمام الرباني السرهندي وخوطب بهذا اللقب، ولابد أن حالتَه شبيهةٌ بحالتي حتى وجدت دوائي بتلك الرسالتين.. | ||
</ | |||
< | والإمام الرباني يوصي مؤكداً في هاتين الرسالتين وفي رسائل أخرى أن: «وحّد القبلة» (<ref>نص العبارة: «وحيث قد طلبت الهمة من كمال الالتفات فبشرى لك ترجع سالماً وغانماً، لكن لابد من أن تراعي شرطاً واحداً وهو: توحيد قبلة التوجه. فإن جعلَ قبلة التوجهِ متعددة إلقاءُ السالك نفسه إلى التفرقة. ومن الأمثال المشهورة: أن المقيم في محل في كل محل والمتردد بين المحال ليس في محل أصلاً». المكتوب الخامس والسبعون من مكتوبات الإمام الرباني ١/ ٨٧ . ترجمة محمد مراد.</ref>) أي اتبع إماماً ومرشداً واحداً ولا تنشغل بغيره! | ||
</ | |||
لم توافق هذه الوصية آنذاك استعدادي وأحوالي الروحية.. وأخذتُ أفكّر ملياً: أيهما اتبِّع!. أ أسيرُ وراء هذا، أم أسير وراء ذاك؟ احترت كثيراً وكانت حيرتي شديدة جداً، إذ في كل منهما خواصٌ وجاذبية، لذا لم أستطع أن أكتفي بواحد منهما. | |||
وحينما كنت أتقلبُ في هذه الحيرة الشديدة.. إذا بخاطر رحماني من الله سبحانه وتعالى يخطر على قلبي ويهتف بي: | |||
- إن بدايةَ هذه الطرق جميعها.. ومنبعَ هذه الجداول كلِّها.. وشمسَ هذه الكواكب السيارة.. إنما هو «القرآن الكريم» فتوحيد القبلة الحقيقي إذن لا يكون إلّا في القرآن الكريم.. فالقرآن هو أسمى مرشد.. وأقدس أستاذ على الإطلاق.. ومنذ ذلك اليوم أقبلتُ على القرآن واعتصمت به واستمددت منه.. فاستعدادي الناقص قاصر من أن يرتشفَ حق الارتشاف فيضَ ذلك المرشد الحقيقي الذي هو كالنبع السلسبيل الباعث على الحياة. ولكن بفضل ذلك الفيض نفسه يمكننا أن نبين ذلك الفيض، وذلك السلسبيل لأهل القلوب وأصحاب الأحوال، كُلٍّ حسب درجته. | |||
فـ «الكلمات» والأنوار المستقاة من القرآن الكريم (أي رسائل النور) إذن ليست مسائل علمية عقلية وحدها، بل أيضاً مسائل قلبية، وروحية، وأحوال إيمانية.. فهي بمثابة علوم إلهية نفيسة ومعارف ربانية سامية. | |||
< | <span id="Dördüncü_Nokta"></span> | ||
=== النقطة الرابعة === | |||
</ | |||
إن الصحابة الكرام والتابعين وتابعي التابعين -رضوان الله عليهم- ممن لهم أرفع المراتب، وحَظوا بالولاية الكبرى، قد تلقت جميعُ لطائفهم حظَّها من القرآن مباشرة، فأصبح القرآنُ لهم مرشداً حقيقياً وكافياً، وهذا يعني ويدل على أن القرآن مثلما يعبر عن الحقائق في كل زمان فإنه يفيض بفيوضات الولاية الكبرى على مَن هو أهلٌ لها في كل وقت. | |||
نعم، إنَّ العبورَ من الظاهر إلى الحقيقة إنما يكون بصورتين: | |||
الأولى: بالدخول إلى برزخ الطريقة وقطع المراتب فيها بالسير والسلوك حتى بلوغ الحقيقة. | |||
الصورة الثانية: العبور إلى الحقيقة مباشرة برحمة إلهية محضة، دون الدخول في برزخ الطريقة، هذا الطريق خاصٌ ورفيع وسامٍ وقصير جداً، وهو طريق الصحابة الكرام والتابعين رضوان الله عليهم. | |||
فإذن الأنوارُ المترشحة من حقائق القرآن و «الكلمات» التي تترجم تلك الأنوار يمكن أن تكون مالكةً لتلك الخاصية، بل هي مالكةٌ لها فعلاً. | |||
< | <span id="Beşinci_Nokta"></span> | ||
=== النقطة الخامسة === | |||
</ | |||
سنبين بخمسة أمثلة جزئية، أن «الكلمات» مثلما تُعَلّم حقائقَ القرآن فهي تؤدي وظيفة الإرشاد أيضاً. | |||
< | <span id="Birinci_Misal:"></span> | ||
==== المثال الأول ==== | |||
</ | |||
لقد اقتنعتُ أنا بالذات قناعة تامة بعد ألوف التجارب المتكررة لا بعشراتها ومئاتها: أنَّ «الكلمات» والأنوار المفاضة من القرآن الكريم ترشدُ عقلي وتعلّمه مثلما تلقّن قلبي أيضاً بأحوال إيمانية كما تُطعم روحي أذواقاً إيمانية.. وهكذا | |||
حتى أصبحتُ في إنجاز أعمالي الدنيوية كمثل ذلك المريد الذي ينتظر مدداً من شيخه ذي الكرامات، إذ أصبحتُ استمد من الأسرار القرآنية ذاتِ الكرامة وأنتظر منها حاجاتي تلك، فكانت تحصل بما لا أتوقعه وليس بالحسبان. | |||
وسأذكر هنا مثالين فحسب من تلك الجزئيات الحاصلة ببركة أسرار القرآن: | |||
الأول: ما وضح مفصلاً في «المكتوب السادس عشر» وهو: | |||
أنه قد أُشهد لضيفي «سليمان» رغيفٌ كبير خارق وهو موضوع فوق شجرة القطران. أكلنا من تلك الهدية الغيبية يومين كاملين (في الوقت الذي ما كنت أملك شيئاً أقدّمه لضيفي). | |||
الثاني: وهو مسألة في غاية الجزئية واللطافة قد حدثت في هذه الأيام وهي: | |||
< | ورد لخاطري قبل الفجر أنَّ كلاماً من جهتي قد قيل لشخص، بصيغة تُلقي في قلبه الريوبَ والشُـبَهَ، فقلت: حبذا لو رأيتُه لأزيلَ ما بقلبه من أكدار. وفي الدقيقة نفسها تذكّرت ما كان يلزمني من جزء من كتابي المرسَل إلى مدينة «نيس» (<ref>جزيرة في بحيرة اگريدير، قريبة من بارلا.</ref>) فقلت: حبذا لو حصلت عليه. جلست بعد صلاة الفجر.. وإذا بالشخص نفسه وفي يده جزءٌ من كتابي الذي كنت أريده فدخل عليَّ. فقلت له: | ||
==== | |||
</ | - ما هذا الذي بيدك؟ | ||
- لا أعرف، فقد سلّمني هذا الكتاب في الباب أحدُهم كان قادماً من «نيس»، وأنا أيضاً أتيتُ به إليكم. | |||
فقلت متعجباً: يا سبحان الله. إنَّ خروج هذا الرجل من بيته ومجيء هذا الجزء من الكلمات من «نيس» لا يبدو عليه أثر المصادفة قطعاً، فليس هذا إلاّ من همة القرآن الكريم التي سلّمتْ جزءَ الكتاب في الوقت نفسه إلى هذا الرجل وأرسلَتْه إلي.. فحمدتُ الله كثيراً. | |||
إذن فإن الذي يعرف أدق رغبات قلبي بل أتفهَها يُسبغ عليَّ رحمتَه ويحميني بحماه، فلا أَحملُ إذن أية منّةٍ وتفضّل مهما كانت من أحدٍ من الدنيا كلها، ولا آخذها بشيء. | |||
<span id="İkinci_Misal:"></span> | |||
==== المثال الثاني: ==== | |||
لقد تركني ابن أخي «عبد الرحمن» منذ ثماني سنوات، وعلى الرغم من تلوّثه بغفلات الدنيا وشبهاتها وأوهامها فإنه كان يحمل تجاهي ظناً حسناً بما يفوق حدي بكثير. لذا طلب مني أن أسعفَه وأمِدَّه بما ليس عندي وليس في طوقي من همة. ولكن همة القرآن ومددَه قد أغاثه، وذلك بأن أوصلَ إليه «الكلمة العاشرة» التي تخص (الحشر) قبل وفاته بثلاثة أَشهر. | |||
فأَدّت تلك الرسالة دورَها في تطهيره من لَوثاتٍ معنوية وكدورات الأوهام والشبهات والغفلة، حتى كأنه قد ارتفع إلى ما يشبه مرتبةَ الولاية. حيث أظهر ثلاث كرامات ظاهرة في رسالته التي كتبها إليّ قبل وفاته، وقد أدرجتُ رسالته تلك ضمن فقرات «المكتوب السابع والعشرين». فليراجَع. (<ref>الملاحق، ملحق بارلا.</ref>) | |||
<span id="Üçüncü_Misal:"></span> | |||
==== المثال الثالث: ==== | |||
كان لي أخ في الآخرة وطالبٌ في الوقت نفسه وهو من أهل القلب والتقوى هو «السيد حسن أفندي» من مدينة «بوردور». (<ref>مركز محافظة في جنوب غربي تركيا.</ref>) كان ينتظر من هذا المسكين مدَداً وهمّة كمن ينتظر من وليٍّ عظيم، وذلك لفرط ظنه الحسَن بي بما هو فوق طوقي وحدي. وفجأة ودون مناسبة، أعطيتُ لأحد ساكني قرى «بوردور» رسالة «الكلمة الثانية والثلاثين» ليطالعها. ثم تذكرت «السيد حسن» فقلت: إنْ سافرتَ إلى «بوردور» فسلّم الرسالة إلى «السيد حسن» ليطالعها في بضعة أيام. سافر الرجل، وقد سلّم الرسالة مباشرة إلى السيد حسن، قبل أن يوافيه الأجل بأربعين يوماً. | |||
تسلّم الرسالة بشوق ولازَمها بلهفة ونهَل منها كالمتعطش إلى الماء السلسبيل، وكلّما كرر مطالعتَها استفاض منها فيوضات فاستمر في القراءة، حتى وجد فيها دواءً لدائه ولا سيما في مبحث «محبة الله» في الموقف الثالث منها، بل وجد فيها فيوضات كان ينتظرها من القطب الأعظم. فذهب بنفسه سالماً صحيحاً إلى الجامع وأدى صلاته ثم سلّم روحَه هناك. رحمه الله رحمة واسعة. | |||
<span id="Dördüncü_Misal:"></span> | |||
==== المثال الرابع: ==== | |||
إن «السيد خلوصي» قد وجد همة ومدَداً وفيضاً ونوراً في «الكلمات» التي هي ترجمان الأسرار القرآنية، أكثر مما وجده في الطريقة النقشبندية التي هي أهم طريقة وأكثرها تأثيراً. وقد ذكرتُ شهادته هذه في «المكتوب السابع والعشرين». (<ref>الملاحق، ملحق بارلا.</ref>) | |||
<span id="Beşinci_Misal:"></span> | |||
==== المثال الخامس: ==== | |||
<div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr"> | <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr"> |
düzenleme