64.622
düzenleme
("== المذكِّرة التاسعة ==" içeriğiyle yeni sayfa oluşturdu) |
("فيُقرئهم الحروف الكبيرة التي تُقرأ بكمال السهولة، كخلق السماوات والأرض وإنزال الماء من السماء، وإحياء الأرض.. وأمثالها من الآيات. ولا يوجّه الأنظار إلى الحروف الدقيقة المكتوبة في الحروف الكبيرة إلّا نادراً، كيلا يصعب عليهم الأمر." içeriğiyle yeni sayfa oluşturdu) |
||
372. satır: | 372. satır: | ||
أولاها: أن الذين يعملون في طريق الحق ويجاهدون في سبيله، في الوقت الذي ينبغي لهم أن يفكروا في واجبهم وعملهم فإنهم يفكرون فيما يخص شؤونَ الله سبحانه وتدبيره، ويبنون أعمالهم عليه فيخطئون. | أولاها: أن الذين يعملون في طريق الحق ويجاهدون في سبيله، في الوقت الذي ينبغي لهم أن يفكروا في واجبهم وعملهم فإنهم يفكرون فيما يخص شؤونَ الله سبحانه وتدبيره، ويبنون أعمالهم عليه فيخطئون. | ||
ورد في كتاب «أدب الدنيا والدين» أن إبليس -لعنة الله عليه- حين ظهر لعيسى بن مريم عليه السلام قال: ألستَ تقول: إنه لن يُصيبك إلّا ما كتبه الله عليك؟ قال: نعم. قال: فارمِ نفسك من ذروة هذا الجبل فإنه إن يقدِّر لك السلامة تسلم، | |||
فقال له: | |||
< | يا ملعون! إن لله أن يختبر عبدَه وليس للعبد أن يختبر ربّه. (<ref>انظر الماوردي، أدب الدنيا والدين ص١٢؛ الكتاب المقدس، متى، الباب الرابع، آية ١-١١.</ref>) | ||
</ | |||
أي إن الله سبحانه هو الذي يختبر عبده ويقول له: إذا عملتَ هكذا سأوافيك بكذا، أرأيتك تستطيع القيام به؟. يختبره.. ولكن العبد ليس له الحق ولا في طوقه أصلاً أن يختبر ربّه ويقول: إذا قمتُ بالعمل هكذا فهل تعمل لي كذا؟. فهذا الأسلوبُ من الكلام الذي يومئ بالاختبار سوءُ أدبٍ تجاه الربوبية، وهو منافٍ للعبودية. | |||
فما دام الأمر هكذا، فعلى المرء أن يؤدي واجبَه ولا يتدخل بتدبير الله سبحانه وقَدَره. | |||
كان جلال الدين خوارزم شاه(∗) وهو أحد أبطال الإسلام الذي انتصر على جيش جنكيزخان انتصارات عديدة. كان يتقدم جيشَه إلى الحرب، فخاطبه وزراؤه ومقرّبوه: سيُظهرك الله على عدوك، وتنتصر عليهم!. | |||
فأجابهم: «عليَّ الجهاد في سبيل الله اتباعاً لأمره سبحانه، ولا حقَّ لي فيما لم أُكلف به من شؤونه، فالنصرُ والهزيمة من تقديره سبحانه» ولبلوغ هذا البطل العظيم إدراك هذا السر الدقيق في الاستسلام إلى أمر الله والانقياد إليه، كان النصرُ حليفَه في أَغلب الأحيان نصراً خارقاً. | |||
نعم إنه لا ينبغي أن يفكر الإنسان -بما لديه من الجزء الاختياري- بالنتائج التي يتولّاها الله سبحانه. | |||
فمثلاً: يزداد حماسُ بعض الإخوة وشوقهم إلى «رسائل النور» باستجابة الناس لها، فينشطون أكثر.. ولكن عندما لا يستجيب لها الناسُ، تفتُر قوةُ الضعفاء المعنوية وتنطفئ جذوةُ شوقهم. والحال أن سيدنا الرسول الأعظم ﷺ وهو الأستاذ الأعظم ومقتدى الكل والرائد الأعلى قد اتخذ الأمر الإلهي: ﴿ وَمَا عَلَى الرَّسُولِ اِلَّا الْبَلَاغُ الْمُب۪ينُ ﴾ (النور: ٥٤) دليلاً ومرشداً له، فكلما أعرض الناسُ عن الإصغاء وتولّوا عنه ازدادَ جهاداً وسعياً في سبيل التبليغ. لأنه عَلِم يقيناً أن جعل الناس يصغون ويهتدون إنما هو من شؤون الله سبحانه، وفق الآية الكريمة: ﴿ اِنَّكَ لَا تَهْد۪ي مَنْ اَحْبَبْتَ وَلٰكِنَّ اللّٰهَ يَهْد۪ي مَنْ يَشَٓاءُۚ ﴾ (القصص: ٥٦). فما كان يتدخل ﷺ في شؤونه سبحانه. | |||
لذا فيا إخوتي! لا تتدخلوا في أعمال وشؤون لا تعود إليكم ولا تبنوا عليها أعمالكم ولا تتخذوا طور الاختبار تجاه خالقكم. | |||
المسألة الثانية: إنَّ غاية العبادة امتثالُ أمر الله ونيلُ رضاه، فالداعي إلى العبادة هو الأمرُ الإلهي، ونتيجتُها نيلُ رضاه سبحانه. أما ثمرتُها وفوائدها فأخروية. إلّا أنه لا تنافي العبادة إذا مُنحت ثمراتٌ تعود فائدتُها إلى الدنيا، بشرط ألّا تكونَ علّتها الغائية، وألّا يُقصد في طلبها. فالفوائدُ التي تعود إلى الدنيا والثمرات التي تترتب عليها من نفسها وتُمنح من دون طلب لا تنافي العبادة، بل تكون بمثابة حث «وترجيح» للضعفاء. ولكن إذا صارت الفوائد الدنيوية أو منافعُها علّةً، أو جزءاً من العلة لتلك العبادة أو لذلك الوِرد أو الذكر فإنها تُبطل قسماً من تلك العبادة. بل تجعل ذلك الورد الذي له خصائص عدة عقيماً دون نتيجة. | |||
فالذين لا يفهمون هذا السر، ويقرأون «الأوراد القدسية للشاه النقشبند» مثلاً التي لها مئات من المزايا والخواص، أو يقرأون «الجوشن الكبير» الذي له ألفٌ من المزايا والفضائل وهم يقصدون بعض تلك الفوائد بالذات، لا يجدون تلك الفوائد، بل لن يجدوها ولن يشاهدوها، وليس لهم الحق لمشاهدتها البتة؛ لأنه لا يمكن أن تكون تلك الفوائد علّةً لتلك الأوراد، فلا تُطلب منها تلك الفوائد قصداً، لأن تلك الفوائد تترتب بصورة فضلٍ إلهي على ذلك الوِرد الذي يُقرأ قراءةً خالصةً دون طلب شيء. فأما إذا نواها القارئ فإن نيّتها تُفسد إخلاصَه جزئياً، بل تُخرجها من كونها عبادةً، فتسقط قيمتُها. | |||
بيد أن هناك أمراً آخر، هو أن أشخاصاً ضعفاء بحاجة دائمة إلى مشوّق ومرجّح فإذا ما قرأ الأوراد قراءة خالصة لله متذكراً تلك الفوائد فلا بأس في ذلك، بل هو مقبول. | |||
ولعدم إدراك هذه الحكمة، يقع الكثيرون فريسةَ الريب والشك عند عدم وجدانهم تلك الفوائد التي رُويت عن الأقطاب والسلف الصالحين، بل قد ينكرونها. | |||
<div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr"> | <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr"> |
düzenleme