64.622
düzenleme
("== النكتة الرابعة == تخص اسم الله الفرد" içeriğiyle yeni sayfa oluşturdu) |
("إنَّ عوالم الكائنات المختلفة وأنواعها المتنوعة وعناصرها المتباينة قد اندمجت اندماجاً كلياً وتداخل بعضُها مع البعض الآخر، بحيث إنَّ مَن لم يكن مالكاً لجميع الكون لا يمكنه أن يتصرف بنوعٍ منه أو عنصر فيه تصرفاً حقيقياً، لأن تجلي نورِ التوحيد لاسم الله «..." içeriğiyle yeni sayfa oluşturdu) |
||
290. satır: | 290. satır: | ||
إذن فـ«التعاون» و«التساند» و«التجاوب» و«التعانق» الواضحة على وجه الكون، إنما هي أختامٌ كبرى وبصمات ساطعة للتوحيد. | إذن فـ«التعاون» و«التساند» و«التجاوب» و«التعانق» الواضحة على وجه الكون، إنما هي أختامٌ كبرى وبصمات ساطعة للتوحيد. | ||
الختم الثاني: إنَّ التجلي الباهر لاسم الله «الفرد» يجعلنا نُشاهد -على وجه الأرض ولاسيما في الربيع- ختماً لامعاً للأحدية، وآيةً جلية للوحدانية بحيث إن من لا يدير جميع الأحياء على وجه الأرض كلها بأفرادها وأحوالها وشؤونها كافة، والذي لا يرى ولا يخلق ولا يعلم جميعها معاً، لا يمكن أن يكون له تدخل في أي شيء من حيث الإيجاد. فلنوضح هذا الختم: | |||
تأمل في هذه البُسُط المفروشة على الأرض التي لُحمتُها وسَداها مائتا ألف طائفة ونوع من أنواع الحيوانات وطوائف النباتات بأفرادها المتنوعة التي لا تعد ولا تحصى والتي تضفي الزينة وتنثر البهجة على نسيج الحياة على سطح الأرض -وبخاصة في الربيع- تأمّلها جيداً وأدِم النظر فيها، فإنها مع اختلاف أشكالها، وتباين وظائفها، واختلاف أرزاقها وتنوع أجهزتها، وامتزاجها بعضها مع البعض الآخر تشاهِد: إنَّ رزق كل ذي حياة يأتيه رغداً من كل مكان ومن حيث لا يحتسب، بلا سهو ولا نسيان، بلا انشغال ولا ارتباك، بلا خطأ ولا التباس.. فيُعطى بميزان دقيق حساس كل ما يحتاجه الفرد، في وقته المناسب، من دون تكلف ولا تكليف، مع تمييز لكلٍ منها، وهو يموج في هذا الامتزاج الهائل وفي هذا الخضم من الموجودات المتداخلة، فضلاً عما يُخْبئ باطنُ الأرض من آيات التوحيد الرائعة المتلمعة من انتظام المعادن والعناصر الجامدة. | |||
لذا فإن هذا «التدبير والإدارة» المشاهد في هذا الأمر الدائب على وجه الأرض وباطنها إنما هو آية ساطعة للأحدية، وختمٌ واضح للوحدانية، بحيث إن مَن لم يكن خالقاً لجميع تلك الموجودات من العدم، ومدبّراً لجميع شؤونها في آن واحد، لا يقدر على التدخل -من حيث الربوبية والإيجاد- في شيء منها، لأنه لو تدخل لأفسد تلك الإدارة المتوازنة الواسعة. إلّا ما يؤديه الإنسان من وظيفة ظاهرية -بإذن إلهي أيضاً- لكشف تلك القوانين الربانية وحُسن سيرها. | |||
الختم الثالث: في وجه الإنسان | |||
إنَّ شعار التوحيد وختمَه واضح وضوحاً بيناً لكل مَن يتأمل وجهَ أي إنسان كان، وذلك: أنَّ لكل إنسان علامةً فارقة في وجهه تُميِّزه عن غيره. فالذي لا يستطيع أن يضع تلك العلامات في كل وجه، ولا يكون مطّلعاً على جميع الوجوه السابقة واللاحقة منذ آدم عليه السلام إلى يوم القيامة، لا يمكنه أن يمدّ يدَه من حيث الخلق والإيجاد ليضع تلك الفوارق المميّزة الهائلة في ذلك الوجه الصغير لإنسان واحد. | |||
نعم، إنَّ الذي وضع في وجهِ الإنسان ذلك الطابع المميز وتلك الآية الجلية بتلك العلامات الفارقة، لا بد أن أفراد البشر كافة هم تحت نظره وشهوده، وضمنَ دائرة علمه حتى يضع ذلك الختمَ للتوحيد في ذلك الوجه. بحيث إنه مع التشابه الظاهر بين الأعضاء الأساس -كالعيون والأنوف وغيرها من الأعضاء- لا تتشابه تشابهاً تاماً، بسبب علامات فارقة في كلٍ منها. وكما أن تشابه الأعضاء -من عيون وأنوف- في وجوه البشر كافة دليل قاطع على وحدانية خالق البشر سبحانه وتعالى، كذلك فإن العلامات الفارقة الموضوعة على كل وجهٍ -لصيانة حقوق كل فرد في المجتمع، ولمنع الالتباس، وللتمييز، ولحِكَم أخرى كثيرة- هي الأخرى دليلٌ واضح على الإرادة المطلقة والمشيئة الكاملة لذلك الخالق الواحد سبحانه وتعالى، وآيةٌ بديعة جلية أيضاً للأحدية، بحيث إن من لا يَقدر على خلق جميع البشر والحيوانات والنباتات بل جميع الكون لا يمكنه أن يضع تلك السمة المميزة في أحد. | |||
< | <span id="İkinci_İşaret"></span> | ||
=== الإشارة الثانية: === | |||
</ | |||
إنَّ عوالم الكائنات المختلفة وأنواعها المتنوعة وعناصرها المتباينة قد اندمجت اندماجاً كلياً وتداخل بعضُها مع البعض الآخر، بحيث إنَّ مَن لم يكن مالكاً لجميع الكون لا يمكنه أن يتصرف بنوعٍ منه أو عنصر فيه تصرفاً حقيقياً، لأن تجلي نورِ التوحيد لاسم الله «الفرد» قد أضاء أرجاء الكون كله، فضمّ أجزاءها كافة في وحدة متحدة، وجعل كل جزء منه يعلن تلك الوحدانية. | |||
فمثلاً: كما أن كون الشمس مصباحاً واحداً لهذه الكائنات يشير إلى أن الكائنات بأجمعها ملكٌ لواحد، فإن كونَ الهواء هواءً واحداً يسعى لخدمة الأحياء كلها.. وكونَ النار ناراً واحدة توقد بها الحاجات كلها.. وكون السحاب واحداً يسقي الأرض.. وكون الأمطار واحدة تأتي لإغاثة الأحياء كافة.. وانتشار أغلب الأحياء من نباتات وحيوانات انتشاراً طليقاً في أرجاء الأرض كافة مع وحدة نوعيتها، ووحدة مسكنها.. كل ذلك إشارات قاطعة وشهادات صادقة على أن تلك الموجوداتِ ومساكنَها ومواضعَها إنما هي ملكٌ لمالك واحدٍ أحد. | |||
ففي ضوء هذا وقياساً عليه نرى: أن تداخل الأنواع المختلفة للكائنات واندماجها الشديد ببعضها قد جعل مجموعَها بمثابة كلٍ واحد لا يقبل التجزئة قطعاً من حيث الإيجاد. فالذي لا يستطيع أن يُنفّذ حكمَه على جميع الكون لا يمكنه -من حيث الخلق والربوبية- أن يُخضِع لربوبيته أيَّ شيء فيه، حتى لو كان ذلك الشيء ذرةً أو أصغر منها. | |||
< | <span id="Üçüncü_İşaret"></span> | ||
=== الإشارة الثالثة: === | |||
</ | |||
قد تحوّل الكون كلُّه بالتجلي الأعظم لاسم الله «الفرد» إلى ما يشبه رسائل صمدانية ومكاتيب ربانية متداخلة بعضها في البعض الآخر، تزخر كلُّ رسالة منها بآيات الوحدانية وأختام التوحيد، وتحمل كل رسالة بصماتِ الأحدية بعدد كلماتها، بل إن كل كلمة فيها تُفصح عن وحدانية كاتبها؛ | |||
إذ كما يدل الختمُ أو التوقيع في الرسالة على كاتبها، فإن كل زهرة وكل ثمرة، وكل عشب، وكل حيوان، وكل شجر، إنما يمثل ختمَ الأحدية وطغراء الصمدانية وكأنها أختام لمواضعها التي تتخذ هيئة الرسائل فتبين كاتبَها. | |||
فزهرةٌ صفراء -مثلاً- في حديقةٍ ما. هذه الزهرة هي بمثابة ختمٍ يدل بوضوح على مصوِّر الحديقة، فمَنْ كان مالكاً لذلك الختم -الزهرة- فهو مالكٌ لجميع أنواع تلك الزهرة ومثيلاتها المبثوثة على الأرض كافة، ويدل أيضاً على أن تلك الحديقة كتابتُه. | |||
أي إن كل شيء يَسْنِدُ جميع الأشياء إلى خالقها ويشير إلى تجلٍ باهر عظيم لوحدانيته سبحانه. | |||
< | <span id="Dördüncü_İşaret"></span> | ||
=== الإشارة الرابعة: === | |||
</ | |||
لقد أوضحت «رسائل النور» في أجزائها الكثيرة ببراهين متعددة أن التجلي الأعظم لاسم الله الفرد مع أنه واضحٌ وضوح الشمس، فهو مقبول في الأعماق إلى حد السهولة المطلقة، وهو مستساغ عقلاً ومنطقاً إلى حد الوجوب والبداهة. وبعكسه الشرك المنافي لذلك التجلي، فهو معقّد إلى أقصى حدود التعقيد، وغير منطقي إطلاقاً، وهو بعيد جداً عن المعقول إلى حد المحال والامتناع. سنبين هنا ثلاث نقاط من تلك الأدلة فقط، ونحيل تفاصيلها إلى الرسائل الأخرى. | |||
النقطة الأولى: لقد أثبتنا ببراهين قاطعة في ختام «الكلمة العاشرة» وفي «الكلمة التاسعة والعشرين» إثباتاً مجملاً، وفي ختام «المكتوب العشرين» مفصلاً أنه: من السهولة واليسر على قدرة «الأحد الفرد» سبحانه، خَلقُ أعظم جِرم، وخلقُ أصغرِ شيء على حدّ سواء، فهو سبحانه يخلق الربيعَ الشاسع بيُسرِ خلقِ زهرةٍ واحدة، ويُحدِث في كل ربيع بسهولة بالغة آلافاً من نماذج الحشر والنشور -كما هو مشاهَد- ويُراعي شجرة ضخمة باسقة بيُسر مراعاته فاكهةً صغيرة. فلو أُسنِد أيٌ من ذلك إلى الأسباب المتعددة، لأصبح خلقُ كلِّ زهرةٍ فيه من المشكلات ما للربيع الشاسع، وفي خَلقِ كل ثمرةٍ فيه من الصعوبات ما للشجرة الباسقة. | |||
نعم، إن كان تجهيزُ الجيش بأكمله بالمؤَن والعتاد بأمر صادر من قائد واحد، من مصدر واحد، سهلاً وبسيطاً كتجهيز جندي واحد، يكون صعباً بل ممتنعاً أن يكون كل جندي يتجهز من معامل متفرقة ويتلقى الأوامر من إدارات متعددة كثيرة، إذ عندئذٍ يحتاج كل جندي إلى معامل بقدر أفراد الجيش بأكمله!! | |||
<div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr"> | <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr"> |
düzenleme