اللمعة السادسة والعشرون

    Risale-i Nur Tercümeleri sitesinden
    13.14, 28 Nisan 2024 tarihinde Said (mesaj | katkılar) tarafından oluşturulmuş 98352 numaralı sürüm ("عندما رجعت من الأسر، كنت أسكن مع ابن أخي «عبد الرحمن»(∗) في قصر على قمة «چاملجة» في إستانبول. ويمكن أن تُعد هذه الحياة التي كنت أحياها حياةً مثالية من الناحية الدنيوية بالنسبة لأمثالنا؛ ذلك لأنني قد نجوت من الأسر، وكانت وسائلُ النشر مفتوحةً أمامي في«دا..." içeriğiyle yeni sayfa oluşturdu)
    Diğer diller:

    «رسالة الشيوخ»

    «هذه اللمعة عبارة عن ستة وعشرين نورَ رجاءٍ وضياءَ تسلٍ» ([1])

    تنبيه

    إنَّ السبب الذي دعاني إلى تسجيل ما كنت أُعانيه من آلامٍ معنوية في مستهل كل رجاء بأسلوب مؤثر جداً إلى حدٍّ يثير فيكم الألمَ أيضاً، إنما هو لبيان مدى قوة مفعول العلاج الوارد من القرآن الحكيم وشدة تأثيره الخارق.

    بيد أن هذه «اللمعة» التي تخصّ الشيوخ لم تحافظ على حسن البيان، وجمال الإفادة لعدة أسباب:

    أولها: لأنها تخص أحداث حياتي الشخصية ووقائعَها، فالذهاب عبرَ الخيال إلى تلك الأزمنة، ومعايشة أحداثها، ومن ثم تناولها بالكتابة بتلك الحالة، سبّب عدم المحافظة على الانتظام في البيان والتعبير.

    ثانيها: اعترى البيانَ شيء من الاضطراب، لأنَّ الكتابة كانت بعد صلاة الفجر، حيث كنت أَشعر حينها بتعبٍ وإنهاكٍ شديدين، فضلاً عن الاضطرار إلى الإسراع في الكتابة.

    ثالثها: لم يكن لدينا متسع من الوقت للقيام بالتصحيح الكامل؛ فالكاتب الذي كان مرهقاً بشؤون «رسائل النور» وكثيراً ما كان يعتذر عن الحضور مما أفقد المضمونَ التناسق المطلوب.

    رابعها: لم نستطع إلّا الاكتفاء بالتصحيحات والتعديلات العابرة دون التوغل في أعماق المعاني؛ لما كنا نحسّ به من تعبٍ ونصبٍ عقب التأليف، فلا جرم أنْ رافق الموضوع شيءٌ من التقصير في التعبير والأداء.

    لذا نهيب بالشيوخ الكرام أن ينظروا بعين الصفح والسماح إلى قصوري في الأداء، وأن يجعلوني ضمن دعواتهم عندما يرفعون أكّفهم متضرعين إلى الله الرحيم الذي لا يردّ دعوات الشيوخ الطيبين...

    بِسْمِ اللّٰهِ الرَّحْمٰنِ الرَّح۪يمِ

    كٓهٰيٰعٓصٓ ❀ ذِكْرُ رَحْمَتِ رَبِّكَ عَبْدَهُ زَكَرِيَّاۚ

    اِذْ نَادٰى رَبَّهُ نِدَٓاءً خَفِيًّا ❀ قَالَ رَبِّ اِنّ۪ي وَهَنَ الْعَظْمُ مِنّ۪ي وَاشْتَعَلَ الرَّأْسُ شَيْبًا وَلَمْ اَكُنْ بِدُعَٓائِكَ رَبِّ شَقِيًّا (مريم: ١-٤).
    

    (هذه اللمعة عبارة عن ستة وعشرين رجاء)

    الرجاء الأول

    يا من بلغتم سنّ الكمال، أيها الأخوة الشيوخ الأعزاء، ويا أيتها الأخوات العجائز المحترمات! إنني مثلُكم شيخ كبير، سأكتب لكم بعضَ ما مرّ عليّ من أحوال، وما وجدته بين حين وآخر من أبواب الأمل، وبوارق الرجاء في عهد الشيخوخة، لعلكم تشاركونني في أنوار السلوة المشعة من تلكم الرجايا والآمال. إنَّ ما رأيته من الضياء، وما فتحه الله عليّ من أبواب النور والرجاء، إنما شاهدتُه حسب استعدادي الناقص وقابلياتي المشوشة، وستجعل استعداداتكم الخالصة الصافية -بإذن الله- ذلك الضياء أسطعَ وأبهر مما رأيته، وذلكم الرجاء أقوى وأمتن مما وجدته.

    ولا ريب أنّ منبع ما سنذكره من الأضواء ومصدر ما سنورده من الرجايا ما هو إلّا «الإيمان».

    الرجاء الثاني

    حينما شارفت على الشيخوخة، وفي أحد أيام الخريف، وفي وقت العصر، نظرت إلى الدنيا من فوق ذروة جبل، فشعرت فجأة حالة في غاية الرقة والحزن مع ظلام يكتنفها، تدب في أعماقي.. رأيت نفسي: أنني بلغت من العمر عتياً، والنهارُ قد غدا شيخاً، والسنةُ قد اكتهلت، والدنيا قد هرمت.. فهزّني هذا الهرم الذي يغشى كل شيء حولي هزّاً عنيفاً. فلقد دنا أوانُ فراق الدنيا، وأوشك أوان فراق الأحباب أن يحلّ.. وبينما أتململ يائساً حزيناً إذا بالرحمة الإلهية تنكشف أمامي انكشافاً حوّل ذلك الحزنَ المؤلم إلى فرحة قلبية مشرقة، وبدّل ذلك الفراق المؤلم للأحباب إلى عزاء يضيء جنبات النفس كلها.

    نعم يا أمثالي من الشيوخ! إنَّ الله سبحانه وتعالى الذي يقدّم ذاته الجليلة إلينا، ويعرّفها لنا في أكثر من مائة موضع في القرآن الكريم، بصفة «الرحمن الرحيم».. والذي يرسل رحمته بما يسبغ على وجه الأرض دوماً من النِّعَم، مدداً وعوناً لمن استرحمه من ذوي الحياة، والذي يبعث بهداياه من عالم الغيب فيغمر الربيع كل سنة بنِعَم لا تعد ولا تحصى، يبعثها إلينا نحن المحتاجين إلى الرزق، مُظهِراً بها بجلاء تجليات رحمته العميمة، وفق مراتب الضعف ودرجات العجز الكامنة فينا. فرحمة خالقنا الرحيم هذه أعظم رجاءً، وأكبر أملاً في عهد شيخوختنا هذه، بل هي أسطع نوراً لنا.

    إنَّ إدراك تلك الرحمة والظفر بها، إنما يكون بالانتساب إلى ذلك «الرحمن» بالإيمان، وبالطاعة له سبحانه بأداء الفرائض والواجبات.

    الرجاء الثالث

    حينما أفقتُ على صبح المشيب، من نوم ليل الشباب، نظرت إلى نفسي متأملاً فيها، فوجدتها كأنها تنحدر نزولاً من علٍ إلى سواء القبر، مثلما وصفها نيازي المصري(∗):

    بناء العمر يذوي حجراً إثر حجر

    غافلاً يغط الروح وبناؤه قد اندثر

    فجسمي الذي هو مأوى روحي، بدأ يتداعى ويتساقط حجراً إثر حجر على مرّ الأيام.. وآمالي التي كانت تشدّني بقوة إلى الدنيا، بدأت أوثاقُها تنفصم وتنقطع. فدبّ فيّ شعور بدنو وقت مفارقة من لا يحصى من الأحبة والأصدقاء، فأخذتُ أبحثُ عن ضماد لهذا الجرح المعنوي الغائر، الذي لا يُرجى له دواء ناجع كما يبدو!. لم أستطع أن أعثر له على علاج، فقلت أيضاً كما قال نيازي المصري:

    حكمة الإله تقضى فناء الجسد والقـلب تواق إلى الأبد

    لهف نفسي من بلاء وكمـد حار لقمان في إيجاد الضمد

    وبينما كنت في هذه الحالة إذا بنور الرسول الكريم ﷺ الذي هو رحمة الله على العالمين، ومثالُها الذي يعبّر عنها، والداعي إليها، والناطق بها، وإذا بشفاعته، وبما أتاه من هدية الهداية إلى البشرية، يصبح بلسماً شافياً، ودواءً ناجعاً لذلك الداء الوخيم الذي ظننته بلا دواء، ويبدل ذلك اليأس القاتم الذي أحاطني إلى نور الرجاء الساطع.

    أجل، أيها الشيوخ وأيتها العجائز الموقرون، ويا من تشعرون كلكم بالشيخوخة مثلي!. إننا راحلون ولا مناص من ذلك.. ولن يُسمح لنا بالمكوث هنا بمخادعة النفس وإغماض العين، فنحن مساقون إلى المصير المحتوم. ولكن عالم البرزخ، ليس هو كما يتراءى لنا بظلمات الأوهام الناشئة من الغفلة، وبما قد يصوّره أهل الضلالة، فليس هو بعالم الفراق، ولا بعالم مظلم، بل هو مجمع الأحباب، وعالم اللقاء مع الأحبة والأخلّاء، وفي طليعتهم حبيبُ رب العامين وشفيعنا عنده يوم القيامة عليه أفضل الصلاة والسلام.

    نعم، إنَّ مَن هو سلطان ثلاثمائة وخمسين مليوناً من الناس في كل عصر، عبر ألف وثلاثمائة وخمسين سنة وهو مربّي أرواحهم، ومرشدُ عقولهم، ومحبوب قلوبهم، والذي يُرفع إلى صحيفة حسناته يومياً أمثال ما قدمت أمته من حسنات، إذ «السبب كالفاعل» والذي هو مدار المقاصد الربانية، ومحور الغايات الإلهية السامية في الكون، والذي هو السبب لرقي قيمة الموجودات وسمّوها، ذلك الرسول الأكرم ﷺ، فكما أنه قال في الدقائق الأولى التي تشرّف العالم به «أمتي.. أمتي..» كما ورد في الروايات الصحيحة 2 والكشفيات الصادقة، فإنه ﷺ يقول في المحشر أيضاً: «أمتي.. أمتي..» ويسعى بشفاعته إلى إمداد أمته وإغاثتها بأعظم رحمة وأسماها وأقدسها وأعلاها، في الوقت الذي يقول كلّ فرد من الجموع العظيمة: «نفسي.. نفسي». فنحن إذن ذاهبون إلى العالم الذي ارتحل إليه هذا النبي الكريم، راحلون إلى العالم الذي استنار بنور ذلك السراج المنير وبمن حوله من نجوم الأصفياء والأولياء الذين لا يحصرهم العد.

    نعم، إنَّ اتباع السُّنة الشريفة لهذا النبي الكريم ﷺ هو الذي يقود إلى الانضواء تحت لواء شفاعته والاقتباس من أنواره، والنجاة من ظلمات البرزخ.

    الرجاء الرابع

    حينما وطأت قدمايَ عتبةَ الشيخوخة، كانت صحتي الجسدية التي ترخي عنان الغفلة وتمدّها قد اعتلّت أيضاً فاتفقت الشيخوخةُ والمرض معاً على شن الهجوم عليّ، وما زالا يكيلان على رأسي الضربات تلو الضربات حتى أذهبا نوم الغفلة عنّي. ولم يكن لي ثمة ما يربطني بالدنيا من مال وبنين وما شابههما، فوجدتُ أنَّ عصارة عمري الذي أضعته بغفلة الشباب، إنما هي آثام وذنوب، فاستغثتُ صائحاً مثلما صاح نيازي المصري:

    ذهب العُمر هباءً، لم أفز فيه بشيء

    ولقد جئت أسير الدرب، لكنْ

    رحل الرّكبُ بعيداً

    وبقيتْ

    ذلك النائي الغريب

    وبكيتْ

    همتُ وحدي تائهاً أطوي الطريق

    وبعينيّ ينابيع الدموع

    وبصدري حرقة الشوق

    حار عقلي..!

    كنت حينها في غربة مضنية، فشعرت بحزن يائس، وأسف نادم، وحسرة ملتاعة على ما فات من العمر. صرخت من أعماقي أَطلب إمداد العون، وضياء الرجاء.. وإذا بالقرآن الحكيم المعجز البيان يمدّني، ويسعفني، ويفتح أمامي بابَ رجاء عظيم، ويمنحني نوراً ساطعاً من الأمل والرجاء يستطيع أن يزيل أضعاف أضعاف يأسي، ويمكنه أن يبدد تلك الظلمات القاتمة من حولي.

    نعم، أيها الشيوخ وأيتها العجائز المحترمون، يا مَن بدأت أوثاق صلتهم بالانفصام عن الدنيا مثلي! إنَّ الصانع ذا الجلال الذي خلق هذه الدنيا أكملَ مدينة وأنظمها، حتى كأنها قصرٌ منيف، هل يمكن لهذا الخالق الكريم ألّا يتكلم مع أحبّائه وأكرم ضيوفه في هذه المدينة أو في هذا القصر؟ وهل يمكن ألّا يقابلهم؟!!

    فما دام قد خلق هذا القصر الشامخ بعلم، ونظّمه بإرادة، وزيّنه باختيار، فلابد أنه يتكلم؛ إذ كما أنَّ الباني يعلم، فالعالم يتكلم. وما دام قد جعل هذا القصر دار ضيافة جميلة بهيجة، وهذه المدينة متجراً رائعاً، فلابد أنْ يكون له كتبٌ وصحفٌ يبيّن فيها ما يريده منا، ويوضح علاقاته معنا.

    ولا شك أنَّ أكمل كتاب من تلك الكتب المقدسة التي أنـزلها، إنما هو القرآن الحكيم المعجز، الذي ثبت إعجازُه بأربعين وجهاً من وجوه الإعجاز، والذي يُتلى في كل دقيقة بألسنة مائة مليون شخص في الأقل، والذي ينشر النور ويهدي السبيل. والذي في كل حرفٍ من حروفه عشر حسنات، وعشر مثوبات في الأقل، وأحياناً عشرة آلاف حسنة، بل ثلاثين ألف حسنة، كما في ليلة القدر. وهكذا يمنح من ثمار الجنة ونور البرزخ ما شاء الله أن يمنح. فهل في الكون أجمع كتاب يناظره في هذا المقام، وهل يمكن أن يدّعي ذلك أحد قط؟

    فما دام هذا القرآن الكريم الذي بين أيدينا هو كلام رب العالمين، وهو أمره المبلّغ إلينا، وهو منبع رحمته التي وسعت كل شيء، وهو صادر من خالق السماوات والأرض ذي الجلال، من جهة ربوبيته المطلقة، ومن جهة عظمة ألوهيته، ومن جانب رحمته المحيطة الواسعة، فاستمسك به واعتصم، ففيه دواءٌ لكل داء، ونورٌ لكلِّ ظلام، ورجاء لكل يأس..

    وما مفتاح هذه الخزينة الأبدية إلّا الإيمان والتسليم، والاستماع إليه، والانقياد له، والاستمتاع بتلاوته.

    الرجاء الخامس

    في بداية شيخوختي ومستهلها، ورغبة منّى في الانـزواء والاعتزال عن الناس، بحثَت روحي عن راحة في الوحدة والعزلة على تل «يوشع» المطل على «البسفور». فلما كنت -ذات يوم- أَسرح بنظري إلى الأُفق من على ذلك التل المرتفع، رأيت بنذير الشيخوخة لوحةً من لوحات الزوال والفراق تتقطر حُزناً ورِقةً، حيث جُلتُ بنظري من قمة شجرة عمري، من الغصن الخامس والأربعين منها، إلى أن انتهيت إلى أعماق الطبقات السفلى لحياتي، فرأيت أن في كل غصن من تلك الأغصان الكائنة هناك ضمن كل سنة، جنائزَ لا تحصَر من جنائز أحبابي وأصدقائي وكل مَن له علاقة معي. فتأثرت بالغ التأثر من فراق الأحباب وافتراقهم، وترنمت بأنين «فضولي البغدادي»(∗) عند مفارقته الأحباب قائلاً:

    كلّما حنَّ الوصـال

    عَذبٌ دمعي مادام الشهيق

    لقد بحثتُ من خلال تلك الحسرات الغائرة عن باب رجاء، وعن نافذة نور، أُسلّى بها نفسي. فإذا بنور الإيمان بالآخرة يغيثني ويمدّني بنورٍ باهر. إنه منحني نوراً لا ينطفئ أبداً، ورجاءً لا يخيب مطلقاً.

    أجل يا إخواني الشيوخ ويا أخواتي العجائز! ما دامت الآخرةُ موجودةً، وما دامت هي باقية خالدة، وما دامت هي أجمل من الدنيا، وما دام الذي خلقنا حكيماً ورحيماً؛ فما علينا إذن إلّا عدم الشكوى من الشيخوخة، وعدم التضجر منها؛ ذلك لأن الشيخوخة المشرّبة بالإيمان والعبادة، والموصلة إلى سنّ الكمال، ما هي إلّا علامة انتهاء واجبات الحياة ووظائفها، وإشارة ارتحال إلى عالم الرحمة للخلود إلى الراحة. فلابدّ إذن من الرضا بها أشدّ الرضا.

    نعم، إنَّ إخبار مائة وأربعة وعشرين ألفاً من المصطَفين الأخيار وهم الأنبياء والمرسلون ([2]) عليهم الصلاة والسلام -كما نص عليه الحديث- إخباراً بالإجماع والتواتر مستندين إلى الشهود عند بعضهم وإلى حق اليقين عند آخرين، عن وجود الدار الآخرة، وإعلانهم بالإجماع أن الناس سيُساقون إليها، وأنَّ الخالق سبحانه وتعالى سيأتي بالدار الآخرة بلا ريب، مثلما وعد بذلك وعداً قاطعاً.

    وإن تصديق مائةٍ وأربعة وعشرين مليوناً من الأولياء كشفاً وشهوداً ما أخبر به هؤلاء الأنبياء عليهم السلام، وشهادتهم على وجود الآخرة بعلم اليقين، دليلٌ قاطع وأيّ دليل على وجود الآخرة..

    وكذا، فإن تجليات جميع الأسماء الحسنى لخالق الكون المتجلّية في أرجاء العالم كله، تقتضي بالبداهة وجود عالم آخر خالد، وتدل دلالة واضحة على وجود الآخرة.

    وكذا القدرةُ الإلهية وحكمتُها المطلقة، التي لا إسراف فيها ولا عبث، والتي تحيي جنائز الأشجار الميتة وهياكلها المنتصبة، تحييها وهي لا تعد ولا تحصى على سطح الأرض في كل ربيع، وفي كل سنة، بأمر ﴿ كُنْ فَيَكُونُ ﴾ وتجعلها علامة على «البعث بعد الموت» فتحشر ثلاثمائة ألف نوع من طوائف النباتات وأمم الحيوانات وتنشرها، مظهرةً بذلك مئات الألوف من نماذج الحشر والنشور ودلائل وجود الآخرة.

    وكذا الرحمة الواسعة التي تديم حياة جميع ذوي الأرواح المحتاجة إلى الرزق، وتعيّشها بكمال الرأفة عيشة خارقة للغاية. والعناية الدائمة التي تظهر أنواع الزينة والمحاسن بما لا يُعد ولا يحصى، في فترة قصيرة جداً في كل ربيع. لا شك أنهما تستلزمان وجود الآخرة بداهة.

    وكذا عشق البقاء، والشوق إلى الأبدية وآمال السرمدية المغروزة غرزاً لا انفصام لها في فطرة هذا الإنسان الذي هو أكملُ ثمرة لهذا الكون، وأحب مخلوق إلى خالق الكون، وهو أوثق صلة مع موجودات الكون كله، لاشك أنه يشير بالبداهة إلى وجود عالم باقٍ بعد هذا العالم الفاني، وإلى وجود عالم الآخرة ودار السعادة الأبدية.

    فجميع هذه الدلائل تثبت بقطعية تامة -إلى حدّ يستلزم القبول- وجود الآخرة بمثل بداهة وجود الدنيا. ([3])

    فما دام أهم درس يلقننا القرآن إيّاه هو «الإيمان بالآخرة» وهذا الدرس رصين ومتين إلى هذه الدرجة، وفي ذلك الإيمان نورٌ باهر ورجاء شديد وسلوان عظيم ما لو اجتمعت مائةً ألف شيخوخة في شخص واحد لكفاها ذلك النور، وذلك الرجاء، وذلك السلوان النابع من هذا الإيمان؛ لذا علينا نحن الشيوخ أن نفرح بشيخوختنا ونبتهج قائلين: «الحمد لله على كمال الإيمان».

    الرجاء السادس

    حينما كنت في منفاي ذلك الأسر الأليم بقيت وحدي منفرداً منعزلاً عن الناس على قمة جبل «جام» المطلة على مراعي «بارلا».. كنت أبحث عن نور في تلك العزلة. وذات ليلة، في تلك الغرفة الصغيرة غير المسقفة، المنصوبة على شجرة صنوبر عالية على قمة ذلك المرتفع،

    إذا بشيخوختي تشعرني بألوان وأنواع من الغربة المتداخلة -كما جاء ذلك في «المكتوب السادس» بوضوح- ففي سكون تلك الليلة حيث لا أثر ولا صوت سوى ذلك الصدى الحزين لحفيف الأشجار وهمهمتها.. أحسست بأن ذلك الصدى الأليم قد أصاب صميم مشاعري، ومس أعماق شيخوختي وغربتي، فهمَست الشيخوخةُ في أذني منذرةً:

    إنَّ النهار قد تبدل إلى هذا القبر الحالك، ولبست الدنيا كفنَها الأسود، فسوف يتبدل نهارُ عمرك إلى ليل، وسوف ينقلب نهار الدنيا إلى ليل البرزخ، وسوف يتحول نهار صيف الحياة إلى ليل شتاء الموت.

    فأجابتها نفسي على مضض:

    نعم، كما أنني غريبةٌ هنا عن بلدتي ونائية عن موطني، فإن مفارقتي لأحبائي الكثيرين خلال عمري الذي ناهز الخمسين ولا أملك سوى تذراف الدموع وراءهم هي غربةٌ تفوق غربتي عن موطني.. وإني لأشعر في هذه الليلة غربةً أكثر حزناً وأشد ألماً من غربتي على هذا الجبل الذي توشّح بالغربة والحزن، فشيخوختي تنذرني بدنوي من موعد فراقٍ نهائي عن الدنيا وما فيها،

    ففي هذه الغربة المكتنفة بالحزن، ومن خلال هذا الحزن الذي يمازجه الحزن، بدأتُ أبحث عن نور، وعن قبس أمل، وعن باب رجاء، وسرعان ما جاء «الإيمان بالله» لنجدتي ولشدّ أزرى، ومنحني أُنساً عظيماً بحيث لو تضاعفت آلامي ووحشتي أضعافاً مضاعفة لكان ذلك الأنس كافياً لإزالتها.

    نعم، أيها الشيوخ، ويا أيتها العجائز!.. فما دام لنا خالقٌ رحيم، فلا غربة لنا إذن أبداً.. وما دام سبحانه موجوداً فكل شيء لنا موجود إذن، وما دام هو موجوداً وملائكته موجودة. فهذه الدنيا إذن ليست خالية لا أنيس فيها ولا حسيس، وهذه الجبال الخاوية، وتلك الصحارى المقفرة كلُّها عامرة ومأهولة بعباد الله المكرمين، بالملائكة الكرام. نعم، إن نور الإيمان بالله سبحانه، والنظرة إلى الكون لأجله، يجعل الأشجار بل حتى الأحجار كأنها أصدقاءٌ مؤنسون فضلاً عن ذوي الشعور من عباده، حيث يمكن لتلك الموجودات أن تتكلم معنا -بلسان الحال- بما يسلّينا ويروّح عنا.

    نعم، إنَّ الدلائل على وجوده سبحانه بعدد موجودات هذا الكون، وبعدد حروف كتاب العالم الكبير هذا، وهناك دلائل وشواهد على رحمته بعدد أجهزة ذوي الأرواح وما خصهم من نِعَمه ومطعوماته التي هي محور الشفقة والرحمة والعناية، فجميعُها تدل على باب خالقنا الرحيم والكريم، وصانعنا الأنيس، وحامينا الودود، ولا شك أن العجز والضعف هما أرجى شفيعين عند ذلك الباب السامي. وأن عهد الشيب أوانُهما، ووقتُ ظهورهما، فعلينا إذن أن نودّ الشيخوخة، وأن نحبها، لا أن نعرض عنها؛ إذ هي شفيع مرتجى أمام ذلك الباب الرفيع.

    الرجاء السابع

    حينما تبدلت نشوة «سعيد القديم» وابتساماته إلى نحيب «سعيد الجديد» وبكائه، وذلك في بداية المشيب، دعاني أربابُ الدنيا في «أنقرة» إليها، ظناً منهم أنني «سعيد القديم» فاستجبت للدعوة.

    فذات يوم من الأيام الأخيرة للخريف، صعدت إلى قمّة «قلعة أنقرة»، التي أصابها الكبر والبلى أكثر مني، فتمثّلت تلك القلعة أمامي كأنها حوادث تاريخية متحجرة، واعتراني حزن شديد وأسى عميق من شيب السنة في موسم الخريف، ومن شيبي أنا، ومن هرم القلعة، ومن هرم البشرية ومن شيخوخة الدولة العثمانية العلية، ومن وفاة سلطنة الخلافة، ومن شيخوخة الدنيا. فاضطرتني تلك الحالة إلى النظر من ذروة تلك القلعة المرتفعة إلى أودية الماضي وشواهق المستقبل، أنقب عن نور، وأبحث عن رجاء وعزاء ينير ما كنت أحسّ به من أكثف الظلمات التي غشيت روحي هناك وهي غارقة في ليل هذا الهرم المتداخل المحيط. ([4])

    فحينما نظرت إلى اليمين الذي هو الماضي باحثاً عن نور ورجاء، بدت لي تلك الجهة من بعيد على هيئة مقبرة كبرى لأبي وأجدادي والنوع الإنساني، فأوحشتني بدلاً من أن تسلّيني .

    ثم نظرت إلى اليسار الذي هو المستقبل مفتشاً عن الدواء، فتراءى لي على صورة مقبرة كبرى مظلمة لي ولأمثالي وللجيل القابل، فأدهشني عوضاً من أن يؤنسني.

    ثم نظرت إلى زمني الحاضر بعد أن امتلأ قلبي بالوحشة من اليمين واليسار، فبدا ذلك اليوم لنظري الحسير ونظرتي التاريخية على شكل نعش لجنازة جسمي المضطرب كالمذبوح بين الموت والحياة.

    فلما يئست من هذه الجهة أيضاً، رفعت رأسي ونظرت إلى قمة شجرة عمري، فرأيت أن على تلك الشجرة ثمرة واحدة فقط، وهي تنظر إليّ، تلك هي جنازتي، فطأطأت رأسي ناظراً إلى جذور شجرة عمري،

    فرأيت أن التراب الذي هناك ما هو إلّا رميم عظامي، وتراب مبدأ خلقتي قد اختلطا معاً وامتزجا، وهما يُداسان تحت الأقدام، فأضافا إلى دائي داءً من دون أن يمنحاني دواءً.

    ثم حوّلتُ نظري على مضض إلى ما ورائي، فرأيت أن هذه الدنيا الفانية الزائلة تتدحرج في أودية العبث وتنحدر في ظلمات العدم، فسكبتْ هذه النظرة السمَّ على جروحي بدلاً من أن تواسيها بالمرهم والعلاج الشافي.

    ولما لم أجد في تلك الجهة خيراً ولا أملاً، ولّيت وجهي شطر الأمام ورنوت بنظري بعيداً، فرأيت أن القبر واقفٌ لي بالمرصاد على قارعة الطريق، فاغراً فاه، يحدق بي، وخلفَه الصراط الممتد إلى حيث الأبد، وتتراءى القوافل البشرية السائرة على ذلك الصراط من بعيد.

    وليس لي من نقطة استناد أمام هذه المصائب المدهشة التي تأتيني من الجهات الست، ولا أملك سلاحاً يدفع عني غيرَ جزء ضئيل من الإرادة الجزئية. فليس لي إذن أمام كل أولئك الأعداء الذين لا حصر لهم، والأشياء المضرة غير المحصورة، سوى السلاح الإنساني الوحيد وهو الجزء الاختياري. ولكن لما كان هذا السلاح ناقصاً وقاصراً وعاجزاً، ولا قوة له على إيجاد شيء، وليس في طوقه إلّا الكسب فحسب، حيث لا يستطيع أن يمضي إلى الزمان الماضي ويذبّ عني الأحزانَ ويسكتها، ولا يمكنه أن ينطلق إلى المستقبل حتى يمنع عنّي الأهوالَ والمخاوف الواردة منه، أيقنت ألّا جدوى منه فيما يحيط بي من آلام وآمال الماضي والمستقبل.

    وفيما كنت مضطرباً وسط الجهات الست تتوالى عليّ منها صنوف الوحشة والدهشة واليأس والظلمة، إذا بأنوار الإيمان المتألقة في وجه القرآن المعجز البيان، تمدّني وتضيء تلك الجهات الست وتنورها بأنوار باهرة ساطعة ما لو تضاعف ما انتابني من صنوف الوحشة وأنواع الظلمات مائةَ مرة، لكانت تلك الأنوار كافيةً ووافية لإحاطتها.

    فبدّلت -تلك الأنوارُ- السلسلة الطويلة من الوحشة إلى سلوان ورجاء، وحوّلت كلَّ المخاوف إلى أُنس القلب، وأمل الروح الواحدة تلو الأخرى.

    نعم، إنَّ الإيمان قد مزق تلك الصورة الرهيبة للماضي وهي كالمقبرة الكبرى، وحوّلها إلى مجلس منوّر أنوس وإلى ملتقى الأحباب، وأظهر ذلك بعين اليقين وحق اليقين...

    ثم إن الإيمان قد أظهر بعلم اليقين أن المستقبل الذي يتراءى لنا بنظر الغفلة، كقبر واسع كبير ما هو إلّا مجلس ضيافة رحمانية أُعدّت في قصور السعادة الخالدة.

    ثم إنَّ الإيمان قد حطّم صورة التابوت والنعش للزمن الحاضر التي تبدو هكذا بنظر الغفلة، وأشهدني أن اليوم الحاضر إنما هو متجر أخروي، ودار ضيافة رائعة للرحمن.

    ثم إنَّ الإيمان قد بصّرني بعلم اليقين أن ما يبدو بنظر الغفلة من الثمرة الوحيدة التي هي فوق شجرة العمر على شكل نعش وجنازة. أنها ليست كذلك، وإنما هي انطلاق لروحي -التي هي أهل للحياة الأبدية ومرشحة للسعادة الأبدية- من وكرها القديم إلى حيث آفاق النجوم للسياحة والارتياد.

    ثم إن الإيمان قد بيّن بأسراره أن عظامي ورميمها وترابَ بداية خِلقَتي، ليسا عظاماً حقيرة فانية تداس تحت الأقدام، وإنما ذلك التراب باب للرحمة، وستار لسرادق الجنة.

    ثم إن الإيمان أراني بفضل أسرار القرآن الكريم أنَّ أحوال الدنيا وأوضاعها المنهارة في ظلمات العدم بنظر الغفلة، لا تتدحرج هكذا في غياهب العدم -كما ظُنّ في بادئ الأمر- بل إنها نوع من رسائل ربانية ومكاتيب صمدانية، وصحائف نقوش للأسماء السبحانية قد أتمّت مهامَّها، وأفادت معانيها، وأخلفت عنها نتائجها في الوجود، فأعلمني الإيمان بذلك ماهيةَ الدنيا علم اليقين.

    ثم إنَّ الإيمان قد أوضح لي بنور القرآن أنَّ ذلك القبر الذي أَحدَق بي ناظراً ومنتظراً ليس هو بفوهة بئر، وإنما هو بابٌ لعالم النور. وأن ذلك الطريق المؤدي إلى الأبد ليس طريقاً ممتداً ومنتهياً بالظلمات والعدم، بل إنه سبيل سَويّ إلى عالم النور، وعالم الوجود وعالم السعادة الخالدة.. وهكذا أصبحت هذه الأحوال دواءً لدائي، ومرهماً له، حيث قد بدت واضحة جلية فأقنعتني قناعة تامة.

    ثم، إنَّ الإيمان يمنح ذلك الجزء الضئيل من الجزء الاختياري الذي يملك كسباً جزئياً للغاية، وثيقة يستند بها إلى قدرة مطلقة، وينتسب بها إلى رحمة واسعة، ضد تلك الكثرة الكاثرة من الأعداء والظلمات المحيطة، بل إن الإيمان نفسَه يكون وثيقة بيد الجزء الاختياري.

    ثم إن هذا الجزء الاختياري الذي هو السلاح الإنساني، وإن كان في حد ذاته ناقصاً عاجزاً قاصراً، إلّا أنه إذا استعمل باسم الحق سبحانه، وبُذل في سبيله، ولأجله، يمكن أن يُنال به -بمقتضى الإيمان- جنة أبدية بسعة خمسمائة سنة. مَثَلُ المؤمن في ذلك مثل الجندي إذا استعمل قوته الجزئية باسم الدولة فإنه يسهل له أن يؤدي أعمالاً تفوق قوته الشخصية بألوف المرات.

    وكما أن الإيمان يمنح الجزءَ الاختياري وثيقة، فإنه يسلب زمامه من قبضة الجسم الذي لا يستطيع النفوذ في الماضي ولا في المستقبل، ويسلّمه إلى القلب والروح، ولعدم انحصار دائرة حياة الروح والقلب في الزمن الحاضر كما هو في الجسد، ولدخول سنوات عدة من الماضي وسنوات مثلها من المستقبل في دائرة تلك الحياة، فإن ذلك الجزء الاختياري ينطلق من الجزئية مكتسباً الكلية. فكما أنه يدخل بقوة الإيمان في أعمق أودية الماضي مبدداً ظلمات الأحزان، كذلك يصعد محلقاً بنور الإيمان إلى أبعد شواهق المستقبل مزيلاً أهواله ومخاوفه.

    فيا أيها الإخوان الشيوخ، ويا أيتها الأخوات العجائز، ويا من تتألمون مثلي من تعب المشيب! ما دمنا والحمد لله من أهل الإيمان، والإيمان فيه خزائن حلوة نيرة لذيذة محبوبة إلى هذا الحد، وأن شيبنا يدفعنا إلى هذه الخزائن دفعاً أكثر، فليس لنا التشكي من الشيخوخة إذن، بل يجب علينا أن نقدم ألف شكر وشكر إلى الله عزّ وجلّ، وأن نحمده تعالى على شيبنا المنوّر بالإيمان.

    الرجاء الثامن

    حينما خالط بعضَ شعراتِ رأسي البياضُ الذي هو علامةُ الشيخوخة، وكانت أهوال الحرب العالمية الأولى وما خلَّفه الأسر لدى الروس من آثار عميقة في حياتي عمّقت فيّ نومَ غفلة الشباب. وتلا ذلك استقبالٌ رائع عند عودتي من الأسر إلى استانبول، سواءٌ من قِبل الخليفة أو شيخ الإسلام، أو القائد العام، أو من قبل طلبة العلوم الشرعية، وما قوبلت به من تكريم وحفاوة أكثر مما أستحق بكثير.. كل ذلك ولّد عندي حالةٌ روحية فضلاً عن سكرة الشباب وغفلته، وعمّقتْ فيّ ذلك النومَ أكثر، حتى تصورتُ معها أنَّ الدنيا دائمة باقية، ورأيت نفسي في حالة عجيبة من الالتصاق بالدنيا كأنني لا أموت.

    ففي هذا الوقت، ذهبت إلى «جامع بايزيد» في استانبول، وذلك في شهر رمضان المبارك لأستمع إلى القرآن الكريم من الحفّاظ المخلصين، فاستمعتُ من لسان أولئك الحفاظ ما أعلنه القرآنُ المعجز بقوة وشدة، خطابه السماوي الرفيع في موت الإنسان وزواله، ووفاة ذوي الحياة وموتهم، وذلك بنص الآية الكريمة: ﴿ كُلُّ نَفْسٍ ذَٓائِقَةُ الْمَوْتِ ﴾ (الأنبياء: ٣٥). نَفَذَ هذا الإعلان الداوي صماخَ أذني مخترقاً وممزقاً طبقات النوم والغفلة والسكرة الكثيفة الغليظة حتى استقر في أعماق أعماق قلبي. فخرجتُ من الجامع، ورأيت نفسي لبضعة أيام، كأنَّ إعصاراً هائلاً يضطرم في رأسي بما بقي من آثار ذلك النوم العميق المستقر فيّ منذ أمد طويل، ورأيتُني كالسفينة التائهة بين أمواج البحر المضطربة البوصلة. كانت نفسي تتأجج بنار ذات دخان كثيف.. وكلما كنت أنظر إلى المرآة، كانت تلك الشعراتُ البيضاء تخاطبني قائلة: انتبه!!!.

    نعم، إنَّ الأمور توضحت عندي بظهور تلك الشعرات البيضاء وتذكيرها إياي، حيث شاهدت أن الشباب الذي كنت أغتر به كثيراً، بل كنت مفتوناً بأذواقه يقول لي: الوداع! وأن الحياة الدنيا التي كنت أرتبط بحبها بدأت بالانطفاء رويداً رويداً، وبدَت لي الدنيا التي كنت أتشبث بها، بل كنت مشتاقاً إليها وعاشقاً لها، رأيتها تقول لي: الوداع!! الوداع!! مشعرةً إياي، بأنني سأرحل من دار الضيافة هذه، وسأغادرها عما قريب.

    ورأيتها -أي الدنيا- هي الأخرى تقول: الوداع، وتتهيأ للرحيل. وانفتح للقلب من كلية هذه الآية الكريمة: ﴿ كُلُّ نَفْسٍ ذَٓائِقَةُ الْمَوْتِ ﴾ ومن شموليتها، ذلك المعنى الذي يتضمنها وهو:

    إنَّ البشرية قاطبة إنما هي كالنفس الواحدة، فلابد أنها ستموت كي تُبعث من جديد، وإن الكرة الأرضية كذلك نفسٌ فلابد أنها سوف تموت ويصيبها البوارُ كي تتخذ هيأة البقاء وصورة الخلود، وإن الدنيا هي الأخرى نفسٌ وسوف تموت وتنقضي كي تتشكل بصورة «آخرة».

    فكرت فيما أنا فيه؛ فرأيت: أن الشباب الذي هو مدار الأذواق واللذائذ، ذاهبٌ نحو الزوال، تارك مكانه للشيخوخة التي هي منشأ الأحزان. وأن الحياة الساطعة الباهرة لفي ارتحال، ويتهيأ الموتُ المظلم المخيف -ظاهراً- ليحل محلها.

    ورأيت الدنيا التي هي محبوبة وحلوة ومعشوقة الغفاة وتُظن أنها دائمة، رأيتها تجري مسرعة إلى الفناء.

    ولكي أنغمس في الغفلة وأُخادع نفسي ولّيت نظري شطر أذواق المنـزلة الاجتماعية ومقامها الرفيع الذي حظيتُ به في استانبول والذي خُدعت به نفسي وهو فوق حدِّي وطوقي من حفاوة وإكرام وسلوان وإقبال وإعجاب.. فرأيت أن جميعها لا تصاحبني إلّا إلى حد باب القبر القريب منى، وعنده تنطفئ.

    ورأيت أنَّ رياءً ثقيلاً، وأثرَة باردة وغفلة مؤقتة، تكمن تحت الستار المزركش للسُمعة والصِيت، التي هي المثل الأعلى لأرباب الشهرة وعشاقها، ففهمت أنَّ هذه الأمور التي خدعتني حتى الآن لن تمنحني أي سلوان، ولا يمكن أن أتلمس فيها أي قبس من نور.

    ولكي أستيقظ من غفلتي مرة أخرى وأنتبه منها نهائياً، بدأتُ بالاستماع كذلك لأولئك الحفاظ الكرام في«جامع بايزيد» لأتلقى الدرس السماوي للقرآن الكريم.. وعندها سمـعتُ بـشارات ذلك الإرشاد السماوي من خلال الأوامر الربانـية المقدسة في قوله تعالى: ﴿ وَبَشِّرِ الَّذ۪ينَ اٰمَنُوا... ﴾ (البقرة: ٢٥).

    وبالفيض الذي أخذتُهُ من القرآن الكريم تحرّيت عن السلوة والرجاء والنور في تلك الأمور التي أدهشتني وحيّرتني وأوقعتني في يأسٍ ووحشة، دون البحث عنها في غيرها من الأمور. فألفَ شكر وشكر للخالق الكريم على ما وفّقني لأنْ أجد الدواءَ في الداء نفسه، وأن أرى النور في الظلمة نفسها، وأنْ أشعر بالسلوان في الألم والرعب ذاتهما.

    فنظرت أول ما نظرتُ إلى ذلك الوجه الذي يُرعِب الجميع ويُتوهم أنه مخيف جداً.. وهو وجه «الموت» فوجدت بنور القرآن الكريم، أنَّ الوجه الحقيقي للموت بالنسبة للمؤمن صبوحٌ منور، على الرغم من أن حجابه مظلمٌ والستر الذي يخفيه يكتنفه السواد القبيح المرعب. وقد أثبتنا وأوضحنا هذه الحقيقة بصورة قاطعة في كثير من الرسائل وبخاصة في «الكلمة الثامنة» و «المكتوب العشرين» من أن الموت: ليس إعداماً نهائياً، ولا هو فراقاً أبدياً، وإنما مقدمةٌ وتمهيد للحياة الأبدية وبداية لها. وهو إنهاء لأعباء مهمة الحياة ووظائفها ورخصة منها وراحة وإعفاء، وهو تبديلُ مكان بمكان، وهو وصال ولقاء مع قافلة الأحباب الذين ارتحلوا إلى عالم البرزخ.. وهكذا، بمثل هذه الحقائق شاهدت وجه الموت المليح الصبوح. فلا غرو لم أَنظر إليه خائفاً وجلاً، وإنما نظرت إليه بشيءٍ من الاشتياق -من جهة- وعرفت في حينها سراً من أسرار «رابطة الموت» التي يزاولها أهل الطرق الصوفية.

    ثم تأملت في «عهد الشباب» فرأيت أنه يُحزن الجميع بزواله، ويجعل الكل يشتاقون إليه وينبهرون به، وهو الذي يمر بالغفلة والآثام، وقد مرّ شبابي هكذا! فرأيت أن ثمة وجهاً دميماً جداً بل مُسكراً ومحيراً تحت الحُلَّة القشيبة الفضفاضة الملقاة عليه، فلو لم أكن مدركاً كنهه لكان يبكيني ويحزنني طوال حياتي الدنيا، حتى لو عمرت مائة سنة حيال بضع سنين تمضي بنشوة وابتسامة، كما قال الشاعر الباكي على شبابه بحسرة مريرة:

    فَيا لَيتَ الشَبابَ يَعودُ يَوماً فَأُخبِرَهُ بِما فَعلَ المَشيبُ ([5])

    نعم، إنَّ الذين لم يتبينوا سرَّ الشباب وماهيتَه من الشيوخ يقضون شيخوختهم بالحسرة والنحيب على عهد شبابهم كهذا الشاعر.

    والحال أن فتوة الشباب ونضارته إذا ما حلّت في المؤمن المطمئن الحصيف ذي القلب الساكن الوقور، وإذا ما صُرفَت طاقةُ الشباب وقوتُه إلى العبادة والأعمال الصالحة والتجارة الأُخروية، فإنها تصبح أعظمَ قوة للخير وتغدو أفضل وسيلة للتجارة، وأجمل وساطة للحسنات بل ألذّها.

    نعم، إنَّ عهد الشباب نفيس حقاً وثمين جداً، وهو نعمة إلهية عظمى، ونشوةٌ لذيذة لمن عرف واجبه الإسلامي ولمن لم يسئ استعماله. ولكن الشباب إن لم تصحبه الاستقامةُ، ولم ترافقه العفةُ والتقوى، فدونَه المهالكُ الوبيلة، إذ يصدّع طيشُه ونـزواته سعادةَ صاحبه الأبدية، وحياتَه الأُخروية، وربما يحطم حياته الدنيا أيضاً. فيجرّعه الآلام غصصاً طوال فترة الهرم والشيخوخة لما أخذه في بضع سنين من أذواق ولذائذ.

    ولما كان عهد الشباب لا يخلو من الضرر عند أغلب الناس، فعلينا إذن نحن الشيوخ أن نشكر الله شكراً كثيراً على ما نجّانا من مهالك الشباب وأضراره. هذا وإن لذّات الشباب زائلةٌ لا محالة، كما تزول جميع الأشياء. فلئن صُرف عهدُ الشباب للعبادة، وبذل للخير والصلاح لكان دونه ثماره الباقية الدائمة، وعنده وسيلة الفوز بشباب دائم وخالد في حياة أبدية.

    ثم نظرت إلى «الدنيا» التي عشقها أكثرُ الناس، وابتلوا بها. فرأيت بنور القرآن الكريم أن هناك ثلاث دنىً كلية قد تداخل بعضها في البعض الآخر:

    الأولى: هي الدنيا المتوجهة إلى الأسماء الإلهية الحسنى، فهي مرآة لها.

    الثانية: هي الدنيا المتوجهة نحو الآخرة، فهي مزرعتها.

    الثالثة: هي الدنيا المتوجهة إلى أرباب الدنيا وأهل الضلالة، فهي لعبة أهل الغفلة ولهوهم.

    ورأيت كذلك أن لكل أحد في هذه الدنيا دنيا عظيمة خاصة به، فهناك إذن دنىً متداخلة بعدد البشر. غير أن دنيا كل شخص قائمةٌ على حياته الشخصية، فمتى ما ينهار جسمُ شخص فإن دنياه تتهدم وقيامتُه تقوم.

    وحيث إن الغافلين لا يدركون انهدام دنياهم الخاصة بهذه السرعة الخاطفة؛ فهم يفتنون بها، ويظنونها كالدنيا العامة المستقرة من حولهم.

    فتأملت قائلاً:

    لا شك أن لي أيضاً دنيا خاصة - كدنيا غيري تتهدم بسرعة فما فائدة هذه الدنيا الخاصة إذن في عمري القصير جداً؟!.. فرأيت بنور القرآن الكريم أن هذه الدنيا -بالنسبة لي ولغيري- ما هي إلّا متجر مؤقت، ودار ضيافة تُملأ كل يوم وتخلى، وهي سوق مقامة على الطريق لتجارة الغادين والرائحين، وهي كتاب مفتوح يتجدد للبارئ المصور، فيمحو فيه ما يشاء ويثبته بحكمة. وكل ربيع فيها رسالة مرصعة مذهّبة، وكل صيف فيها قصيدةٌ منظومة رائعة، وهي مرايا تتجدد مظهرة تجليات الأسماء الحسنى للصانع الجليل، وهي مزرعة لغِراس الآخرة وحديقتها، وهي مزهرة الرحمة الإلهية، وهي مصنع موقت لتجهيز اللوحات الربانية الخالدة التي ستظهر في عالم البقاء والخلود. فشكرتُ الله الخالق الكريم أجزل شكر على خلقه الدنيا بهذه الصورة.

    بيد أن الإنسان الذي مُنح حباً مقبلاً إلى وجهَي الدنيا الحقيقيين المليحين المتوجهين إلى الأسماء الحسنى وإلى الآخرة، أخطأ المرمى وجانَب الصواب عندما استعمل تلك المحبة في غير محلها، فصرفَها إلى الوجه الفاني القبيح ذي الغفلة والضرر حتى حق عليه الحديث الشريف (حُبّ الدُّنيا رأسُ كلّ خَطيئة). ([6])

    فيا أيها الشيوخ ويا أيتها العجائز!.

    إنني رأيت هذه الحقيقة بنور القرآن الحكيم، وبتذكير من شيخوختي، وبما منحه الإيمانُ لبصيرتي من نور، وقد أثبتُّها في رسائل كثيرة مع براهين دامغة.. رأيت أن هذه الحقيقة هي السلوان الحقيقي لي، وهي الرجاء القوي والضياء الساطع.. فرضيتُ بشيخوختي وهرمي وسررت من رحيل الشباب.

    فلا تحزنوا إذن، ولا تبكوا يا إخوتي الشيوخ على شيخوختكم بل احمدوا الله واشكروه. وما دمتم تملكون الإيمان، والحقيقة تنطق هكذا، فليبكِ أولئك الغافلون، وليحزن الضالون ولينتحبوا..

    الرجاء التاسع

    كُنتُ أسيراً في أثناء الحرب العالمية الأولى في مدينة قصيّة، في شمال شرقي روسيا تدعى «قوصترما». كان هناك جامع صغير للتتار على حافة نهر «فولغا» المشهور.. كنت ضَجِراً من بين زملائي الضباط الأسرى، فآثرتُ العزلة، إلّا أنه لم يكن يُسمح لي بالتجوال في الخارج دون إذن ورخصة، ثم سُمح لي بأن أظلَّ في ذلك الجامع بضمانة أهل حيّ التتار وكفالتهم، فكنت أنام فيه وحيداً، وقد اقترب الربيع، وكانت الليالي طويلة جداً في تلك البقعة النائية..

    كان الأرقُ يصيبني كثيراً في تلك الليالي الحالكة السواد، المتسربلة بأحزان الغربة القاتمة، حيث لا يُسمع إلّا الخريرُ الحزين لنهر «فولغا»، والأصوات الرقيقة لقطرات الأمطار، ولوعةُ الفراق في صفير الرياح.. كل ذلك أيقظني -مؤقتاً- من نوم الغفلة العميق..

    ورغم أنني لم أكن أعدّ نفسي شيخاً بعدُ، ولكن من يرى الحرب شيخٌ، حيث أيامُها يشيب من هولها الولدان، وكأن سراً من أسرار الآية الكريمة: ﴿ يَوْمًا يَجْعَلُ الْوِلْدَانَ ش۪يبًا ﴾ (المزمل: ١٧) قد سرى فيها. ومع أنني كنت قريباً من الأربعين إلّا أنني وجدتُ نفسي كأنني في الثمانين من عمري..

    في تلك الليالي المظلمة الطويلة الحزينة، وفي ذلك الجو الغامر بأسى الغربة، ومن واقعي المؤلم الأليم، جثم على صدري يأسٌ ثقيل نحو حياتي وموطني، فكلما التفتُّ إلى عجزي وانفرادي انقطع رجائي وأملي. ولكن جاءني المدد من القرآن الكريم.. فردد لساني:

    ﴿ حَسْبُنَا اللّٰهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ ﴾ (آل عمران: ١٧٣)

    وقال قلبي باكياً:

    أنا غريبٌ.. أنا وحيد.. أنا ضعيف.. أنا عاجز.. أنشد الأمانَ..

    أطلب العفوَ.. أخطب العون.. في بابك يا إلهي.

    أما روحي التي تذكرت أحبابي القدامى في بلدي، وتخيلتُ موتي في هذه الغربة، فقد تمثلت بأبيات نيازي المصري، وهي التي تبحث عن صديق:

    مررت بأحزان الدنيا، وأطلقت جناحي

    للحرمان

    طائراً في شوق، صائحاً في كل لحظة:

    صديق!.. صديق..!

    على أية حال.. فقد أصبح «عجزي» و «ضعفي» في تلك الليالي المحزنة الطويلة والحالكة بالفرقة والرقة والغربة وسيلتين للتقرب إلى عتبة الرحمة الإلهية، وشفيعين لدى الحضرة الإلهية، حتى إنني لا أزال مندهشاً كيف استطعت الفرارَ بعد أيام قليلة. وقطعتُ بصورة غير متوقعة مسافة لا يمكن قطعها مشياً على الأقدام إلّا في عام كامل، ولم أكن ملمّاً باللغة الروسية. فلقد تخلصت من الأسر بصورة عجيبة محيّرة، بفضل العناية الإلهية التي أدركتني بناءً على عجزي وضعفي، ووصلت إستانبول ماراً بـ«وارشو» و«فينا». وهكذا نجوت من ذلك الأسر بسهولة تدعو إلى الدهشة، حيث أكملت سياحة الفرار الطويل بسهولة ويسر كبيرين، بحيث لم يكن لينجزها أشجع الأشخاص وأذكاهم وأمكرهم وممن يلمّون باللغة الروسية.

    ولكن حالتي في تلك الليلة التي قضيتُها في الجامع على ضفاف «فولغا» قد ألهمتني هذا القرار:

    «سأقضي بقية عمري في الكهوف والمغارات معتزلاً الناس.. كفاني تدخلاً في أمورهم. ولما كانت نهاية المطاف دخول القبر منفرداً وحيداً، فعليّ أن أختار الإنفراد والعزلة من الآن،لأعوّد نفسي عليها!.».

    نعم، هكذا قررت.. ولكن -ويا للأسف- فإن أحبابي الكثيرين المخلصين في استانبول، والحياة الاجتماعية البهيجة البرّاقة فيها، ولاسيما ما لا طائل فيه من إقبال الناس والشهرة والصيت.. كل ذلك أنساني قراري ذلك لفترة قصيرة. فكأنَّ ليلةَ الغربة تلك هي السواد المنوّر البصير لعين حياتي، وكأنَّ النهارَ البهيج لحياة إستانبول هي البياض غير البصير لعين حياتي. فلم تتمكن تلك العين من رؤية البعيد، بل غطّت ثانية في نوم عميق، حتى فتحها الشيخ الكيلاني بكتابه «فتوح الغيب» بعد سنتين.

    وهكذا أيها الشيوخ، ويا أيتها العجائز!.. اعلموا أن ما في الشيخوخة من العجز والضعف ليسا إلّا وسيلتين لدرّ الرحمة الإلهية وجلب العناية الربانية.. فإنني شاهد على هذه الحقيقة في كثير من حوادث حياتي، وإن تجلي الرحمة على سطح الأرض يظهرها كذلك بشكل واضح أبلج؛ لأنَّ أعجزَ الحيوانات وأضعفها هي صغارُها، والحال أن ألطفَ حالات الرحمة وألذَّها وأجملَها تتجلى في تلك الصغار، فعجزُ الفرخ الساكن في عشّه على شجرة باسقة، يستخدم والدته -بتجلي الرحمة- كأنها جندية تنتظر الأوامر. فتحوم حول الزروع الخضر لتجلب الرزق الوفير لفرخها الصغير، ولكن ما إن ينسى الفرخُ الصغير عجزه -بنموّ جناحَيه وتكامله- حتى تقول له والدته: عليك أن تبحث عن رزقك بنفسك. فلا تعود تستجيب لندائه بعد ذلك.

    فكما يجري سرُّ الرحمة هذا على هذه الصورة بحق الصغار، يجري كذلك من زاوية الضعف والعجز، بحق الشيوخ الذين أصبحوا في حُكم الصغار.

    ولقد أعطتني تجاربي الخاصة القناعةَ التامة أن رزقَ الصغار مثلما يأتي بناءً على عجزهم، وترسله الرحمةُ الإلهية لهم بشكل خارق، فتفجّر ينابيعَ الأثداء وتسيّلها لهم سيلاً، فإن رزق الشيوخ المؤمنين الذين اكتسبوا العصمةَ يُرسل إليهم من قبل الرحمة على صورة بركة، وأن عمود البركة لأي بيت وسندَها إنما هو أولئك الشيوخ الذين يأهلونه، وأن الذي يحفظ ذلك البيت من البلايا والمصائب إنما هم أولئك الشيوخ الركّع الذين يعمرونه. يثبت هذه الحقيقة إثباتاً كاملاً جزء من حديث شريف: (لولا الشيوخ الركع لصبّ عليكم البلاء صبّاً). ([7])

    وهكذا فما دام الضعفُ والعجز اللذان في الشيخوخة يصبحان محورين لجلب الرحمة الإلهية الواسعة، وأن القرآن الكريم يدعو الأولاد إلى الاحترام والرأفة بالوالدين في خمس مراتب، وبأسلوب غاية في الإعجاز، في قوله تعالى:

    ﴿ اِمَّا يَبْلُغَنَّ عِنْدَكَ الْكِبَرَ اَحَدُهُمَٓا اَوْ كِلَاهُمَا فَلَا تَقُلْ لَهُمَٓا اُفٍّ وَلَا تَنْهَرْهُمَا وَقُلْ لَهُمَا قَوْلًا كَر۪يمًا ❀ وَاخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحْمَةِ وَقُلْ رَبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَان۪ي صَغ۪يرًا ﴾ (الإسراء: ٢٣-٢٤).

    وما دام الإسلام يأمر بتوقير الشيوخ والرحمة بهم، والفطرةُ الإنسانية تقضي الاحترام والرحمة تجاه الشيوخ.. فلابد لنا -نحن الشيوخ- ألّا نستبدل شيخوختنا هذه بمائة عهد من عهود الصبا؛ ذلك لأنَّ لنا فيها أذواقاً معنوية دائمة جديرة، بدلاً من الذوق المادي الناشئ من نـزوة الشباب، حيث نأخذ أذواقاً روحية نابعة من الرحمة الصادرة من العناية الإلهية ومن الاحترام النابع من فطرة الإنسانية.

    نعم، إني أُطمئنكم بأنه لو أُعطيتُ عشر سنوات من عهد شباب «سعيد القديم» فلن استبدلها بسنة واحدة من شيب «سعيد الجديد». فأنا راضٍ عن شيخوختي، فارضوا عنها أنتم كذلك..

    الرجاء العاشر

    بعدما رجعت من الأسر، سيطرت الغفلةُ عليّ مرة أخرى طوال سنتين من حياتي في إستانبول، حيث الأجواءُ السياسية وتياراتها صرفت نظري عن التأمل في نفسي، وأحدثت تشتتاً في ذهني وفكري.

    فحينما كنت جالساً ذات يوم في مقبرة أبى أيوب الأنصاري رضي الله عنه وعلى مرتفع مطلّ على وادٍ سحيق، مستغرقاً في تأمل الآفاق المحيطة باستانبول، إذا بي أرى كأن دنيايَ الخاصة أوشكت على الوفاة، حتى شعرت -خيالاً- كأنَّ الروحَ تنسل منها انسلالاً من بعض نواحيّ. فقلت: تُرى هل الكتابات الموجودة على شواهد هذه القبور هي التي دعَتني إلى هذا الخيال؟.

    أشحتُ نظري عن الخارج وأنعمت النظر في المقبرة دون الآفاق البعيدة فألقى في روعي: «أنَّ هذه المقبرة المحيطة بك تضم مائة إستانبول! حيث إن إستانبول قد أفرغت فيها مائة مرة، فلن تُستثنى أنت وحدَك من حُكم الحاكم القدير الذي أفرغ جميعَ أهالي إستانبول هنا، فأنت راحلٌ مثلهم لا محالة..!».

    غادرت المقبرة وأنا أحمل هذا الخيال المخيف، ودخلت الغرفة الصغيرة في محفل جامع أبى أيوب الأنصاري رضي الله عنه والتي كنت أدخلها مراراً في السابق فاستغرقتُ في التفكير في نفسي: إنما أنا ضيف! وضيف من ثلاثة أَوجه؛ إذ كما أنني ضيفٌ في هذه الغرفة الصغيرة، فأنا ضيفٌ كذلك في إستانبول، بل أنا ضيف في الدنيا وراحل عنها كذلك، وعلى المسافر أن يفكر في سبيله ودربه.

    نعم، كما أنني سوف أخرج من هذه الغرفة وأُغادرها، فسوف أترك إستانبول ذات يوم وأُغادرها، وسوف أخرج من الدنيا كذلك.

    وهكذا جثمتْ على قلبي وفكري وأنا في هذه الحالة، حالة أليمة محزنة مكدّرة. فلا غرو أنني لا أترك أحباباً قليلين وحدَهم، بل سأفارق أيضاً آلاف الأحبة في استانبول، بل سأغادر إستانبول الحبيبة نفسَها وسأفترق عن مئات الآلاف من الأحبة كما افترق عن الدنيا الجميلة التي أُبتلينا بها.

    ذهبتُ إلى المكان المرتفع نفسه في المقبرة مرة أخرى، فبدا لي أهالي استانبول، جنائزَ يمشون قائمين مثلما يظهر الذين ماتوا شخوصاً متحركة في الأفلام السينمائية، فقد كنت أتردد إليها أحياناً للعبرة! فقال لي خيالي: ما دام قسمٌ من الراقدين في هذه المقبرة يمكن أن يظهروا

    متحركين كالشخوص السينمائية، ففكِّر في هؤلاء الناس كذلك أنهم سيدخلون هذه المقبرة حتماً، واعتبرهم داخلين فيها من الآن.

    وبينما كنت أتقلب في تلك الحالة المحزنة المؤلمة إذا بنور من القرآن الحكيم وبإرشاد من الشيخ الكيلاني (قُدس سرّه) يقلب تلك الحالة المحزنة ويحوّلها إلى حالة مفرحة مبهجة، ذات نشوة ولذة، حيث ذكّرني النورُ القادم من القرآن الكريم ونبهني إلى ما يأتي:

    كان لك صديق أو صديقان من الضباط الأسرى عند أسرك في «قوصترما» في شمال شرقي روسيا، وكنتَ تعلم حتماً أنهما سيرجعان إلى إستانبول. ولو خَيّرك أحدُهما قائلاً: أتذهب إلى استانبول أم تريد أن تبقى هنا؟. فلا جرم أنك كنت تختار الذهاب إلى إستانبول لو كان لك مِسكة من عقل، بفرح وسرور حيث إن تسعمائة وتسعة وتسعين من ألف حبيب وحبيب لك هم الآن في إستانبول، وليس لك هنا إلّا واحد أو اثنان، وهم بدورهم سيرحلون إلى هناك. فالذهاب إلى إستانبول بالنسبة لك إذن ليس بفراق حزين، ولا بافتراق أليم.. وها أنتذا قد أتيت إليها، ألم تصبح راضياً شاكراً؟ فلقد نجوتَ من بلد الأعداء، من لياليها الطوال السوداء، ومن شتائها القارس العاصف، وقدِمت إستانبول الزاهية الجميلة، كأنها جنة الدنيا!.

    وهكذا الأمر حيث إن تسعاً وتسعين من مائة شخص ممن تحبهم منذ صغرك حتى الآن، قد ارتحلوا إلى المقبرة. تلك التي تبدو لك موحشة مدهشة، ولم يظل منهم في هذه الدنيا إلّا واحد أو اثنان، وهم في طريقهم إليها كذلك. فوفاتُك في الدنيا إذن ليست بفراق، ولا بافتراق، وإنما هي وصال ولقاء مع أولئك الأحبة الأعزاء.

    نعم إنَّ أولئك -أي الأرواح الباقية- قد تركوا مأواهم وعشهم المندرس تحت الأرض، فيسرح قسم منهم بين النجوم، وقسم آخر بين طبقات عالم البرزخ.

    وهكذا ذكّرني ذلك النور القرآني.. ولقد أثبت هذه الحقيقة إثباتاً قاطعاً كلٌّ من القرآن الكريم، والإيمان، بحيث مَن لم يفقد قلبَه وروحه، أو لم تغرقه الضلالةُ لابد أن يصدق بها كأنه يراها؛ ذلك لأن الذي زيّن هذه الدنيا بأنواع ألطافِه التي لا تحد وبأشكال آلائه التي لا تُعد مُظهراً بها ربوبيته الكريمة الرَّؤوف، حفيظاً حتى على الأشياء الصغيرة الجزئية جداً -كالبذور مثلاً- ذلك الصانع الكريم الرحيم، لابد -بل بالبداهة- لا يُفني هذا الإنسان الذي هو أكملُ مخلوقاته وأكرمُها وأجمعها وأهمّها وأحبها إليه، ولا يمحوه بالفناء والإعدام النهائي، بلا رحمة وبلا عاقبة -كما يبدو ظاهراً- ولا يضيّعه أبداً.. بل يضع الخالقُ الرحيم ذلك المخلوق المحبوب تحت التراب الذي هو باب الرحمة موقتاً، كي يعطي ثمارَه في حياة أخرى، كما يبذر الفلاح البذور على الأرض. ([8])

    وبعد أن تلقيت هذا التنبيه القرآني، باتت تلك المقبرةُ عندي مؤنسةً أكثر من إستانبول نفسها، وأصبحت الخلوة والعزلة عندي أكثر لطافة من المعاشرة والمؤانسة، مما حدا بي أن أجد مكاناً للعزلة في «صارى ير» على البسفور. وأصبح الشيخ الكيلاني رضي الله عنه أستاذاً لي وطبيباً ومرشداً بكتابه «فتوح الغيب»، وصار الإمام الرباني رضي الله عنه(∗) كذلك بمثابة أستاذ أنيس ورؤوف شفيق بكتابه «مكتوبات» فأصبحتُ راضياً كلياً وممتنّاً من دخولي المشيب، ومن عزوفي عن مظاهر الحضارة البراقة ومُتعها الزائفة، ومن انسلالي من الحياة الاجتماعية وانسحابي منها، فشكرتُ الله على ذلك كثيراً.

    فيا من يدلف إلى المشيب مثلي.. ويا من يتذكر الموت بنذير الشيب..! إنَّ علينا أن نرضى بالشيخوخة وبالموت وبالمرض، ونراها لطيفةً بنور الإيمان الذي أتى به القرآنُ الكريم، بل علينا أن نحبها -من جهة- فما دمنا نملك إيماناً وهو النعمة الكبرى، فالشيخوخةُ إذن طيبة والمرض طيب، والموت طيب أيضاً.. وليس هناك شيء قبيحٌ محض في حقيقة الأمر إلّا الإثم والسفه والبدع والضلالة.

    الرجاء الحادي عشر

    عندما رجعت من الأسر، كنت أسكن مع ابن أخي «عبد الرحمن»(∗) في قصر على قمة «چاملجة» في إستانبول. ويمكن أن تُعد هذه الحياة التي كنت أحياها حياةً مثالية من الناحية الدنيوية بالنسبة لأمثالنا؛ ذلك لأنني قد نجوت من الأسر، وكانت وسائلُ النشر مفتوحةً أمامي في«دار الحكمة الإسلامية» ([9]) وبما يناسب مهنتي العلمية، وأن الشهرة والصيت والإقبال عليّ تحفّ بي بدرجة لا أستحقها، وأنا ساكن في أجمل بقعة من استانبول «چاملجة»، وكلُّ شيء بالنسبة لي على ما يرام، حيث إن ابن أخي «عبد الرحمن» -رحمه الله- معي، وهو في منتهى الذكاء والفطنة، فهو تلميذ ومضحٍّ وخادم وكاتب معاً، حتى كنت أعدّه ابناً معنوياً لي.

    وبينما كنت أحس بأني أسعد إنسان في العالم، نظرتُ إلى المرآة، ورأيت شعيرات بيضاء في رأسي وفي لحيتي، وإذا بتلك الصحوة الروحية التي أحسست بها في الأسر في جامع «قوصترما» تبدأ بالظهور. فأخذتُ أنعم النظر وأفكر مدققاً في تلك الحالات التي كنت ارتبط بها قلبياً، وكنت أظنها أنها هي مدار السعادة الدنيوية. فما من حالة أو سبب دققت النظر فيه، إلّا رأيت أنه سبب تافه وخادع، لا يستحق التعلق به، ولا الارتباط معه. فضلاً عن ذلك وجدت في تلك الأثناء عدم الوفاء وفقدان الصداقة من صديق حميم، يُعدّ من أوفى الأصدقاء لي، وبشكل غير متوقع وبصورة لا تخطر على بال.. كل ذلك أدى إلى النفرة والامتعاض من الحياة الدنيا، فقلت لقلبي:

    - يا تُرى هل أنا منخدع كلياً؛ فأرى الكثيرين ينظرون إلى حياتنا التي يُرثى لها من زاوية الحقيقة نظرَ الغبطة؟ فهل جُنَّ جنون جميع هؤلاء الناس؟ أم أنا في طريقي إلى الجنون، لرؤيتي هؤلاء المفتونين بالدنيا مجانينَ بُلهاء؟! وعلى كل حال..

    فالصحوة الشديدة التي صحوتها برؤية الشيب جعلتني أرى أولاً: فناء ما أرتبط به من الأشياء المعرّضة للفناء والزوال!!

    ثم التفتّ إلى نفسي، فوجدتُها في منتهى العجز!.. عندها صرختْ روحي وهي التي تنشد البقاء دون الفناء وتتشبث بالأشياء الفانية متوهمةً فيها البقاء، صرخت من أعماقها: «مادمتُ فانيةً جسماً فأي فائدة أرجوها من هذه الفانيات؟ وما دمتُ عاجزةً فماذا انتظر من العاجزين؟.. فليس لدائي دواءٌ إلّا عند الباقي السرمدي، عند القدير الأزلي» فبدأت أبحث وأستقصي..

    راجعت أولَ ما راجعت، تلك العلوم التي اكتسبتها سابقاً، أبحث فيها السلوة والرجاء. ولكن كنت -ويا للاسف- إلى ذلك الوقت مغترفاً من العلوم الإسلامية مع العلوم الفلسفية ظناً مني -ظناً خطأً جداً- أن تلك العلوم الفلسفية هي مصدرُ الرُّقي والتكامل ومحور الثقافة وتنوّر الفكر، بينما تلك المسائل الفلسفية هي التي لوثَت روحي كثيراً، بل أصبحت عائقةً أمام سموي المعنوي.

    نعم، بينما كنت في هذه الحالة، إذا بحكمة القرآن المقدسة تسعفني، رحمةً من العلي القدير، وفضلاً وكرماً من عنده سبحانه.

    فغسلتْ أدرانَ تلك المسائل الفلسفية، وطهّرتْ روحي منها -كما هو مبيّن في كثير من الرسائل- إذ كان الظلام الروحي المنبثق من العلوم الفلسفية، يُغرق روحي ويطمسها في الكائنات، فأينما كنت أتوجّه بنظري في تلك المسائل فلا أرى نوراً ولا أجد قبساً، ولم أتمكن من التنفس والانشراح، حتى جاء نورُ التوحيد الساطع النابع من القرآن الكريم الذي يلقّن «لا اله إلّا هو» فمزّق ذلك الظلام وبدّده. فانشرح صدري وتنفس بكل راحة واطمئنان.. ولكن النفس والشيطان، شنّا هجوماً عنيفاً على العقل والقلب وذلك بما أخذاه من تعليمات وتلقّياه من دروس من أهل الضلالة والفلسفة. فبدأت المناظرةُ النفسية في هذا الهجوم حتى اختتمت -ولله الحمد والمنّة- بانتصار القلب وفوزه.

    ولما كان قسم من تلك المناظرات قد ورد في أغلب الرسائل، فنحن نكتفي به، إلّا أننا نبين هنا برهاناً واحداً فقط من بين آلاف البراهين، لنبين انتصار القلب وفوزه على النفس والشيطان، وليقوم ذلك البرهان بتطهير أرواح أولئك الشيوخ الذين لوّثوا أرواحهم، وأسقموا قلوبَهم، وأطغوا أنفسهم، حتى تجاوزت حدودَها، تارة بالضلالة، وتارة بما لا يعنيهم من أمور تتستر تحت ستار العلوم الأجنبية والفنون الحضارية، ولينجوا -بإذن الله- في حق التوحيد، من شرور النفس والشيطان. والمناظرة هي كالآتي:

    قالت نفسي مستفسرةً باسم العلوم الفلسفية المادية: «إن الأشياء الموجودة في الكون، بطبيعتها تتدخل في الموجودات، فكل شيء متوجّهٌ إلى سبب وصادر منه، فالثمرةُ تؤخذ من الشجرة، والحبوبُ تُطلب من التراب، فماذا يعني التضرع إلى الله وطلب أصغر شيء وأكثره جزئية منه سبحانه؟!».

    انكشف حالاً سرُّ التوحيد بنور القرآن الكريم بالصورة الآتية:

    أجاب قلبي لنفسي المتفلسفة: إن أصغرَ شيء وأكثرَه جزئية إنما هو كأكبرِ شيء وأعظمِه، فهو يصدر من قدرة خالق الكائنات مباشرة، ويأتي من خزينته سبحانه.. فليس هناك صورة أخرى قط، وما الأسباب إلّا ستائر؛ ذلك لأنَّ أصغر المخلوقات وأتفهَها -حسب ظننا- قد يكون أعظمَ من أكبر المخلوقات وأضخمها، من حيث الخلقة والصنعة والإتقان. فالذباب مثلاً، إن لم يكن أدقَّ وأرقى من حيث الصنعة من الدجاج فليس هو بقاصر عنها، لهذا لا يمكن التمييزُ بين الصغير والكبير من حيث الخلقة والصنعة فإما أن يُنسَب خلقُ الجميع -صغيرُه وكبيرُه- إلى الأسباب المادية، وإما أن يُسنَد الخلق جميعاً إلى الواحد الأحد. ومثلما أن الشق الأول محالٌ في محال، فإن الشق الثاني واجب الاعتقاد به وضروري.

    لأنه:

    ما دام علمُ الله سبحانه وتعالى يحيط بكل شيءٍ، والذي هو ثابت وجودُه بشكل قاطع بانتظام جميع الموجودات والحِكَم التي فيها.. وما دام كل شيء يتعيّن مقدارُه في علمه سبحانه.. وما دامت المصنوعات والمخلوقات وهي في منتهى الروعة والإتقان تأتي بمنتهى السهولة إلى الوجود من العدم كل حين كما هو مشاهَد.. ومادام ذلك القدير العليم يملك قدرة مطلقة يمكنه أن يوجِد كلَّ شيء بأمر «كن فيكون» وفي لمح البصر.. كما بيّنا ذلك في كثير من الرسائل بدلائل قاطعة ولاسيما في «المكتوب العشرين» وختام «اللمعة الثالثة والعشرين». فلابد أن السهولة المطلقة المشاهَدة، والخارقة للعادة، ما هي إلّا من تلك الإحاطة العلمية ومن عظمة تلك القدرة المطلقة.

    مثلاً: كما أنه إذا أمررتَ مادة كيمياوية معينة على كتاب كُتب بحبر كيمياوي لا يُرى، فإن ذلك الكتاب الضخم يظهر عياناً حتى يستقرئ كلَّ ناظر اليه، كذلك يتعين مقدارُ كل شيء وصورتُه الخاصة به في العلم المحيط للقدير الأزلي، فيمرر القديرُ المطلق قوته -التي هي تجلٍ من قدرته- بكل سهولة ويسر، كإمرار تلك المادة في المثال، على تلك الماهية العلمية، يمرره بأمر «كنْ فيكون»، وبقدرته المطلقة تلك، وبإرادته النافذة.. فيعطي سبحانه ذلك الشيء وجوداً خارجياً، مُظهراً إياه أمام الأشهاد، مما يجعلهم يقرؤون ما فيه من نقوش حكمته..

    ولكن إنْ لم يُسند خلقُ جميع الأشياء دفعةً واحدة إلى العليم المطلق وإلى القدير الأزلي، فإن خلق أصغر شيء عندئذ -كالذباب مثلاً- يستلزم جمعَ جميع ما له علاقة بالذباب من أكثر أنواع العالم، جمعَه بميزان خاص ودقيق جداً، أي جمع كل ذلك في جسم الذباب، بل ينبغي أن تكون كلُّ ذرةٍ عاملةٍ في جسم الذباب عالمةً تمام العلم بسرّ خلق الذباب وحكمة وجوده، بل ينبغي أن تكون متقنةً لروعة الصنعة التي فيها بدقائقها وتفاصيلها كافة.

    ولما كانت الأسبابُ المادية أو الطبيعية لا يمكنها أن تخلق شيئاً من العدم مطلقاً كما هو بدهي ومتفق عليه عند أرباب العقول؛ لذا فإن تلك الأسباب حتى لو تمكّنت من الإيجاد فإنها لا تتمكن من ذلك إلّا بالجمع. فما دامت ستقوم بالجمع، وإن الكائن الحي -أياً كان- ينطوي على أغلب نماذج ما في العالم من عناصر وأنواع، وكأنه خلاصةُ الكائنات أو بذرتُها، فلابد إذن من جمع ذرات البذرة من شجرة كاملة، وجمع عناصر الكائن الحي وذراته من أرجاء العالم أجمع، وذلك بعد تصفيتها وتنظيمها وتقديرها بدقة وإتقان حسب موازينَ خاصة ووفق مصافٍ حساسة ودقيقة جداً..

    ولكون الأسباب المادية الطبيعية جاهلةً وجامدةً، فلا علم لها مطلقاً كي تقدّر خطة، وتنظّم منهاجاً، وتنسق فهرساً، وكي تتعامل مع الذرات وفق قوالب معنوية، مصهرة إياها في تلك القوالب لتمنعها من التفرق والتشتت واختلال النظام. بينما يمكن أن يكون شكلُ كلِّ شيء وهيئته ضمن أنماط لا تُحد.. لذا فإن إعطاء شكل معين واحد من بين تلك الأشكال غير المحدودة، وتنظيم ذلك الشيء بمقدار معين ضمن تلك المقادير غير المعدودة، دون أن تتبعثر ذراتُ العناصر الجارية كالسيل وبانتظام كامل. ثم بناؤها وعمارتها بعضها فوق بعض بلا قوالب خاصة وبلا تعيين المقادير، ثم إعطاء الكائن الحي وجوداً منتظماً منسقاً.. كل هذا أمرٌ واضح أنه خارجٌ عن حدود الإمكان، بل خارج عن حدود العقل والاحتمال! فالذي لم يفقد بصيرته يرى ذلك بجلاء!

    نعم، وتوضيحاً لهذه الحقيقة فقد جاء في القرآن الكريم: ﴿ اِنَّ الَّذ۪ينَ تَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللّٰهِ لَنْ يَخْلُقُوا ذُبَابًا وَلَوِ اجْتَمَعُوا لَهُ ﴾ (الحج: ٧٣). أي إذا اجتمعت الأسبابُ المادية كافة لا يمكنها أن تجمع وتنسق جسم ذبابة واحدة وأجهزتها وفق موازين دقيقة خاصة حتى لو أوتيت تلك الأسباب إرادةً واختياراً، بل حتى لو تمكنت من تكوين جسم ذباب وجمعه فإنها لا تستطيع إبقاءه وإدامته على مقداره المعين له، بل حتى لو تمكنت من إبقائه بالمقدار المعين فلن تستطيع أن تحرك بانتظام تلك الذرات التي تتجدد دوماً وترد إلى ذلك الوجود لتسعى فيه؛ لذا فمن البداهة أنَّ الأسباب لن تكون مالكةً لهذه الأشياء ولن تكون صاحبتَها مطلقاً. إنما صاحبُها الحقيقي هو غيرُ الأسباب..

    Evet, öyle bir sahib-i hakikileri var ki مَا خَل۟قُكُم۟ وَلَا بَع۟ثُكُم۟ اِلَّا كَنَف۟سٍ وَاحِدَةٍ âyetinin sırrıyla bütün zeminin yüzündeki zîhayatı, bir sineğin ihyası kadar kolay yapar. Bir baharı, bir tek çiçek kolaylığında icad eder. Çünkü toplamaya muhtaç değil. “Emr-i kün feyekûn”e mâlik olduğundan ve her baharda hadsiz mevcudat-ı bahariyenin madde-i unsuriyesinden başka, hadsiz sıfât ve ahval ve eşkâllerini hiçten icad ettiğinden ve ilminde her şeyin planı, modeli, fihristesi ve programı taayyün ettiğinden ve bütün zerrat onun ilim ve kudreti dairesinde hareket ettiklerinden, kibrit çakar gibi her şeyi nihayet kolaylıkla icad eder. Ve hiçbir şey, zerre miktar hareketini şaşırmaz. Seyyarat mutî bir ordusu olduğu gibi zerrat dahi muntazam bir ordusu hükmüne geçer.

    Madem o kudret-i ezeliyeye istinaden hareket ediyorlar ve o ilm-i ezelînin düsturuyla çalışıyorlar; işte o eserler, o kudrete göre vücuda gelir. Yoksa o küçük, ehemmiyetsiz şahsiyetlerine bakmakla o eserler küçülmez. O kudrete intisap kuvvetiyle bir sinek, bir Nemrut’u gebertir. Karınca, Firavun’un sarayını harap eder. Zerre gibi küçük çam tohumu, dağ gibi koca bir çam ağacının yükünü omuzunda taşıyor. Bu hakikati çok risalelerde ispat ettiğimiz gibi nasıl ki bir nefer, askerlik vesikasıyla padişaha intisap noktasında yüz bin defa kendi kuvvetinden fazla, bir şahı esir etmek gibi eserlere mazhar olur. Öyle de her şey, o kudret-i ezeliyeye intisabıyla, yüz bin defa esbab-ı tabiiyenin fevkinde mu’cizat-ı sanata mazhar olabilir.

    Elhasıl: Her şeyin nihayet derecede hem sanatlı hem suhuletli vücudu gösteriyor ki muhit bir ilim sahibi olan bir Kadîr-i Ezelî’nin eseridir. Yoksa yüz bin muhal içinde, değil vücuda gelmek, belki imkân dairesinden çıkıp imtina dairesine girecek ve mümkün suretinden çıkıp mümteni mahiyetine girecek ve hiçbir şey vücuda gelmeyecek, belki de vücuda gelmesi muhal olacaktır.

    İşte bu gayet ince ve gayet kuvvetli ve gayet derin ve gayet zâhir bir bürhan ile şeytanın muvakkat bir şakirdi ve ehl-i dalaletin ve ehl-i felsefenin bir vekili olan nefsim sustu. Ve lillahi’l-hamd tam imana geldi. Ve dedi ki:

    Evet, bana öyle bir Hâlık ve Rab lâzım ki en küçük hatırat-ı kalbimi ve en hafî niyazımı bilecek ve en gizli ihtiyac-ı ruhumu yerine getirdiği gibi bana saadet-i ebediyeyi vermek için koca dünyayı âhirete tebdil edecek ve bu dünyayı kaldırıp âhireti yerine kuracak hem sineği halk ettiği gibi semavatı da icad edecek hem güneşi semanın yüzüne bir göz olarak çaktığı gibi bir zerreyi de göz bebeğimde yerleştirecek bir kudrete mâlik olsun. Yoksa sineği halk edemeyen, hatırat-ı kalbime müdahale edemez, niyaz-ı ruhumu işitemez. Semavatı halk etmeyen, saadet-i ebediyeyi bana veremez. Öyle ise benim Rabb’im odur ki hem hatırat-ı kalbimi ıslah eder hem cevv-i havayı bulutlarla bir saatte doldurup boşalttığı gibi dünyayı âhirete tebdil edip, cenneti yapıp, kapısını bana açar “Haydi gir!” der.

    İşte ey nefsim gibi bedbahtlık neticesinde bir kısım ömrünü nursuz felsefî ve ecnebi fünununa sarf eden ihtiyar kardeşlerim! Kur’an’ın lisanındaki mütemadiyen لَٓا اِلٰهَ اِلَّا هُوَ ferman-ı kudsîsinden ne kadar kuvvetli ve ne kadar hakikatli ve hiçbir cihette sarsılmaz ve zedelenmez ve tagayyür etmez kudsî bir rükn-ü imanîyi anlayınız ki nasıl bütün manevî zulümatı dağıtır ve manevî yaraları tedavi eder.

    Bu uzun macerayı, ihtiyarlığımın rica kapıları içinde derci, âdeta ihtiyarımla olmadı. İstemiyordum, belki usandıracak diye çekiniyordum. Fakat bana yazdırıldı diyebilirim. Her ne ise sadede dönüyorum.

    Saç ve sakalımdaki beyaz kılların ve bir vefadarın sadakatsizliği neticesinde o şaşaalı ve zâhiren tatlı ve süslü İstanbul’un hayat-ı dünyeviyesinin ezvakından bana bir nefret geldi. Nefs, meftun olduğu ezvakın yerinde manevî ezvak aradı. Bu ehl-i gafletin nazarında soğuk ve ağır ve nâhoş görünen ihtiyarlıkta, bir teselli, bir nur istedi. Felillahi’l-hamd Cenab-ı Hakk’a yüz bin şükür olsun, bütün o hakikatsiz, tatsız, âkıbetsiz ezvak-ı dünyeviye yerine; hakiki, daimî ve tatlı ezvak-ı imaniyeyi “Lâ ilahe illâ hû”da ve nur-u tevhidde bulduğum gibi ehl-i gafletin nazarında soğuk ve sakîl görünen ihtiyarlığı, o nur-u tevhid ile çok hafif ve hararetli ve nurlu gördüm.

    Ey ihtiyar ve ihtiyareler! Madem sizlerde iman var ve madem imanı ışıklandıran ve inkişaf ettiren namaz ve niyaz var, ihtiyarlığınıza ebedî bir gençlik nazarıyla bakabilirsiniz. Çünkü onunla ebedî bir gençlik kazanabilirsiniz. Hakiki soğuk ve sakîl ve çirkin ve zulmetli ve elemli olan ihtiyarlık ise ehl-i dalaletin ihtiyarlıklarıdır belki de onların gençlikleridir. Onlar ağlamalı, onlar “Vâ-esefâ, vâ-hasretâ!” demeli. Sizler, ey muhterem imanlı ihtiyarlar! اَل۟حَم۟دُ لِلّٰهِ عَلٰى كُلِّ حَالٍ deyip mesrurane şükretmelisiniz.

    On İkinci Rica

    Bir zaman Isparta vilayetinin Barla nahiyesinde nefiy namı altında, işkenceli bir esaretle yalnız ve kimsesiz, bir köyde ihtilattan ve muhabereden men’edilmiş bir vaziyette hem hastalık hem ihtiyarlık hem de gurbet içinde gayet perişan bir halde iken Cenab-ı Hak; kemal-i merhametinden, Kur’an-ı Hakîm’in nüktelerine, sırlarına dair benim için medar-ı teselli bir nur ihsan etmişti. Onunla o acı, elîm, hazîn vaziyetimi unutmaya çalışıyordum. Vatanımı, ahbabımı, akaribimi unutabiliyordum. Fakat “vâ-hasretâ” birisini unutamıyordum. O da hem biraderzadem hem manevî evladım hem en fedakâr talebem hem en cesur bir arkadaşım olan merhum Abdurrahman idi. Altı yedi sene evvel benden ayrılmıştı. Ne o benim yerimi biliyor ki yardıma koşsun, teselli versin ve ne de ben onun vaziyetini biliyordum ki onunla muhabere edeyim, dertleşeyim. Benim bu ihtiyarlık vaziyeti zamanımda öyle fedakâr, sadık birisi bana lâzımdı.

    Sonra birden birisi bana bir mektup verdi. Mektubu açtım gördüm ki Abdurrahman’ın mahiyetini tam gösterir bir tarzda bir mektup ki o mektubun bir kısmı Yirmi Yedinci Mektup’un fıkraları içinde, üç zâhir kerameti gösterir bir tarzda dercedilmiştir. O mektup beni çok ağlattırmış ve el-ân da ağlattırıyor. Merhum Abdurrahman o mektupla pek ciddi ve samimi bir surette, dünyanın ezvakından nefret ettiğini ve en büyük maksadı bana yetişip küçüklüğünde benim ona baktığım gibi o da ihtiyarlığımda bana hizmet etmekti. Hem dünyada benim hakiki vazifem olan neşr-i esrar-ı Kur’aniyede, muktedir kalemiyle bana yardım etmekti. Hattâ mektubunda yazıyordu: “Yirmi otuz risaleyi bana gönder, her birisinden yirmi otuz nüsha yazıp ve yazdıracağım.” diyordu.

    O mektup, bana dünyaya karşı kuvvetli bir ümit verdi. Deha derecesinde zekâya mâlik ve hakiki evladın çok fevkinde bir sadakat ve irtibatla bana hizmet edecek böyle cesur bir talebemi buldum diye; o işkenceli esareti, o kimsesizliği, o gurbeti, o ihtiyarlığı unuttum. O mektuptan evvel iman-ı bi’l-âhirete dair tabettirdiğim Onuncu Söz’ün bir nüshası eline geçmişti. Güya o risale ona bir tiryak idi ki altı yedi sene zarfında aldığı bütün manevî yaralarını tedavi etti. Gayet kuvvetli ve parlak bir iman ile ecelini bekliyor gibi bana o mektubu yazmış.

    Bir iki ay sonra, Abdurrahman vasıtasıyla yine mesudane bir hayat-ı dünyeviye geçirmek tasavvurunda iken “vâ-hasretâ” birden onun vefat haberini aldım. Bu haber o derece beni sarstı ki beş senedir daha o tesir altındayım. O vakit bulunduğum işkenceli esaret ve yalnızlık ve gurbet ve ihtiyarlık ve hastalığım; on derece onların fevkinde bana bir firkat, bir rikkat, bir hüzün verdi. Benim merhume validemin vefatıyla hususi dünyamın yarısı, onun vefatıyla vefat etmiş diyordum. Abdurrahman’ın vefatıyla da bâki kalan öteki yarı dünyam da vefat etti gördüm. Dünyadan bütün bütün alâkam kesildi. Çünkü o, dünyada kalsaydı hem dünyadaki vazife-i uhreviyemin kuvvetli bir medarı ve benden sonra tam yerime geçecek bir hayru’l-halef ve hem de bu dünyada en fedakâr bir medar-ı teselli, bir arkadaşım olabilirdi. Ve en zeki bir talebem, bir muhatap ve Risale-i Nur eczalarının en emin bir sahibi ve muhafızı olurdu.

    Evet, insaniyet itibarıyla böyle bir zayiat, benim gibi insanlara çok hırkatlidir, yandırıyor. Gerçi zâhiren tahammüle çalışıyordum fakat ruhumda şiddetli fırtına vardı. Eğer ara sıra Kur’an’ın nurundan gelen teselli teskin etmeseydi benim için dayanmak mümkün olamayacaktı. O zaman Barla derelerine, dağlarına yalnız gidip geziyordum. Hâlî yerlerde oturup o teessürat-ı hazîne içinde, eski zamanda Abdurrahman gibi sadık talebelerimle geçirdiğim mesudane hayat levhaları sinema gibi hayalimden geçtikçe ihtiyarlık ve gurbetin verdiği sürat-i teessür mukavemetimi kırıyordu.

    Birden كُلُّ شَى۟ءٍ هَالِكٌ اِلَّا وَج۟هَهُ لَهُ ال۟حُك۟مُ وَاِلَي۟هِ تُر۟جَعُونَ âyet-i kudsiyenin sırrı inkişaf etti. Bana يَا بَاقٖى اَن۟تَ ال۟بَاقٖى ۝ يَا بَاقٖى اَن۟تَ ال۟بَاقٖى dedirtti ve onunla hakiki teselli verdi. Evet, ben o hâlî derede, o hazîn halette, bu âyet-i kudsiyenin sırrıyla, Mirkatü’s-Sünne Risalesi’nde işaret edildiği gibi kendimi üç büyük cenaze başında gördüm:

    Biri: Elli beş yaşıma kadar, elli beş ölmüş ve hayat-ı ömrümde defnedilmiş Saidlerin kabri üstünde, bir mezar taşı olarak kendimi gördüm.

    İkinci cenaze: Zaman-ı Âdem’den (as) beri, benim hemcinsim ve nevim vefat edip mazi kabrinde defnedilmiş olan o büyük cenazenin başında mezar taşı hükmünde olan bu asrın yüzünde gezer, karınca gibi küçük bir zîhayat suretinde kendimi gördüm.

    Üçüncü cenaze ise: İnsanlar gibi her sene dünya yüzünde seyyar bir dünyanın vefatıyla büyük dünya da bu âyetin sırrıyla vefat edeceği, hayalimin önünde tecessüm etti.

    İşte Abdurrahman’ın vefatının hüznünden gelen bu dehşetli manayı bütün bütün aydınlattıracak ve hakiki teselli ve sönmez nur verecek bu âyet-i kerîme, mana-yı işarîsiyle imdada yetişti:

    فَاِن۟ تَوَلَّو۟ا فَقُل۟ حَس۟بِىَ اللّٰهُ لَٓا اِلٰهَ اِلَّا هُوَ عَلَي۟هِ تَوَكَّل۟تُ وَهُوَ رَبُّ ال۟عَر۟شِ ال۟عَظٖيمِ

    Evet, bu âyet bildirdi ki: Madem Cenab-ı Hak var, o her şeye bedeldir. Madem o bâkidir, elbette o kâfidir. Bir tek cilve-i inayeti, bütün dünya yerini tutar. Ve bir cilve-i nuru, mezkûr üç büyük cenazeye manevî hayat verir. Cenazeler olmadığını, belki vazifelerini bitirmiş, başka âlemlere gitmiş olduklarını gösteriyor.

    Üçüncü Lem’a’da bu sırrın izahı geçtiğinden ona iktifaen burada yalnız derim ki:

    كُلُّ شَى۟ءٍ هَالِكٌ اِلَّا وَج۟هَهُ... اِلٰى اٰخِرِ âyetinin mealini gösteren iki defa يَا بَاقٖى اَن۟تَ ال۟بَاقٖى ۝ يَا بَاقٖى اَن۟تَ ال۟بَاقٖى beni, gayet elîm o hazîn haletten kurtardı. Şöyle ki:

    Birinci defa يَا بَاقٖى اَن۟تَ ال۟بَاقٖى dedim, dünya ve dünyadaki Abdurrahman gibi hadsiz alâkadar olduğum ahbapların zevalinden ve rabıtalarım kopmasından neş’et eden hadsiz manevî yaralar içinde bir ameliyat-ı cerrahiye nevinde bir tedavi başladı.

    İkinci defa يَا بَاقٖى اَن۟تَ ال۟بَاقٖى cümlesi bütün o hadsiz, manevî yaralara hem merhem hem tiryak oldu. Yani sen bâkisin; giden gitsin, sen yetersin. Madem sen bâkisin, zeval bulan her şeye bedel bir cilve-i rahmetin kâfidir. Madem sen varsın, senin varlığına iman ile intisabını bilen ve sırr-ı İslâmiyet’le o intisaba göre hareket eden insana her şey var. Fena ve zeval, mevt ve adem bir perdedir, bir tazelenmektir; ayrı ayrı menzillerde gezmek hükmündedir diye düşünüp tamamıyla o hırkatli, firkatli, hazîn, elîm, karanlıklı, dehşetli halet-i ruhaniye; sürurlu, neşeli, lezzetli, nurlu, sevimli, ünsiyetli bir halete inkılab etti. Lisanım ve kalbim, belki lisan-ı hal ile bütün zerrat-ı vücudum “Elhamdülillah” dediler.

    İşte o cilve-i rahmetin binden bir cüzü şudur ki: Ben o hüzüngâhım olan dereden ve o hüzün-engiz haletten Barla’ya döndüm. Baktım ki Kuleönlü Mustafa namında bir genç, benden ilm-i hale ait abdest ve namaza dair birkaç meseleyi sormak için gelmiş. O vakit misafirleri kabul etmediğim halde, onun ruhundaki ihlas ve ileride Risale-i Nur’a edeceği kıymettar hizmeti (Hâşiye[10]) güya hiss-i kable’l-vuku ile ruhum o gencin ruhunda okudu. Onu geriye çevirmedim, kabul ettim. (Hâşiye[11])

    Sonra tebeyyün etti ki Risale-i Nur hizmetinde ve benden sonra hayru’l-halef olarak, bir vâris-i hakiki vazifesini tam yerine getirecek olan Abdurrahman yerine, Cenab-ı Hak Mustafa’yı numune olarak bana göndermiş ki senden bir Abdurrahman aldım, mukabilinde bu gördüğün Mustafa gibi otuz Abdurrahman o vazife-i diniyede sana hem talebe hem biraderzade hem evlad-ı manevî hem kardeş hem fedakâr arkadaş vereceğim. Evet, lillahi’l-hamd otuz Abdurrahman’ı verdi.

    O vakit dedim: Ey ağlayan kalbim! Madem bu numuneyi gördün ve onunla o manevî yaraların en mühimmini tedavi etti, sair bütün seni müteessir eden yaraları da tedavi edeceğine kanaatin gelmelidir.

    İşte ey benim gibi ihtiyarlık zamanında gayet sevdiği evladını veya akrabasını kaybeden ve beline yüklenmiş ihtiyarlığın ağır yüküyle beraber firaktan gelen ağır gamları da başına yüklenen ihtiyar kardeşler ve ihtiyare hemşireler! Benim vaziyetimi anladınız ki sizinkinden çok şiddetli iken, madem böyle bir âyet-i kerîme tedavi etti, şifa verdi. Elbette Kur’an-ı Hakîm’in eczahane-i kudsiyesinde, umum dertlerinize şifa verecek ilaçları vardır. Eğer iman ile ona müracaat edip ve ibadetle o ilaçları istimal etseniz, belinizde ve başınızdaki o ihtiyarlığın ve gamların ağır yükleri gayet hafifleşecektir.

    Bu mebhasın uzun yazılmasının sırrı ise merhum Abdurrahman’a ziyade dua-yı rahmet ettirmek düşüncesidir. Sizi usandırmasın. Hem sizi belki ziyade müteellim edecek en acıklı ve nefret verip ürkütecek en dehşetli yaramı, gayet nâhoş, elîm bir surette size göstermekten maksadım: Kur’an-ı Hakîm’in kudsî tiryakı ne derece hârikulâde bir ilaç ve parlak bir nur olduğunu göstermektir.

    On Üçüncü Rica

    (Hâşiye[12])

    Bu ricada sergüzeşt-i hayatımın mühim bir levhasından bahsedeceğimden herhalde bir derece uzun olacak. Usanmamanızı ve gücenmemenizi arzu ediyorum.

    Harb-i Umumî’de, Rus’un esaretinden kurtulduktan sonra, İstanbul’da iki üç sene Dârülhikmette hizmet-i diniye beni orada durdurdu. Sonra Kur’an-ı Hakîm’in irşadıyla ve Gavs-ı A’zam’ın himmetiyle ve ihtiyarlığın intibahıyla İstanbul’daki hayat-ı medeniyeden usanç ve şaşaalı hayat-ı içtimaiyeden bir nefret geldi. “Dâü’s-sıla” tabir edilen iştiyak-ı vatan hissi, beni vatanıma sevk etti. Madem öleceğim, vatanımda öleyim diye Van’a gittim.

    Her şeyden evvel, Van’da Horhor denilen medresemin ziyaretine gittim. Baktım ki sair Van haneleri gibi onu da Rus istilasında Ermeniler yakmışlardı. Van’ın meşhur kalesi ki dağ gibi yekpare taştan ibarettir. Benim medresem onun tam altında ve ona tam bitişiktir. Benim terk ettiğim yedi sekiz sene evvel, o medresemdeki hakikaten dost, kardeş, enis talebelerimin hayalleri gözümün önüne geldi. O fedakâr arkadaşlarımın bir kısmı hakiki şehit diğer bir kısmı da o musibet yüzünden manevî şehit olarak vefat etmişlerdi.

    Ben ağlamaktan kendimi tutamadım ve kalenin tâ medresenin üstündeki iki minare yüksekliğinde medreseye nâzır tepesine çıktım, oturdum. Yedi sekiz sene evvelki zamana hayalen gittim. Benim hayalim kuvvetli olduğu için beni o zamanda hayli gezdirdi. Etrafta kimse yoktu ki beni o hayalden çevirsin ve o zamandan çeksin. Çünkü yalnız idim. Yedi sekiz sene zarfında, gözümü açtıkça bir asır zaman geçmiş kadar bir tahavvülat görüyordum. Baktım ki benim medresemin etrafındaki şehir içi Kaledibi mevkii, bütün baştan aşağıya kadar yandırılmış, tahrip edilmiş. Evvelki gördüğümden şimdiki gördüğüme, güya iki yüz sene sonra dünyaya gelip öyle hazîn nazarla baktım. O hanelerdeki adamların çoğu ile dost ve ahbap idim. Kısm-ı a’zamı Allah rahmet etsin muhaceret ile vefat etmişler, gurbette perişan olmuşlardı. Hem Ermeni mahallesinden başka Van’ın bütün Müslümanlarının haneleri tahrip edilmiş gördüm. Benim kalbim en derinden sızladı. O kadar rikkatime dokundu ki binler gözüm olsaydı beraber ağlayacaktı.

    Ben, gurbetten vatanıma döndüm; gurbetten kurtuldum zannediyordum. “Vâ-esefâ” gurbetin en dehşetlisini vatanımda gördüm. On İkinci Rica’da bahsi geçen Abdurrahman gibi ruhumla pek alâkadar yüzer talebelerimi, dostlarımı kabirde ve o ahbapların yerlerini harabezar gördüm. Eskiden beri hatırımda olan bir zatın bir fıkrası vardı, tam manasını göremiyordum, o hazîn levha karşısında tam manasını gördüm. Fıkra budur:

    لَو۟لَا مُفَارَقَةُ ال۟اَح۟بَابِ مَا وَجَدَت۟ لَهَا ال۟مَنَايَا اِلٰى اَر۟وَاحِنَا سُبُلًا

    Yani “Eğer dostlardan müfarakat olmasaydı ölüm, ruhlarımıza yol bulamazdı ki gelsin, alsın.” Demek, en ziyade insanı öldüren, ahbaptan müfarakattır. Evet, hiçbir şey beni o vaziyet kadar yandırmamış, ağlatmamış. Eğer Kur’an’dan, imandan meded gelmeseydi o gam, o keder, o hüzün ruhumu uçuracak gibi tesirat yapacaktı.

    Eskiden beri şairler şiirlerinde, ahbaplarıyla görüştükleri menzillerin mürur-u zamanla harabegâhlarına ağlamışlar. Bunun en firkatli levhasını da ben gözümle gördüm. İki yüz sene sonra gayet sevdiği dostların mahall-i ikametine uğrayan bir adamın hüznüyle hem ruhum hem kalbim gözüme yardım edip ağladılar. O vakit, gözümün önünde harabezara dönmüş yerlerin, gayet mamur ve şenlikli ve neşeli ve sürurlu bir surette bulunduğu zaman, yirmi seneye yakın en tatlı bir hayatta tedris ile kıymettar talebelerimle geçirdiğim hayatımın o şirin safahatı, birer birer sinema levhaları gibi canlanıp görünerek, sonra vefat edip gider tarzında, hayali gözümün önünde epey zaman devam etti.

    O vakit ehl-i dünyanın haline çok taaccüb ettim. Nasıl kendilerini aldatıyorlar? Çünkü o vaziyet, dünyanın tam fâni olduğunu ve insanlar da içinde misafir bulunduğunu bilbedahe gösterdi. Ehl-i hakikatin mütemadiyen “Dünya gaddardır, mekkârdır, fenadır, aldanmayınız.” demeleri ne kadar doğru olduğunu gözümle gördüm.

    Hem insan nasıl cismiyle, hanesiyle alâkadardır; öyle de kasabasıyla, memleketiyle belki dünyasıyla alâkadar olduğunu kendim de gördüm. Çünkü ben vücudum itibarıyla ihtiyarlık rikkatinden iki gözümle ağlarken, medresemin yalnız ihtiyarlığı değil belki vefatından dolayı on gözle ağlamak istiyordum. Ve o şirin vatanımın yarı ölmesiyle yüz gözle ağlamaya ihtiyacım vardı.

    Rivayet-i hadîste vardır ki her sabah bir melâike çağırıyor:

    لِدُوا لِل۟مَو۟تِ وَاب۟نُوا لِل۟خَرَابِ yani “Ölmek için tevellüd edip dünyaya gelirsiniz, harap olmak için binalar yapıyorsunuz.” diyor. İşte bu hakikati, kulağımla değil gözümle işitiyordum.

    Evet, o vaziyetim o vakit beni nasıl ağlattırmış; on senedir hayalim, o vaziyete uğradıkça yine ağlıyor. Evet, binler sene yaşamış o ihtiyar kalenin başındaki menzillerin harap olması ve onun altındaki şehrin sekiz sene zarfında sekiz yüz sene kadar ihtiyarlanması ve kale altındaki gayet hayattar ve mecma-ı ahbap olan medresemin vefatı, umum Osmanlı Devleti’nde bütün medreselerin vefatını gösteren cenazesinin manevî azametine işareten koca Van Kalesi’nin yekpare taşı, ona bir mezar taşı olmuş. Âdeta o medresedeki sekiz sene evvel benimle beraber bulunan merhum talebelerim, kabirlerinde benimle beraber ağlıyorlar. Belki o kasabanın harabe duvarları, dağılmış taşları benimle beraber ağlıyorlar ve onları ağlıyor gibi gördüm.

    Ben o vakit anladım ki vatanımdaki bu gurbete dayanamayacağım, ya ben de kabre onların yanına gitmeliyim veyahut dağda bir mağaraya çekilip ecelimi orada beklemeliyim diye düşündüm. Dedim: Madem dünyada böyle tahammül edilmez, sabır-şiken, mukavemetsûz, yandırıcı firkatler var. Elbette mevt, hayata râcihtir. Hayatın bu ağır vaziyeti çekilir dertlerden değildir.

    O vakit cihat-ı sitte denilen altı cihete nazar gezdirdim, karanlıklı gördüm. O şiddet-i teessürden gelen gaflet bana dünyayı korkunç, boş, hâlî, başıma yıkılacak bir tarzda gösterdi. Ruhum ise düşman vaziyetini alan hadsiz belalara karşı bir nokta-i istinad ararken ve ruhta ebede kadar uzanan hadsiz arzuları tatmin edecek bir nokta-i istimdad taharri ederken ve o hadsiz firak ve iftiraktan ve tahrip ve vefattan gelen hüzün ve gama karşı teselli beklerken, birden Kur’an-ı Mu’cizü’l-Beyan’ın سَبَّحَ لِلّٰهِ مَا فِى السَّمٰوَاتِ وَال۟اَر۟ضِ وَهُوَ ال۟عَزٖيزُ ال۟حَكٖيمُ ۝ لَهُ مُل۟كُ السَّمٰوَاتِ وَ ال۟اَر۟ضِ يُح۟يٖى وَ يُمٖيتُ وَ هُوَ عَلٰى كُلِّ شَى۟ءٍ قَدٖيرٌ âyetinin hakikati tecelli etti. O rikkatli, firkatli, dehşetli, hüzünlü hayalden beni kurtardı, gözümü açtırdı.

    Baktım ki meyvedar ağaçların başlarındaki meyveleri tebessüm eder bir tarzda bana bakıyorlar “Bize de dikkat et, yalnız harabezara bakıp durma.” diyorlardı. Bu âyet-i kerîmenin hakikati böyle ihtar ediyordu ki: Van sahrasının sahifesinde misafir olan insanların eliyle yazılan ve şehir suretini alan sun’î bir mektubun, Rus istilası denilen dehşetli bir sel belasına düşüp silinmesi neden seni bu kadar müteessir ediyor? Asıl Mâlik-i Hakiki ve her şeyin sahibi ve Rabb’i olan Nakkaş-ı Ezelî’ye bak ki bu Van sahifesinde mektubatı, kemal-i şaşaa ile eski zamanda gördüğün vaziyeti yine devam edip yazılıyorlar. O yerler boş, harap, hâlî kalmış diye ağlamaların, Mâlik-i Hakiki’sinden gaflet ve insanları misafir tasavvur etmemekten ve mâlik tevehhüm etmek yanlışından ileri geliyor.

    Fakat o yanlışlıktan ve o yakıcı vaziyetten bir hakikat kapısı açıldı. Ve o hakikati tam kabul etmeye nefis hazırlandı. Evet, nasıl ki bir demir ateşe sokulur tâ yumuşasın, güzel ve menfaattar bir şekil verilsin. Öyle de o hüzün-engiz halet ve o dehşetli vaziyet ateş oldu, nefsimi yumuşattı. Kur’an-ı Mu’cizü’l-Beyan, mezkûr âyetin hakikatiyle, hakaik-i imaniyenin feyzini tam ona gösterdi, kabul ettirdi.

    Evet, lillahi’l-hamd şu âyetin hakikati, iman feyziyle (Yirminci Mektup gibi risalelerde kat’î ispat ettiğimiz gibi) herkesin kuvvet-i imaniyesi nisbetinde inkişaf eden öyle bir nokta-i istinad ruha ve kalbe verdi ki o vaziyetin dehşetinden yüz derece ziyade korkunç, zararlı musibetlere karşı gelebilir bir kuvveti, iman-ı billahtan verdi. Ve şöyle ihtar etti ki senin Hâlık’ın olan şu memleketin Mâlik-i Hakiki’sinin emrine her şey musahhardır, her şeyin dizgini onun elindedir, ona intisabın yeter.

    O Hâlık’ıma dayanıp tanıdıktan sonra, düşman suretini alan bütün şeyler, düşmanlıklarını terk ettiler; ağlattıran hazîn haller, beni neşelendirmeye başladılar. Hem çok risalelerde kat’î bürhanlarla da ispat ettiğimiz gibi o hadsiz arzulara karşı iman-ı bi’l-âhiretten gelen nur ile öyle bir nokta-i istimdad verdi ki değil küçücük ve muvakkat, kısa, dünyevî ahbaplara karşı arzu ve rabıtalarıma belki ebedü’l-âbâdda, âlem-i bekada, saadet-i ebediyede hadsiz uzun arzularıma kâfi gelebilir bir nokta-i istimdad verdi.

    Çünkü bir cilve-i rahmetiyle, muvakkat bir misafirhanesi olan bu dünyanın bir menzili olan şu zeminin yüzünde, o misafirlerini bir iki saat sevindirmek için bahar sofrasında hadd ü hesaba gelmez sanatlı, şirin nimetlerini, her baharda ihsan edip bir kahvaltı hükmünde o misafirlere yedirdikten sonra, mesken-i ebedîlerinde sekiz daimî cenneti hadsiz bir zamanda, hadsiz enva-ı nimetiyle doldurup ibadına ihzar eden bir Rahmanu’r-Rahîm’in rahmetine iman ile istinad edip, intisabını bilen elbette öyle bir nokta-i istimdad bulur ki en edna derecesi, hadsiz ebedî emellere meded verip idame eder.

    Hem o âyetin hakikatiyle, imanın ziyasından gelen nur öyle parlak bir surette tecelli etti ki o zulümatlı olan cihat-ı sitteyi gündüz gibi aydınlattırdı. Çünkü bu medresem ve bu şehirde talebe ve dostlarımın arkalarında kalıp ağlamak vaziyetini şöyle aydınlattırdı ki: Ahbabın gittikleri âlem karanlıklı değil, yalnız yerlerini değiştirdiler; yine görüşeceksiniz diye ihtar etti. Ağlamayı tamamen kestirdi. Ve dünyada onların yerine geçecek ve benzeyecek olanları bulacağımı ifham etti. Evet, lillahi’l-hamd hem vefat eden Van medresesini Isparta medresesiyle ihya edip, oradaki ahbapları dahi daha çok, daha kıymettar talebeler ve ahbaplarla manen ihya etti.

    Hem bildirdi ki dünya boş, hâlî olmadığını ve harap olmuş bir memleket suretini yanlış tasavvur ettiğimi, belki Mâlik-i Hakiki hikmetinin iktizasıyla, sun’î insanların levhasını değiştiriyor, mektubunu tazelendiriyor. Bir ağacın bir kısım meyvelerini kopardıkça yerine yine başka meyvelerin geldiği gibi nev-i beşerde bu zeval ve firak dahi bir teceddüddür, tazelenmektir. İman noktasında, ahbapsızlıktan gelen elîmane bir hüzün değil belki başka güzel bir yerde görüşmek üzere ayrılmaktan gelen, lezizane bir hüzün veren bir tazelenmektir.

    Hem o dehşetli vaziyetten, kâinatın mevcudatının karanlıklı görünen yüzünü aydınlattı. Ben de o vakit o halete şükretmek istedim, Arabî şu fıkra geldi, tam o hakikati tasvir etti. Şöyle ki dedim:

    اَل۟حَم۟دُ لِلّٰهِ عَلٰى نُورِ ال۟اٖيمَانِ ال۟مُصَوِّرِ مَا يُتَوَهَّمُ اَجَانِبَ اَع۟دَاءً اَم۟وَاتًا مُوَحِّشٖينَ اَي۟تَامًا بَاكٖينَ ؛ اَوِدَّاءَ اِخ۟وَانًا اَح۟يَاءً مُونِسٖينَ مُرَخَّصٖينَ مَس۟رُورٖينَ ذَاكِرٖينَ مُسَبِّحٖينَ

    Yani “O şiddetli haletin tesirinden gelen gaflet ile kâinatın mevcudatı bir kısmı düşman ve ecnebi (Hâşiye[13]), bir kısmı müthiş cenazeler, diğer kısmı ise kimsesizlikten ağlayan yetimler suretinde; gafil nefsime tevehhüm ile gösterilen bu korkunç levhayı, nur-u iman ile aynelyakîn gördüm ki o ecnebi, düşman görünenler birer dost kardeştirler. Ve o müthiş cenazeler ise kısmen hayattar ve ünsiyetkâr ve kısmen vazifeden terhis edilenlerdir. Ve o ağlayan yetimlerin vaveylâları ise zikir ve tesbihin zemzemeleri olduğunu nur-u iman ile gördüğümden, o hadsiz nimetlerin menbaı olan imanı bana veren Hâlık-ı Zülcelal’e hadsiz hamdediyorum. Ve bu dünyada, bu dünya kadar büyük hususi dünyamdaki bütün mevcudatı, hamd ve tesbihat-ı İlahiyede tasavvur ve niyetim ile istimal etmek bir hakkım olduğu nokta-i nazarından, bütün o mevcudatın her birisinin ve umumunun lisan-ı halleriyle beraber Elhamdülillahi alâ nuri’l-iman deriz.” demektir.

    Hem o gafletkârane halet-i müthişeden hiçe inen ezvak-ı hayat ve bütün bütün çekilip kuruyan emeller ve en dar bir daire içinde sıkışıp kalan belki mahvolan şahsıma ait nimetler, lezzetler birden (başka risalelerde kat’î bir surette ispat ettiğimiz gibi) nur-u iman ile kalbin etrafındaki o dar daireyi öyle genişlettirdi ki kâinatı içine aldı ve o Horhor bahçesinde kurumuş ve lezzetini kaçırmış nimetler yerinde, dâr-ı dünya ve dâr-ı âhireti birer sofra-i nimet ve birer tabla-i rahmet şekline getirdi. Göz, kulak, kalp gibi on değil, yüz cihazat-ı insaniyenin her birini, gayet uzun bir el suretinde, her mü’minin derecesi nisbetinde o iki sofra-i Rahman’a uzatıp, her tarafından nimetleri toplayacak bir tarzda gösterdiğinden hem bu ulvi hakikati ifade hem o hadsiz nimete şükür için o vakit böyle demiştim:

    اَل۟حَم۟دُ لِلّٰهِ عَلٰى نُورِ ال۟اٖيمَانِ ال۟مُصَوِّرِ لِلدَّارَي۟نِ مَم۟لُوؤَتَي۟نِ مِنَ النِّع۟مَةِ وَ الرَّح۟مَةِ لِكُلِّ مُؤ۟مِنٍ حَقًّا يَس۟تَفٖيدُ مِن۟هُمَا بِحَوَاسِّهِ ال۟كَثٖيرَةِ ال۟مُن۟كَشِفَةِ بِاِذ۟نِ خَالِقِهٖ

    Yani “Dünya ve âhireti nimet ve rahmetle doldurmuş bir surette, hakiki mü’minlerin nur-u iman ve İslâmiyet’le inkişaf ve inbisat etmiş bütün hâsselerinin elleriyle o iki muazzam sofradan istifadeyi temin eden ve gösteren nur-u iman nimetinin mukabiline, o imanı bana veren Hâlık’ıma, bütün zerrat-ı vücudumla dünya ve âhiret dolusu hamd ve şükür, elimden gelse yaparım.” demektir.

    Madem iman bu âlemde bu tesirat-ı azîmeyi yapar, elbette dâr-ı bekada öyle semerat ve füyuzatı olacak ki bu dünyadaki akıl ile onlar ihata edilmez ve tarif edilmez.

    İşte, ey benim gibi ihtiyarlık münasebetiyle pek çok dostların firak acılarını çeken ihtiyar ve ihtiyareler! Sizin en ihtiyarınız her ne kadar zâhiren benden yaşlı ise de manen ben onlardan daha ziyade ihtiyarlığımı tahmin ediyorum. Çünkü fıtratımda rikkat-i cinsiye ile acımak hissi ziyade bulunduğundan, kendi elemimden başka binler kardeşlerimin elemlerini de o şefkat sırrıyla çektiğimden, yüzler sene yaşamış gibi ihtiyarım. Ve siz ne kadar firak belasını çekmiş iseniz benim kadar o belaya maruz kalmamışsınız.

    Çünkü oğlum yoktur ki yalnız oğlumu düşüneyim. Bendeki fıtrî olan bu ziyade acımaklık ve şefkat, binler Müslüman evlatlarının, hattâ masum hayvanların teellümlerine karşı dahi bir rikkat, bir elem, o sırr-ı şefkat ile hissediyordum. Hususi bir hanem yoktur ki fikrimi yalnız ona hasredeyim; belki bu memleket ile ve belki âlem-i İslâm’ın kıtasıyla hanem gibi hamiyet-i İslâmiye noktasında alâkadarım. Ve o iki büyük hanedeki dindaşlarımın elemleriyle müteellim ve firaklarıyla mahzun oluyorum!

    İşte bütün ihtiyarlığımdan ve firak belalarından gelen teessüratıma, bana nur-u iman tam kâfi geldi; kırılmaz bir rica, kopmaz bir ümit, sönmez bir ziya, bitmez bir teselli verdi. Elbette sizlere ihtiyarlıktan gelen karanlık ve gaflet ve teessürat ve teellümata, iman kâfi ve vâfidir. Asıl en karanlıklı ve en nursuz ve tesellisiz ihtiyarlık ve en elîm ve müthiş firak, ehl-i dalaletin ve ehl-i sefahetin ihtiyarlıklarıdır ve firaklarıdır.

    O rica ve ziya ve teselli veren imanı zevk etmek ve tesiratını hissetmek için ihtiyarlığa lâyık ve İslâmiyet’e muvafık ubudiyetkârane bir tavr-ı şuurdarane takınmakla olur. Yoksa gençlere benzemeye çalışmak ve onların sarhoşça gafletlerine başını sokup ihtiyarlığını unutmakla değildir.

    خَي۟رُ شَبَابِكُم۟ مَن۟ تَشَبَّهَ بِكُهُولِكُم۟ وَشَرُّ كُهُولِكُم۟ مَن۟ تَشَبَّهَ بِشَبَابِكُم۟ – اَو۟ كَمَا قَالَ – mealindeki hadîsi düşününüz. Yani “Gençlerinizin en iyisi, temkinde ve sefahetlerden çekilmekte ihtiyarlara benzeyenlerdir. Ve ihtiyarlarınızın en fenası, sefahette ve başını gaflete sokmakta gençlere benzeyenlerdir.”

    Ey kardeşlerim ihtiyarlar ve hemşire ihtiyareler! Hadîs-i şerifte vardır ki: “Altmış yetmiş yaşlarında ihtiyar bir mü’min, dergâh-ı İlahiyeye elini kaldırıp dua ederken, rahmet-i İlahiye onun elini boş döndürmeye hicab ediyor.” Madem rahmet size karşı böyle hürmet ediyor, siz de rahmetin bu hürmetini ubudiyetinizle ihtiram ediniz.

    On Dördüncü Rica

    Dördüncü Şuâ olan Âyet-i Nuriye-i Hasbiye’nin başının hülâsası diyor ki: Bir zaman ehl-i dünya beni her şeyden tecrit ettiklerinden beş çeşit gurbetlere düşmüştüm. Sıkıntıdan gelen bir gaflet ile Risale-i Nur’un teselli verici ve meded edici nurlarına bakmayarak doğrudan doğruya kalbime baktım ve ruhumu aradım.

    Gördüm ki gayet kuvvetli bir aşk-ı beka ve şedit bir muhabbet-i vücud ve büyük bir iştiyak-ı hayat ve hadsiz bir acz ve nihayetsiz bir fakr, bende hükmediyordu. Halbuki müthiş bir fena, o bekayı söndürüyor. O haletimde, yanık bir şairin dediği gibi dedim:

    Dil bekası, Hak fenası istedi mülk-ü tenim

    Bir devasız derde düştüm, âh ki Lokman bîhaber.

    Meyusane başımı eğdim, birden حَس۟بُنَا اللّٰهُ وَنِع۟مَ ال۟وَكٖيلُ imdadıma geldi “Beni dikkatle oku!” dedi. Ben de günde beş yüz defa okudum. Okudukça yalnız ilmelyakîn ile değil, aynelyakîn ile çok kıymettar envarından dokuz mertebe-i hasbiye bana inkişaf etti.

    Birinci Mertebe-i Nuriye-i Hasbiye: Bendeki aşk-ı beka; bendeki bekaya değil belki sebepsiz ve bizzat mahbub olan kemal-i mutlak sahibi, Zat-ı Zülkemal’in ve Zülcelal’in bir isminin bir cilvesinin mahiyetimde bir gölgesi bulunduğundan, fıtratımda o Kâmil-i Mutlak’ın varlığına ve kemaline ve bekasına müteveccih olan muhabbet-i fıtriye, gaflet yüzünden yolunu şaşırmış, gölgeye yapışmış, âyinenin bekasına âşık olmuştu. حَس۟بُنَا اللّٰهُ وَنِع۟مَ ال۟وَكٖيلُ geldi, perdeyi kaldırdı.

    Gördüm ve hissettim ve hakkalyakîn zevk ettim ki bekamın lezzeti ve saadeti, aynen ve daha mükemmel bir tarzda Bâki-i Zülkemal’in bekasına ve benim Rabb’im ve İlah’ım olduğuna, tasdik ve imanımda ve iz’anımda vardır. Bunun edillesi, zevi’l-ehsası hayrette bırakacak gayet derin ve dakik on iki hemhemler ve şuur-u imanlar ile Risale-i Hasbiye’de beyan edilmiştir.

    İkinci Mertebe-i Nuriye-i Hasbiye: Fıtratımdaki hadsiz aczimle beraber, ihtiyarlık ve gurbet ve kimsesizlik ve tecridim içinde; ehl-i dünya desiseleriyle, casuslarıyla bana hücum ettikleri hengâmda kalbime dedim: “Elleri bağlı, zayıf ve hasta bir tek adama ordular taarruz ediyor. Benim için bir nokta-i istinad yok mu?” diye حَس۟بُنَا اللّٰهُ وَنِع۟مَ ال۟وَكٖيلُ âyetine müracaat ettim. Bana o âyet bildirdi ki:

    İntisab-ı imanî vesikasıyla Kadîr-i Mutlak öyle bir Sultan’a intisap edersin ki zemin yüzünde her baharda dört yüz bin milletten mürekkeb nebatat ve hayvanat ordularının bütün cihazatlarını kemal-i intizam ile vermekle beraber, başta insan olarak hayvanatın muazzam ordusunun bütün erzaklarını, değil medeni insanların son zamanlarda keşfettikleri et ve şeker ve sair taamların hülâsaları gibi belki yüz derece o medeni hülâsalardan daha mükemmel ve bütün taamların her nevinden tohum ve çekirdek denilen Rahmanî hülâsalara koyup ve o hülâsaları dahi onların pişirmelerine ve inbisatlarına dair kaderî tarifeler içinde sarıp, muhafaza için küçük sandukçalara koyup tevdi eder. O sandukçaların icadı “Kün” emrinde bulunan “kâf-nun” fabrikasından o kadar çabuk ve kolay ve çoklukla olur ki Kur’an der: “Hâlık emreder, meydana gelir.” Madem sen, intisab-ı imanî tezkeresiyle böyle bir nokta-i istinad bulabildiğinden, hadsiz bir kuvvete ve kudrete dayanabilirsin.

    Ben de âyetten bu dersimi aldıkça öyle bir kuvve-i maneviyeyi buldum ki değil şimdiki düşmanlarıma, belki dünyaya meydan okuyabilir bir iktidar-ı imanî hissederek, bütün ruhumla beraber حَس۟بُنَا اللّٰهُ وَنِع۟مَ ال۟وَكٖيلُ dedim.

    Üçüncü Mertebe-i Nuriye-i Hasbiye: Ben o gurbetler ve hastalıklar ve mazlumiyetlerin tazyikiyle dünyadan alâkamı kesilmiş bularak, ebedî bir dünyada ve bâki bir memlekette daimî bir saadete namzet olduğumu iman telkin ettiği hengâmda; tahassür akıtan “Of, of!”tan vazgeçip, beşaşet izhar eden “Oh, oh!” dedim.

    Fakat bu gaye-i hayal ve hedef-i ruh ve netice-i fıtratın tahakkuku ancak ve ancak bütün mahlukatının bütün harekâtlarını ve sekenatlarını ve ahval ve a’mallerini, kavlen ve fiilen bilen ve kaydeden ve bu küçücük ve âciz-i mutlak nev-i insanı kendine dost ve muhatap eden ve bütün mahlukat üstünde bir makam veren bir Kadîr-i Mutlak’ın hadsiz kudretiyle ve insana nihayetsiz inayet ve ehemmiyet vermesiyle olabilir diye düşünürken bu iki noktada, yani böyle bir kudretin faaliyeti ve zâhiren bu ehemmiyetsiz insanın hakikatli ehemmiyeti hakkında imanın inkişafını ve kalbin itminanını veren bir izah istedim. Yine o âyete müracaat ettim. Dedi ki: “ حَس۟بُنَا daki نَا ya dikkat edip senin ile beraber lisan-ı hal ve lisan-ı kāl ile حَس۟بُنَا yı kimler söylüyorlar, dinle!” emretti.

    Birden baktım ki hadsiz kuşlar ve kuşçuklar olan sinekler ve hesapsız hayvanlar ve nihayetsiz nebatlar ve gayetsiz ağaçlar dahi benim gibi lisan-ı hal ile حَس۟بُنَا اللّٰهُ وَنِع۟مَ ال۟وَكٖيلُ manasını yâd ediyorlar ve herkesin yâdına getiriyorlar ki bütün şerait-i hayatiyelerini tekeffül eden öyle bir vekilleri var ki birbirine benzeyen ve maddeleri bir olan yumurtalar ve birbirinin misli gibi katreler ve birbirinin aynı gibi habbeler ve birbirine müşabih çekirdeklerden kuşların yüz bin çeşitlerini, hayvanların yüz bin tarzlarını, nebatatın yüz bin nevini ve ağaçların yüz bin sınıfını yanlışsız, noksansız, iltibassız, süslü, mizanlı, intizamlı, birbirinden ayrı, farikalı bir surette gözümüz önünde, hususan her baharda gayet çok, gayet kolay, gayet geniş bir dairede, gayet çoklukla halk eder, yapar bir kudretin azamet ve haşmeti içinde beraberlik ve benzeyişlik ve birbiri içinde ve bir tarzda yapılmalarıyla vahdetini ve ehadiyetini bize gösterir ve böyle hadsiz mu’cizatı ibraz eden bir fiil-i rububiyete, bir tasarruf-u hallakıyete müdahale ve iştirak mümkün olmadığını bildirir diye anladım.

    Her mü’min gibi benim hüviyet-i şahsiyemi ve mahiyet-i insaniyemi anlamak isteyenler ve benim gibi olmak arzu edenler حَس۟بُنَا daki نَا cemiyetinde bulunan enenin, yani nefsimin tefsirine baksınlar. Ehemmiyetsiz, hakir ve fakir görünen vücudum –her mü’minin vücudu gibi– ne imiş, hayat ne imiş, insaniyet ne imiş, İslâmiyet ne imiş, iman-ı tahkikî ne imiş, marifetullah ne imiş, muhabbet nasıl olacakmış? Anlasınlar, dersini alsınlar!

    Dördüncü Mertebe-i Nuriye-i Hasbiye: Bir vakit ihtiyarlık, gurbet, hastalık, mağlubiyet gibi vücudumu sarsan arızalar, bir gaflet zamanıma rast gelip şiddetle alâkadar ve meftun olduğum vücudumu, belki mahlukatın vücudlarını “Ademe gidiyor.” diye elîm bir endişe verirken yine bu Âyet-i Hasbiye’ye müracaat ettim. Dedi: “Manama dikkat et ve iman dürbünüyle bak!”

    Ben de baktım ve iman gözüyle gördüm ki: Bu zerrecik vücudum, her mü’minin vücudu gibi hadsiz bir vücudun âyinesi ve nihayetsiz bir inbisat ile hadsiz vücudları kazanmasına bir vesile ve kendinden daha kıymettar bâki, müteaddid vücudları meyve veren bir kelime-i hikmet bulunduğunu ve mensubiyet cihetiyle bir an yaşaması, ebedî bir vücud kadar kıymettar olduğunu ilmelyakîn ile bildim.

    Çünkü şuur-u iman ile bu vücudum, Vâcibü’l-vücud’un eseri ve sanatı ve cilvesi olduğunu anlamakla, vahşi evhamdan ve hadsiz firaklardan ve hadsiz müfarakat ve firakların elemlerinden kurtulup mevcudata, hususan zîhayatlara taalluk eden ef’al ve esma-i İlahiye adedince uhuvvet rabıtalarıyla münasebet peyda eylediğim bütün sevdiğim mevcudata muvakkat bir firak içinde daimî bir visal var olduğunu bildim.

    İşte iman ile ve imandaki intisap ile her mü’min gibi bu vücudum dahi hadsiz vücudların firaksız envarını kazanır, kendi gitse de onlar arkada kaldığından kendisi kalmış gibi memnun olur.

    Hülâsa: Ölüm firak değil, visaldir, tebdil-i mekândır, bâki bir meyveyi sümbül vermektir.

    Beşinci Mertebe-i Nuriye-i Hasbiye: Yine bir vakit hayatım çok ağır şerait ile sarsıldı ve nazar-ı dikkatimi ömre ve hayata çevirdi. Gördüm ki: Ömrüm koşarak gidiyor, âhirete yakınlaşmış. Hayatım dahi tazyikat altında sönmeye yüz tutmuş. Halbuki Hay ismine dair risalede izah edilen hayatın mühim vazifeleri ve büyük meziyetleri ve kıymettar faydaları böyle çabuk sönmeye değil belki uzun yaşamaya lâyıktır diye müteellimane düşündüm. Yine üstadım olan حَس۟بُنَا اللّٰهُ وَنِع۟مَ ال۟وَكٖيلُ âyetine müracaat ettim. Dedi: “Sana hayatı veren Hayy-ı Kayyum’a göre hayata bak!”

    Ben de baktım, gördüm ki hayatımın bana bakması bir ise Zat-ı Hayy-ı Kayyum’a bakması yüzdür ve bana ait neticesi bir ise Hâlık’ıma ait bindir. Şu halde marzî-i İlahî dairesinde bir an yaşaması kâfidir, uzun zaman istemez.

    Bu hakikat dört mesele ile beyan ediliyor. Ölü olmayanlar veyahut diri olmak isteyenler, hayatın mahiyetini ve hakikatini ve hakiki hukukunu o dört mesele içinde arasınlar, bulsunlar ve dirilsinler!..

    Hülâsası şudur ki: Hayat, Zat-ı Hayy-ı Kayyum’a baktıkça ve iman dahi hayata hayat ve ruh oldukça beka bulur hem bâki meyveler verir hem öyle yükseklenir ki sermediyet cilvesini alır, daha ömrün kısalığına ve uzunluğuna bakılmaz.

    Altıncı Mertebe-i Nuriye-i Hasbiye: Müfarakat-ı umumiye hengâmında olan harab-ı dünyadan haber veren âhir zaman hâdisatı içinde müfarakat-ı hususiyemi ihtar eden ihtiyarlık ve âhir ömrümde bir hassasiyet-i fevkalâde ile fıtratımdaki cemal-perestlik ve güzellik sevdası ve kemalâta meftuniyet hisleri inkişaf ettikleri bir zamanda, daimî tahribatçı olan zeval ve fena ve mütemadî tefrik edici olan mevt ve adem, dehşetli bir surette bu güzel dünyayı ve bu güzel mahlukatı hırpaladığını, parça parça edip güzelliklerini bozduğunu fevkalâde bir şuur ve teessür ile gördüm. Fıtratımdaki aşk-ı mecazî, bu hale karşı şiddetli galeyan ve isyan ettiği zamanda bir medar-ı teselli bulmak için yine bu Âyet-i Hasbiye’ye müracaat ettim. Dedi: “Beni oku ve dikkatle manama bak!”

    Ben de Sure-i Nur’daki اَللّٰهُ نُورُ السَّمٰوَاتِ وَال۟اَر۟ضِ ... اِلٰى اٰخِرِ âyetinin rasathanesine girip imanın dürbünüyle bu Âyet-i Hasbiye’nin en uzak tabakalarına ve şuur-u imanî hurdebîni ile en ince esrarına baktım, gördüm:

    Nasıl ki âyineler, şişeler, şeffaf şeyler, hattâ kabarcıklar; güneş ziyasının gizli ve çeşit çeşit cemalini ve o ziyanın elvan-ı seb’a denilen yedi renginin mütenevvi güzelliklerini gösteriyorlar ve teceddüd ve taharrükleriyle ve ayrı ayrı kabiliyetleriyle ve inkisaratlarıyla o cemal ve o güzellikleri tazeleştiriyorlar ve inkisaratlarıyla güneşin ve ziyasının ve elvan-ı seb’asının gizli güzelliklerini güzel izhar ediyorlar.

    Aynen öyle de Şems-i ezel ve ebed olan Cemil-i Zülcelal’in cemal-i kudsîsine ve nihayetsiz güzel esma-i hüsnasının sermedî güzelliklerine âyinedarlık edip cilvelerinin tazelenmesi için bu güzel masnûlar, bu tatlı mahluklar, bu cemalli mevcudat, hiç durmayarak gelip gidiyorlar; kendilerinde görünen güzellikler ve cemaller, kendilerinin malı olmadığını, belki tezahür etmek isteyen sermedî ve mukaddes bir cemalin ve daimî tecelli eden ve görünmek isteyen mücerred ve münezzeh bir hüsnün işaretleri ve alâmetleri ve lem’aları ve cilveleri olduğunun pek çok kuvvetli delilleri Risale-i Nur’da tafsilen izah edilmiş. Burada o bürhanlardan üç tanesi, kısaca gayet makul bir surette zikredilmiştir diye beyana başlar.

    Bu risaleyi gören her bir zevk-i selim ashabı hayrette kalmakla beraber kendilerinin istifadelerinden başka, gayrılarının da istifadelerine çalışmayı lâzım buluyorlar. Hususan ikinci bürhanda beş nokta beyan ediliyor. Aklı çürük, kalbi bozuk olmayan, herhalde takdir ve tahsin ve tasvip ile “Mâşâallah, fetebârekellah” diyecek; fakir, hakir görülen vücudunu teali ettirecek hârika bir mu’cize olduğunu derk ve tasdik edecek.

    On Beşinci Rica

    (Hâşiye[14])

    Bir zaman Emirdağı’nda ikamete memur ve tek başıma bir menzilde âdeta bir haps-i münferid ve bana çok ağır gelen tarassudlar ve tahakkümler ile bana işkence vermelerinden hayattan usandım, hapisten çıktığıma teessüf ettim. Ruh u canımla Denizli Hapsini arzuladım ve kabre girmeyi istedim. Ve “Hapis ve kabir, bu tarz-ı hayata müreccahtır.” diye ya hapse veya kabre girmeye karar verirken, inayet-i İlahiye imdada yetişti; kalemleri teksir makinesi olan Medresetü’z-Zehra şakirdlerinin ellerine, yeni çıkan teksir makinesini verdi. Birden Nur’un kıymettar mecmualarından her tanesi, bir kalem ile beş yüz nüsha meydana geldi. Fütuhata başlamaları, o sıkıntılı hayatı bana sevdirdi “Hadsiz şükür olsun.” dedirtti.

    Bir miktar sonra Risale-i Nur’un gizli düşmanları fütuhat-ı Nuriyeyi çekemediler. Hükûmeti aleyhimize sevk ettiler. Yine hayat bana ağır gelmeye başladı. Birden inayet-i Rabbaniye tecelli etti. En ziyade Nurlara muhtaç olan alâkadar memurlar, vazifeleri itibarıyla müsadere edilen Nur risalelerini kemal-i merak ve dikkatle mütalaa ettiler. Fakat Nurlar onların kalplerini kendine taraftar eyledi. Tenkit yerinde takdire başlamalarıyla, Nur dershanesi çok genişlendi; maddî zararımızdan yüz derece ziyade menfaat verdi, sıkıntılı telaşlarımızı hiçe indirdi.

    Sonra gizli düşman münafıklar, hükûmetin nazar-ı dikkatini benim şahsıma çevirdiler. Eski siyasî hayatımı hatırlattırdılar. Hem adliyeyi hem Maarif Dairesini hem Zabıtayı hem Dâhiliye Vekâletini evhamlandırdılar. Partilerin cereyanları ve komünistlerin perdesinde anarşistlerin tahrikatıyla o evham genişlendi. Bizi tazyik ve tevkif ve ellerine geçen risaleleri müsadereye başladılar. Nur şakirdlerinin faaliyetine tevakkuf geldi. Benim şahsımı çürütmek fikriyle, bir kısım resmî memurlar, hiç kimsenin inanmayacağı isnadlarda bulundular. Pek acib iftiraları işaaya çalıştılar. Fakat kimseyi inandıramadılar.

    Sonra pek âdi bahanelerle, zemheririn en şiddetli soğuk günlerinde beni tevkif ederek, büyük ve gayet soğuk ve iki gün sobasız bir koğuşta tecrid-i mutlak içinde hapsettiler. Ben küçük odamda günde kaç defa soba yakar ve daima mangalımda ateş varken, zafiyet ve hastalığımdan zor dayanabilirdim. Şimdi, bu vaziyette hem soğuktan bir sıtma hem dehşetli bir sıkıntı ve hiddet içinde çırpınırken bir inayet-i İlahiye ile bir hakikat kalbimde inkişaf etti.

    Manen: “Sen hapse Medrese-i Yusufiye namı vermişsin hem Denizli’de sıkıntınızdan bin derece ziyade hem ferah hem manevî kâr hem oradaki mahpusların Nurlardan istifadeleri hem büyük dairelerde Nurların fütuhatı gibi neticeler, size şekva yerinde binler şükrettirdi, her bir saat hapsinizi ve sıkıntınızı, on saat ibadet hükmüne getirdi; o fâni saatleri bâkileştirdi. İnşâallah bu Üçüncü Medrese-i Yusufiyedeki musibetzedelerin Nurlardan istifadeleri ve teselli bulmaları, senin bu soğuk ve ağır sıkıntını hararetlendirip, sevinçlere çevirecek ve hiddet ettiğin adamlar eğer aldanmışlarsa bilmeyerek sana zulmediyorlar. Onlar hiddete lâyık değiller. Eğer bilerek ve garazla ve dalalet hesabına seni incitiyorlar ve işkence yapıyorlarsa onlar pek yakın bir zamanda, ölümün idam-ı ebedîsiyle kabrin haps-i münferidine girip, daimî sıkıntılı azap çekecekler. Sen onların zulmü yüzünden hem sevap hem fâni saatlerini bâkileştirmeyi hem manevî lezzetleri hem vazife-i ilmiye ve diniyeyi ihlas ile yapmasını kazanıyorsun!” diye ruhuma ihtar edildi.

    Ben de bütün kuvvetimle “Elhamdülillah” dedim. İnsaniyet damarıyla o zalimlere acıdım. “Yâ Rabbî! Onları ıslah eyle!” diye dua ettim.

    Bu yeni hâdisede, ifademde Dâhiliye Vekâletine yazdığım gibi on vecihle kanunsuz olduğu ve kanun namına kanunsuzluk eden o zalimler –asıl suçlu onlar olması gibi– öyle bahaneleri aradılar; işitenleri güldürecek ve hakperestleri ağlattıracak iftiraları ve uydurmalarıyla ehl-i insafa gösterdiler ki Risale-i Nur’a ve şakirdlerine ilişmeye, kanun ve hak cihetinde imkân bulamıyorlar, divaneliğe sapıyorlar.

    Ezcümle: Bir ay bizi tecessüs eden memurlar, bir şey bahane bulamadıklarından bir pusula yazıp ki: “Said’in hizmetkârı bir dükkândan rakı almış, ona götürmüş.” O pusulayı imza ettirmek için hiç kimseyi bulamayıp sonra yabani ve sarhoş bir adamı yakalamışlar, tehditkârane “Gel bunu imza et!” demişler. O da demiş: “Tövbeler tövbesi olsun, bu acib yalanı kim imza edebilir?” Onları, pusulayı yırtmaya mecbur etmiş.

    İkinci bir numune: Bilmediğim ve şimdi dahi tanımadığım bir zat, atını beni gezdirmek için vermiş, ben de rahatsızlığım için teneffüs kasdı ile ekser günlerde, yazda bir iki saat gezerdim. O at ve araba sahibine elli liralık kitap vermeye söz vermiştim. Tâ kaidem bozulmasın ve minnet altına girmeyeyim. Acaba bu işte hiçbir zarar ihtimali var mı? Halbuki “O at kimindir?” diye elli defa bizlerden hem vali hem adliyeciler hem zabıta ve polisler sordular. Güya büyük bir hâdise-i siyasiye ve asayişe temas eden bir vakıadır. Hattâ bu manasız soruşların kesilmesi için iki zat hamiyeten biri “At benimdir.” diğeri “Araba benimdir.” dedikleri için ikisini de benimle beraber tevkif ettiler.

    Bu numunelere kıyasen, çok çocuk oyuncaklarına seyirci olup gülerek ağladık ve anladık ki: Risale-i Nur’a ve şakirdlerine ilişenler, maskara olurlar.

    O numunelerden latîf bir muhavere: Benim tevkif kâğıdımda sebep, emniyeti ihlâl suçu yazıldığından, ben daha o pusulayı görmeden müddeiumuma dedim: “Seni geçen gece gıybet ettim.” Emniyet Müdürü hesabına beni konuşturan bir polise: “Eğer bin müddeiumumî ve bin emniyet müdürü kadar bu memlekette emniyet-i umumiyeye hizmet etmemiş isem –üç defa– Allah beni kahretsin!” dedim.

    Sonra bu sırada, bu soğukta, en ziyade istirahate ve üşümemeye ve dünyayı düşünmemeye muhtaç olduğum bir hengâmda, garazı ve kasdı ihsas eder bir tarzda, beni bu tahammülün fevkinde bu tehcir ve tecrit ve tevkif ve tazyike sevk edenlere, fevkalâde iğbirar ve kızmak geldi. Bir inayet imdada yetişti. Manen kalbe ihtar edildi ki:

    İnsanların sana ettikleri ayn-ı zulümlerinde, ayn-ı adalet olan kader-i İlahînin büyük bir hissesi var ve bu hapiste yiyecek rızkın var. O rızkın seni buraya çağırdı. Ona karşı rıza ve teslim ile mukabele lâzım.

    Hikmet ve rahmet-i Rabbaniyenin dahi büyük bir hissesi var ki bu hapistekileri nurlandırmak ve teselli vermek ve size sevap kazandırmaktır. Bu hisseye karşı, sabır içinde binler şükretmek lâzımdır.

    Hem senin nefsinin bilmediğin kusurlarıyla onda bir hissesi var. O hisseye karşı istiğfar ve tövbe ile nefsine “Bu tokada müstahak oldun!” demelisin.

    Hem gizli düşmanların desiseleriyle bazı safdil ve vehham memurları iğfal ile o zulme sevk etmek cihetiyle, onların da bir hissesi var. Ona karşı Risale-i Nur’un o münafıklara vurduğu dehşetli manevî tokatlar, senin intikamını tamamen onlardan almış. O, onlara yeter.

    En son hisse, bilfiil vasıta olan resmî memurlardır. Bu hisseye karşı, onların Nurlara tenkit niyetiyle bakmalarında, ister istemez şüphesiz iman cihetinde istifadelerinin hatırı için وَال۟كَاظِمٖينَ ال۟غَي۟ظَ وَال۟عَافٖينَ عَنِ النَّاسِ düsturuyla onları affetmek, bir ulüvv-ü cenablıktır.

    Ben de bu hakikatli ihtardan kemal-i ferah ve şükür ile bu yeni Medrese-i Yusufiyede durmaya, hattâ aleyhimde olanlara yardım etmek için kendime mûcib-i ceza zararsız bir suç yapmaya karar verdim.

    Hem benim gibi yetmiş beş yaşında ve alâkasız ve dünyada sevdiği dostlarından, yetmişten ancak hayatta beşi kalmış ve onun vazife-i nuriyesini görecek yetmiş bin nur nüshaları bâki kalıp serbest geziyorlar. Ve bir dile bedel, binler dil ile hizmet-i imaniyeyi yapacak kardeşleri, vârisleri bulunan benim gibi bir adama kabir, bu hapisten yüz derece ziyade hayırlıdır. Ve bu hapis dahi haricinde hürriyetsiz tahakkümler altındaki serbestiyetten yüz derece daha rahat, daha faydalıdır. Çünkü haricinde, tek başıyla yüzer alâkadar memurların tahakkümlerini çekmeye mukabil, hapiste yüzer mahpuslarla beraber yalnız müdür ve başgardiyan gibi bir iki zatın, maslahata binaen hafif tahakkümlerini çekmeye mecbur olur. Ona mukabil, hapiste çok dostlardan kardeşane taltifler, teselliler görür. Hem İslâmiyet şefkati ve insaniyet fıtratı, bu vaziyette ihtiyarlara merhamete gelmesi, hapis zahmetini rahmete çeviriyor, diye hapse razı oldum.

    Bu üçüncü mahkemeye geldiğim sırada zafiyet ve ihtiyarlık ve rahatsızlıktan ayakta durmaya sıkıldığımdan, mahkeme kapısının haricinde bir iskemlede oturdum. Birden bir hâkim geldi, hiddet etti: “Neden ayakta beklemiyor?” ihanetkârane dedi. Ben de ihtiyarlık cihetinden, bu merhametsizliğe kızdım. Birden baktım; pek çok Müslümanlar, kemal-i şefkat ve uhuvvetle merhametkârane bakıp etrafımızda toplanmışlar, dağıtılmıyorlar. Birden iki hakikat ihtar edildi:

    Birincisi: Benim ve Nurların gizli düşmanlarımız, benim istemediğim halde hakkımdaki teveccüh-ü âmmeyi kırmak ile Nur’un fütuhatına set çekilir, diye bazı safdil resmî memurları kandırıp şahsımı millet nazarında çürütmek fikriyle, ihanetkârane böyle muameleye sevk etmişler. Buna karşı inayet-i İlahiye, Nurların iman hizmetine mukabil, bir ikram olarak, o bir tek adamın ihanetine bedel, bu yüz adama bak! Hizmetinizi takdir ile şefkatkârane acıyarak alâkadarane sizi istikbal ve teşyi ediyorlar.

    Hattâ ikinci gün, ben müstantık dairesinde müddeiumumun suallerine cevap verirken, hükûmet avlusunda mahkeme pencerelerine karşı bin kadar ahali kemal-i alâka ile toplanıp lisan-ı hal ile “Bunları sıkmayınız!” dediklerini, vaziyetleriyle ifade ediyorlar gibi göründüler. Polisler onları dağıtamıyordular. Kalbime ihtar edildi ki:

    Bu ahali, bu tehlikeli asırda tam bir teselli ve söndürülmez bir nur ve kuvvetli bir iman ve saadet-i bâkiyeye bir doğru müjde istiyorlar ve fıtraten arıyorlar ve Nur risalelerinde aradıkları bulunuyor diye işitmişler ki benim ehemmiyetsiz şahsıma, imana bir parça hizmetkârlığım için haddimden çok ziyade iltifat gösteriyorlar.

    İkinci hakikat: Emniyeti ihlâl vehmiyle bize ihanet etmek ve teveccüh-ü âmmeyi kırmak kasdıyla tahkirkârane aldanmış mahdud adamların bed muamelelerine mukabil, hadsiz ehl-i hakikatin ve nesl-i âtinin takdirkârane alkışlamaları var diye ihtar edildi.

    Evet, komünist perdesi altında anarşistliğin, emniyet-i umumiyeyi bozmaya dehşetli çalışmasına karşı, Risale-i Nur ve şakirdleri iman-ı tahkikî kuvvetiyle bu vatanın her tarafında o müthiş ifsadı durduruyor ve kırıyor. Emniyeti ve asayişi temine çalışıyor ki pek çok bir kesrette ve memleketin her tarafında bulunan Nur talebelerinden, bu yirmi senede alâkadar üç dört mahkeme ve on vilayetin zabıtaları, emniyeti ihlâle dair bir vukuatlarını bulmamış ve kaydetmemiş. Ve üç vilayetin insaflı bir kısım zabıtaları demişler:

    “Nur talebeleri manevî bir zabıtadır. Asayişi muhafazada bize yardım ediyorlar. İman-ı tahkikî ile Nur’u okuyan her adamın kafasında bir yasakçıyı bırakıyorlar, emniyeti temine çalışıyorlar.”

    Bunun bir numunesi Denizli Hapishanesidir. Oraya Nurlar ve o mahpuslar için yazılan Meyve Risalesi girmesiyle, üç dört ay zarfında iki yüzden ziyade o mahpuslar öyle fevkalâde itaatli, dindarane bir salah-ı hal aldılar ki üç dört adamı öldüren bir adam, tahta bitlerini öldürmekten çekiniyordu. Tam merhametli, zararsız, vatana nâfi’ bir uzuv olmaya başladı. Hattâ resmî memurlar, bu hale hayretle ve takdirle bakıyordular. Hem daha hüküm almadan bir kısım gençler dediler: “Nurcular hapiste kalsalar biz kendimizi mahkûm ettireceğiz ve ceza almaya çalışacağız, tâ onlardan ders alıp onlar gibi olacağız. Onların dersiyle kendimizi ıslah edeceğiz.”

    İşte bu mahiyette bulunan Nur talebelerini, emniyeti ihlâl ile ittiham edenler, herhalde ve gayet fena bir surette aldanmış veya aldatılmış veya bilerek veya bilmeyerek anarşistlik hesabına hükûmeti iğfal edip bizleri eziyetlerle ezmeye çalışıyorlar.

    Biz bunlara karşı deriz: Madem ölüm öldürülmüyor ve kabir kapanmıyor ve dünya misafirhanesinde yolcular gayet sürat ve telaşla kafile kafile arkasında, toprak arkasına girip kayboluyorlar; elbette pek yakında birbirimizden ayrılacağız. Siz zulmünüzün cezasını dehşetli bir surette göreceksiniz. Hiç olmazsa mazlum ehl-i iman hakkında terhis tezkeresi olan ölümün idam-ı ebedî darağacına çıkacaksınız. Sizin dünyada tevehhüm-ü ebediyetle aldığınız fâni zevkler, bâki ve elîm elemlere dönecek.

    Maatteessüf gizli münafık düşmanlarımız, bu dindar milletin yüzer milyon veli makamında olan şehitlerinin, kahraman gazilerinin kanıyla ve kılıncıyla kazanılan ve muhafaza edilen hakikat-i İslâmiyet’e bazen “tarîkat” namını takıp ve o güneşin tek bir şuâı olan tarîkat meşrebini, o güneşin aynı gösterip, hükûmetin bazı dikkatsiz memurlarını aldatıp hakikat-i Kur’aniyeye ve hakaik-i imaniyeye tesirli bir surette çalışan Nur talebelerine “tarîkatçı” ve “siyasî cemiyetçi” namını vererek aleyhimize sevk etmek istiyorlar. Biz hem onlara hem onları aleyhimizde dinleyenlere, Denizli mahkeme-i âdilesinde dediğimiz gibi deriz:

    “Yüzer milyon başların feda oldukları bir kudsî hakikate, başımız dahi feda olsun. Dünyayı başımıza ateş yapsanız hakikat-i Kur’aniyeye feda olan başlar, zındıkaya teslim-i silah etmeyecek ve vazife-i kudsiyesinden vazgeçmeyecekler inşâallah!”

    İşte ihtiyarlığımın sergüzeştliğinden gelen ağrılara ve meyusiyetlere, imandan ve Kur’an’dan imdada yetişen kudsî teselliler ile bu ihtiyarlığımın en sıkıntılı bir senesini, gençliğimin en ferahlı on senesine değiştirmem. Hususan hapiste farz namazını kılan ve tövbe edenin her bir saati, on saat ibadet hükmüne geçmesiyle ve hastalıkta ve mazlumiyette dahi her bir fâni gün, sevap cihetinde on gün bâki bir ömrü kazandırmasıyla, benim gibi kabir kapısında nöbetini bekleyen bir adama ne kadar medar-ı şükrandır, o manevî ihtardan bildim. “Hadsiz şükür Rabb’ime!” dedim, ihtiyarlığıma sevindim ve hapsime razı oldum.

    Çünkü ömür durmuyor, çabuk gidiyor. Lezzetle, ferahla gitse lezzetin zevali elem olmasından hem teessüf hem şükürsüzlükle, gafletle, bazı günahları yerinde bırakır, fâni olur gider. Eğer hapis ve zahmetli gitse zeval-i elem bir manevî lezzet olmasından hem bir nevi ibadet sayıldığından, bir cihette bâki kalır ve hayırlı meyveleriyle bâki bir ömrü kazandırır. Geçmiş günahlara ve hapse sebebiyet veren hatalara keffaret olur, onları temizler. Bu nokta-i nazardan, mahpuslardan farzı kılanlar, sabır içinde şükretmelidirler.

    On Altıncı Rica

    Bir zaman ihtiyarlık vaktinde, Eskişehir Hapsinden –bir sene cezayı çekip– çıktım. Beni Kastamonu’ya nefyettiler. Polis karakolunda iki üç ay misafir ettiler. Benim gibi sadık dostlarıyla görüşmekten sıkılan bir münzevi ve kıyafetinin tebdiline tahammül etmeyen bir adam, böyle yerlerde ne kadar azap çeker, anlaşılır.

    İşte ben bu meyusiyette iken, birden inayet-i İlahiye ihtiyarlığımın imdadına geldi. O karakoldaki komiser, polislerle beraber sadık dost hükmüne geçtiler. Hiçbir vakit şapkayı başıma koymayı ihtar etmedikleri gibi benim hizmetçilerim misillü, istediğim zaman beni şehrin etrafında gezdiriyordular.

    Sonra o karakolun karşısında Kastamonu’nun Medrese-i Nuriyesine girdim, Nurların telifine başladım. Feyzi, Emin, Hilmi, Sadık, Nazif, Salahaddin gibi Nur’un kahraman şakirdleri, Nurların neşri, teksiri için o medreseye devam ettiler. Gençlikte eski talebelerimle geçirdiğim kıymettar müzakere-i ilmiyeyi daha parlak bir surette gösterdiler.

    Sonra gizli düşmanlarımız bazı memurları ve bir kısım enaniyetli hocalar ve şeyhleri aleyhimize evhamlandırdılar. Bizi, Denizli Hapsine beş altı vilayetlerden gelen Nur talebelerini, o Medrese-i Yusufiyede toplanmaya vesile oldular. Bu On Altıncı Rica’nın tafsilatı, Kastamonu’dan gönderip Lâhika’ya geçen ve Denizli Hapsinde oradaki kardeşlerime gizli gönderdiğim küçük mektuplar ve mahkemesindeki Müdafaa Risalesi’dir ki bu ricanın hakikatini parlak gösteriyorlar. Tafsilatını lâhikaya, müdafaama havale edip gayet kısa işaret edeceğiz.

    Ben mahrem ve mühim mecmuaları, hususan Süfyan’a ve Nur’un kerametlerine dair risaleleri kömür ve odunlar altında sakladım; tâ benim vefatımdan veya baştaki başlar hakikati dinleyip akıllarını başlarına aldıktan sonra neşredilsinler diye müsterihane dururken, birden taharri memurları ve müddeiumumun muavini, menzilimi bastılar. O gizli ve ehemmiyetli risaleleri, odunların altından çıkardılar. Hem beni tevkif edip Isparta Hapishanesine, sıhhatim muhtell bir halde gönderdiler.

    Ben pek çok müteellim ve Nurlara gelen o zarardan dehşetli müteessir iken, bir inayet-i İlahiye imdadımıza yetişti. O gizlenmiş ve ehl-i hükûmet onları okumaya çok muhtaç olan o ehemmiyetli risaleleri kemal-i merak ve dikkatle okumaya başlayıp, büyük resmî daireler âdeta bir Dershane-i Nuriye hükmüne geçti. Tenkit fikriyle takdire başladılar. Hattâ Denizli’de, hiç haberimiz yokken, fevkalâde perde altında matbu Âyetü’l-Kübra’yı resmî ve gayr-ı resmî pek çok adamlar okudular, imanlarını kuvvetlendirdiler. Bizim hapis musibetimizi hiçe indirdiler.

    Sonra bizi Denizli Hapsine aldılar. Beni tecrid-i mutlak içinde ufunetli, rutubetli soğuk bir koğuşa soktular. İhtiyarlık, hastalık ve benim yüzümden masum arkadaşlarımın zahmetlerinden bana gelen çok teellüm ve Nurların tatil ve müsaderesinden gelen çok teessüf ve sıkıntı içinde çırpınırken, birden inayet-i Rabbaniye imdada yetişti. Birden o koca hapishaneyi bir Dershane-i Nuriyeye çevirip bir Medrese-i Yusufiye olduğunu ispat ederek, Medresetü’z-Zehra kahramanlarının elmas kalemleriyle Nurlar intişara başladı. Hattâ o ağır şerait içinde Nur’un kahramanı, üç dört ay zarfında yirmiden ziyade Meyve ve Müdafaat Risalesi’nden yazdı. Hem hapiste hem hariçte fütuhata başladılar. O musibetteki zararımızı büyük menfaatlere ve sıkıntılarımızı sevinçlere çevirdi. عَسٰٓى اَن۟ تَك۟رَهُوا شَي۟ئًا وَهُوَ خَي۟رٌ لَكُم۟ sırrını tekrar gösterdi.

    Sonra birinci ehl-i vukufun yanlış ve sathî zabıtlara binaen aleyhimizde şiddetli tenkitleri ve Maarif Vekili’nin dehşetli hücumuyla beraber aleyhimizde bir beyanname neşretmesiyle, hattâ bazı haberlerle bir kısmımızın idamına çalışıldığı hengâmda, bir inayet-i Rabbaniye imdadımıza yetişti.

    Başta Ankara ehl-i vukufunun şiddetli tenkitlerini beklerken takdirkârane raporları, hattâ beş sandık Nur risalelerinde beş on sehiv buldukları halde, mahkemede onların sehiv ve yanlış gösterdikleri noktalar ayn-ı hakikat olduğunu ve onların sehiv ve yanlış dedikleri maddelerde kendileri sehiv ettiklerini ispat ettiğimiz gibi beş yaprak raporlarında beş on sehiv ve yanlışlarını gösterdik. Ve yedi makamata gönderdiğimiz Meyve ve Müdafaaname Risaleleri ve Adliye Vekâletine gönderilen Nur’un umum risaleleri, hususan mahremlerin dokunaklı ve şiddetli tokatlarına mukabil tehditkârane şiddetli emirler beklerken gayet mülayimane, hattâ tesellikârane Başvekilin bize gönderdiği mektubu gibi musalaha tarzında ilişmemeleri kat’î ispat etti ki:

    Risale-i Nur’un hakikatleri, inayet-i İlahiye kerametiyle onları mağlup edip kendini onlara irşadkârane okutturmuş, o geniş daireleri bir nevi dershane yapmış, çok mütereddid ve mütehayyirlerin imanlarını kurtarmış ve bizim sıkıntılarımızdan yüz derece ziyade manevî ferah ve fayda verdi.

    Sonra gizli düşmanlar beni zehirlediler ve Nur’un şehit kahramanı merhum Hâfız Ali benim bedelime hastahaneye gitti ve benim yerimde berzah âlemine seyahat eyledi, bizi meyusane ağlattırdı. Ben bu musibetten evvel Kastamonu’nun dağında bağırarak mükerrer defa dedim: “Kardeşlerim! Ata et, arslana ot atmayınız.” Yani her risaleyi herkese vermeyiniz tâ bize taarruz edilmesin. Yaya gidilse yedi gün uzakta Hâfız Ali rahmetullahi aleyh, manevî telefonuyla işitiyor gibi aynı vakit bana yazıyor ki: “Evet Üstadım, Risale-i Nur’un bir kerametidir ki ata et, arslana ot atmaz. Belki ata ot, arslana et atar ki o arslan hocaya İhlas Risalesi’ni verdi.” Yedi gün sonra mektubunu aldık, hesap ettik; aynı zamanda, ben dağda bağırırken o da garib sözleri mektubunda yazıyormuş.

    İşte Nur’un böyle bir manevî kahramanının vefatı ve gizli münafıkların aleyhimizde desiselerle bizi cezalandırmaya çalışmaları ve benim zehirli hastalığımdan dolayı beni de hastahaneye resmî emirle mecbur etmek endişesi bizi sıkarken, birden inayet-i İlahiye imdada geldi.

    Mübarek kardeşlerimin hâlis dualarıyla zehirin tehlikesi geçmiş ve o merhum şehidin kuvvetli emarelerle, kabrinde Nurlarla meşgul olması ve sual meleklerine Nurlar ile cevap vermesi ve onun bedeline ve onun sisteminde Nurlara çalışacak Denizli Kahramanı Hasan Feyzi rahmetullahi aleyh ve arkadaşları perde altında tesirli bir surette hizmetleri ve düşmanlarımızın dahi mahpusların birden Nurlarla ıslah olmaları cihetinde hapisten çıkmamıza taraftar olması ve Ashab-ı Kehf misillü Nur şakirdleri o sıkıntılı çilehaneyi Ashab-ı Kehf ve eski zaman ehl-i riyazatının mağaralarına çevirmesi ve istirahat-i kalple Nurların neşrine ve yazmasına sa’yleriyle, inayet-i Rabbaniyenin imdadımıza yetiştiğini ispat etti.

    Hem kalbime geldi ki madem İmam-ı A’zam gibi eâzım-ı müçtehidîn hapis çekmiş ve İmam-ı Ahmed İbn-i Hanbel gibi bir mücahid-i ekbere, Kur’an’ın bir tek meselesi için hapiste pek çok azap verilmiş. Ve şekva etmeyerek kemal-i sabır ile sebat edip o meselelerde sükût etmemiş. Ve pek çok imamlar ve allâmeler, sizlerden pek çok ziyade azap verildiği halde, kemal-i sabır içinde şükredip sarsılmamışlar. Elbette sizler Kur’an’ın müteaddid hakikatleri için pek büyük sevap ve kazanç aldığınız halde, pek az zahmet çektiğinize binler teşekkür etmek borcunuzdur.

    Evet zulm-ü beşer içinde kader-i İlahînin bir cilve-i adaleti ve ihtiyarlığımdaki şiddetli sıkıntılar içinde bir cilve-i inayet-i Rabbaniyeyi kısaca beyan edeceğim:

    Ben yirmi yaşlarında iken tekrar ile derdim: “Eski zamanda mağaralara çekilen târikü’d-dünyalar gibi âhir ömrümde ben de bir mağaraya, bir dağa çekilip insanların hayat-ı içtimaiyesinden çıkacağım.” Hem Eski Harb-i Umumî’de şark-ı şimalîdeki esaretimde karar vermiştim ki: “Bundan sonra ömrümü mağaralarda geçireceğim. Hayat-ı siyasiyeden ve içtimaiyeden sıyrılacağım. Artık karışmak yeter.” derken, inayet-i Rabbaniye hem adalet-i kaderiye tecelli ettiler. Kararımdan ve arzumdan çok ziyade hayırlı bir surette ihtiyarlığıma merhameten o mutasavver mağaralarımı hapishanelere ve inzivalara ve yalnızlık içinde çilehanelere ve tecrid-i mutlak menzillerine çevirdi. Ehl-i riyazet ve münzevilerin dağlardaki mağaralarının çok fevkinde “Yusufiye Medreseleri” ve vaktimizi zayi etmemek için tecrithaneleri verdi. Hem mağara faide-i uhreviyesini hem hakaik-i imaniye ve Kur’aniyenin mücahidane hizmetini verdi.

    Hattâ ben azmetmiştim ki arkadaşlarımın beraetlerinden sonra bir suç gösterip hapiste kalacağım. Hüsrev ve Feyzi gibi mücerredler benim yanımda kalsın ve bir bahane ile insanlarla görüşmemek ve vaktimi lüzumsuz sohbetlerle ve tasannu ve hodfüruşluk ile geçirmemek için tecrit koğuşunda bulunacağım.

    Fakat kader-i İlahî ve kısmetimiz, bizi başka çilehaneye sevk ettiler.

    اَل۟خَي۟رُ فٖى مَا اخ۟تَارَهُ اللّٰهُ ۝ عَسٰٓى اَن۟ تَك۟رَهُوا شَي۟ئًا وَهُوَ خَي۟رٌ لَكُم۟ sırrıyla, ihtiyarlığıma merhameten ve hizmet-i imaniyede daha ziyade çalıştırmak için ihtiyar ve tedbirimizin haricinde bu üçüncü Medrese-i Yusufiyede vazife verildi.

    Evet inayet-i İlahiye, ihtiyarlığıma merhameten kuvvetli ve gizli düşmanı bulunmayan gençliğime mahsus olan mağaralarımı, hapishanenin tecrid-i münferid menzillerine çevirmesinde üç hikmet ve hizmet-i Nuriyeye üç ehemmiyetli faydası var:

    Birinci hikmet ve fayda: Nur talebelerinin bu zamanda toplanmaları, zararsız olarak Medrese-i Yusufiyede olur. Ve birbirini görüp sohbet etmek, hariçte masraflı ve şüpheli olur. Hattâ benimle görüşmek için bazıları kırk elli lirayı sarf ederek gelip, ya yirmi dakika veya hiç görüşmeden döner giderdi. Ben bazı kardeşlerimi yakından görmek için hapsin zahmetini severek kabul ederdim. Demek, hapis bizim için bir nimettir, bir rahmettir.

    İkinci hikmet ve fayda: Bu zamanda Nurlarla hizmet-i imaniye, her tarafta ilanatla ve muhtaç olanların nazar-ı dikkatlerini celbetmekle olur. İşte hapsimizle Nurlara nazar-ı dikkat celbolunur, bir ilanat hükmüne geçer. En ziyade muannid veya muhtaç olanlar onu bulur, imanını kurtarır ve inadı kırılır, tehlikeden kurtulur ve Nur’un dershanesi genişlenir.

    Üçüncü hikmet ve fayda: Hapse giren Nur talebeleri birbirinin hallerinden, seciyelerinden, ihlas ve fedakârlıklarından ders almalarıyla beraber, Nurlar hizmetinde dünyevî menfaatleri daha aramazlar. Evet, Medrese-i Yusufiyede çok emarelerle her sıkıntı ve zahmetin on, belki yüz misli maddî ve manevî faydalar ve güzel neticeler ve imana geniş ve hâlis hizmetler, gözleriyle gördüklerinden, tam ihlasa muvaffak olurlar, daha cüz’î ve hususi menfaatlere tenezzül etmezler.

    Bu çilehanelerin bana mahsus bir letafeti ve hazîn fakat tatlı bir vaziyeti var. Şöyle ki:

    Ben gençlik zamanında bizim memlekette gördüğüm eski medresenin aynı vaziyetini görüyorum. Çünkü vilayet-i şarkiyede eski âdet, medrese talebelerinin bir kısmının tayinatları dışarıdan geliyordu. Ve bazı medreseler, içinde pişiriyorlardı. Ve daha kaç cihette bu çilehaneye benziyorlardı. Ben de lezzetli bir tahassür içinde buraya baktıkça o eski gençlik ve şirin zamana hayalen gidiyorum ve ihtiyarlık vaziyetlerini unutuyorum…

    Yirmi Altıncı Lem’a’nın Zeyli

    Yirmi Birinci Mektup olup Mektubat mecmuasına idhal edildiğinden buraya dercedilmedi.


    1. كتب المؤلف رحمه الله الهامش الآتي على نسخة خطية مصححة من قبله: إنَّ بقية الرجايا (أي من الرجاء الرابع عشر إلى الرجاء السادس والعشرين) لم تكتب لوقوع المصيبة المعروفة (سجن اسكي شهر). ولفوات أوانها ظلت هذه الرسالة ناقصة.
    2. قال أبو ذر رضي الله عنه: (قلت: يا رسول الله كم وفاء عدة الأنبياء؟ قال: مائة ألف وأربعة وعشرون ألفاً، الرسل من ذلك ثلاثمائة وخمسة عشر جماً غفيراً). أحمد بن حنبل، المسند ٥/ ٢٦٥؛ ابن حبان، الصحيح ٢/ ٧٧؛ الطبراني، المعجم الكبير ٨/ ٢١٧؛ الحاكم، المستدرك ٢/ ٦٥٢؛ ابن سعد، الطبقات الكبرى ١/ ٢٣، ٥٤.
    3. إن مدى السهولة في إخبار «الأمر الثبوتي» ومدى الصعوبة والإشكال في نفي وإنكار ذلك، يظهر في المثال الآتي:
      إذا قال أحدهم: إن هناك -على سطح الأرض- حديقة خارقة جداً ثمارها كعلب الحليب، وأنكر عليه الآخر قوله هذا قائلاً: لا، لا توجد مثل هذه الحديقة. فالأول يستطيع بكل سهولة أن يثبت دعواه، بمجرد إراءة مكان تلك الحديقة أو بعض ثمارها. أما الثاني (أي المنكر) فعليه أن يرى ويُري جميع أنحاء الكرة الأرضية لأجل أن يثبت نفيه، وهو عدم وجود مثل هذه الحديقة.
      وهكذا الأمر في الذين يخبرون عن الجنة، فإنهم يُظهرون مئات الآلاف من ترشحاتها، ويبيّنون ثمارها وآثارها، علماً أن شاهدَين صادقين منهم كافيان لإثبات دعواهم، بينما المنكرون لوجودها، لا يسعهم إثبات دعواهم إلّا بعد مشاهدة الكون غير المحدود، والزمن غير المحدود، مع سبر غورهما بالبحث والتفتيش، وعند عدم رؤيتهم لها، يمكنهم إثبات دعواهم!
      فيا من بلغ به الكبر عتياً ويا أيها الاخوة! اعلموا ما أعظم قوة الإيمان بالآخرة وما أشد رصانته!. (المؤلف).
    4. وردت هذه الحالة الروحية على صورة مناجاة إلى القلب باللغة الفارسية، فكتبتها كما وردت، ثم طبعت ضمن رسالة «حباب» في أنقرة. (المؤلف). (راجع المثنوي العربي النوري).
    5. لأبي العتاهية.
    6. البخاري، التاريخ الكبير ٣/ ٤٧٢؛ الزبيدي، إتحاف السادة ٨/ ٨١؛ العجلوني، كشف الخفاء ١/ ٣٤٤-٣٤٥؛ علي القاري، الأسرار المرفوعة ص ١٠٨.
    7. انظر: أبو يعلى ، المسند ١١/ ١٢٨٧؛ الطبراني، المعجم الكبير ٢٢/ ٣٠٩.
    8. لقد أثبتت هذه الحقيقة بصورة قاطعة كقطعية (اثنين في اثنين يساوي أربعاً) في سائر الرسائل ولاسيما «الكلمة العاشرة» و«الكلمة التاسعة والعشرون». (المؤلف).
    9. هي أعلى مؤسسة علمية تابعة للمشيخة الإسلامية في الدولة العثمانية.
    10. Hâşiye: İşte o Mustafa’nın küçük kardeşi olan Küçük Ali kendi güzel, sıhhatli kalemiyle yedi yüzden ziyade Nur risalelerini yazmakla tamamıyla bilfiil bir Abdurrahman olduğu gibi müteaddid Abdurrahmanları da yetiştirdi.
    11. Hâşiye: Elhak, o yalnız kabule değil belki istikbale lâyık (*) olduğunu gösterdi.
      • Risale-i Nur’un birinci şakirdi Mustafa’nın istikbale liyakatine dair Üstadımın hükmünü tasdik eden bir hâdise:

      Kurban arefesinden bir gün evvel Üstadım gezmeye gidecekti. At getirmek üzere beni gönderdiği zaman, Üstadıma dedim: “Sen aşağıya inme, ben kapıyı arkasından örtüp odunluktan çıkacağım.” Üstadım: “Hayır.” dedi “Sen kapıdan çık.” diyerek aşağıya indi. Ben kapıdan çıktıktan sonra kapıyı arkasından sürgüledi. Ben gittim, kendisi de yukarıya çıktı. Sonra yatmış. Bir müddet sonra Kuleönlü Mustafa, Hacı Osman’la beraber gelmişler. Üstadım hiç kimseyi kabul etmiyordu ve etmeyecekti. Hususan o vakit iki adamı beraber hiç yanına almaz, geri çevirirdi. Halbuki bu makamda bahsedilen kardeşimiz Kuleönlü Mustafa, Hacı Osman’la gelince, kapı güya lisan-ı hal ile ona demiş ki: “Üstadın seni kabul etmeyecek fakat ben sana açılacağım.” diyerek arkasından sürgülenmiş kapı kendi kendine Mustafa’ya açılmış. Demek, Üstadımın onun hakkında “Mustafa istikbale lâyıktır.” diye söylediği sözü istikbal gösterdiği gibi kapı da buna şahit olmuştur.
      Hüsrev
      Evet Hüsrev’in yazdığı doğrudur, tasdik ediyorum. Kapı bu mübarek Mustafa’yı benim bedelime hem istikbal etti hem de kabul etti.
      Said Nursî
    12. Hâşiye: Latîf bir tevafuktur ki bu On Üçüncü Rica’nın bahsettiği medrese hâdisesi on üç sene evvel oldu.
    13. Hâşiye: Yani zelzele, fırtına, tufan, taun, ateş gibi.
    14. Hâşiye: Nur’un telif zamanı üç sene evvel bitmiş olmasından bu On Beşinci Rica, ileride bir Nurcu tarafından İhtiyarlar Lem’asının tekmiline –telifine– me’haz olmak üzere yazıldı.