40.857
düzenleme
("ج: مع أنني أثمّن قيمتهم إلّا أنني أعترض على الشدّة التي يزاولها سياسيوهم (<ref>يظهر الظلم عند عدم توزيع العدالة توزيعاً عادلاً. فلا يمكن جرح شعور ألف من الناس لأجل شخص واحد. فالشدة شيء والحمية شيء آخر، إذ لو التزم مغرورٌ معجب بنفسه بالحقَّ، يسوق الكثيرين إ..." içeriğiyle yeni sayfa oluşturdu) |
(Kaynak sayfanın yeni sürümü ile eşleme için güncelleniyor) |
||
(Bir diğer kullanıcıdan 20 ara revizyon gösterilmiyor) | |||
64. satır: | 64. satır: | ||
بِسْمِ اللّٰهِ الرَّحْمٰنِ الرَّح۪يمِ | بِسْمِ اللّٰهِ الرَّحْمٰنِ الرَّح۪يمِ | ||
'''س:''' إن لم يكن على الدين ضرر، فليكن ما يكون ولا نبالي. | '''س:''' إن لم يكن على الدين ضرر، فليكن ما يكون ولا نبالي. | ||
'''ج:''' الإسلام كالشمس لا ينطفئ سناها بالنفخ، وكالنهار لا يحال ليلاً بإغماض العين. ومن يغمض عينه فلا يجعل الظُلمة إلّا من نصيبه. | '''ج:''' الإسلام كالشمس لا ينطفئ سناها بالنفخ، وكالنهار لا يحال ليلاً بإغماض العين. ومن يغمض عينه فلا يجعل الظُلمة إلّا من نصيبه. | ||
74. satır: | 71. satır: | ||
فلكم أن تقدّروا أيهما أولى بالاعتماد عليه في حماية الدين؟ | فلكم أن تقدّروا أيهما أولى بالاعتماد عليه في حماية الدين؟ | ||
نعم، سيَرفع هذا العمود النوراني (<ref>فلقد أحسّ برسائل النور حتى أجاب عن السؤال بثلاث صفحات. ولكن حُجُب السياسة صبغَتْه بلون آخر. (المؤلف).</ref>) حماية الدين على رأس شهامته، وعلى عين مراقبته وعلى كاهل حميته. فها أنتم أولاء تشاهدون أن اللمعات المتفرقة بدأت تتلألأ، وستمتزج رويداً رويداً بالانجذاب؛ لأنه قد تقرر في «فن الحكمة» (أي الفلسفة) أَن الشعور الديني ولاسيما الدين الفطري الحق، أَنفذُ كلاماً، وأعلى حُكماً، وأشد تأثيراً من كل الأحاسيس والمشاعر. | نعم، سيَرفع هذا العمود النوراني (<ref>فلقد أحسّ برسائل النور حتى أجاب عن السؤال بثلاث صفحات. ولكن حُجُب السياسة صبغَتْه بلون آخر. (المؤلف).</ref>) حماية الدين على رأس شهامته، وعلى عين مراقبته وعلى كاهل حميته. فها أنتم أولاء تشاهدون أن اللمعات المتفرقة بدأت تتلألأ، وستمتزج رويداً رويداً بالانجذاب؛ لأنه قد تقرر في «فن الحكمة» (أي الفلسفة) أَن الشعور الديني ولاسيما الدين الفطري الحق، أَنفذُ كلاماً، وأعلى حُكماً، وأشد تأثيراً من كل الأحاسيس والمشاعر. | ||
86. satır: | 82. satır: | ||
'''الحاصل:''' أن مَن يتوجس خيفة على دينه من انقلاب سياسي فليس له نصيب من الدين إلّا «الجهل» -الواهي كبيت العنكبوت- الذي يدفعه إلى الخوف، وليس له إلّا «التقليد» الذي يرميه في أحضان الاضطراب والارتباك... لأنه لما ظن -بالعجز وبفقدان الثقة بالنفس- أن سعادته ليسَ إلاّ في جيب الحكومة، تَصوَّر أن قلبه وعقله كذلك هما في كيس الحكومة. فلا جرم أن يملأه الخوف. | '''الحاصل:''' أن مَن يتوجس خيفة على دينه من انقلاب سياسي فليس له نصيب من الدين إلّا «الجهل» -الواهي كبيت العنكبوت- الذي يدفعه إلى الخوف، وليس له إلّا «التقليد» الذي يرميه في أحضان الاضطراب والارتباك... لأنه لما ظن -بالعجز وبفقدان الثقة بالنفس- أن سعادته ليسَ إلاّ في جيب الحكومة، تَصوَّر أن قلبه وعقله كذلك هما في كيس الحكومة. فلا جرم أن يملأه الخوف. | ||
'''س:''' لا يقول بعضهم مثلما تقول، بل يقولون: لابد أن يجيء «السيد المهدي» لان الدنيا قد اضطربت وتشوشت لاكتهالها وهرمها، والإسلام قد اهتزّ كيانه بانتعاش المنافع الشخصية وتنفس الأغراض الدنيوية. | '''س:''' لا يقول بعضهم مثلما تقول، بل يقولون: لابد أن يجيء «السيد المهدي» لان الدنيا قد اضطربت وتشوشت لاكتهالها وهرمها، والإسلام قد اهتزّ كيانه بانتعاش المنافع الشخصية وتنفس الأغراض الدنيوية. | ||
'''ج:''' لو استعجل السيد المهدي، وأتى، فعلى العين والرأس، فليأتِ حالاً، فقد آن أوانُه، فلقد تهيأ وتمهّد له وضعٌ ملائم حسن، فليس فاسداً كما تظنون، فالأزهار اليانعة تزدهر في الربيع، ومن شأن الرحمة الإلهية لهذه الأمة أن يجد ذلُّها نهايتَه... ومع هذا فمن قال: ساءَ الزمان كلياً وفسد علينا، مُبدياً ميلاً إلى العهد السابق، فإنه يُسند -من حيث لا يشعر- سيئاتِ العهد السابق الناشئةَ من مخالفة الإسلام إلى الإسلام نفسه، كما هو ظن قسم من الأجانب. | '''ج:''' لو استعجل السيد المهدي، وأتى، فعلى العين والرأس، فليأتِ حالاً، فقد آن أوانُه، فلقد تهيأ وتمهّد له وضعٌ ملائم حسن، فليس فاسداً كما تظنون، فالأزهار اليانعة تزدهر في الربيع، ومن شأن الرحمة الإلهية لهذه الأمة أن يجد ذلُّها نهايتَه... ومع هذا فمن قال: ساءَ الزمان كلياً وفسد علينا، مُبدياً ميلاً إلى العهد السابق، فإنه يُسند -من حيث لا يشعر- سيئاتِ العهد السابق الناشئةَ من مخالفة الإسلام إلى الإسلام نفسه، كما هو ظن قسم من الأجانب. | ||
'''س:''' مَن هم أولاء المشوِّشون على الأفكار ولا يقدرون «الحرية» و«المشروطية» حق قدرهما؟ | '''س:''' مَن هم أولاء المشوِّشون على الأفكار ولا يقدرون «الحرية» و«المشروطية» حق قدرهما؟ | ||
322. satır: | 314. satır: | ||
'''ج:''' هناك سببان لهذا حسب علمي: | '''ج:''' هناك سببان لهذا حسب علمي: | ||
الأول: الفتور في السعي وعدم الرغبة خلافاً لما هو مستفاد من الأمر الربّاني: ﴿ وَاَنْ لَيْسَ لِلْاِنْسَانِ اِلَّا مَا سَعٰى ﴾ (النجم:٣٩) وانطفاء جذوةِ شوقِ الكسب المستفاد من الأمر النبوي بأن («الكاسب حبيب الله») (<ref>ويشهد لهذا المعنى ما أخرجه البخاري (٢/ ٧٣٠، رقم ١٩٦٦) قال ﷺ: «ما أكل أحد طعامًا قط خيرًا من أن يأكل من عمل يده، وإن نبي الله داود عليه السلام كان يأكل من عمل يده». وانظر الطبراني، المعجم الأوسط (٨/ ٣٨٠؛ البيهقي، شعب الإيمان ٢/ ٨٨؛ القضاعي، الشهاب ٢/ ١٤٨.)</ref>) وذلك نتيجة إيحاءات بعض الرجال وتلقيناتِ قسم من الوعاظ الجاهلين، | |||
الأول: الفتور في السعي وعدم الرغبة خلافاً لما هو مستفاد من الأمر الربّاني: ﴿ وَاَنْ لَيْسَ لِلْاِنْسَانِ اِلَّا مَا سَعٰى ﴾ (النجم:٣٩) وانطفاء جذوةِ شوقِ الكسب المستفاد من الأمر النبوي بأن («الكاسب حبيب الله») (<ref>ويشهد لهذا المعنى ما أخرجه البخاري (٢/ ٧٣٠، رقم ١٩٦٦) قال ﷺ: «ما أكل أحد طعامًا قط خيرًا من أن يأكل من عمل يده، وإن نبي الله داود عليه السلام كان يأكل من عمل يده». وانظر الطبراني، المعجم الأوسط (٨/ ٣٨٠؛ البيهقي، شعب الإيمان ٢/ ٨٨؛ القضاعي، الشهاب ٢/ ١٤٨.</ref>) وذلك نتيجة إيحاءات بعض الرجال وتلقيناتِ قسم من الوعاظ الجاهلين، | |||
أولئك الذين لم يدركوا إن إعلاء كلمة الله في الوقت الحاضر يتوقف على الرقي المادي... ولم يتفهموا قيمة الدنيا (من حيث هي مزرعة الآخرة).. ولم يميّزوا بين متطلبات القرون الوسطى والقرون الأخرى.. ولم يفرقوا بين قناعتين بعيدتين عن بعضهما «القناعة في التحصيل والكسب» وهي المذمومة و«القناعة في المحصول والأجرة»، وهي الممدوحة.. ولم يتبينوا البون الشاسع بين «التواكل» الذي هو عنوان الكسل و«التوكل» الذي هو صَدَفَة الإخلاص الحقيقي. | أولئك الذين لم يدركوا إن إعلاء كلمة الله في الوقت الحاضر يتوقف على الرقي المادي... ولم يتفهموا قيمة الدنيا (من حيث هي مزرعة الآخرة).. ولم يميّزوا بين متطلبات القرون الوسطى والقرون الأخرى.. ولم يفرقوا بين قناعتين بعيدتين عن بعضهما «القناعة في التحصيل والكسب» وهي المذمومة و«القناعة في المحصول والأجرة»، وهي الممدوحة.. ولم يتبينوا البون الشاسع بين «التواكل» الذي هو عنوان الكسل و«التوكل» الذي هو صَدَفَة الإخلاص الحقيقي. | ||
358. satır: | 348. satır: | ||
ويبدو أنكم تطلقون على الذين سبق منهم خدمات للحرية والمشروطية أو الذين ارتضوا بهما اسمَ «جون تورك». فاعلموا أن قسماً من أولئك هم مجاهدو الإسلام، وقسماً منهم فدائيو سلامة الأمة، فالذين يشكلون القسم الأعظم منهم والعقدة الحياتية لهم هم من غير الماسونيين ويمثلون أكثرية الاتحاد والترقي. فهناك علماء ومشايخ في صفوف «جون تورك» بقدر عشائركم.. رغم وجود زمرة من الماسونيين المفسدين السفهاء فيهم، وهم قلّة قليلة لا يتجاوزون عشرة بالمئة منهم، بينما التسعون بالمئة الباقية منهم مسلمون ذوو عقيدة أمثالكم، ومعلوم أن الحكم للأكثرية... | ويبدو أنكم تطلقون على الذين سبق منهم خدمات للحرية والمشروطية أو الذين ارتضوا بهما اسمَ «جون تورك». فاعلموا أن قسماً من أولئك هم مجاهدو الإسلام، وقسماً منهم فدائيو سلامة الأمة، فالذين يشكلون القسم الأعظم منهم والعقدة الحياتية لهم هم من غير الماسونيين ويمثلون أكثرية الاتحاد والترقي. فهناك علماء ومشايخ في صفوف «جون تورك» بقدر عشائركم.. رغم وجود زمرة من الماسونيين المفسدين السفهاء فيهم، وهم قلّة قليلة لا يتجاوزون عشرة بالمئة منهم، بينما التسعون بالمئة الباقية منهم مسلمون ذوو عقيدة أمثالكم، ومعلوم أن الحكم للأكثرية... | ||
فأحسنوا الظن بهم؛ إذ إن سوء الظن يضركم ويضرهم معاً حسب قاعدةِ (إن زين عين الرضا، حسن النظر باللطف والشفقة، وإن نور الفؤاد بالرفق والرحمة، ولقد سما على الحق بأقدام التوفيق وسعد من اختار الاستضاءة بمصباحِ ) | |||
«أنا عند ظن عبدي بي» (<ref>البخاري، التوحيد ١٥،٣٥؛ مسلم، الذكر ٢، ١٩، التوبة ١؛ الترمذي، الزهد ٥١، الدعوات ١٣١؛ ابن ماجه، الأدب ٥٨.</ref>). (<ref>كرر النظر في هذه الفقرة العربية الأخيرة، ففيها شفرات ولها إشارات. (المؤلف).</ref>) | «أنا عند ظن عبدي بي» (<ref>البخاري، التوحيد ١٥،٣٥؛ مسلم، الذكر ٢، ١٩، التوبة ١؛ الترمذي، الزهد ٥١، الدعوات ١٣١؛ ابن ماجه، الأدب ٥٨.</ref>). (<ref>كرر النظر في هذه الفقرة العربية الأخيرة، ففيها شفرات ولها إشارات. (المؤلف).</ref>) | ||
440. satır: | 430. satır: | ||
فإذا استمعتم إليهم بأُذن القلب ونظرتم إليهم بعين العقل رأيتم أن سهام الاعتراضات جميعها لا تَستهدِف ولا تصيب إلّا صدر الاستبداد الذي تلففَ وتزمّلَ بستار الماضي المظلم، وسمعتم الصراخات والآهات جميعها أنها تصدر من تحت مخالب الاستبداد، ومع أن الاستبداد لم يكن يُرى، ولم يكن يُعلَم اسمه ومعناه، إلّا أن أرواح الجميع كانت تتسمّم بمعناه، وتتألم به، وتعلم أن هناك أحداً ينفث السم، حتى إن بعض الدهاة كلما كان يتنفس كان يصرخ صراخاً من الأعماق، إلّا أن العقل ما كان ليدرك ماهيته جيداً، إذ كان مُنبثاً في الظلمات غير متجمع على حال. | فإذا استمعتم إليهم بأُذن القلب ونظرتم إليهم بعين العقل رأيتم أن سهام الاعتراضات جميعها لا تَستهدِف ولا تصيب إلّا صدر الاستبداد الذي تلففَ وتزمّلَ بستار الماضي المظلم، وسمعتم الصراخات والآهات جميعها أنها تصدر من تحت مخالب الاستبداد، ومع أن الاستبداد لم يكن يُرى، ولم يكن يُعلَم اسمه ومعناه، إلّا أن أرواح الجميع كانت تتسمّم بمعناه، وتتألم به، وتعلم أن هناك أحداً ينفث السم، حتى إن بعض الدهاة كلما كان يتنفس كان يصرخ صراخاً من الأعماق، إلّا أن العقل ما كان ليدرك ماهيته جيداً، إذ كان مُنبثاً في الظلمات غير متجمع على حال. | ||
لذا عندما ظنوا البلايا -المحالة إزالتُها- مصائب سماوية، بدأوا بشن الهجوم على الزمان وصنع الدهر وصوّبوا سهاماً نحو صدر الفَلَك، إذ من القواعد المقررة أنه: إذا خرج أمرٌ من دائرة الجزء الاختياري، ومن الجزئية ودخل الدائرة الكلية العمومية، أو كان دفعه محالاً بحسب العادة، يُسند إلى الزمان، ويُلقى اللوم على الدهر، وترمى قبة الفلك بالحجارة، وإذا أنعمتَ النظر جيداً رأيت أن الأحجار الآيبة تنقلب يأساً وتتحجر في القلب. | |||
(انظر كيف أطالوا فيما لا يلزم وكلما أضاءت لهم السعادة أثنوا على مَن سادهم، وكلما أظلم عليهم شتموا الزمان. (<ref>تمهل، لا تغادر هذه الفقرة، أَدرِكها جيداً. وهي تعني: أنهم يمنحون الحسنات إلى الرؤساء ويلصقون السيئات بالزمان، فيُبدون شكواهم بالشتم (المؤلف).</ref>)) | (انظر كيف أطالوا فيما لا يلزم وكلما أضاءت لهم السعادة أثنوا على مَن سادهم، وكلما أظلم عليهم شتموا الزمان. (<ref>تمهل، لا تغادر هذه الفقرة، أَدرِكها جيداً. وهي تعني: أنهم يمنحون الحسنات إلى الرؤساء ويلصقون السيئات بالزمان، فيُبدون شكواهم بالشتم (المؤلف).</ref>)) | ||
863. satır: | 853. satır: | ||
ج: مع أنني أثمّن قيمتهم إلّا أنني أعترض على الشدّة التي يزاولها سياسيوهم (<ref>يظهر الظلم عند عدم توزيع العدالة توزيعاً عادلاً. فلا يمكن جرح شعور ألف من الناس لأجل شخص واحد. فالشدة شيء والحمية شيء آخر، إذ لو التزم مغرورٌ معجب بنفسه بالحقَّ، يسوق الكثيرين إلى الباطل، وربما يرغمهم عليه (بما يستعمل من شدة) (المؤلف).</ref>) وأهنئ في الوقت ذاته وأستحسن-إلى حدٍّ ما- فروعهم وشُعَبَهم الاقتصادية والثقافية ولاسيما في الولايات الشرقية. | ج: مع أنني أثمّن قيمتهم إلّا أنني أعترض على الشدّة التي يزاولها سياسيوهم (<ref>يظهر الظلم عند عدم توزيع العدالة توزيعاً عادلاً. فلا يمكن جرح شعور ألف من الناس لأجل شخص واحد. فالشدة شيء والحمية شيء آخر، إذ لو التزم مغرورٌ معجب بنفسه بالحقَّ، يسوق الكثيرين إلى الباطل، وربما يرغمهم عليه (بما يستعمل من شدة) (المؤلف).</ref>) وأهنئ في الوقت ذاته وأستحسن-إلى حدٍّ ما- فروعهم وشُعَبَهم الاقتصادية والثقافية ولاسيما في الولايات الشرقية. | ||
< | <span id="S-_Zindan-ı_atalete_düştüğümüzün_sebebi_nedir?"></span> | ||
''' | <div class="mw-translate-fuzzy"> | ||
'''سؤال:''' ما الذي ألقانا في غياهب الضياع وأقعدنا عن معالي الأمور؟ | |||
</div> | </div> | ||
الجواب: إن الحياة حركة وفعاليةٍ، أما الشوق فجوادُها، وهو مطية الهمة. فحالما تمتطي همتُكم صهوة جواد الشوق ناشدةً معاليَ الأمور في ميادين معركة الحياة، إذا بـ«اليأس» أول ما يصادفها، هذا العدو الألد هو الذي يفتّ من قوة الهمة.. فعليكم أن تضربوه بسيف الآية الكريمة: ﴿ لَا تَقْنَطُوا ﴾ (الزمر:٥٣). | |||
ثم يشن «حـبُّ الظهور وميل التـفـوق» هـجـومَـه، هـذا الميـل المغروز في الإنسـان يحاول التحكم على خدمة الحق الخالصة من الحسد والمنازعة، فيهوي بضرباته على رأس الهمة ويطرحها على الأرض مِن على جوداها.. فعليكم أن تبعثوا إليه حقيقة الآية الكريمة: | |||
﴿ كُونُوا قَوَّام۪ينَ لِلّٰهِ ﴾ (النساء:١٣٥). | |||
ثم يبرز إلى الميدان «الاستعجالُ» فيُزِلّ قدم الهمة ويقلبها على عقبيها بطفراته خطوات ترتب الأسباب والمسببات. فيشوش مراحل العلل التي وضعها الله سبحانه في سننه الكونية.. فعليكم أن تحتموا منه بالخندق الأمين للآية الكريمة: | |||
﴿ اصْبِرُوا وَصَابِرُوا وَرَابِطُوا ﴾ (آل عمران:٢٠٠). | |||
ثم يتصدى لها «الرأي الشخصي» المستبِد والتفكير الانفرادي الذي يبدد أعمال الإنسان، رغم أنه مكلّف -بفطرته- برعاية حقوقه ضمن رعايته لحقوق الآخرين.. فعليكم أن تصدوه بالحقيقة الشامخة في الحديث الشريف: «خير الناس أنفعهم للناس». (<ref>العجلوني، كشف الخفاء ١/ ٤٧٢، وانظر: الطبراني، المعجم الأوسط ٦/ ٥٨؛ البيهقي، شعب الإيمان ٦/ ١١٧.</ref>) | |||
</ | |||
ثم يخرج إلى ساحة المعركة عدوٌ آخر وهو: «التقليد» فيجد الفرصة سانحة لتقليد الكسالى والمتخلفين، وبه يقصم ظهر الهمة.. فعليكم تحدّيه بالحقيقة الشاهقة، تلك هي حكمة الآية الكريمة: ﴿ لَا يَضُرُّكُمْ مَنْ ضَلَّ اِذَا اهْتَدَيْتُمْ ﴾ (المائدة:١٠٥). كيلا تبلغ يدُ العدو أذيال الهمة. | |||
ثم يلوح العدوّ الغدّار وهو: «التسويف» الناجم من العجز وفقدان الثقة بالنفس، فينشأ منه تأجيل الأعمال الأخروية من اليوم إلى الغد، وهكذا حتى يمسك يد الهمة ويقعدها عن النهوض.. فعليكم الاقتداء بسر الآية الكريمة: ﴿ وَعَلَى اللّٰهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُتَوَكِّلُونَ ﴾ (إبراهيم:١٢). على الله لا على غيره. فاجعلوا التوكل عليه سبحانه حصناً للهمة. | |||
ثم يدخل الساحةَ العدو الملحد وهو: «التدخل في ما هو موكول أمره إلى الله» فينزل هذا التدخل بضرباته القاسية ولطماته الموجعة على وجه الهمة حتى يُعمي بصرَها... فعليكم أن ترسلوا عليه الحقيقة الدائبة والرابحة دوماً وهي الآية الكريمة: ﴿ فَاسْتَقِمْ كَمَٓا اُمِرْتَ ﴾ (هود:١١٢). كي تقفه عند حدّه، فلا يتجاوزه، إذ ليس للعبد أن يتأمّر على سيده. | |||
وأخيراً يُقبِل «حب الراحة والدعة» الذي هو أم المصائب ووكر الرذائل فيصفّد الهمة الكريمة بسلاسله وأغلاله ويقعدها عن طلب معالي الأمور ويقذفها في هاوية السفالة والذلة.. فعليكم أن تُخرجوا على ذلك السفاح الساحر، البطلَ المجاهد في الآية الكريمة: | |||
﴿ وَاَنْ لَيْسَ لِلْاِنْسَانِ اِلَّا مَا سَعٰى ﴾ (النجم:٣٩). | |||
(حقاً إن لكم في الجهاد وتحمّلِ المشاق راحة كبرى، وإن الذي يملك فطرةً حساسةً راحتُه في السعي والعمل). | |||
< | <nowiki></nowiki> | ||
</ | |||
كان الذين لا يعرفونني في أثناء تجوالي ينظرون إلى ملابسي ويحسبونني تاجراً، ويسألون: | |||
'''أأنت تاجر؟''' | |||
- نعم، وكيمياوي كذلك! | |||
- كيف؟ | |||
- هناك مادتان، أمزجهما معاً، فيولدان ترياقاً شافياً، وضياء كهربائياً. | |||
- أين هما؟ | |||
- في سُوق المدنية والفضيلة صندوقٌ يمشي على رجلين مكتوب عليه: «الإنسان»، فيه جوهر ساطع أو أسود قاتم وهو القلب. | |||
- وما المادتان. | |||
- الإيمان والمحبة، والوفاء والحمية. | |||
الجريدة السيارة | |||
أبو لاشيء، ابن الزمان، أخو العجائب، رفيق الغرائب. | |||
'''بديع الزمان سعيد النورسي''' | |||
<nowiki>*</nowiki> * * | |||
<nowiki>*</nowiki> * * | |||
<div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr"> | <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr"> |
düzenleme