65.092
düzenleme
("الكلمة الحادية عشرة" içeriğiyle yeni sayfa oluşturdu) |
("الفريق الأول: وهم ذوو العُقولِ النيِّرةِ، والقُلوبِ الصافيةِ المطمئِنَّةِ، المدرِكونَ قَدْرَ أنفُسِهم، فحَيثُما يتجوَّلونَ في آفاقِ هذا القصرِ العظيمِ ويَسرَحونَ بنظرهِم إلى عجائبِه يقولونَ: لابدَّ أنَّ في هذا شأنًا عظيمًا !! ولابدَّ أنَّ وراءَه غا..." içeriğiyle yeni sayfa oluşturdu) |
||
36. satır: | 36. satır: | ||
أمّا الفَريقُ الآخَرُ: وَهُمُ الذينَ قد فسَدتْ عُقولُهم، وانطَفأتْ جَذوَةُ قلوبِهم، فما إنْ دخلُوا القصرَ، حتى غَلبَتْ عليهم شهَواتُهم، فلم يعودوا يَلتفِتُونَ إلّا لما تشتَهيهِ أنفُسُهم من الأطعمةِ اللذيذةِ، صَارِفينَ أبصارَهم عن جميعِ تلك المحاسِنِ، سادِّينَ آذانَهم عن جميعِ تلك الإرشَاداتِ الصَّادِرةِ من ذلك المُعلِّمِ العظيمِ، وتَوجِيهاتِ تلامِيذِه.. فأقبلوا على المأكولاتِ بشَراهةٍ ونَهَمٍ، كالحيواناتِ، فأَطبقَتْ عليهمُ الغفلةُ والنومُ وغشيَهمُ السُّكْرُ، حتى فَقدُوا أنفُسَهم لكثرةِ ما أفرَطوا في شُربِ ما لم يُؤذَن لهم به؛ فأزْعجُوا الضيوفَ الآخَرينَ بجنونِهم وعَربَدتِهم؛ فأساءُوا الأدبَ مع قَوانينِ السُّلطانِ المعظَّمِ وأنظِمتِه.. لذا أخَذهُم جنُودُه وساقُوهُم إلى سِجنٍ رهِيبٍ ليَنالوا عِقابَهم الحقَّ، جَزاءً وِفاقًا على إساءَتِهمُ الأَدبَ. | أمّا الفَريقُ الآخَرُ: وَهُمُ الذينَ قد فسَدتْ عُقولُهم، وانطَفأتْ جَذوَةُ قلوبِهم، فما إنْ دخلُوا القصرَ، حتى غَلبَتْ عليهم شهَواتُهم، فلم يعودوا يَلتفِتُونَ إلّا لما تشتَهيهِ أنفُسُهم من الأطعمةِ اللذيذةِ، صَارِفينَ أبصارَهم عن جميعِ تلك المحاسِنِ، سادِّينَ آذانَهم عن جميعِ تلك الإرشَاداتِ الصَّادِرةِ من ذلك المُعلِّمِ العظيمِ، وتَوجِيهاتِ تلامِيذِه.. فأقبلوا على المأكولاتِ بشَراهةٍ ونَهَمٍ، كالحيواناتِ، فأَطبقَتْ عليهمُ الغفلةُ والنومُ وغشيَهمُ السُّكْرُ، حتى فَقدُوا أنفُسَهم لكثرةِ ما أفرَطوا في شُربِ ما لم يُؤذَن لهم به؛ فأزْعجُوا الضيوفَ الآخَرينَ بجنونِهم وعَربَدتِهم؛ فأساءُوا الأدبَ مع قَوانينِ السُّلطانِ المعظَّمِ وأنظِمتِه.. لذا أخَذهُم جنُودُه وساقُوهُم إلى سِجنٍ رهِيبٍ ليَنالوا عِقابَهم الحقَّ، جَزاءً وِفاقًا على إساءَتِهمُ الأَدبَ. | ||
فيا مَن يُنصِتُ معي إلى هذه الحكايةِ؛ لابدَّ أنكَ قد فهِمتَ أنَّ ذلك السُّلطانَ قد بَنى هذا القصرَ الشامِخَ لأجلِ تلك المقاصِدِ المذكورَةِ، فحصولُ تلك المقاصِدِ يتوقَّفُ على أمرَينِ: | |||
أحدُهما: وجودُ ذلك المعلِّمِ الأستاذِ الذي شاهَدْناه وسمِعْناَ خطابَه، إذ لولاه لذَهبتْ تلك المقاصِدُ هَباءً منثورًا، كالكتابِ المُبهَمِ الذي لا يُفهَمُ معناه، ولا يُبيِّنُه أستاذٌ، فيظَلُّ مُجرَّدَ أوراقٍ لا معنَى لها! | |||
ثانيهما: إصغاءُ الناسِ إلى كلامِ ذلك المعلِّمِ، وتَقبُّلُهُم له. | |||
بمعنى أنَّ وجودَ الأستاذِ مدعاةٌ لوجودِ القَصرِ، واستِماعَ الناسِ إليه سَببٌ لبقاءِ القصرِ، لذا يَصحُّ القولُ: لم يَكنِ السُّلطانُ العظيمُ ليَبنِيَ هذا القَصرَ لولا هذا الأُسْتاذُ؛ وكذا يَصِحُّ القَولُ: حينَما يُصبِحُ الناسُ لا يُصغُونَ إليه ولا يُلقونَ بالًا إلى كلامِه، فسَيُغيِّرُ السلطانُ هذا القَصرَ ويُبدِّلُه. | |||
<div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr"> | <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr"> |
düzenleme