68.380
düzenleme
("قدَّمَ كلٌّ منهُما ما كَتبَه إلى الحاكمِ العظيمِ؛ تناولَ الحاكمُ أوَّلا مُؤلَّفَ الفيلسوفِ ونظَرَ إليهِ مَلِيًّا، فرأى أنَّ ذلك المُعجَبَ بنفسِه والمقدِّسَ للطبيعةِ، لم يَكتُبْ حِكمةً حقِيقيَّةً قطُّ، معَ أنَّه بذَلَ كلَّ ما في طَوْقِه، إذ لمْ يفه..." içeriğiyle yeni sayfa oluşturdu) Etiketler: Mobil değişiklik Mobil ağ değişikliği |
("فالكتبُ المقدّسَةُ والصُّحفُ السّماويّةُ تأتِي بالدرجةِ الثانيةِ بعدَ القرآنِ الكريمِ في العُلوِّ والسُّمُوِّ، كلٌّ له درَجتُه وتَفوُّقُه، كلٌّ له حَظُّهُ من ذلك السرِّ للتفوُّقِ." içeriğiyle yeni sayfa oluşturdu) |
||
80. satır: | 80. satır: | ||
وَبَعْدُ.. فانظُر من خلالِ مِنظار هذَينِ المثالَينِ إلى القرآنِ الكريم لتُشاهِدَ إعجازَه، وتُدرِكَ قدسيّتَه وسُموَّه. | وَبَعْدُ.. فانظُر من خلالِ مِنظار هذَينِ المثالَينِ إلى القرآنِ الكريم لتُشاهِدَ إعجازَه، وتُدرِكَ قدسيّتَه وسُموَّه. | ||
أجَل، إنَّ القرآنَ الكريمَ يقولُ: ﴿ وَلَوْ اَنَّ مَا فِي الْاَرْضِ مِنْ شَجَرَةٍ اَقْلَامٌ وَالْبَحْرُ يَمُدُّهُ مِنْ بَعْدِه۪ سَبْعَةُ اَبْحُرٍ مَا نَفِدَتْ كَلِمَاتُ اللّٰهِۜ اِنَّ اللّٰهَ عَز۪يزٌ حَك۪يمٌ ﴾ (لقمان:27). | |||
وهكذا فإنَّ مَنْحَ القرآنِ الكريم أعلَى مقامٍ من بينِ الكلماتِ جَميعًا، تلك الكلماتِ التي لا تَحدُّها حدودٌ، مردُّه أنَّ القرآنَ قد نزلَ من الاسمِ الأعظمِ ومن أعظَمِ مرتبةٍ من مراتِبِ كلِّ اسمٍ من الأسماءِ الحسنَى، فهو كلامُ اللهِ، بوَصفِه ربَّ العالمَينَ، وهو أمرُه بوَصفِه إلهَ الموجُوداتِ، وهو خِطابُه بوَصْفِه خالقِ السماواتِ والأرضِ، وهو مكالَمةٌ سامِيةٌ بصفةِ الربوبِيّةِ المطلَقةِ، وهوَ خِطابُه الأزَليُّ باسمِ السَّلطنةِ الإلهيّةِ العُظمَى؛ وهو سِجلُّ الالتِفاتِ والتكريمِ الرحمانيِّ نابعٌ من رَحمتِه الواسِعةِ المحيطةِ بكلِّ شيءٍ؛ وهو مجمُوعةُ رسائلَ ربانيّةٍ تُبيّنُ عظمةَ الألوهِيّةِ، إذ في بداياتِ بعضِها رُموزٌ وشِفراتٌ؛ وهو الكتابُ المقدَّسُ الذي يَنثرُ الحكمةَ، نازِلٌ من مُحيطِ الاسمِ الأعظَمِ يَنظرُ إلى ما أحاطَ به العرشُ الأعظمُ.. | |||
ولأجلِ هذه الأسرارِ أُطلِقَ على القرآنِ الكريمِ ما هو أهلُه ولائقٌ به اسمُ «كلامُ اللهِ». | |||
أمّا سائرُ الكلماتِ الإلهيّةِ: فإنَّ قسمًا منها كلامٌ نابعٌ باعتبارٍ خاصٍّ، وبعُنوانٍ جُزئيٍّ، وبتَجلٍّ جزئيٍّ لاسمٍ خُصوصِيٍّ، وبربوبِيّةٍ خاصّةٍ، وسُلطانٍ خاصٍّ، ورَحمةٍ خصوصيّةٍ.. فدرَجاتُ هذه الكلماتِ مُختلِفةٌ متفاوِتةٌ من حيثُ الخصوصيَّةُ والكلِّيةُ، فأكثرُ الإلهاماتِ من هذا القِسمِ إلّا أنَّ درَجاتِها متَفاوتةٌ جدًا. | |||
فمثلا: إنَّ أبسَطهاَ وأكثرَهاَ جزئيّةً هي إلهامُ الحيواناتِ، ثم إلهامُ عوامِّ النّاسِ، ثم إلهامُ عوامِّ الملائِكةِ، ثم إلهامُ الأوْلياءِ، ثم إلهامُ كِبارِ الملائِكةِ. | |||
ومن هذا السّرِّ نرى أنَّ وَلِيًّا يُناجِي ربَّه بهاتفِ قلبِه - دونَ وَسَاطةٍ - يقولُ: «حدَّثنِي قلبِي عن ربِّي»، ولا يقولُ: «حدَّثنِي عن ربِّ العالمينَ».. أو نراه يقولُ: إنَّ قلبِي عرشٌ ومِرآةٌ عاكِسةٌ لتجلِّياتِ ربِّي؛ ولا يقولُ: عرشُ ربِّ العالمينَ؛ لأنّه يُمكِنُ أن ينالَ حَظا من الخطابِ الربانيِّ وفقَ استِعداداتِه وحسَبَ درجةِ قابلياتِه وبنِسبَة رَفعِ ما يقاربُ سبعينَ ألفَ حِجابٍ.(<ref> | |||
انظر: أبو يعلى، المسند 13/520؛ الطبراني، المعجم الأوسط 6/278، 8/382؛ الروياني، المسند 2/212؛ ابن أبي عاصم، السنة 2/367؛ الطبري، جامع البيان 16/95؛ الهيثمي، مجمع الزوائد 1/79. | |||
</ | </ref>) | ||
نعم، إنّه بمقدارِ عُلوِّ كلامِ السُّلطانِ الصّادِرِ من حيثُ السّلطنةُ العظمَى وسُموِّهِ على مكالمتِه الجزئِيّةِ مع أحدِ رَعاياه من العوامِّ، وبمقدارِ ما يفوقُ الاستِفادَةَ من فيضِ تجلِّي الضوءِ من الشّمسِ التي هي في السَّماءِ على استِفادَةِ فيضِها من المرآةِ، يُمكِنُ فَهمُ سُمُوِّ القرآنِ الكريمِ على جميعِ الكلامِ الإلهيِّ والكتُبِ السماويّةِ. | |||
فالكتبُ المقدّسَةُ والصُّحفُ السّماويّةُ تأتِي بالدرجةِ الثانيةِ بعدَ القرآنِ الكريمِ في العُلوِّ والسُّمُوِّ، كلٌّ له درَجتُه وتَفوُّقُه، كلٌّ له حَظُّهُ من ذلك السرِّ للتفوُّقِ. | |||
<div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr"> | <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr"> |
düzenleme