64.902
düzenleme
("فلأجل جامعية الإنسان المهمة يُشعِر «الحي القيوم» الإنسانَ بجميع أسمائه الحسنى، ويعرّفه بجميع أنواعَ إحسانه، ويذوّقه طعومَ آلائه، فمَنحَه معدةً ماديةً يستطيع بها أن يتذوق ما أغدق عليه من نِعمٍ لذيذة قد بسطها في سُفرة واسعة سعة الأرض." içeriğiyle yeni sayfa oluşturdu) |
("وحيث إنَّ صاحبَ كلِّ قابلية يرقُب بلهفة ولذة ما ينكشف عن قابلياته بفعالية ما، وإن تظاهر كل استعداد بفعالية إنما هو ناشئٌ من لذةٍ مثلما يولّد لذةً، وإن صاحب كل كمال أيضاً يتابع بلهفة ولذةٍ تظاهرَ كمالاته بالفعالية، فإذا كان في كل فعالية لذةٌ كامنة مطلو..." içeriğiyle yeni sayfa oluşturdu) |
||
984. satır: | 984. satır: | ||
فلأجل جامعية الإنسان المهمة يُشعِر «الحي القيوم» الإنسانَ بجميع أسمائه الحسنى، ويعرّفه بجميع أنواعَ إحسانه، ويذوّقه طعومَ آلائه، فمَنحَه معدةً ماديةً يستطيع بها أن يتذوق ما أغدق عليه من نِعمٍ لذيذة قد بسطها في سُفرة واسعة سعة الأرض. | فلأجل جامعية الإنسان المهمة يُشعِر «الحي القيوم» الإنسانَ بجميع أسمائه الحسنى، ويعرّفه بجميع أنواعَ إحسانه، ويذوّقه طعومَ آلائه، فمَنحَه معدةً ماديةً يستطيع بها أن يتذوق ما أغدق عليه من نِعمٍ لذيذة قد بسطها في سُفرة واسعة سعة الأرض. | ||
ثم وهب له حياة، وجعل هذه الحياة كتلك المعدة المادية تستطيع أن تتنعم بأنواع من النعم المُعَدّة على سُفرة واسعة مفروشة أمامها وتتلذذ بها بما زودها -سبحانه- من مشاعر وحواس لها القدرة أن تمتد -كالأيدي- إلى كلِّ نعمة من تلك النعم، فتؤدي عند ذلك حقَّها من أنواع الشكر والحمد. | |||
ثم وهب له -فوق معدة الحياة هذه- معدة الإنسانية، وهذه المعدة تطلب رزقاً ونعَماً أيضاً. فجعل العقلَ والفكر والخيال بمثابة أيدي تلك المعدة، لها القدرة على بلوغ آفاق أوسع من ميادين الحياة المشهودة، وعندها تستطيع الحياة الإنسانية أن تؤدي ما عليها من شكر وحمد تجاه بارئها حيث تمتد أمامَها سُفرةُ النِعَم العامرة التي تسع السماوات والأرض. | |||
ثم لأجل أن يمدّ أمام الإنسان سفرةَ نعمٍ أخرى عظيمة جعل عقائد الإسلام والإيمان بمثابة معدة معنوية تطلب أرزاقاً معنوية كثيرة فمدّ سفرةً مليئة بالرزق المعنوي لهذه المعدة الإيمانية وبَسَطها خارج الممكنات المشاهدة. فضمّ الأسماءَ الإلهية في تلك السفرة العظيمة.. ولهذا يستشعر الإنسان -بتلك المعدة المعنوية- ويتمتع بأذواق رفيعةٍ لا منتهى لها، | |||
نابعةٍ من تجليات اسم «الرحمن» واسم «الحكيم» حتى يردد: (الحمد لله على واسع رحمته وجليل حكمته).. | |||
وهكذا -مكّن الخالقُ المنعِم الإنسانَ- بهذه المعدة المعنوية العظمى -ليستفيد ويغنم نعماً إلهية لا حد لها، ولاسيما أذواقُ محبته الإلهية، في تلك المعدة فإن لها آفاقاً لا تحدّ وميادين لا تحصر. | |||
وهكذا جعل «الحي القيوم» سبحانه الإنسان مركزاً للكون، ومحوراً له، بل سخّر الكونَ له فمدّ أمامه سفرة عظيمة عِظم الكون لتتلذذ أنواعُ معداته المادية والمعنوية. | |||
أما حكمة قيام الكون بسر القيومية على الإنسان -من جهة- فهي للوظائف المهمة الثلاث التي أنيطت بالإنسان: | |||
الأولى: تنظيم جميع أنواع النعم المبثوثة في الكائنات بالإنسان وربطها بأواصر المنافع التي تخص الإنسان، كما تنظَّم خرز المسبحة بالخيط، فتُربط رؤوسُ خيوط النعم بالإنسان ومصالحه ومنافعه. فيكون الإنسان بما يشبه فهرساً لأنواع ما في خزائن الرحمة الإلهية ونموذجاً لمحتوياتها. | |||
الوظيفة الثانية: كونُ الإنسان موضعَ خطابه سبحانه بما أودع فيه من خصائص جامعة أهّلته ليكون موضعَ خطابه سبحانه وتعالى، ومقدّراً لبدائع صنائعه ومُعجباً بها، ونهوضُه بتقديم آلاء الشكر والثناء والحمد الشعوري التام. على ما بُسط أمامَه من أنواع النعم والآلاء العميمة. | |||
الوظيفة الثالثة: قيامُ الإنسان بحياته بمهمة مرآة عاكسة لشؤون «الحي القيوم» ولصفاته الجليلة المحيطة، وذلك بثلاثة وجوه: | |||
الوجه الأول: هو شعور الإنسان بقدرة خالقِه سبحانه المطلقة ودرجاتها غير المحدودة بما هو عليه من عجز مطلق. فيدرك مراتبَ تلك القدرة المطلقة بما يحمل من درجات العجز. ويدرك كذلك رحمة خالقه الواسعة ودرجاتِها بما لديه من فقر، ويفهم أيضاً قوة خالقه العظيمة بما يكمن فيه من ضعف... وهكذا. | |||
وبذلك يكون الإنسان مؤدياً مهمةَ مرآةٍ قياسية صغيرة لإدراك صفات خالقه الكاملة، وذلك بما يملك من صفاتٍ قاصرةٍ ناقصة؛ إذ كما أن الظلام كلما اشتدّ سطع النور أكثر، فيؤدي هذا الظلام مهمة إراءة المصابيح، فالإنسان أيضاً يؤدي مهمة إراءة كمالات صفات بارئه سبحانه بما لديه من صفات ناقصة مظلمة. | |||
الوجه الثاني: إنَّ ما لدى الإنسان من إرادة جزئية وعلمٍ قليل وقدرةٍ ضئيلة وتملّكٍ في ظاهر الحال وقابليةٍ على إعمار بيته بنفسه، يجعله يدرك بهذه الصفات الجزئية خالقَ الكون العظيم ويفهم مدى مالكيتِه الواسعة وعظيم إتقانه وسعة إرادته وهيمنة قدرته وإحاطة علمه. فيدرك أن كلاً من تلك الصفات إنما هي صفات مطلقة وعظيمة لا حدّ لها ولا نهاية. وبهذا يكون الإنسان مؤدياً مهمة مرآة صغيرة لإظهار تلك الصفات وإدراكها. | |||
أما الوجه الثالث: من قيام الإنسان بمهمة مرآة عاكسة لكمالات الصفات الإلهية فله وجهان: | |||
إظهارُه بدائعَ الأسماء الإلهية الحسنى المتنوعة وتجلياتها المختلفة في ذاته. لأن الإنسان بمثابة فهرس مصغر للكون كله -بما يملك من صفات جامعة- وكأنه مثالُه المصغر، لذا فتجليات الأسماء الإلهية في الكون عامةً نراها تتجلى في الإنسان بمقياس مصغر. | |||
<div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr"> | <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr"> |
düzenleme