64.902
düzenleme
("وحيث إنَّ صاحبَ كلِّ قابلية يرقُب بلهفة ولذة ما ينكشف عن قابلياته بفعالية ما، وإن تظاهر كل استعداد بفعالية إنما هو ناشئٌ من لذةٍ مثلما يولّد لذةً، وإن صاحب كل كمال أيضاً يتابع بلهفة ولذةٍ تظاهرَ كمالاته بالفعالية، فإذا كان في كل فعالية لذةٌ كامنة مطلو..." içeriğiyle yeni sayfa oluşturdu) |
("ثم انظر من خلف اسم «الفرد» إلى التجلي الأعظم لاسم «الحكم» ترَ: أنه قد ضم الموجودات كلها من أعظم دائرة فيها إلى أصغرها كلياً كان أم جزئياً -ابتداء من النجوم وانتهاء إلى الذرات- منح كل موجود ما يستحق من نظام مثمر وما يلائمه من انتظام حكيم وما يوافقه من انسج..." içeriğiyle yeni sayfa oluşturdu) |
||
1.014. satır: | 1.014. satır: | ||
إظهارُه بدائعَ الأسماء الإلهية الحسنى المتنوعة وتجلياتها المختلفة في ذاته. لأن الإنسان بمثابة فهرس مصغر للكون كله -بما يملك من صفات جامعة- وكأنه مثالُه المصغر، لذا فتجليات الأسماء الإلهية في الكون عامةً نراها تتجلى في الإنسان بمقياس مصغر. | إظهارُه بدائعَ الأسماء الإلهية الحسنى المتنوعة وتجلياتها المختلفة في ذاته. لأن الإنسان بمثابة فهرس مصغر للكون كله -بما يملك من صفات جامعة- وكأنه مثالُه المصغر، لذا فتجليات الأسماء الإلهية في الكون عامةً نراها تتجلى في الإنسان بمقياس مصغر. | ||
الوجه الثاني: أداؤه مهمةَ المرآة العاكسة للشؤون الإلهية، أي إن الإنسان كما يشير بحياته إلى حياة «الحي القيوم» فإنه بوساطة ما ينكشف في حياته الذاتية من حواسَّ كالسمع والبصر وأمثالِها يفهم -ويبيّن للآخرين- صفاتِ السمع والبصر وغيرها من الصفات الجليلة المطلقة «للحي القيوم». | |||
ثم إن الإنسان الذي يملك مشاعر دقيقة جداً وكثيرة جداً -وقد لا تنكشف ضمن حياته وإنما عندما يحفَّز أو يُثار- فتظهر تلك المشاعر بأشكالٍ متنوعة وانفعالات مختلفة، فإنه بوساطة هذه المشاعر الدقيقة والمعاني العميقة يؤدي مهمةَ عرض الشؤون الذاتية «للحي القيوم». فمثلاً: الحب والافتخار والرضى والانشراح والسرور وما شابهها من المعاني التي تتفجّر لدى الإنسان في ظروف خاصة، يؤدي الإنسان بها مهمةَ الإشارة إلى هذه الأنواع من الشؤون الإلهية بما يناسب قدسية الذات الإلهية وغناه المطلق وبما يليق به سبحانه وتعالى. | |||
وكما أن الإنسان وحدةُ قياس -بما يملك من جامعية حياته- لمعرفة صفات الله الجليلة، وشؤونه الحكيمة، وفهرسٌ لتجلي أسمائه الحسنى، ومرآةٌ ذات شعور بجهات عدة لذات «الحي القيوم».. كذلك الإنسان هو وحدةُ قياس أيضاً لمعرفة حقائق الكون هذا، وفهرسٌ له ومقياسٌ وميزان. | |||
< | فمثلاً: إن الدليل القاطع على وجود اللوح المحفوظ في الكون يتمثل في نموذجه المصغر وهو القوة الحافظة لدى الإنسان. والدليل القاطع على وجود عالَم المثال نلمسه في نموذجه المصغر وهو قوة الخيال لدى الإنسان، (<ref>نعم! إن عناصر الإنسان مثلما تشير إلى عناصر الكون وعظامه تنبئ عن أحجاره وصخوره، وأشعاره توحي إلى نباتاته وأشجاره، والدم الجاري في جسمه والسوائل المختلفة المترشحة من عيونه وأنفه وفمه تخبر عن عيون الأرض وينابيعها ومياهها المعدنية، كذلك تخبر روحُ الإنسان عن عالم الأرواح وحافظته عن اللوح المحفوظ وقوة خياله عن عالم المثال. وهكذا يخبر كل جهاز عن عالم ويشهد على وجوده شهادة قاطعة. (المؤلف).</ref>) والدليل القاطع على وجود الروحانيات في الكون ندركه ضمن نموذجها المصغر وهو لطائفُ الإنسان وقواه.. وهكذا يكون الإنسان مقياساً مصغراً يُظهر عياناً الحقائقَ الإيمانية في الكون بدرجة الشهود. | ||
</ | |||
وهناك مهماتٌ ووظائف وخدمات كثيرة أخرى للإنسان فضلاً عمّا ذكرناه؛ إذ هو: مرآةٌ لتجلي الجمال الباقي، وداعٍ إلى الكمال السرمدي ودالّ عليه، ومحتاجٌ شاكر لأنعم الرحمة الواسعة الأبدية. | |||
فما دام الجمالُ باقياً والكمال سرمدياً والرحمة أبدية، فلابد أن الإنسان الذي هو المرآة المشتاقة لذلك الجمال الباقي والداعي العاشق لذلك الكمال السرمدي والمحتاج الشاكر لتلك الرحمة الأبدية سيُبعث إلى دار بقاء أبدية ليخلد فيها دائماً، ولابد أنه سيذهب إلى الأبد ليرافق الباقين الخالدين هناك ويرافق ذلك الجمال الباقي وذلك الكمال السرمدي وتلك الرحمة الأبدية في أبد الآباد. بل يلزم ذلك قطعاً | |||
لأن: الجمال الأبدي لا يرضى بمشتاق فانٍ ومحبٍ زائلٍ. إذ الجمال يطلب محبةً تجاهه مثلما يحب نفسَه. بينما الزوال والفناءُ يحولان دون تلك المحبة ويبدلانها إلى عداء. | |||
<div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr"> | <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr"> |
düzenleme