66.402
düzenleme
("الثانية: انسلال الجسم المادي المقيّد بالزمان من غلافه، والتسامي روحياً بالتجرد، ورؤية ليلة القدر الماضية بالأمس مع ليلة العيد المُقبلة بعد يوم حاضرتين ماثلتين كأنهما اليوم الحاضر، حيث إنَّ الروح ليست مقيدة بالزمان. فحينما تسمو الأحاسيسُ الإنسانية إ..." içeriğiyle yeni sayfa oluşturdu) |
Değişiklik özeti yok |
||
53. satır: | 53. satır: | ||
والسؤال هو: لماذا لم تَرَ تلك البصيرة بنظرها الثاقب قاتلَه «فيروز» الذي كان قريباً منه؟ | والسؤال هو: لماذا لم تَرَ تلك البصيرة بنظرها الثاقب قاتلَه «فيروز» الذي كان قريباً منه؟ | ||
الجواب: نجيب عن هذا السؤال بما أجاب عنه سيدُنا يعقوب عليه السلام، (<ref> | الجواب: نجيب عن هذا السؤال بما أجاب عنه سيدُنا يعقوب عليه السلام، (<ref> | ||
ژ مصرش بوى بيراهن شنيدى چرا در جاه كنعانش نديدى<br> | ژ مصرش بوى بيراهن شنيدى چرا در جاه كنعانش نديدى<br> | ||
62. satır: | 61. satır: | ||
فأجاب عليه السلام: إن حالاتِنا كالبرق الخاطف، يظهر أحياناً ويختفي أخرى، فنكون أحيانا كمن هو جالس في أعلى مقام ويرى جميع ما حوله، وأحياناً أخرى لا نرى ظهر أقدامنا. | فأجاب عليه السلام: إن حالاتِنا كالبرق الخاطف، يظهر أحياناً ويختفي أخرى، فنكون أحيانا كمن هو جالس في أعلى مقام ويرى جميع ما حوله، وأحياناً أخرى لا نرى ظهر أقدامنا. | ||
والخلاصة: إنه مهما كان الإنسان فاعلا ذا اختيار إلّا أن المشيئة الإلهية هي الأصل، والقدرُ الإلهي حاكمٌ مهيمن والمشيئة الإلهية تردّ المشيئة الإنسانية، بمضمون قوله تعالى: ﴿وَمَا تَشَٓاؤُ۫نَ اِلَّٓا اَنْ يَشَٓاءَ اللّٰهُ﴾ (الإنسان: ٣٠) | والخلاصة: إنه مهما كان الإنسان فاعلا ذا اختيار إلّا أن المشيئة الإلهية هي الأصل، والقدرُ الإلهي حاكمٌ مهيمن والمشيئة الإلهية تردّ المشيئة الإنسانية، بمضمون قوله تعالى: ﴿وَمَا تَشَٓاؤُ۫نَ اِلَّٓا اَنْ يَشَٓاءَ اللّٰهُ﴾ (الإنسان: ٣٠) | ||
113. satır: | 111. satır: | ||
الثانية: إن الأُسس المتبعة في القومية والعنصرية أُسس ظالمة لا تتبع العدالةَ ولا توافق الحق، إذ لا تسير تلك الأُسسُ على وفق العدالة، لأن الحاكم العنصري يفضّل من هم بنو جنسه على غيرهم، فأنَّى له أن يبلغ العدالة! | الثانية: إن الأُسس المتبعة في القومية والعنصرية أُسس ظالمة لا تتبع العدالةَ ولا توافق الحق، إذ لا تسير تلك الأُسسُ على وفق العدالة، لأن الحاكم العنصري يفضّل من هم بنو جنسه على غيرهم، فأنَّى له أن يبلغ العدالة! | ||
بينما الإسلام يجبّ ما قبله من عصبية جاهلية، لا فرق بين عبدٍ حبشي وسيد قرشي إذا أسلما. (<ref> | بينما الإسلام يجبّ ما قبله من عصبية جاهلية، لا فرق بين عبدٍ حبشي وسيد قرشي إذا أسلما. (<ref> | ||
انظر حول العصبية: مسلم، الأمارة ٥٣-٥٤؛ أبو داود، الأدب ١١١؛ ابن ماجه، الفتن ٧؛ أحمد بن حنبل، المسند ٤٨٨/٢. | انظر حول العصبية: مسلم، الأمارة ٥٣-٥٤؛ أبو داود، الأدب ١١١؛ ابن ماجه، الفتن ٧؛ أحمد بن حنبل، المسند ٤٨٨/٢. | ||
</ref>) فلا يمكن إقامة رابطةَ القومية بدلاً من رابطة الدين في ضوء هذا الأمر الجازم. إذ لا تكون هناك عدالةٌ قط وإنما تُهدر الحقوق ويضيع الإنصاف. | </ref>) فلا يمكن إقامة رابطةَ القومية بدلاً من رابطة الدين في ضوء هذا الأمر الجازم. إذ لا تكون هناك عدالةٌ قط وإنما تُهدر الحقوق ويضيع الإنصاف. | ||
وهكذا فإن سيدنا الحسين رضي الله عنه قد تمسّكَ برابطة الدين، وهو مُحقٌّ في ذلك، لذا قاوم الأمويين حتى رُزق مرتبةَ الشهادة. | وهكذا فإن سيدنا الحسين رضي الله عنه قد تمسّكَ برابطة الدين، وهو مُحقٌّ في ذلك، لذا قاوم الأمويين حتى رُزق مرتبةَ الشهادة. | ||
129. satır: | 125. satır: | ||
إن الحسن والحسين رضي الله عنهما وذويهما ونسلَهما كانوا مرشحين لسلطنة معنوية ومؤهلين لتسنّم مرتبةً سامية معنوية. ولما كان الجمعُ بين سلطنة الدنيا وتلك السلطنة المعنوية من الصعوبة بمكان، لذا جعلهم القدرُ الإلهي يُعرِضون عن الدنيا، وأظهر لهم وجهَ الدنيا الدميم، لئلا تبقى لهم علاقةٌ قلبية مع الدنيا، ودفعهم إلى أن ينفضوا أيديهم من سلطنة صورية دنيوية مؤقتة زائلة، بينما عيّنهم لتسنّم الأمورِ لدى سلطنة معنوية سامية دائمة، فأصبحوا مرجِعاً لأقطاب الأولياء بدلاً من أن يكونوا مرجعاً للولاة الاعتياديين. | إن الحسن والحسين رضي الله عنهما وذويهما ونسلَهما كانوا مرشحين لسلطنة معنوية ومؤهلين لتسنّم مرتبةً سامية معنوية. ولما كان الجمعُ بين سلطنة الدنيا وتلك السلطنة المعنوية من الصعوبة بمكان، لذا جعلهم القدرُ الإلهي يُعرِضون عن الدنيا، وأظهر لهم وجهَ الدنيا الدميم، لئلا تبقى لهم علاقةٌ قلبية مع الدنيا، ودفعهم إلى أن ينفضوا أيديهم من سلطنة صورية دنيوية مؤقتة زائلة، بينما عيّنهم لتسنّم الأمورِ لدى سلطنة معنوية سامية دائمة، فأصبحوا مرجِعاً لأقطاب الأولياء بدلاً من أن يكونوا مرجعاً للولاة الاعتياديين. | ||
== أما سؤالكم الثالث == | |||
= | |||
الذي هو ما الحكمة في المصيبة الأليمة والمعاملة الظالمة التي أصابت أولئك الطاهرين الميامين؟. | |||
الجواب: لقد بيّنا سابقاً أن هناك ثلاثة أُسس كان معارضو سيدنا الحسين رضي الله عنه وهم الأمويون يسيرون عليها والتي أدت إلى ارتكاب تلك المظالم والمعاملات القاسية: | |||
الأول: هو دستور السياسة الظالم ومؤداه؛ أن الأشخاص يُضحّى بهم في سبيل الحفاظ على الدولة واستتباب النظام في البلاد. | الأول: هو دستور السياسة الظالم ومؤداه؛ أن الأشخاص يُضحّى بهم في سبيل الحفاظ على الدولة واستتباب النظام في البلاد. |
düzenleme