59.684
düzenleme
("وبينما كنت أحس بأني أسعد إنسان في العالم، نظرتُ إلى المرآة، ورأيت شعيرات بيضاء في رأسي وفي لحيتي، وإذا بتلك الصحوة الروحية التي أحسست بها في الأسر في جامع «قوصترما» تبدأ بالظهور. فأخذتُ أنعم النظر وأفكر مدققاً في تلك الحالات التي كنت ارتبط بها قلبياً،..." içeriğiyle yeni sayfa oluşturdu) |
("راجعت أولَ ما راجعت، تلك العلوم التي اكتسبتها سابقاً، أبحث فيها السلوة والرجاء. ولكن كنت -ويا للاسف- إلى ذلك الوقت مغترفاً من العلوم الإسلامية مع العلوم الفلسفية ظناً مني -ظناً خطأً جداً- أن تلك العلوم الفلسفية هي مصدرُ الرُّقي والتكامل ومحور الثقافة و..." içeriğiyle yeni sayfa oluşturdu) |
||
371. satır: | 371. satır: | ||
نعم، بينما كنت في هذه الحالة، إذا بحكمة القرآن المقدسة تسعفني، رحمةً من العلي القدير، وفضلاً وكرماً من عنده سبحانه. | نعم، بينما كنت في هذه الحالة، إذا بحكمة القرآن المقدسة تسعفني، رحمةً من العلي القدير، وفضلاً وكرماً من عنده سبحانه. | ||
<div | <div class="mw-translate-fuzzy"> | ||
فغسلتْ أدرانَ تلك المسائل الفلسفية، وطهّرتْ روحي منها -كما هو مبيّن في كثير من الرسائل- إذ كان الظلام الروحي المنبثق من العلوم الفلسفية، يُغرق روحي ويطمسها في الكائنات، فأينما كنت أتوجّه بنظري في تلك المسائل فلا أرى نوراً ولا أجد قبساً، ولم أتمكن من التنفس والانشراح، حتى جاء نورُ التوحيد الساطع النابع من القرآن الكريم الذي يلقّن «لا اله إلّا هو» فمزّق ذلك الظلام وبدّده. فانشرح صدري وتنفس بكل راحة واطمئنان.. ولكن النفس والشيطان، شنّا هجوماً عنيفاً على العقل والقلب وذلك بما أخذاه من تعليمات وتلقّياه من دروس من أهل الضلالة والفلسفة. فبدأت المناظرةُ النفسية في هذا الهجوم حتى اختتمت -ولله الحمد والمنّة- بانتصار القلب وفوزه. | |||
</div> | </div> | ||
ولما كان قسم من تلك المناظرات قد ورد في أغلب الرسائل، فنحن نكتفي به، إلّا أننا نبين هنا برهاناً واحداً فقط من بين آلاف البراهين، لنبين انتصار القلب وفوزه على النفس والشيطان، وليقوم ذلك البرهان بتطهير أرواح أولئك الشيوخ الذين لوّثوا أرواحهم، وأسقموا قلوبَهم، وأطغوا أنفسهم، حتى تجاوزت حدودَها، تارة بالضلالة، وتارة بما لا يعنيهم من أمور تتستر تحت ستار العلوم الأجنبية والفنون الحضارية، ولينجوا -بإذن الله- في حق التوحيد، من شرور النفس والشيطان. والمناظرة هي كالآتي: | |||
قالت نفسي مستفسرةً باسم العلوم الفلسفية المادية: «إن الأشياء الموجودة في الكون، بطبيعتها تتدخل في الموجودات، فكل شيء متوجّهٌ إلى سبب وصادر منه، فالثمرةُ تؤخذ من الشجرة، والحبوبُ تُطلب من التراب، فماذا يعني التضرع إلى الله وطلب أصغر شيء وأكثره جزئية منه سبحانه؟!». | |||
انكشف حالاً سرُّ التوحيد بنور القرآن الكريم بالصورة الآتية: | |||
أجاب قلبي لنفسي المتفلسفة: إن أصغرَ شيء وأكثرَه جزئية إنما هو كأكبرِ شيء وأعظمِه، فهو يصدر من قدرة خالق الكائنات مباشرة، ويأتي من خزينته سبحانه.. فليس هناك صورة أخرى قط، وما الأسباب إلّا ستائر؛ ذلك لأنَّ أصغر المخلوقات وأتفهَها -حسب ظننا- قد يكون أعظمَ من أكبر المخلوقات وأضخمها، من حيث الخلقة والصنعة والإتقان. فالذباب مثلاً، إن لم يكن أدقَّ وأرقى من حيث الصنعة من الدجاج فليس هو بقاصر عنها، لهذا لا يمكن التمييزُ بين الصغير والكبير من حيث الخلقة والصنعة فإما أن يُنسَب خلقُ الجميع -صغيرُه وكبيرُه- إلى الأسباب المادية، وإما أن يُسنَد الخلق جميعاً إلى الواحد الأحد. ومثلما أن الشق الأول محالٌ في محال، فإن الشق الثاني واجب الاعتقاد به وضروري. | |||
لأنه: | |||
ما دام علمُ الله سبحانه وتعالى يحيط بكل شيءٍ، والذي هو ثابت وجودُه بشكل قاطع بانتظام جميع الموجودات والحِكَم التي فيها.. وما دام كل شيء يتعيّن مقدارُه في علمه سبحانه.. وما دامت المصنوعات والمخلوقات وهي في منتهى الروعة والإتقان تأتي بمنتهى السهولة إلى الوجود من العدم كل حين كما هو مشاهَد.. ومادام ذلك القدير العليم يملك قدرة مطلقة يمكنه أن يوجِد كلَّ شيء بأمر «كن فيكون» وفي لمح البصر.. كما بيّنا ذلك في كثير من الرسائل بدلائل قاطعة ولاسيما في «المكتوب العشرين» وختام «اللمعة الثالثة والعشرين». فلابد أن السهولة المطلقة المشاهَدة، والخارقة للعادة، ما هي إلّا من تلك الإحاطة العلمية ومن عظمة تلك القدرة المطلقة. | |||
مثلاً: كما أنه إذا أمررتَ مادة كيمياوية معينة على كتاب كُتب بحبر كيمياوي لا يُرى، فإن ذلك الكتاب الضخم يظهر عياناً حتى يستقرئ كلَّ ناظر اليه، كذلك يتعين مقدارُ كل شيء وصورتُه الخاصة به في العلم المحيط للقدير الأزلي، فيمرر القديرُ المطلق قوته -التي هي تجلٍ من قدرته- بكل سهولة ويسر، كإمرار تلك المادة في المثال، على تلك الماهية العلمية، يمرره بأمر «كنْ فيكون»، وبقدرته المطلقة تلك، وبإرادته النافذة.. فيعطي سبحانه ذلك الشيء وجوداً خارجياً، مُظهراً إياه أمام الأشهاد، مما يجعلهم يقرؤون ما فيه من نقوش حكمته.. | |||
ولكن إنْ لم يُسند خلقُ جميع الأشياء دفعةً واحدة إلى العليم المطلق وإلى القدير الأزلي، فإن خلق أصغر شيء عندئذ -كالذباب مثلاً- يستلزم جمعَ جميع ما له علاقة بالذباب من أكثر أنواع العالم، جمعَه بميزان خاص ودقيق جداً، أي جمع كل ذلك في جسم الذباب، بل ينبغي أن تكون كلُّ ذرةٍ عاملةٍ في جسم الذباب عالمةً تمام العلم بسرّ خلق الذباب وحكمة وجوده، بل ينبغي أن تكون متقنةً لروعة الصنعة التي فيها بدقائقها وتفاصيلها كافة. | |||
<div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr"> | <div lang="tr" dir="ltr" class="mw-content-ltr"> |
düzenleme