اللمعة العشرون

    Risale-i Nur Tercümeleri sitesinden
    20.51, 23 Nisan 2024 tarihinde Said (mesaj | katkılar) tarafından oluşturulmuş 96757 numaralı sürüm ("وعلاج هذا المرض الوبيل ودواؤه هو: الافتخار بصحبة السالكين في منهج الحق، وربطُ عرى المحبة معهم تطبيقاً للحديث الشريف: (الحُب في الله) (<ref>انظر: أبو داود، السنة ٢؛ أحمد بن حنبل، المسند ٥ / ١٤٦؛ الطيالسي، ص ٥٠، ١٠٠؛ ابن أبي شيبة، المصنف ٦/ ١٧٠، ١٧٢، ٧/ ٨٠.</ref>)..." içeriğiyle yeni sayfa oluşturdu)

    تخص الإخلاص

    أحرز هذا البحث أهميةً خاصة أهّلته ليكون «اللمعة العشرين» بعد أن كان النقطة الأولى من خمس نقاط من المسألة الثانية من المسائل السبع للمذكّرة السابعة عشرة من «اللمعة السابعة عشرة».

    بِسْمِ اللّٰهِ الرَّحْمٰنِ الرَّح۪يمِ

    ﴿ اِنَّٓا اَنْزَلْنَٓا اِلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ فَاعْبُدِ اللّٰهَ مُخْلِصًا لَهُ الدّ۪ينَ ❀ اَلَا لِلّٰهِ الدّ۪ينُ الْخَالِصُ ﴾ ( الزمر٢- ٣)

    وقال الرسول الأعظم ﷺ: (هَلَكَ النَّاسُ إلّا الْعَالِمُونَ وَهَلَكَ الْعَالِمونَ إلّا العَامِلُونَ وَهَلَكَ الْعَامِلوُنَ إلّا الْمُخْلِصُونَ وَالْمُخْلِصُونَ عَلى خَطَرٍ عَظيمٍ) ([1]) أو كما قال.


    تدلنا هذه الآية الكريمة والحديث النبوي الشريف معاً على مدى أهمية الإخلاص في الإسلام، ومدى عظمته أساساً تستند إليه أمور الدين. فمن بين النكت التي لا حصر لها لمبحث «الإخلاص» نبين باختصار خمس نقاط فقط.

    تنبيه: إن ما يوجب الشكر على هذه البلدة الطيبة «اسبارطة» أن قد أتاها الله حظاً عظيماً ، فلا يبدو بين من فيها من المتقين والصالحين وأهل الطرق الصوفية والعلماء اختلاف مشوب بالحسد، حتى لو ظهر فهو أخف بكثير مما هو عليه في سائر المناطق. وعلى الرغم من أن المحبة الخالصة والاتفاق التام غير موجودين كما ينبغي فإن الاختلاف المضر والحسد الممقوت مفقودان أيضا بالنسبة للمناطق الأخرى. (المؤلف).

    النقطة الأولى

    سؤال مهم ومثير للدهشة:

    لماذا يختلف أصحابُ الدين والعلماء وأرباب الطرق الصوفية وهم أهل حق ووفاق ووئام بالتنافس والتزاحم، في حين يتفق أهلُ الدنيا والغفلة بل أهل الضلالة والنفاق من دون مزاحمة ولا حسد فيما بينهم، مع أن الاتفاق هو من شأن أهل الوفاق والوئام، والخلاف ملازمٌ لأهل النفاق والشقاق. فكيف استبدل الحق والباطل مكانهما؛ فأصبح الحق بجانب هؤلاء والباطل بجانب أولئك؟

    الجواب: سنبين سبعة من الأسباب العديدة لهذه الحالة المؤلمة التي تقض مضجع الغيارى الشهمين.

    السبب الأول:

    إنَّ اختلاف أهل الحق غير نابع من فقدان الحقيقة، كما أن اتفاق أهل الغفلة ليس نابعاً من ركونهم إلى الحقيقة.

    بل إن وظائف أهل الدنيا والسياسة والمثقفين وأمثالهم من طبقات المجتمع قد تعيّنت وتميزت؛ فلكل طائفة وجماعة وجمعية مهمة خاصة تنشغل بها، وما ينالونه من أجرة مادية -لقاء خدماتهم ولإدامة معيشتهم- هي كذلك متميزة ومتعيّنة، كما أن ما يكسبونه من أجرة معنوية كحب الجاه وذيوع الصيت والشهرة، هي الأخرى متعينة ومخصصة ومتميزة. ([2]) فليس هناك إذن ما يولد منافسة أو مزاحمة أو حسداً فيما بينهم. وليس هناك ما يوجب المناقشة والجدال، لذا تراهم يتمكنون من الاتفاق مهما سلكوا من طرق الفساد.

    أما أهل الدين وأصحاب العلم وأرباب الطرق الصوفية فإن وظيفة كل منهم متوجهة إلى الجميع، وأن أجرتهم العاجلة غير متعينة وغير متخصصة، كما أن حظهم من المقام الاجتماعي وتوجه الناس إليهم والرضى عنهم لم يتخصص أيضاً. فهناك مرشحون كثيرون لمقام واحد، وقد تمتد أيدٍ كثيرةٌ جداً إلى أية أجرة مادية كانت أو معنوية. ومن هنا تنشأ المزاحمة والمنافسة والحسد والغيرة؛ فيتبدل الوفاقُ نفاقاً والاتفاق اختلافاً وتفرقاً.

    فلا يشفي هذا المرض العضال إلّا مرهمُ الإخلاص الناجع،

    أي أن ينال المرء شرف امتثال الآية الكريمة: ﴿ اِنْ اَجْرِيَ اِلَّا عَلَى اللّٰهِ ﴾ (يونس: ٧٢) بإيثار الحق والهدى على اتباع النفس والهوى، وبترجيح الحق على أثَرة النفس.. وأن يحصل له امتثال بالآية الكريمة: ﴿ وَمَا عَلَى الرَّسُولِ اِلَّا الْبَلَاغُ الْمُب۪ينُ ﴾ (النور: ٥٤) باستغنائه عن الأجر المادي والمعنوي المقبلَين من الناس ([3]) مدركاً أَنَّ استحسان الناس كلامَه وحسن تأثيره فيهم ونيل توجههم إليه هو مما يتولاه الله سبحانه وتعالى ومن إحسانه وفضله وحده، وليس داخلاً ضمن وظيفته التي هي منحصرةٌ في التبليغ فحسب. بل لا يلزمه ذلك ولا هو مكلف به أصلاً. فمن وفّقه الله إلى ما ذُكر آنفاً يجد لذة الإخلاص، وإلّا يفوته الخير الكثير.

    السبب الثاني:

    إن اتفاق أهل الضلالة نابع من ذلتهم، بينما اختلاف أهل الهداية نابع من عزّتهم؛

    إذ لما كان أهل الدنيا والضلالة الغافلون لا يستندون إلى الحق والحقيقة فهم ضعفاء وأذلاء، يشعرون بحاجة ماسة إلى اكتساب القوة ويتشبثون بشدة إلى معاونة الآخرين والاتفاق معهم، ويحرصون على هذا الاتفاق ولو كان مسلكهم ضلالة، فكأنهم يعملون حقاً في تساندهم على الباطل، ويخلصون في ضلالهم، ويبدون ثباتاً وإصراراً على إلحادهم، ويتفقون في نفاقهم، فلأجل هذا يوفّقون في عملهم، لأن الإخلاص التام ولو كان في الشر لا يذهب سُدىً، ولا يكون دون نتيجة. فما من سائل يسأل بإخلاص أمراً إلّا قضاه الله له. ([4])

    أما أهل الهداية والدين وأصحاب العلم والطريقة فلأنهم يستندون إلى الحق والحقيقة، ولأن كلاً منهم أثناء سيره في طريق الحق لا يرجو إلّا رضى ربه الكريم ويطمئن إليه كل الاطمئنان، وينال عزة معنوية في مسلكه نفسه، إذ حالما يشعر بضعف ينيب إلى ربه دون الناس، ويستمد منه وحده القوة، زد على ذلك يرى أمامه اختلاف المشارب مع ما هو عليه، لذا تراه لا يستشعر بدواعي التعاون مع الآخرين بل لا يتمكن من رؤية جدوى الاتفاق مع مخالفيه ظاهراً ولا يجد في نفسه الحاجة إليه. وإذا ما كان ثمة غرورٌ وأنانية في النفس يتوهم المرء نفسه محقاً ومخالفيه على باطل فيقع الاختلاف والمنافسة بدل الاتفاق والمحبة، وعندها يفوته الإخلاصُ ويحبط عمله ويكون أثراً بعد عين.

    والعلاج الوحيد لهذه الحالة والحيلولة دون رؤية نتيجتِها الوخيمة هو في تسعة أمور آتية:

    ١ - العمل الإيجابي البنّاء، وهو: عملُ المرء بمقتضى محبته لمسلكه فحسب، من دون أن يرد إلى تفكيره، أو يتدخل في علمه عداءُ الآخرين أو التهوينُ من شأنهم، أي لا ينشغل بهم أصلاً.

    ٢ - بل عليه أن يتحرى روابط الوحدة الكثيرة التي تربط المشارب المعروضة في ساحة الإسلام -مهما كان نوعها- والتي ستكون منابع محبة ووسائل أخوة واتفاق فيما بينها فيتفق معها.

    ٣ - واتخاذ دستور الإنصاف دليلاً ومرشداً، وهو: أن صاحبَ كل مسلك حق يستطيع القول: «إن مسلكي حق وهو أفضل وأجمل» من دون أن يتدخل في أمر مسالك الآخرين، ولكن لا يجوز له أن يقول: «الحق هو مسلكي فحسب» أو «أن الحسن والجمال في مسلكي وحده» الذي يقضي على بطلان المسالك الأخرى وفسادها.

    ٤ - العلم بأن الاتفاق مع أهل الحق هو أحد وسائل التوفيق الإلهي وأحد منابع العزة الإسلامية.

    ٥ - الحفاظ على الحق والعدل بإيجاد شخص معنوي؛ وذلك بالاتفاق مع أهل الحق للوقوف تجاه أهل الضلالة والباطل الذين أخذوا يغيرون بدهاء شخص معنوي قوي في صورة جماعة على أهل الحق -بما يتمتعون به من تساند واتفاق- ثم الإدراك بأن أية مقاومة فردية -مهما كانت قوية- مغلوبةٌ على أمرها تجاه ذلك الشخص المعنوي للضلالة.

    ٦ - ولأجل إنقاذ الحق من صولة الباطل:

    ٧ - ترك غرور النفس وحظوظها.

    ٨ - وترك ما يُتصور خطأً أنه من العزة والكرامة.

    ٩ - وترك دواعي الحسد والمنافسة والأحاسيس النفسانية التافهة.

    بهذه النقاط التسع يُظفَر بالإخلاص ويوفي الإنسان وظيفته حق الوفاء ويؤديها على الوجه المطلوب. ([5])

    السبب الثالث:

    إنَّ اختلاف أهل الحق ليس ناشئاً عن الوضاعة وفقدان الهمة،

    كما أن اتفاق أهل الضلالة ليس ناشئاً عن علو الهمة، بل إن اختلاف أهل الهداية نابع من سوء استعمال علو الهمة والإفراط فيه، واتفاق أهل الضلالة مردّه الضعف والعجز الحاصلان من انعدام الهمة.

    والذي يسوق أهل الهداية إلى سوء استعمال علو الهمة وبالتالي إلى الاختلاف والغيرة والحسد، إنما هو المبالغة في الحرص على الثواب الأخروي -الذي هو في حد ذاته خصلة ممدوحة- وطلب الاستزادة منها دون قناعة وحصرها على النفس. وهذا يستدرج الحريص شيئاً فشيئاً حتى يصل به الأمر إلى أن يتخذ وضعاً منافساً إزاء أخيه الحقيقي الذي هو بأمس الحاجة إلى محبته ومعاونته وأُخوته والأخذ بيده. كأن يقول -مثلاً- لأغنم أنا بهذا الثواب، ولأرشد أنا هؤلاء الناس وليسمعوا مني وحدي الكلام، وأمثالها من طلب المزيد من الثواب لنفسه.أو يقول: لماذا يذهب تلاميذي إلى فلان وعلان؟ ولماذا لا يبلغ تلاميذي عدد تلاميذه وزيادة؟ فتجد روح الأنانية لديه -بهذا الحوار الداخلي- الفرصة سانحة لترفع رأسها وتبرز، فتسوقه تدريجياً إلى التلوث بصفة مذمومة، تلك هي التطلع إلى حب الجاه، فيفوته الإخلاص وينسد دونه بابه، بينما ينفتح باب الرياء له على مصراعيه.

    إنَّ علاج هذا الخطأ الجسيم والجرح البليغ والمرض الروحي العضال هو:

    العلم بأن رضى الله لا يُنال إلّا بالإخلاص، ([6]) فرضاه سبحانه ليس بكثرة التابعين ولا باطراد النجاح والتوفيق في الأعمال، ذلك لأن تكثير التابعين والتوفيق في الأعمال هو مما يتولاه الله سبحانه بفضله وكرمه، فلا يُسأل ولا يُطلب بل يؤتيه الله سبحانه من يشاء.

    نعم، رُبّ كلمة واحدة تكون سبباً للنجاة من النار وتصبح موضع رضى الله سبحانه، ([7]) ورُبّ إرشاد شخص واحد يكون موضع رضى الله سبحانه بقدر إرشاد ألف من الناس. فلا ينبغي أن تُؤخذ الكمية بنظر الاعتبار كثيراً.

    ثم إنَّ الإخلاص في العمل ونشدان الحق فيه إنما يُعرف بصدق الرغبة في إفادة المسلمين عامةً أياً كان مصدر الاستفادة ومن أي شخص صدر. وإلّا فحصر النظر بأن يؤخذ الدرس والإرشاد مني فقط لأفوز بالثواب الأخروي هو حيلة النفس وخديعة الأنانية.

    فيا من يحرص على المزيد من الثواب ولا يقنع بما قام به من أعمال للآخرة!

    اعلم أن الله سبحانه قد بعث أنبياءً كراماً، وما آمن معهم إلّا قليل. ومع ذلك نالوا ثواب النبوة العظيم كاملاً غير منقوص. فليس السبق والفضل إذن في كثرة التابعين المؤمنين، وإنما في نيل شرف رضى الله سبحانه. فمَنْ أنت أيها الحريص حتى ترغب أن يسمعك الناس كلهم، وتتغافل عن واجبك وتحاول أن تتدخل في تدبير الله وتقديره؟ اعلم واجبَك، ولا تحاول أن تتدخل في تدبير الله وتقديره. اعلم أن تصديق الناس كلامك وقبولهم دعوتك وتجمعهم حولك إنما هو من فضل الله يؤتيه من يشاء، فلا تُشغل نفسك فيما يخصه سبحانه من تقدير وتدبير، بل اجمع همّك في القيام بما أُنيط بك من واجب.

    ثم إن الإصغاء إلى الحق والحقيقة، ونوال المتكلم بهما الثواب ليس منحصراً على الجنس البشري وحده، بل لله عباد من ذوي الشعور ومن الروحانيين والملائكة قد ملأوا أركان الكون وعمروها. ([8]) فإن كنت تريد مزيداً من الثواب الأخروي فاستمسك بالإخلاص واتخذه أساساً لعملك واجعل مرضاة الله وحدها الهدف والغاية في عملك، كي تحيا أفراد تلك الكلمات الطيبة المنطوقة من شفتيك منتشرة في جو السماء بالإخلاص وبالنية الخالصة لتصل إلى أسماع مخلوقات من ذوي المشاعر الذين لا يحصرهم العدّ، فتنوّرهم، وتنال بها الثواب العظيم أضعافاً مضاعفة. ذلك لأنك إذا قلت: «الْحَمْدُ لله» مثلاً فستُكتب بأمر الله على إثر نطقك بهذه الكلمة ملايين الملايين من «الحَمْد لله» صغيرة وكبيرة في الفضاء. فلقد خلق سبحانه ما لا يعد من الآذان والأسماع تصغي إلى تلك الكلمات الكثيرة الطيبة، حيث لا عبث ولا إسراف في عمل البارئ الحكيم.

    فإذا ما بعث الإخلاصُ والنيةُ الصادقة الحياةَ في تلك الكلمات المنتشرة في ذرات الهواء فستدخل أسماع أولئك الروحانيين لذيذة طيبة كلذة الفاكهة الطيبة،

    ولكن إذا لم يبعث رضى الله والإخلاص الحياةَ في تلك الكلمات، فلا تستساغ، بل تنبو عنها الأسماع، ويبقى ثوابها منحصراً فيما تفوّه به الفم. فليصغِ إلى هذا قراء القرآن الكريم الذين يتضايقون من افتقار أصواتهم إلى الجودة والإحسان فيشكون من قلة السامعين لهم.

    السبب الرابع:

    إنَّ اختلاف أهل الهداية وتحاسدهم ليس كائناً من عدم التفكر في مصيرهم ولا من قصر نظرهم، كما أن الاتفاق الجاد بين أهل الضلالة ليس كائناً من القلق على المصير ولا من سمو نظرهم وعمق رؤيتهم.

    بل إن عجز أهل الهداية عن الثبات على الاستقامة في السير، وتقصيرهم عن الإخلاص في العمل يحرمهم من التمتع بمزايا ذلك المستوى الرفيع، فيسقطون في هوة الاختلاف رغم كونهم يسترشدون بالعقل والقلب البصيرين للعاقبة ويستفيضون من الحق والحقيقة ولا يميلون مع شهوات النفس بمقتضى أحاسيسهم الكليلة عن رؤية العقبى.

    أما أهل الضلالة فبإغراء النفس والهوى وبمقتضى المشاعر الشهوية والأحاسيس النفسانية الكليلة عن رؤية العقبى والتي تفضل درهما من لذة عاجلة على أرطال من الآجلة، تراهم يتفقون فيما بينهم اتفاقاً جاداً ويجتمعون حول الحصول على منفعة عاجلة ولذة حاضرة.

    نعم، إنَّ عبيد النفس السفلة من ذوي القلوب الميتة والهائمين على الشهوات الدنيئة يتحدون ويتفقون فيما بينهم على منافع دنيوية عاجلة..

    بينما ينبغي لأهل الهداية الاتفاق الجاد والاتحاد الكامل والتضحية المثمرة والاستقامة الرصينة فيما بينهم، حيث إنهم يتوجهون بنور العقل وضياء القلب إلى جني كمالات وثمرات أخروية خالدة آجلة، ولكن لعدم تجرّدهم من الغرور والكبر والإفراط والتفريط يضيّعون منبعاً عظيماً ثراً يمُدهم بالقوة، ألا وهو الاتفاق. فيضيع بدوره الإخلاص ويتحطم، وتتضعضع الأعمال الأخروية وتذهب سدى، ويصعب الوصول إلى نيل رضى الله سبحانه.

    وعلاج هذا المرض الوبيل ودواؤه هو:

    الافتخار بصحبة السالكين في منهج الحق، وربطُ عرى المحبة معهم تطبيقاً للحديث الشريف: (الحُب في الله) ([9]) ثم السير من خلفهم وترك شرف الإمامة لهم، وترك الإعجاب بالنفس والغرور، بناء على احتمال كون سالك الحق أياً كان هو خيراً منه وأفضل، وذلك ليسهل نيل الإخلاص. ثم العلم بأن درهماً من عمل خالص لوجه الله أولى وأرجح من أرطال من أعمال مشوبة لا إخلاص فيها. ثم إيثار البقاء في مستوى التابع دون التطلع إلى تسلم المسؤولية التي قلما تسلم من الأخطار.

    بهذه الأمور يُعالج هذا المرض الوبيل ويُعافى منه، ويَظفر بالإخلاص، ويكون المؤمن ممن أدى أعماله الأخروية حق الأداء.

    السبب الخامس:

    إنَّ اختلاف أهل الهداية وعدم اتفاقهم ليس نابعاً من ضعفهم، كما أن الاتفاق الصارم بين أهل الضلالة ليس نابعاً من قوتهم.

    بل إن عدم اتفاق أهل الهداية ناجم عن عدم شعورهم بالحاجة إلى القوة، لما يمدهم به إيمانهم الكامل من مرتكز قوي. وإن اتفاق أهل الغفلة والضلالة ناجم عن الضعف والعجز، حيث لا يجدون في وجدانهم مرتكزاً يستندون إلى قوته. فلفرط احتياج الضعفاء إلى الاتفاق تجدهم يتفقون اتفاقاً قوياً، ولضعف شعور الأقوياء بالحاجة إلى الاتفاق يكون اتفاقهم ضعيفاً. مثلهم في هذا كمثل الأُسُود التي لا تشعر بالحاجة إلى الاتفاق -كالثعالب- فتعيش فُرادى، بينما الوعل والماعز الوحشي تعيش قطعاناً خوفاً من الذئاب.

    أي إن جمعية الضعفاء والشخص المعنوي الممثل لهم قوي كما أن جمعية الأقوياء والشخص المعنوي الممثل لهم ضعيف ([10]) وهناك إشارة لطيفة إلى هذا السر في نكتة قرآنية ظريفة وهي إسناد الفعل «قَالَ» بصيغة المذكر إلى جماعة الإناث مع كونها مؤنثة مضاعفة، وذلك في قوله تعالى:

    ﴿ وَقَالَ نِسْوَةٌ فِي الْمَد۪ينَةِ ﴾ (يوسف:٣٠)، بينما جاء الفعل «قالت» بصيغة المؤنث في قوله تعالى: ﴿ قَالَتِ الْاَعْرَابُ ﴾ (الحجرات: ١٤) وهم جماعة من الذكور،

    مما تشير إشارة لطيفة إلى أن جماعة النساء الضعيفات اللطيفات تتخاشن وتتقوى وتكسب نوعاً من الرجولة، فاقتضت الحال صيغة المذكر، فجاء فعل «قال» مناسباً وفي غاية الجمال. أما الرجال الأقوياء فلأنهم يعتمدون على قوتهم ولا سيما الأعراب البدويون فتكون جماعتهم ضعيفة كأنها تكسب نوعاً من خاصية الأنوثة من توجس وحذر ولطف ولين فجاءت صيغة التأنيث للفعل ملائمة جداً في قوله تعالى: ﴿ قَالَتِ الْاَعْرَابُ ﴾.

    نعم إنَّ الذين ينشدون الحق لا يرون وجه الحاجة إلى معاونة الآخرين لما يحملون في قلوبهم من إيمان قوي يمدهم بسند عظيم ويبعث فيهم التوكل والتسليم، حتى لو احتاجوا إلى الآخرين فلا يتشبثون بهم بقوة.

    أما الذين جعلوا الدنيا همّهم، فلغفلتهم عن قوة استنادهم ومرتكزهم الحقيقي يجدون في أنفسهم الضعف والعجز في إنجاز أمور الدنيا، فيشعرون بحاجة مُلحة إلى من يمد لهم يد التعاون فيتفقون معهم اتفاقاً جاداً لا يخلو من تضحية وفداء.

    وهكذا فلأن طلاب الحق لا يقدرون قوةَ الحق الكامنة في الاتفاق ولا يبالون بها، ينساقون إلى نتيجة باطلة وخيمة تلك هي الاختلاف.

    بينما أهلُ الباطل والضلالة فلأنهم يشعرون -بسبب عجزهم وضعفهم- بما في الاتفاق من قوة عظيمة فقد نالوا أمضى وسيلة توصلهم إلى أهدافهم، تلك هي الاتفاق.

    وطريق النجاة من هذا الواقع الباطل الأليم، والتخلص من هذا المرض الفتاك، مرض الاختلاف الذي ألمّ بأهل الحق، هو اتخاذ النهي الإلهي في الآية الكريمة: ﴿ وَلَا تَنَازَعُوا فَتَفْشَلُوا وَتَذْهَبَ ر۪يحُكُمْ ﴾ (الأنفال: ٤٦) واتخاذ الأمر الرباني في الآية الكريمة: ﴿ وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوٰى ﴾ (المائدة: ٢) دستورين للعمل في الحياة الاجتماعية.. ثم العلم بمدى ما يسببه الاختلاف من ضرر بليغ في الإسلام والمسلمين وبمدى ما ييسر السبيل أمام أهل الضلالة ليبسطوا أيديهم على أهل الحق.. ثم الالتحاق بقافلة الإيمان التي تنشد الحق والانخراط في صفوفها بتضحية وفداء وبشعور نابع من عجز كامل وضعف تام، وذلك مع نُكران الذات والنجاة من الرياء ابتغاء الوصول إلى نيل شرف الإخلاص.

    السبب السادس:

    Ehl-i hakkın ihtilafı nâmertliklerinden, himmetsizliklerinden, hamiyetsizliklerinden olmadığı gibi; gafletli ehl-i dünyanın ve ehl-i dalaletin, hayat-ı dünyeviyeye ait işlerde samimane ittifakları dahi mertlikten, hamiyetten, himmetten değildir.

    Belki ehl-i hakkın ekseriyetle âhirete ait olan faydaları düşünmekle, o ehemmiyetli ve kesretli meselelere hamiyeti, himmeti, mertliği inkısam eder. Hakiki sermaye olan vaktini bir meseleye sarf etmediği için meslektaşlarıyla ittifakı muhkemleşmiyor. Çünkü meseleler çok, daire dahi geniştir.

    Gafletli ehl-i dünya ise yalnız hayat-ı dünyeviyeyi düşündüklerinden, bütün hissiyatıyla ve ruh ve kalbiyle şiddetli bir surette hayat-ı dünyeviyeye ait meselelere sarılır. Ve o meselede ona yardım edene kuvvetli yapışır. Ve hakikat nokta-i nazarında beş paraya değmeyen ve ehl-i hak ona on para kıymet vermeyen meselelere, divane olmuş elmasçı bir Yahudi’nin beş paralık cam parçasına beş lira fiyat verdiği gibi beş yüz lira kıymetindeki vaktini o meseleye hasreder. Elbette bu kadar fiyat verip ve şiddetli hissiyat ile sarılmak, bâtıl yolunda dahi olsa samimi bir ihlas olduğundan, o meselede muvaffak olur ve ehl-i hakka galebe eder. Bu galebe neticesinde ehl-i hak zillete ve mahkûmiyete ve tasannua ve riyaya düşüp ihlası kaybeder. O nâmert, himmetsiz, hamiyetsiz bir kısım ehl-i dünyaya dalkavukluk etmeye mecbur olur.

    Ey ehl-i hak! Ey hakperest ehl-i şeriat ve ehl-i hakikat ve ehl-i tarîkat! Bu müthiş maraz-ı ihtilafa karşı birbirinizin kusurunu görmeyerek, yekdiğerinizin ayıbına karşı gözünüzü yumunuz!

    وَاِذَا مَرُّوا بِاللَّغ۟وِ مَرُّوا كِرَامًا edeb-i Furkanî ile edepleniniz! Ve haricî düşmanın hücumunda dâhilî münakaşatı terk etmek ve ehl-i hakkı sukuttan ve zilletten kurtarmayı en birinci ve en mühim bir vazife-i uhreviye telakki edip, yüzer âyât ve ehadîs-i Nebeviyenin şiddetle emrettikleri uhuvvet, muhabbet ve teavünü yapıp bütün hissiyatınızla ehl-i dünyadan daha şiddetli bir surette meslektaşlarınızla ve dindaşlarınızla ittifak ediniz yani ihtilafa düşmeyiniz.

    Böyle küçük meseleler için kıymettar vaktimi sarf etmekten ise o çok kıymetli vaktimi zikir ve fikir gibi kıymettar şeylere sarf edeceğim deyip çekilerek, ittifakı zayıflaştırmayınız. Çünkü bu manevî cihadda küçük mesele zannettiğiniz, çok büyük olabilir. Bir neferin, bir saatte mühim ve hususi şerait dâhilindeki nöbeti bir sene ibadet hükmüne bazen geçmesi gibi; bu ehl-i hakkın mağlubiyeti zamanında, manevî mücahede mesailinde, küçük bir meseleye sarf olunan senin kıymettar bir günün, o neferin o saati gibi bin derece kıymet alabilir, bir günün bin gün olabilir.

    Madem livechillahtır; o işin küçüğüne büyüğüne, kıymetli ve kıymetsizliğine bakılmaz. İhlas ve rıza-yı İlahî yolunda zerre, yıldız gibi olur. Vesilenin mahiyetine bakılmaz, neticesine bakılır. Madem neticesi rıza-yı İlahîdir ve mâyesi ihlastır; o küçük değildir, büyüktür.

    Yedinci Sebep

    Ehl-i hak ve hakikatin ihtilaf ve rekabetleri, kıskançlıktan ve hırs-ı dünyadan gelmediği gibi; ehl-i dünyanın ve ehl-i gafletin ittifakları dahi civanmertlikten ve ulüvv-ü cenabdan değildir.

    Belki ehl-i hakikat, hakikatten gelen ulüvv-ü cenab ve ulüvv-ü himmet ve tarîk-i hakta memduh olan müsabakayı tam muhafaza edemediklerinden ve nâ-ehillerin girmesi yüzünden bir derece sû-i istimal ettiklerinden; rekabetkârane ihtilafa düşüp hem kendine hem cemaat-i İslâmiyeye ehemmiyetli zarar olmuş.

    Ehl-i gaflet ve ehl-i dalalet ise meftun oldukları menfaatlerini kaçırmamak ve menfaat için perestiş ettikleri reislerini ve arkadaşlarını küstürmemek için zilletlerinden ve nâmertliklerinden, hamiyetsizliklerinden; mutlak arkadaşlarıyla, hattâ denî ve hain ve muzır olsalar dahi hâlisane ittihat hem menfaat etrafında toplanan ne şekilde olursa olsun şerikleriyle samimane ittifak ederler. Samimiyet neticesi olarak istifade ederler.

    İşte ey musibetzede ve ihtilafa düşmüş ehl-i hak ve ashab-ı hakikat! Bu musibet zamanında ihlası kaçırdığınızdan ve rıza-yı İlahîyi münhasıran gaye-i maksat yapmadığınızdan, ehl-i hakkın bu zillet ve mağlubiyetine sebebiyet verdiniz.

    Umûr-u diniye ve uhreviyede rekabet, gıpta, hased ve kıskançlık olmamalı ve hakikat nokta-i nazarında olamaz. Çünkü kıskançlık ve hasedin sebebi; bir tek şeye çok eller uzanmasından ve bir tek makama çok gözler dikilmesinden ve bir tek ekmeği çok mideler istemesinden müzahame, münakaşa, müsabaka sebebiyle gıptaya, sonra kıskançlığa düşerler. Dünyada bir şey-i vâhide çoklar talip olduğundan ve dünya dar ve muvakkat olması sebebiyle insanın hadsiz arzularını tatmin edemediği için rekabete düşüyorlar.

    Fakat âhirette tek bir adama beş yüz sene (Hâşiye[11]) mesafelik bir cennet ihsan edilmesi ve yetmiş bin kasır ve huriler verilmesi ve ehl-i cennetten herkes kendi hissesinden kemal-i rıza ile memnun olması işaretiyle gösteriliyor ki âhirette medar-ı rekabet bir şey yoktur ve rekabet de olamaz. Öyle ise âhirete ait olan a’mal-i salihada dahi rekabet olamaz, kıskançlık yeri değildir.

    Kıskançlık eden ya riyakârdır, a’mal-i saliha suretiyle dünyevî neticeleri arıyor veyahut sadık cahildir ki a’mal-i saliha nereye baktığını bilmiyor ve a’mal-i salihanın ruhu, esası ihlas olduğunu derk etmiyor. Rekabet suretiyle evliyaullaha karşı bir nevi adâvet taşımakla, vüs’at-i rahmet-i İlahiyeyi ittiham ediyor. Bu hakikati teyid eden bir vakıa:

    Eski arkadaşlarımızdan bir adamın, bir adama karşı adâveti vardı. O adamın yanında senakârane onun düşmanı amel-i salihle, hattâ velayetle tavsif edildi. O adam kıskanmadı, sıkılmadı.

    Sonra birisi dedi: “Senin o düşmanın cesurdur, kuvvetlidir.” Baktık ki o adamda şiddetli bir kıskançlık ve bir rekabet damarı uyandı.

    Ona dedik: “Velayet ve salahat hadsiz bir hayat-ı ebediyenin pırlantası gibi bir kuvvet ve bir yüksekliktir. Sen buna bu cihette kıskanmadın. Dünyevî kuvvet öküzde ve cesaret canavarda dahi bulunmakla beraber, velayet ve salahate nisbeten; bir âdi cam parçasının elmasa nisbeti gibidir.”

    O adam dedi ki: “Bir noktaya, bir makama ikimiz bu dünyada gözümüzü dikmişiz. Oraya çıkmak için basamaklarımız da kuvvet ve cesaret gibi şeylerdir. Onun için kıskandım. Âhiret makamatı hadsizdir. O burada benim düşmanım iken, orada benim samimi ve sevgili kardeşim olabilir.”

    Ey ehl-i hakikat ve tarîkat! Hakka hizmet, büyük ve ağır bir defineyi taşımak ve muhafaza etmek gibidir. O defineyi omuzunda taşıyanlara ne kadar kuvvetli eller yardıma koşsalar daha ziyade sevinir, memnun olurlar. Kıskanmak şöyle dursun, gayet samimi bir muhabbetle o gelenlerin kendilerinden daha ziyade olan kuvvetlerini ve daha ziyade tesirlerini ve yardımlarını müftehirane alkışlamak lâzım gelirken, nedendir ki rekabetkârane o hakiki kardeşlere ve fedakâr yardımcılara bakılıyor ve o hal ile ihlas kaçıyor. Vazifenizde müttehem olup ehl-i dalaletin nazarında, sizden ve sizin mesleğinizden yüz derece aşağı olan, din ile dünyayı kazanmak ve ilm-i hakikatle maişeti temin etmek, tama’ ve hırs yolunda rekabet etmek gibi müthiş ittihamlara maruz kalıyorsunuz.

    Bu marazın çare-i yegânesi: Nefsini ittiham etmek ve nefsine değil, daima karşısındaki meslektaşına taraftar olmak. Fenn-i âdab ve ilm-i münazaranın uleması mabeynindeki hakperestlik ve insaf düsturu olan şu: “Eğer bir meselenin münazarasında kendi sözünün haklı çıktığına taraftar olup ve kendi haklı çıktığına sevinse ve hasmının haksız ve yanlış olduğuna memnun olsa insafsızdır.” Hem zarar eder. Çünkü haklı çıktığı vakit o münazarada bilmediği bir şeyi öğrenmiyor, belki gurur ihtimaliyle zarar edebilir. Eğer hak hasmının elinde çıksa zararsız, bilmediği bir meseleyi öğrenip menfaattar olur, nefsin gururundan kurtulur.

    Demek insaflı hakperest, hakkın hatırı için nefsin hatırını kırıyor. Hasmının elinde hakkı görse yine rıza ile kabul edip taraftar çıkar, memnun olur.

    İşte bu düsturu ehl-i din, ehl-i hakikat, ehl-i tarîkat, ehl-i ilim kendilerine rehber ittihaz etseler ihlası kazanırlar. Ve vazife-i uhreviyelerinde muvaffak olurlar. Ve bu feci sukut ve musibet-i hazıradan rahmet-i İlahiye ile kurtulurlar.

    سُب۟حَانَكَ لَا عِل۟مَ لَنَٓا اِلَّا مَا عَلَّم۟تَنَٓا اِنَّكَ اَن۟تَ ال۟عَلٖيمُ ال۟حَكٖيمُ


    1. تقدم تخريجه في اللمعة السابعة عشرة.
    2. تحذير: إنَّ إقبال الناس وتوجههم لا يُطلب، بل يوهب، ولو حصل الإقبال فلا يُسرّ به. وإذا ما ارتاح المرء لتوجه الناس إليه فقد ضيع الإخلاص ووقع في الرياء. أما التطلع إلى نيل الشهرة والصيت التي تتضمن توجه الناس والرغبة في إقبالهم فهو ليس بأجرة ولا ثواب، بل عتاب وعقاب نابعان من فقدان الإخلاص. نعم ، إن توجه الناس وإقبالهم لا يراد، لأن ما فيه من لذة جزئية تضر بالإخلاص الذي هو روح الأعمال الصالحة، ثم إنه لا يستمر إلا إلى حد باب القبر. فضلا عن أنه يكتسب ما وراء القبر صورة أليمة من عذاب القبر. فلا يُرغب في توجه الناس ونيل رضاهم إذن، بل يلزم الفرار والتهيب منه. فليصغ إلى هذا عُباد الشهرة والمتلهفون على كسب رضى الناس. (المؤلف).
    3. لابد من جعل شيمة «الإيثار» التي تحلَّى بها الصحابة الكرام رضوان الله تعالى عليهم ونالوا بها ثناء القرآن الكريم نصب العين، واتخاذها دليلاً ومرشداً، وهذا يعني: تفضيل الآخرين على النفس عند قبول الهدايا والصدقات، وعدم قبول شئ مقابل ما يقوم به المرء من خدمات في سبيل الدين، بل لا يطلبه قلباً. وإذا حصل شئ من هذا القبيل فليعده إحساناً إلهياً محضاً، من دون البقاء تحت منة الناس. إذ ما ينبغي أن يُسأل شيء في الدنيا لقاء خدمات في سبيل الدين، لئلا يضيع الإخلاص. فالأمة وإن كان عليها أن تضمن معاش هؤلاء، كما انهم يستحقون الزكاة، إلا أن هؤلاء العاملين لا يسألون الناس شيئاً وربما يوهب لهم، حتى لو وهب لهم شيء فلا يأخذونه لقيامهم في خدمة الدين. فالأفضل إيثار من هم أهل لها على النفس، والرضى بما قسم الله من رزق والقناعة به، كي يحظى المرء بالثناء القرآني العظيم ﴿وَيُؤْثِرُونَ عَلٰٓى اَنْفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ﴾ (الحشر:٩)، وعندئذ يكون ظافراً بالإخلاص ومنقذاً نفسه من شرور هذه التهلكة الخطرة. (المؤلف).
    4. نعم، إن «من طلب وَجَدّ وَجَدَ» دستور من دساتير الحقيقة له من السعة والشمول ما يشمل مسلكنا أيضاً .(المؤلف).
    5. لقد ثبت في الحديث الصحيح أن المتدينين الحقيقيين من النصارى سيتفقون في آخر الزمان مستندين إلى أهل القرآن للوقوف معاً تجاه عدوهم المشترك الزندقة، لذا فأهل الإيمان والحقيقة في زماننا هذا ليسوا بحاجة إلى الاتفاق الخالص فيما بينهم وحده، بل مدعوون أيضا إلى الاتفاق حتى مع الروحانيين المتدينين الحقيقيين من النصارى، فيتركوا مؤقتا كل ما يثير الخلافات والمناقشات دفعاً لعدوهم المشترك الملحد المتعدي. (المؤلف).
    6. انظر: ابن ماجه، المقدمة ٩؛ الحاكم، المستدرك ٢/ ٣٦٢.
    7. انظر: البخاري، الرقاق ٨١؛ مسلم، الزهد ٦؛ الترمذي، الزهد ١٢؛ ابن ماجه، الفتن ١٢؛ الموطأ، الكلام ٤؛ أحمد بن حنبل، المسند ٢/ ٣٣٤، ٣/ ٤٦٩
    8. انظر: الترمذي، الزهد ٩؛ ابن ماجه، الزهد ١٩.
    9. انظر: أبو داود، السنة ٢؛ أحمد بن حنبل، المسند ٥ / ١٤٦؛ الطيالسي، ص ٥٠، ١٠٠؛ ابن أبي شيبة، المصنف ٦/ ١٧٠، ١٧٢، ٧/ ٨٠.
    10. إن ما يؤيد دعوانا هذه هو أن أقوى المنظمات الأوربية وأكثرها تأثيراً في المجتمع وأشدها من ناحية، هي منظمات النساء -وهن الجنس اللطيف- في أمريكا التي تطالب بحقوق المرأة وحريتها.. وكذلك منظمات الأرمن الذين هم أقلية وضعفاء بين الأمم، إلّا أنهم يبدون تضحية وبسالة فائقة. (المؤلف).
    11. Hâşiye: Mühim bir taraftan ehemmiyetli bir suâl: Rivâyette gelmiş ki, Cennette bir adama beş yüz senelik bir Cennet verilir. Bu hakikat akl-ı dünyevînin havsalasında nasıl yerleşir?
      Elcevab: Nasıl ki, bu dünyada herkesin dünya kadar hususî ve muvakkat bir dünyası var. Ve o dünyanın direği onun hayatıdır. Ve zâhirî ve bâtınî duygularıyla o dünyasından istifade eder. "Güneş bir lambam, yıldızlar mumlarımdır" der. Başka mahlûkat ve zîrûhlar bulunmaları, o adamın mâlikiyetine mâni olmadıkları gibi, bil'akis, onun hususî dünyasını şenlendiriyorlar, zînetlendiriyorlar.
      Aynen öyle de, (fakat binler derece yüksek) herbir mü'min için binler kasır ve hûrileri ihtiva eden hàs bahçesinden başka, umumî Cennetten beş yüz sene genişliğinde birer hususî Cenneti vardır. Derecesi nisbetinde inkişaf eden hissiyatıyla, duygularıyla, Cennete ve ebediyete lâyık bir sûrette istifade eder. Başkaların iştirâki, onun mâlikiyetine ve istifadesine noksan vermedikleri gibi, kuvvet verirler. Ve hususî ve geniş Cennetini zînetlendiriyorlar.
      Evet, bu dünyada bir adam, bir saatlik bir bahçeden ve bir günlük bir seyrangâhtan ve bir aylık bir memleketten ve bir senelik bir mesîregâhta seyahatinden ağzıyla, kulağıyla, gözüyle, zevkiyle, zâikasıyla, sâir duygularıyla istifade ettiği gibi; aynen öyle de, fakat bir saatlik bir bahçeden ancak istifade eden bu fânî memleketteki kuvve-i şâmme ve kuvve-i zâika, o bâkî memlekette bir senelik bahçeden aynı istifadeyi eder. Ve burada bir senelik mesîregâhtan ancak istifade edebilen bir kuvve-i bâsıra ve kuvve-i sâmia, orada beş yüz senelik mesîregâhındaki seyahatten, o haşmetli, baştan başa zînetli memlekete lâyık bir tarzda istifade eder.
      Her mü'min derecesine ve dünyada kazandığı sevâblar, haseneler nisbetinde inbisat ve inkişaf eden duygularıyla zevk alır, telezzüz eder, müstefîd olur.